القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 358 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

حوارات: مشعل التمو: البعض من الاحزاب الكلاسيكية لا زال لم يحسم موقفه من النظام , بل لا زال يتطلع الى الحوار معه

 
الثلاثاء 16 اب 2011


الثورة السورية والمشاركة الكردية فيها، موقف الاحزاب الكردية من الحراك الشبابي ودور القوى الكردستانية في تحجيم الحراك الكردي.

كيف تقيمون تطور احداث الثورة السورية وعدم امتداده الى المناطق الكردية بشكل واسع ؟

الثورة السورية تتصاعد باطراد في كل الاماكن وعلى امتداد الوطن , ويمكن الحديث هنا عن لماذا لم تبلغ المستوى المطلوب في المناطق الكوردية؟ ,إنه أمر يؤسف له ؛ نظرا لما يشكله من مرارة , لان البعض من الاحزاب الكلاسيكية  لا زال لم يحسم موقفه من النظام , بل لا زال يتطلع الى الحوار معه , رغم سيل الدماء والتدمير واستباحة المدن السورية , والانكى بانهم يتحججون بذرائع وحجج قومية , لكن الحجة القومية غطاء وستار لموقف سياسي يتبنى سياسة النظام وما يفعله بالشعب السوري , غير مدركين بان التعاون مع نظام القتل , يضر بالمصلحة االقومية الكوردية وبمستقبل الشعب الكوردي وتعايشه مع القوميات السورية الاخرى , لذلك اعتقد بان اداء بعض الاحزاب الكوردية اداء مخجل ومهين ولا يليق بشعب رفض على مدار التاريخ الخضوع والركون لانظمة القمع والابادة الانسانية .


انسحبتم موخرا من المجلس السياسي وأحزاب الحركة الكردية ما الاسباب الموضوعية لاتخاذكم مثل هذا القرار في وقت الشارع الكردي فيه بحاجة الى ترتيب البيت الداخلي وتوحيد الصفوف؟

الشارع الكوردي دائما بحاجة الى ترتيب , ومن يعمل في السياسة عليه ان يدرك أهمية هذا الامر , قبل وقوع الحدث , وليس هرويا منه , لان ليس كل من يدعي الترتيب جادا  قادرا على القيام به , بل التجربة السياسية في هذا المجال توضح بأن هذا الموضوع يبرز بشكل لافت , عندما تكون هناك ضرورة قصوى لاتخاذ موقف سياسي مصيري من النظام الحاكم , وهو هنا يعتبر انتكاس وارتكاس سياسي , حق يراد به باطل , ومن جهة اخرى المجتمع الكوردي منوع وفيه تيارات سياسية وثقافية واجتماعية متعددة , ومن الافضل الحديث عن توحيد في الطرح السياسي والرؤى  القومية في حدها الادنى , اما بالنسبة لانسجابنا , فهو انسحاب سياسي يستند الى عاملين , الاول يعود الى ان اغلبية الاحزاب الكوردية لم تحسم موقفها من نظام القتل والتدمير , ولا زالت تتواصل معه بشكل او باخر تحت حجج وذرائع غير سياسية ضاربة عرض الحائط بمستقبل التعايش المشترك مع الشعب السوري , وبهذا الموقف فهي تضع الحق القومي تحت اقدام نظام بائد وفاقد لشرعيته , ومتناسية ما فعله هذا النظام بالكورد وسفك دمهم في انتفاضة اذار 2004 , والثاني : يعود الى ان الكثير من الاحزاب الكلاسيكية لم تحسم موقفها من الثورة السورية وبضمنها ثورة الشباب الكورد , بل يسعى اغلبها الى افشال ما فعله وبناه الشباب الكورد حلال تفاعلهم ومساهمتهم في الثورة السورية , وبالتالي نحن وإياهم مختلفين سياسيين ولا نجد أي داع للعمل معهم في المرحلة الراهنة

في اول خطاب لك اثناء مراسيم الاستقبال بعيد اطلاق سراحك أعلنت عدم انتمائك للأحزاب الكردية وانضمامك للشباب الكردي،مما أثار سخطا في الوسط الحزبي الكردي واتهموك بمحاولة الحصول على مكاسب سياسية وتنظيمة تصب في مصلحة التيار،كيف ترد على ذلك؟

نعم نحن لا ننتمي الى احزاب تتعامل وتتحاور وتتفق مع نظام القتل والابادة , بل ننتمي الى شعب اصيل نعتقد بأننا نجسد طموحه في التحرر وانتزاع حقه القومي في التشارك بوطن واحد مع كل قوميات وطوائف سوريا , ونجد في الثورة السورية ما يسمح ببناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية تشاركية يكون الكورد فيها شركاء كاملي الحقوق والواجبات .

