جريدة آسو تجري حواراً مع السيد خيرالدين مراد سكرتير حزب آزادي الكردي في سوريا
التاريخ: الأحد 26 تشرين الثاني 2006
الموضوع: اخبار


السيد خيرالدين مراد الأمين العام لحزب آزادي الكردي في سوريا، في البداية نتمنى ان تعرف بنفسك لقراء جريدة (آسو) ؟

تولدي 1949 وأنتمي لعائلة فلاحية, انتسبت الى صفوف الحزب اليساري الكردي في سوريا قبل اريع عقود, تعرضت للاعتقال مع بعض الرفاق في 09/03/1970 لقيامنا برفع شعارات وطنية وقومية وطبقية في مظاهرة طلابية بمدينة قامشلو يوم 08/03/1970, منها(عاشت الاخوة العربية الكردية) حيث كنت طالبا في الصف الثالث الثانوي  واستمر اعتقالي في المعتقلات و السجون السورية لمدة اكثر من سنة تسبب في حرماني من متابعة دراستي, وبعد خروجي من السجن واصلت نشاطي الحزبي وعملي النضالي, ثم تم انتخابي عضواًَ للجنة المركزية في المؤتمر الخامس للحزب المنعقد في أوائل 1977 ثم عضوا في المكتب السياسي اواسط الثمانيات وانتخبتُ امينا عاماً للحزب اليساري الكردي في اوائل1993وتجدد انتخابي لهذا الموقع اكثر من مرة  الى ان تم انجاز عملية الوحدة بين الحزب اليساري الكردي و حزب الاتحاد الشعبي الكردي وانبثاق حزب ازادي الكردي عنها في 21/05/2005 حيث اختارني الرفاق امينا عاما لحزب ازادي وأٌنتخبت مجددًا في المؤتمر الأول التوحيدي للحزب المنعقد اواسط ايار2006 بفوزي بأغلبية اصوات مندوبي المؤتمر كسكرتير لحزب آزادي الكردي.


بالنسبة لحل القضية الكردية في سوريا، ماهي الطريقة المناسبة من وجهة نظركم ، وهل سيكون الحل الأنسب من الداخل أم أن الحل سيأتي من الخارج؟

هناك معايير ديمقراطية وعهود ومواثيق دولية تحدد خيارات حل قضايا الشعوب المضطهدة,ولان الشعب الكردي واحد من تلك الشعوب ولان قضيته القومية  هي جزء من قضية الديمقراطية في سوريا,فان حلها ديمقراطيا تكمن في الداخل, وهذا الحل ممكن ان يتحقق بسهولة في ظل نظام ديمقراطي حقيقي,ولكن طبيعة النظام الشمولية والمستبدة و كذلك السياسة الشوفينية المنتهجة بحق الشعب الكردي ,جعلت من الصعب بروز ملامح اي حل داخلي حتى الآن ,اضافة الى اصرار النظام على مواصلة سياسة انكار حقيقة الوجود التاريخي للشعب الكردي وقضيته القومية كقضية أرض وشعب . ليس هذا فحسب بل ان مواقف حلفاء النظام ومعارضوه  بتياراتهم  المختلفة في الداخل والخارج تتقاطع مع سياسة النظام بشأن القضية الكردية  ,مما يعطي للشعب الكردي كل الحق في  التوجه نحو المجتمع الدولي ومنطماته لكسب التأييد والتضامن مع قضيته العادلة  والاستفادة من العامل الدولي وتطوراته  من اجل حل قضيته خاصة في ظل غياب اي حل وطني ديمقراطي من الداخل, واعتقد بأن العامل الذاتي يلعب دورا اساسيا في نضالنا وسعينا لانتزاع حقوقنا القومية الديمقراطية في كردستان سوريا  فينبغي على اطراف حركتنا الوطنية العمل على بذل كافة الجهود الجادة  لتوحيد خطابها السياسي وتأطير نضالها ضمن اطار جامع ليكتسب نضالهم السلمي الديمقراطي القوة و الديمومة وتوظيف امكانات و طاقات جماهير شعبنا الكردي في سبيل تصعيد نضالنا القومي الديمقراطي وتفعيل دورها لأنني أعتقد بأن الرهان على أبناء شعبنا الكردي هو خيار سليم وناجع نحو تحقيق حقه في تقرير مصيره على قاعدة الاختياري الحر وخاصةً اذا رافقته ظروف موضوعية وعوامل خارجية ايجابية  .
 
