لقاء مع الأستاذ عبد الرحمن آلوجي
التاريخ: الأحد 22 تشرين الاول 2006
الموضوع:


حاوره ديلاور دشتي

يدور حديث كثيف – هذه الأيام – حول مسائل النهج ومدى المزايدة عليه , ومدى جدية متبنيه من قبل طرفكم .. ما هي حقيقة ما يجري ؟!

الحديث عن النهج يخص ثوابت البارتي , و عقيدته السياسية بالدرجة الأساس , أما ما مدى جديتنا في الطرح ؟ فقد تجلى في وقت كان الحديث عن نهج البارزاني الخالد وتبنيه والنضال من أجله , من أخص خصائص البارتي , في هذا الوقت الذي  كان تلامذة هذا الفكر ملاحقين و مطاردين .. بل يحشرون في عداد السذج و البسطاء .. إذ كانت ضريبة الدفاع عنه و التأكيد عليه باهظة ..  حيث كنا في خندق مواجهة مع مثيري هالة التشكيك و الأذى و التندر ..

هل كان خلافكم في المؤتمر العاشر في الأساس تنظيميا ثم تحول فجأة إلى خلاف فكري ؟

لقد طرح الخلاف التنظيمي بجدية وفاعلية ووضوح , ورضينا في النهاية –بعد مشقة و معاناة – إلى الرضى بأقل من استحقاق الوحدة الاندماجية  , مع علمكم بالفارق الكبير بين حجم التنظيم في منظمات البارتي , ( التي يمثلها عضو المكتب السياسي عبد الرحمن آلوجي ورفاقه) , وبين طرف الرفيق نصر الدين , فكنا راضين  بنسبة  1 3 تنازلاً منا لحل الخلاف ,ولكن إصرارهم على رفض إدراج النهج في بنود المنهاج حرّك الراكد وأثار أعمق خلاف أدى إلى الخروج من قاعة المؤتمر, ليؤكد لكل من كان يشكك في موقف رفاقنا في الطرف الآخر مصداقية هذا التشكيك ووضوح الانحراف عن الخط النضالي للبارتي , مهما تقوّل المتشدقون .

يبدو أن طرحكم للنهج أساسا لعمل وحدوي تنظيمي سوف يضعكم في موقف صعب تجاه مشروعكم الوحدوي لأن مهلة محددة للقيام بهذا العمل يعني حشركم في خانة أحادية و قاسية ؟! ما رأيكم بذلك ؟!

إن الوحدة الاندماجية , غير الاتحاد , أو أي إطار وحدوي آخر , حيث نجد الأولى عامل جمع وقوة للنهج الذي عرف به البارتي , وانضوت تحت مظلته مجموعة أحزاب هي الآن انبثاق طبيعي من التنظيم الأول , والذي عرف بأبرز قواعد الحزب و ثوابته الفكرية المستفيدة من تراث الحركة التحررية العالمية والكردستانية و الكردية و المتمثلة في نهج وطني وقومي أصيل ,جسّده نهج البارزاني الخالد فكرا وعقيدة و مذهبا سياسيا مقبولا وطنيا وكردستانيا وإقليمياً وعلى نطاق عالمي, حيث برز بوضوح رمزاًً للسلام تجلى في مركز السلام للبارزاني الخالد في العاصمة ( واشنطن ) .. كمرجع أكاديمي يرمز إلى الأمن و الديمقراطية و السلام و الثورة التحررية الناصعة و النظيفة من كل إرهاب , أما ما يتعلق بفكرة الاتحاد و الأطر الجامعة , فإن لكل طرف ينضوي تحته , بما فيه البارتي خصوصيته النضالية و الفكرية واستقلاله التنظيمي , مما يعطي المرونة و دقة التحرك وعدم التقيد بقواعد لازمة خارج إطار الوحدة الاندماجية التي يمكن أن تكون مظلة جامعة لقواعد البارتي التي انطلقت من جذع الشجرة الوارفة التي رفدها هذا النهج بوضوحه وقوته ..