أشير في تصاريح لمكتب العلاقات العامة في التيار حول تلقي تهديدات بالتصفية الجسدية ، ما هي تلك الجهات المهددة؟

نعم تلقينا العديد من رسائل التهديد بالتصفية والتخوين والى ما هنالك من وسائل ضغط وترهيب , في محاولة بائسة لتغيير موقفنا السياسي والعملي لإسقاط النظام وبناء بديل ديمقراطي تعددي وتشاركي , ومجمل هذه التهديدات تنبع من دوائر الرعب والقتل الأمنية , لكن حواملها كوردية , لان الكثير من الأطر الحزبية الكوردية لا زالت تعمل تحت سقف النظام وتدافع عن بقاءه بطرق ملتوية وسخيفة , وإذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي هو واجهة هذه التهديدات , فان الإطراف الكوردية المؤتلفة معه تشكل الغطاء السياسي لما يقوم به , سواء في محاولة تخريب ثورة الشباب الكورد وإخراجها من طابعها الوطني العام , أو في تهديدنا بالويل والثبور أن لم ننصاع إلى مطالب أجهزة القتل السلطوية , ويهمنا أن نعلن بان موقفنا وفعلنا السياسي والميداني سيتصاعد توافقا وانسجاما مع الثورة السورية ومن ضمنها ثورة الشباب الكورد , ولن يرهبنا تهديد هذا أو ذاك من أحزاب ما قبل الثورة .

هناك اتهامات للأوساط الحزبية بمحاولة وأد الحراك الشبابي وركوب موجة المظاهرات ما ردك على ذلك ،كونكم تعتبرون من الأوساط الحزبية؟

ليست اتهامات , بل حقائق , لان الثورة وطنية , ومحاولة فرض أجندات حزبية عليها , هو واد لها وتحريف في وجهة هدفها وإخراجها من سياقها الوطني , وكل هذا يخدم النظام وعقلية القمع والتفتيت والفتنة التي يعمل عليها , وطبيعي وكما أسلفت تشترك قوى ما قبل الثورة سواء واجهتها أو من يشكل الغطاء السياسي لها .

ماتأثير القوى السياسية الكوردستانية على تحجيم الحراك الجماهيري في المناطق الكردية؟

من المؤسف أن من عانى من نظام صدام ودفع الغالي للتخلص منه , يقف الآن إلى جانب نظام اشد فتكا بشعبه , وكان الحرية امتيازا لهم وحرام علينا , لكننا نعتقد بان الشباب الكورد المساهم بفعالية في الثورة السورية , سيجسد الكثير من القيم الكوردية الأصيلة في حب الحرية والتحرر , بالضد من موقف هذا أو ذاك من القوى الكوردستانية التي أصبحت بعد أن نالت حريتها , تدافع عن أنظمة القتل والاستباحة والإجرام .

حول المؤتمرات المنعقدة لفض الازمة ومواقف أطياف المعارضة من القضية الكردية

في الاونة الاخيرة تسارعت وتكررت الدعوات لعقد مؤتمرات للخروج من الازمة السورية الراهنة بعد موتمر انطالية ماتاثير مثل هذه المؤتمرات على مستقبل الثورة السورية؟

اعتقد بان أي حوار او نقاش او مؤتمر حول الثورة السورية ودعمها , امر ايجابي بغض النظر عن التباين السياسي هنا او هناك , نظرا الى اننا لم نتحاور او نتحدث خلال اكثر من نصف قرن من الاستبداد والقمع ,
من الطبيعي ان نختلف ونتفق ونتعلم من اخطائنا في الممارسة والسلوك , لكن المهم ان نؤسس لثقافة الاختلاف وقبول الاخر , وكل ذلك يصب حتما في مصلحة الثورة السورية .