كيف تقيمون الفدرالية القائمة في كردستان العراق (جنوب كردستان)؟

نحن نعتبر الفيدرالية في كردستان العراق حق طبيعي لشعب كردستان طالما اختارها برلمانهم المنتخب ديمقراطيا, وهي نتيجة لنضالهم الشاق والطويل ولكفاحهم البطولي المستمر وهي ثمرة تضحياتهم الجسام التي قدموها بسخاء في سبيل حريتهم , وبذلك تشكل انجازا تاريخيا عظيما ومكسباً قومياً كبيرا ليس لشعب كردستان فحسب وانما لعموم الشعب الكردي في جميع اجزاءئه وهي تجربة ديمقراطية رائدة في المنطقة, وبذلك تستدعي المصلحة القومية العليا والحاجة الديمقراطية الى حمايتها وتطويرها اكثر ونعتقد بانها دخلت في مرحلة متطورة اكثر بعد انتخاب الاخ المناضل مسعود البارزاني رئيسا للاقليم وانتخاب الاخ المناضل جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق وتوحيد الادارتين في الاقليم وبعد حركة العمران والبناء اللتان شهدتهما  كردستان عراق  و اننا ندعم ونساند بقوة التجربة الفيدرالية في كردستان العراق, ونعتقد بأنها تشكل النموذج الناجح والأكثر واقعيا في حل القضية الكردية في اجزاء كردستان الاخرى.

كيف تنظرون الى الحرب الأسرائيلية على جنوب لبنان؟

حكومة اسرائيل كانت تبحث في كثير من الاحيان عن الحجج والمبررات بل وتصنعها احياناً لتنطلق منها في شن حروبها على لبنان, ولكنها وجدت هذه المرة ودون عناء في مواقف و مماراسات  قادة حزب الله السبب الكافي في نظرهم لشن هذه الحرب التي دارت رحاها على الاراضي اللبنانية في ظل ظروف معقدة ودقيقة ,وهي حرب اقليمية  اندلعت لأهداف سياسية تتعلق بالأوضاع المحلية والاقليمية وببعض المشاريع السياسية الدولية في منطقة الشرق الأوسط .

الكل يعلم بمدى التشرذم الذي أصاب جسم الحركة الكردية في غرب كردستان، برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى كثرة الإنشقاقات في صفوف الحركة الكردية؟

اعتقد ان أهم العوامل المؤدية الى تشرذم الحركة الكردية وساهمت في تجاوز خارطتها السياسية والفكرية هي النزعة الشخصية والعامل السلطوي والتأثيرات الكردستانية وتقع علينا جميعا مسؤلية تصحيح هذا الوضع المزري واعادته الى حجمه الطبيعي ضمن حدود الخارطة الموضوعية كتيارين أساسين (تيار يساري وتيار يميني) ونحن في حزب أزادي خطونا خطوة جادة في هذا الاتجاه وسنواصل الجهود نحو تحقيق خطوات اخرى.

ماهي السياسة التي تتبعونها أو ما هي المرتكزات التي تستندون عليها في إقامة العلاقات مع الأحزاب الكردستانية بشكل عام، ومع الأحزاب الكردية في غرب كردستان بشكل خاص؟

نعتقد أن اقامة العلاقات مع الأحزاب الكردستانية والكردية شيء طبيعي ونحن من جانبنا نسعى على الدوام الى بنائها وتطويرها، على قاعدة مبدأ الحوار الديمقراطي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويلعب التقارب السياسي والفكري دوراً بارزاً في تطوير تلك العلاقات لتبلغ مستويات مرموقة.

شاركتم مع عدة أحزاب كردية من غرب كردستان في مؤتمر بروكسل، ولكنكم لم تصبحوا أعضاء في المجلس الوطني الكرستاني الذي تشكل في نهاية المؤتمر، ماهي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟

نحن نؤيد ونساند أي جهد جدي من أجل بناء اطار نضالي جامع لاطراف الحركة الكردية في سوريا , وبذلنا في السابق جهوداً جادة ولا نزال نواصل تلك الجهود لتحقيق هذا الاطار  لأنه مسألة استراتيجية بالنسبة لحزبنا ,   وقد شارك وفد من حزبنا في مؤتمر بروكسل  وفي اليوم الأول تبين بأن اغلبية اطراف الحركة الكردية لم تشارك فيه عندئذ تقدم وفدنا بمقترح يتضمن تأجيل المؤتمر الى مابعد ستة اشهر ليتسنى الاعداد له بشكل جيد لضمان مشاركة جميع اطراف الحركة الكردية , لأنه من غير المنطقي أن يتم الاعلان عن (مجلس وطني) واغلبية الاحزاب غير مشاركة وممثلة فيه, وعندما لم يؤخذ برأينا وأًصر القائمون على ادارة المؤتمر على اعلان المجلس تحفظ وفدنا وانسحب من المؤتمر لأننا لا يمكن ان نشارك في عمل وطني يؤدي الى مزيد من الشرخ في الصف الوطني.

