صلاح بدرالدين يحاضر في الفرع الثاني بأربيل
التاريخ: الخميس 27 تشرين الاول 2011
الموضوع: اخبار



  بدعوة من قيادة الفرع الثاني للحزب الديموقراطي الكردستاني بعاصمة اقليم كردستان العراق أربيل قدم السياسي الكردي السوري المعارض السيد صلاح بدرالدين محاضرة في قاعة الفرع مساء الأربعاء 26 – 10 لجمع غفير من مسؤولي وكوادر الحزب ونشطاء منظماته حول الوضع الراهن في سوريا بعد دخول الانتفاضة الثورية شهرها الثامن وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة التحررية الكردية استهل المحاضر حديثه بالقول :
 أترحم على جميع شهداء الانتفاضة الثورية السورية وعلى رأسهم زينة الشهداء الطيب الذكرمشعل تمو أبو فارس وتابع مسلطا الضوء على مختلف الجوانب السياسية للقضية السورية بالشكل التالي :


-    اندلعت الثورة السورية في اطار مايطلق عليه بالربيع العربي الذي شهد ثورات جذرية في سبيل التغيير الديموقراطي في تونس ومصر وليبيا واليمن وقد تأخرت في سوريا اذ كان من المفترض أن تحصل نهاية القرن الماضي لدى انهيار الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية وكذلك لدى سقوط نظام الطاغية صدام حسين قبل ثمانية أعوام .
-    قامت الثورة أو الانتفاضة الثورية التي أرغب في تسميتها على أساس سلمي وعبر التظاهرات والاحتجاجات وتحت شعار اسقاط النظام الاستبدادي التسلطي ومن أجل الحرية والكرامة والخبز والحياة السعيدة واعادة بناء الدولة السورية الديموقراطية التعددية على قاعدة التوافق الوطني .
-    القوى المشاركة في الانتفاضة هي الشباب بالدرجة الأولى وفئات من الطبقة الوسطى والمثقفون وفقراء المدن والريف وبعض من رجال الأعمال السوريين الوطنيين وبمشاركة عربية وكردية واسعة وكذلك من جانب مختلف المكونات الوطنية .
-    هناك قوة جديدة نسبيا تضاف الى القوى التغييرية الناشطة وهي الجنود والضباط الأحرار الذين ينشقون عن الجيش النظامي وقد وصلت أعدادهم الى الآلاف .
-    لقد عقدت مؤتمرات عديدة للمعارضة وانشئت مجالس وهيئات ولجان في الداخل والخارج بغية التوصل الى اطار تمثيلي شرعي متوازن ومازالت الجهود تبذل من أجل تحقيق ذلك وكان مؤتمر التغيير في أنتاليا التركية من أهم وأوسع المؤتمرات وأكثرها تمثيلا وتعبيرا عن المكونات السورية بما فيها المكون الكردي .
-    " المجلس الوطني " الذي أعلن مؤخرا من استانبول وبالرغم من احتوائه على عناصر وطنية الاأنه جاء بصورة غير ديموقراطية وتم تعيين أعضائه من جانب جماعات الاسلام السياسي وخاصة الاخوان المسلمين الذين هيمنوا عليه بخلاف حجمهم المتواضع على الساحة الداخلية وهناك العديد من القوى والشخصيات الوطنية والديموقراطية والليبرالية لم تشارك بهذا المجلس كما أن التمثيل الكردي جاء قاصرا وغير شرعي حيث خضع لحسابات الاخوان المسلمين الآيديولوجية الضيقة ورغباتهم في استبعاد ممثلي الكرد الحقيقيين مما يستدعي كل ذلك العمل من أجل تصحيح الوضع بأسرع وقت وبأفضل السبل .
-    أما قوى السلطة فتتركز أساسا على امكانيات الدولة وقوى النظام الضاربة مثل الفرقة الرابعة التي يقودها أخ الرئيس السوري ماهر الأسد وأجهزة الأمن التي تزيد على الاثني عشر والحزب الحاكم والشبيحة من مرتزقة النظام وأمام سلمية الانتفاضة فان النظام يستخدم أقصى درجات العنف والقتل والابادة والتدمير وفاق عدد الشهداء الستة آلاف والجرحى خمسين ألفا والمعتقلون بعشرات الآلاف وكذلك المشردون واللاجئون .