حول مؤتمر الانقاذ،ما االضرورة الموضوعية لانعقاده وماهي اوجه الاختلاف بينه وبين المؤتمرات المنعقدة في وقت سابق، خاصة أن مؤتمر انطالية كان  يتمحور حول الدعوة لاسقاط النظام ايضا ؟

مؤتمر الانقاذ يبحث في مرحلة ما بعد النظام , يبحث في آليات المرحلة الانتقالية , وتامين انتقال سلمي للسلطة , بمعنى هو يعمل على تاسيس بديل او نواة بديل سياسي للنظام , بملامح سياسية واضحة , عن سوريا كما هي , سوريا كيف تكون , وكيف يمكن تفكيك الدولة الامنية والانتقال الى دولة مدنية  تعددية وديمقراطية .

حول عدم نجاح مؤتمر الإنقاذ ،هل هناك مشاركة تركية بشكل أو أخر في عدم الإنجاح ؟

يجب عدم الخلط بين مؤتمر الإنقاذ المزمع عقده في دمشق وهو الأساس وما رافق محاولة عقده في المرة الأولى ,وبين مؤتمر اسطنبول ونتائجه , نحن لا زلنا نعمل على بدائل لعقد المؤتمر لأننا نؤمن بالهدف الذي يسعى إليه وهو إيجاد نواة بديل سياسي للنظام , أما الحديث عن تدخل تركي فلا اعتقد بأنه يستند إلى أي معطيات سياسية , لكن يمكن الحديث عن أن ضعف الخبرة في التعامل الديمقراطي وقبول الأخر , كانت سببا في انتكاسة مؤتمر اسطنبول , وهو ليس بديلا عن مؤتمر الإنقاذ الأساسي .

هل ترى أن حجم التعاون والتنسيق بين أطياف المعارضة السورية بلغ المستوى المطلوب بحيث يحمي الثورة ؟

لا زالت المعارضة السورية تبحث عن هويتها بعد نصف قرن من التغييب والقمع المبرمج , وطبيعي أنها لم تصل بعد إلى مستوى يعكس طموح وأهداف الثورة السورية , ولا زالت سوية الفعل السياسي المعارض يدور حول نفسه ولم يخرج إلى فضاء الثورة وتجلياتها , طبعا الأمور نسبية , وتنضج يوما بعد أخر , واعتقد بان الرؤية السياسية والقطع مع نظام القتل والاندماج مع الفعل الثوري للشباب السوري , سيعطي انعكاسا سياسيا واضحا وسيشكل المرتكز الأساس لعمل المعارضة ووظيفتها ودورها في تشكيل بديل سياسي واضح الملامح والتوجه والهدف .

كنت من اكثر الشخصيات السياسية الكردية احتكاكا بالوسط المعارض العربي السوري وتجلى ذلك في مشاركاتك في ربيع دمشق، ما أهمية هذا التواصل على صعيد خدمة القضية الكردية برأيكم؟

نحن نعيش في دولة تعددية , عمل النظام الامني على زرع بذور الفرقة والعداء والخوف من الاخر المختلف والمتمايز , ومن الضروري معرفة الاخر والتواصل معه , لأنه جزء مهم في البناء الوطني واجهاض للمخططات الامنية , والمعرفة تصب في الاتجاهين , معرفة وتعريف , تواصل وتكاتف وقبول ثقافي وسياسي بالاخر , وهذا ما يؤسس لبناء دولة تشاركية تعددية تعترف  المكونات ببعضها , ودائما الخصوصية تعرف بدلالة العمومية , وبدون اتصال وتواصل لا تشارك وتشاركية , وبالتالي أجزم بان التواصل يخلق ارضية للعيش المشترك في الوطن الواحد .

الاوساط الحزبية الكوردية تعبرعن  قلقها أزاء عدم قدرة المعارضة العربية على تقبل الوجود الكرددي والاعتراف بحقوقه،ما رأيكم؟

المعارضة العربية متنوعة المشارب , منها الديمقراطي ومنها الليبرالي ومنها الاسلامي والعروبي , ولكل منها رؤية محددة حول واقع سوريا وقومياتها , ويجب ان لا ننسى شباب الثورة السورية وما يشكلونه من جيل مستقبلي يحمل افكارا عصرية ومدنية تختلف عن ما زرعته الايديولوجيا البعثية او العنصرية , واعتقد بان مسالة الوجود الكوردي التاريخي وحقه القومي في الحرية والحياة في اطار سوريا مدنية , بات امرا لا يحتاج الى موافقة هذا او ذاك من عتاة العتصرية العروبية .