الصورة التي تتجلى لنا إذاً من خلال رؤيتكم أن الفترة الاختبارية التي تمرون بها هي فترة وحدوية .. إن وفقتم في التوحد تنظيمياً وسياسياً .. فماذا إن لم توفقوا في إنجاح العمل الوحدوي والوصول إلى الهدف المرتجى ؟

كنا منذ البداية و منذ تجميد الانتخابات التي أعقبت المؤتمر التاسع لحزبنا و بالضبط في 752003 كنا مشروع وحدة, حيث تفاعلنا بكل قوة مع نبض الشارع الكردي و توجهه الوحدوي , و قناعاتنا الأساسية و موقف حلفائنا بضرورة أن يكون تحركنا على أساس التوحيد الشامل , لا التمزيق حيث تجلى بعد فشل كل محاولاتنا في رأب الصدع مع رفاقنا في البارتي ( طرف الرفيق " محمد نذير مصطفى " )  في التحرك على الصعيد الآخر بإعلان الوحدة الاندماجية الكاملة مع طرف الرفيق " نصر الدين " في 732004والذي دام واحد و ثلاثين شهراً .. مع أن وجودنا التنظيمي و السياسي و الإعلامي كان كاملاً غير منقوص , حيث كان بإمكاننا أن نعلن أنفسنا البديل الأقوى للبارتي,كطرف مستقل من خلال مؤتمرعقدنا العزم على أن يكون مؤتمراً توحيديا بمشورة جماهيرنا الوطنية و حلفائنا, مؤثرين بعدئذ كل تلك المعاناة وآثار الرؤية الوحدوية القاصرة,لرفاقنا الذين اخترنا تحقيق الوحدة الاندماجية معهم ,  مع بذل جهد كبير لتحقيق الوحدة الشاملة مع رفاقنا الآخرين مما يعلمه المراقبون , ويدركه الوطنيون , حيث لم يتوقف هذا المسعى إلى وقت قريب , وبجهد ملحوظ من وفود و لجان وطنية .. على أن تكون هذه الوحدة متوازنة وعادلة , تعيد لمّ شمل الرفاق بكل شفافية و موضوعية و تكافؤ , يتيح لكل رفاقنا و كوادرنا المشاركة في صنع القرار السياسي ’ وإنجاح مسعى وحدوي حقيقي , وهو ما نأمله في أي توجه وحدوي كنا صادقين فيه , و باذلين جهودا مخلصة من أجل انجاحه , مؤكدين أن لنا خيارات أخرى , وذلك بالتشاور و التعاضد مع جماهيرنا و نخبنا الوطنية و حلفائنا و أصدقائنا , إذا قطعنا أملنا في تحقيق هذا المسعى الوحدوي , لتكون لهم الكلمة الواضحة في هذه الخيارات التي سوف تصب في مصلحة البارتي و الحركة ونهجنا و ثوابتنا بالضرورة .

يبدو التوجه واضحا – في حال الإخفاق و الفشل – إلى الحفاظ على هذا الكيان المتشكل من هيئات و منظمات البارتي و كوادره .. فما هو شكل هذا التوجه و ماذا تعني اللجنة القيادية من الكونفرانس ؟

ليس هناك شكل واضح مقترح بقدر ما سوف يكون للقاعدة التنظيمية و رفاقنا في محطاتهم النظامية ( اجتماع موسع – كونفرانس ) من الرأي الفصل , على أن يكون هذا الرأي مستندا إلى الأغلبية المحددة والمبلورة  لهذا الشكل وهيكلية الحفاظ على  هذا الكيان التنظيمي المتكامل في سائر المناطق الكردية في سوريا , حيث يشكل رفاقنا حضورا تنظيميا و جماهيريا قويا و بارزا , لا يمكن التفريط به في حال زجه في الخيار الصعب ( وهو مقترح حلّ هذه القاعدة ودفعها إلى المجهول ) و يعني هذا خلاف  الخيار الديمقراطي الأمثل , و ضربا من المغامرة غير المدروسة , حيث تشكلت هيئات البارتي و منظماته وفق انتخاب ديمقراطي عادل , وهبها القوة و المصداقية و الثبات على الرواسخ التي أكدت على اللحمة و التماسك و التكامل بين الرفاق لدرجة قل نظيرها في الحركة الكردية , حيث سميت  تحركاتها , و رفضها تجميد الانتخابات الديمقراطية حينها بثورة القواعد , و التي يمكن أن نصفها بالتماسك الإيجابي و التفاعل الفكري و الثبات المبدئي ... و الهيئة القيادية المنبثقة عن الكونفرانس العام , تحمل طابع إشراف ميداني و إعلامي و سياسي على هذه المنظمات و القواعد, و توجيهها في هذه المرحلة الحاسمة و المؤقتة استعدادا لتوجه سليم يضمن استقراراً تحدده المحطات اللاحقة , وفق قواعد النظام الداخلي للحزب.