-    هناك وعلى الصعيد السياسي موالون للنظام من أحزاب ماتسمى الجبهة الوطنية التقدمية من قوميين وناصريين وشيوعيين وقوميين سوريين وفي جانب آخر هناك أحزاب تقليدية من العرب والأكراد تحسب عادة على " المعارضة " ولكنها أقرب الى السلطة ولديها الاستعداد للمضي مع مشاريع النظام .
-    هناك تناقضات في الساحة الوطنية السورية وعدم استقرار فالى جانب الانتفاضة الثورية الشبابية وتنسيقياتها الهادفة الى اسقاط النظام مع غالبية السوريين هناك جماعات سياسية بالداخل من العرب والكرد تسير باتجاه التناغم مع مشاريع النظام " الاصلاحية " ولاتشارك الثورة وتقف في مواجهة الشباب أكثر الأحيان .
-    في الساحة الكردية الوضع أكثر تعقيدا فكما ذكرنا الشباب الكرد والجماهير الشعبية الواسعة ضمن صفوف الانتفاضة الثورية ويتعرضون الى الاغتيالات والاعتقالات والملاحقات وتقف غالبية الأحزاب الكردية التقليدية اما متفرجة أو مسيئة أو متواطئة مع مخطط النظام وقد أضيف عامل مسيء وخطير آخر وهو عودة جماعة ب ك ك بالظهور العلني منذ عدة شهور وكما تردد بحسب صفقة جديدة مع النظام وتحت عنوان مواجهة العدو التركي المشترك ويقال أن الصفقة أبرمت بمعرفة ومباركة أطراف اقليمية مجاورة ومما يزيد خطورة الموضوع هو الاشكالات التي ترافقت ظهور هذه الجماعة بالاعتداء – استقواء بالسلطة - على نشطاء الانتفاضة في سري كاني وكوباني وممارسات أخرى ..والتحرك بعكس أجندة شباب الانتفاضة وعدم الالتزام بشعار الثورة السورية : اسقاط نظام الاستبداد .
-    أما مايتعلق بما يسمى " المؤتمر الوطني " المعقود اليوم ( الأربعاء ) من جانب بعض الأحزاب فلاتمثل الشرعية القومية والوطنية بل تمثل نفسها ومقياسنا في تأييد أو رفض هذا المؤتمر هو مدى التزامه بالقضية الوطنية السورية والتغيير والانتفاضة الثورية وشبابنا الثائرين وموقفه من شعار اسقاط النظام وحقوق الشعب الكردي العادلة وبهذه المناسبة فان الساحة الكردية السورية لم تعد حكرا على الأحزاب التقليدية التي فات أوانها بل هناك جيل جديد يمثل أكثر من 60% من المجتمع الكردي وهو بغالبيته العظمى مستقل وغير حزبي وهناك قطاعات من المثقفين والجمهور الوطني والشخصيات النضالية التاريخية والمرأة والمبدعين وأمام ذلك لاتشكل الأحزاب التقليدية وأقصد التي تقف في مسافة قريبة مع السلطة ولاتشارك أو تؤيد الانتفاضة الا نحو 5% من الحركة الوطنية الكردية .
-    ولابد من توجيه التحية الى السيد رئيس اقليم كردستان الأخ مسعود بارزاني الذي رفض دعوة الجلاد بشار الأسد لزيارة دمشق وهو موقف سياسي معبر سيكون له تأثير ايجابي في الساحة الوطنية السورية عامة والكردية على وجه الخصوص .
-    ان الانتفاضة الثورية السورية ستمضي في الالتزام بسلميتها ولكن تورط النظام بالعنف والقتل أكثر قد تدفع الأمور باتجاهات أخرى لن تكون لصالح النظام ولاشك أن الحماية الدولية أصبحت مطلبا ملحا خاصة اذا تحققت على أساس اقامة منطقة عازلة محرمة على جانب الحدود لايواء المهجرين والمعارضين والمنشقين عن الجيش .   
-         هذا وقد جرت مداخلات واسعة من جانب الحضور تخللتها مناقشات في عمق القضية السورية .
أربيل – كردستان العراق 27 – 10 – 2011
مؤسسة كاوا للثقافة الكردية
الهيئة الادارية  











أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=10492