الموقف الدولي من الثورة السورية وقدرة النظام على خلط الاوراق الاقليمية.

حول الموقف الأمريكي ،تجتمع كلينتون بالنشطاء السوريين تارة وتصف الإدارة الأمريكية تصريحات كلينتون حول فقدان الأسد للشرعية بأنها تعبر عن رأي هيلاري الشخصي تارة أخرى فضلا عن استبعاد مسئولين أمريكيين خيار التدخل العسكري المباشر في سوريا ،هل هذا مؤشر على تخبط الإدارة الأمريكية في سياستها حول الوضع الراهن في سوريا؟

الموقف الدولي عموما يخضع لمصالح واعتبارات عديدة , وهو تساهل مع النظام كثيرا ومنحه وقتا طويلا على حساب دم الشباب السوري , لكنه وصل إلى مرحلة أجبرته الثورة على تحديد موقف صريح , وهو ما يحدث راهنا , فأي موقف دولي هو انتزاع للثورة السورية , وهي الثورة التي ستضع المواقف الدولية في نصابها الصحيح , الذي يتجسد بان العلاقات والمصالح تبنى مع الشعوب , والمجتمع الدولي ككل مطالب بالوقوف وراء الثورة السورية سياسيا ومواجهة نظام القتل وتجفيف منابع تمويله , لان رحيل النظام سيجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر أمنا واستقرارا .

أكثر من أربعة شهور على اندلاع الثورة السورية،ولا زال نظام الأسد يقاوم بشراسة ما العوامل الموضوعية في قدرة النظام على الحفاظ على بقائه حتى الآن.

الأمر طبيعي لأنه نظام امني بوليسي مضى عليه نصف قرن وهو يبني فقط أجهزة تحميه وتدافع عنه , واعتقد بان موقع سوريا الإقليمي له ميزة خاصة من حيث تعدد المهام والأذرع , جعلت الموقف الدولي يتأخر في التبلور , لكن الأمور تسير نحو الحسم بغض النظر عن الفترة الزمنية , فالنظام انتهى بكل المقاييس والمعايير , وميزان القوى يميل وبقوة لصالح الثورة السورية , ولن تفيد حملات الجيش والشبيحة وعقلية الغزو والاستلاب التي يتبعها النظام , فالاقتصاد منهار والجيش يتفكك ورقعة التظاهر تزداد وتصميم الشعب السوري على نيل الحرية وتفكيك الدولة الأمنية يتصاعد , ولا خيار في المحصلة أمام النظام سوى تسليم السلطة والرحيل .

تأسيس تيار المستقبل وتأثير الانتفاضة الاذارية على الشروع بمشروع التيار.. المشاركة النسوية في قيادة التيار

ما الاسباب الذي دفعكم الى تأسيس تيار المستقبل الكردي في ظل وجود أكثرمن عشرة أحزاب وقتها تتشابه في برامجها السياسية واالنظام الداخلي الذي يحدد هيكليتها التنظيمية،بعبارة اخرى ماذا يتمتع تيار المستقبل عن غيره من التنظيمات القائمة منذ التأسيس وحتى الأن حيث تردد كثيرا أن حب القيادة دفع بالتمو الى تأسيس التيار؟

يتمتع تيار المستقبل بميزة أنه ثقافي سياسي اجتماعي , ليس حزبا بالمفهوم الضيق بل تيار شبابي ينسجم مع العصر ومع روح الشباب وتطلعاتهم المختلفة ويختلف عن الرؤى الكلاسيكية السياسية والثقافية سواء في الطرح او في القراءة السياسية , والمسألة هي روحية التجديد والشفافية والوضوح , ناهيك عن تعاقب االأجيال غير المعترف به في الاطر الكلاسيكية.

ضم تيار المستقبل في صفوفه كوادر كانت في صفوف العمال الكردستاني سابقا في ظاهرة لم تشهدها الاحزاب الكردية سابقا،كيف تقيمون ذلك وما هي الاسباب التي دفعت بالتنظيمات الاخرى على تشكيل حاجز جليدي بينها وبين من كانوا كوادراً  للعمال الكردستاني في مرحلة سابقة؟

هناك الكثير من الشباب الذين ناضلوا هنا وهناك وتغيرت ارائهم وبالتالي وجدوا في تيار المستقبل كحالة غير حزبية فيها فضاء واسع لتعدد الرأي مكانا , ونحن بالاساس ائتلاف مجموعات مختلفة  وكوادر حزب العمال مثلهم مثل غيرهم بالنسبة لنا , أما ما يخص الاخرين , فلكل وجهة نظره ..