تثار ضجة كبيرة حول إمكانية لقائكم مع طرف "الأستاذ محمد نذير مصطفى" ما الشكل المقترح من قبلهم و ما رأيكم ؟!

لم يحدث أي لقاء حواري رسمي , و ما يطرح من قبلهم يتفاوت و ينقل لنا عبر ما نسمعه من تصريحات متفرقة, و مما يتداوله الوطنيون دون تحديد , و لكن الذي يعلن أن لاحوار و لا لجان , و لا شيء سوى العودة الآمنة في أحسن الأحوال , أو العودة التائبة  في بعض طروحات الآخرين التعجيزية , و التي تتضمن نوعا من الاستعلاء و الاستقواء بما هم يجنحون إليه .. من ضرورة تحرير توبة معلنة و مسجلة , تذاع على الملأ وهذا الرأي أبعد ما يكون عن إرادة الوحدة الفعلية و المنتجة ,  والتلاقي المتوازن والعادل بين الرفاق و هيئاتهم المتقابلة المنتخبة والمطوّرة عنها لاحقاً , مما هو لائق بأي تلاق بين رفاق الأمس .. وهو ما كان من مقترحات كل من ساهم في إنجاح العمل الوحدوي الذي يرقى فوق الأساليب الاحتوائية و الأخرى الفوقية أو الانتقامية و التجريحية في بعض الأحيان , لأن من يطلب التوبة و العودة الصاغرة من الآخرين هم أولى بالرجوع عن أخطائهم التنظيمية , و تجاوزهم على الشرعية , و هو ما لايمكن أن يتم بنبش الماضي و إشاعة الأخطاء و إعلانها على الملأ .. فقد كانت الأخطاء جسيمة في كل جانب و الأولى بوحدة حقيقية أن تبدأ صفحة جديدة ناصعة , تعتمد فكرا مرنا و قلبا يسع الرفاق جميعاً في الطرفين كليهما بمنطق واقعي منصف يتجاوز عملية الضم و الإلحاق .. وتبرز دعوة أخرى من هؤلاء إلى حل منظماتنا و هيئاتنا المنتخبة جميعا و الالتحاق فرادى , أو التحاق بعض الرفاق دون الآخرين , أو الانضمام المباشر دون أدنى استحقاق و مما يشكك في جدية المسعى الوحدوي الحقيقي .

كلمة أخيرة ..

أرجو أن يدرك رفاقنا و جماهيرنا و حلفاؤنا أننا قوة حيوية متحركة على الساحة , تجسد فكر البارتي و نهجه و طموحه و هدفه الاستراتيجي الكبير, و قد كنا و لانزال في موقع متقدم, نرجو أن نسمو من خلاله فوق أغراضنا الحزبية الضيقة , مع قدرتنا الكاملة على التعبير عن رؤيتنا , و تحقيق كياننا و الاتجاه نحو بناء أوسع قاعدة حزبية و جماهيرية , و النضال بقوة و ثبات لإرساء نهج وطني و قومي , آمنا به و سهرنا من أجله , و حافظنا على قواعده على الرغم من كل طرق التطويق و محاولات التشويه و الحرف التي أحطنا بها , ولكنّا أثبتنا تماسكنا وقوة تنظيما و سلامة توجهنا الوحدوي , و إصرارانا على الإصغاء الحقيقي لجماهيرنا و حلفائنا و تقدير مقترحاتهم و آرائهم , و احترام خصوصيتنا الوطنية في هذه الفترة الدقيقة , متلمسين مواقع أقدامنا بدقة بالغة , ساعين إلى رفع راية البارتي و إعلاء نهجه , على أن يدرك الآخرون واقع وجود هذا الكيان الكامل من خلال تفاعله مع الحدث الوحدوي , الذي أفشله الآخرون , مدركين حجم و درجة المسؤولية , ومقدار تفانينا و إخلاصنا و إصرارنا على الاستمرار , و رص الصفوف بانتظار دور أكثر نجاعة و نفعاً , على أمل أن يدرك الآخرون مسؤوليتهم التاريخية .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1006