في الفترة الأخيرة كان هناك انتعاش بشكل عام في صفوف المعارضة السورية بشقيها الكردي والعربي، إلى أي مدى هناك تنسيق أو تعاون بينكم وبين الأحزاب العربية المعارضة للنظام الحاكم في سوريا؟
 
هناك لجنة تنسيق ثلاثية بين حزبنا وحزب يكيتي وتيار المستقبل ونعمل سوياً في المجالين الوطني الديمقراطي والقومي الكردي، ولنا علاقات مع الاطر النضالية و الاحزاب الكردية ولكن البعض منها دون المستوى المطلوب بسبب ضعف الاستجابة الناجم عن خلاف في الرؤيا السياسية وخلاف حول اسلوب العمل وممارسة النضال  السلمي  الديمقراطي باشكاله الجماهيرية المتعددة، ولحزبنا علاقات مع الاحزاب والقوى والمنظمات العربية المعارضة، وتوجد  حوارات معهم لتقريب وجهات النظر فيما بيننا حول مختلف المسائل على الساحة الوطنية وخاصة موقفهم من القضية الكردية والذي نعتبره متخلفاً وغير ديمقراطي، وقد قمنا ببعض النشاطات الديمقراطية المشتركة  في مناسبات مختلفة، ونحن من جانبنا نسعى الى تعزيز وتطوير تلك العلاقات ومستعدون دائماً لأي حوار ديمقراطي مع محيطنا الوطني .

كيف تنظرون الى الضغوط الأخيرة الممارسة من قبل تركيا و إيران على حزب العمال الكردستاني؟

أن أنظمة الدول المقتسمة لكردستان تتعاون فيما بينها  بشكل استراتيجي عسكرياً وامنياً وسياسياً لعرقلة وتعطيل اي تطور يحصل لنضال الشعب الكردي، وهي متفقة على مواصلة جهودها للقضاء على الأدوات النضالية للشعب الكردي او   تقويضها، ولكنها تفشل باستمرار في محاولاتها اليائسة، لان ارادة الشعب الكردي اقوى من طغيان واستبداد غاصبي حقوقه القومية، وتأتي الضغوط الاخيرة التي تمارسها انظمة انقرة وطهران على حزب العمال الكردستاني في السياق ذاته وتهدف برأي ايضاً الى خلق مشاكل وقلاقل في  طريق تعزيز و تطوير التجربة الفدرالية ، الى جانب اهداف سياسية اخرى تسعى الانظمة الى تحقيقها، واعتقد بأن قيادة حزب العمال مدعوة الى احترام قوانين الاقليم وارادة شعب كردستان وتوسيع وتعميق تفاهماتها مع ادارة اقليم كردستان ومع قادة الحزبين الرئيسيين وقادة الاحزاب الكردستانية الاخرى، وزيادة درجة تعاونها معهم ولهم الحق في الاستجابة ، وأن تعيد النظر في سياساتها و في مجمل علاقاتها لتنجح في مواجهة تلك الضغوطات.

هل هناك رسالة تؤدون بأن توجهوها إلى الأحزاب و الأطراف السياسية في جنوب كردستان (كردستان العراق) ؟

أبارك مجددا وحدتهم وأحيي تفاهمهم وتعاونهم والتفافهم حول مؤسساتهم الشرعية وأناشد قياداتها الى تعزيز وترسيخ دعائم وحدتهم وتعميق تفاهمهم  وتعاونهم ومواصلة الأهتمام بقضايا جماهير شعب كردستان و احتياجاتهم المعيشية و الديمقراطية . لأن في ذلك تكمن الحفاظ على المكاسب القومية والوطنية وحماية التجربة الفيدرالية ومؤسساتها التي هي أمانة تاريخية في اعناقهم.
وأتمنى لأسرة تحرير جريدة أسو كل التقدم والنجاح في رسالتهم.

     وفي النهاية ليس لنا إلا أن نشكر الأمين العام لحزب آزادي الكردي في سوريا خيرالدين مراد شكراً لسعة صدركم ولكم كل التوفيق والنجاح في نضالكم المشروع في سبيل تمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية في كردستان سوريا .
 








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1143