هل نجح التيار برايك بانتاج ثقافة جديدة في الشارع الكردي وما هي نوعية تلك الثقافة؟

اعتقد نعم , نجح بزرع نواة لثقافة التحدي والشفافية في الموقف والممارسة , ونجح في إنتاج جيل شاب من السياسيين من الفتيات والشباب , وهو ما نعول عليهم في فعل سياسي وثقافي يكون حاملا للهم القومي بصورته الحضارية والمدنية , بمعنى هوية قومية كوردية , انسانية , تمتلك القدرة وارادة الحياة كحالة مدنية عصرية .

الملفت للنظر مشاركة نسائية في قيادة التيارعلى عكس الاحزاب الكردية الاخرى،برايك ما اهمية حركة المراة في الحياة السياسية والحراك العام؟

المراة اكثر من نصف المجتمع وكان لها أدوارا زاهية في التاريخ الكوردي سياسيا وثقافيا , ونحن نؤمن بقدرة المراة كما الرجل على القيادة السياسية ولها الحق كاملا في ذلك , وقد اثبتت أنها اهلا للثقة وقادرة على فعل سياسي وثقافي قد يفوق الرجل في مجالات  عديدة .

انتفاضة قامشلو،ما حجم تاثيرها على تفكيركم بتاسيس اطار جديد مثل التيار؟

تداعيات انتفاضة اذار وانعكاساتها وما أافرزته من معطيات سياسية وثقافية وما أسقطت من حواجز وأصنام , أوجدت ثقافة جديدة , هي ثقافة التحدي وارادة المواجهة , وهو ما خلق لدينا وعيا سياسيا وثقافيا مختلف استوجب البحث عن آليات جديدة وآطر عصرية تتوافق مع معطيات آذار وتقطع مع الاستبداد والغموض والحزبية الخاوية .

بعد الانتفاضة الآذارية انتهج النظام السوري مجموعة من السياسات ضد الكرد بهدف النيل من الارادة الكردية ، برأيك  هل نجح النظام في ذلك في مرحلة معينة؟

نعم النظام صعد ونوع من سياسته العنصرية ضد الشعب الكوردي , بطابعها الانتقامي والاجرامي المبطن , واعتقد بانه لم ينجح على الصعيد الشعبي فيما يتعلق بالروح القومية والحفاظ على الهوية , لكنه خلق لدى البعض ارضية للتدجين وروحية التساوم وان كان ذلك على نطاق ضيق .

ظهر على التيار الطابع الوطني السوري اكثرمن القومي الكردستاني هل تعتقد انه لاتعارض بين الاتجاهين ،القومي لكردستاني والوطني السوري؟

هناك حالة من الربط الجدلي بين الوضعين , فنحن شعب اصيل يقيم على ارضه التاريخية , وبذات الوقت جزء من سوريا المعاصرة , واعتقد بان لا تعارض بين الحالتين طالما التشارك في الوطن هو العنوان , وطالما الهدف هو دولة مدنية متعددة القوميات والطوائف والاديان , على ارضية الحق والقانون , والمواطنة المدنية , يصونها دستور عصري يعترف بسوريا كما هي , دولة لكل السوريين .

مشعل التمو الذي تعلم ودرس وتخرج من الجامعات البعثية هل يمكن أن يكون ديمقراطيا مثاليا في النظرية والممارسة؟

ليس هناك مثالية في أي شيء , فنحن بشر نخطا ونصيب , نتعلم الديمقراطية , بعد نصف قرن من الاستبداد وتغييب العقل والبشر , نتعلم الحوار وقبول الاخر , المهم ان نعترف باننا نتعلم وسنبقى نتعلم دائما .

تمت عملية خطفك واعتقالك والحكم عليك حكما قاسيا باكثر من ثلاثة سنوات،اعتقال للشخص الاول في تنظيم كوردي في ظاهرة فريدة ماهي الاسباب الكامنة وراء قيام السلطات باعتقالكم ، حدثنا عن ظروف الاعتقال؟

طبيعة النظام السوري القمعية والامنية , تجعل من مسالة الاعتقال والتعذيب والقتل أمراً بديهيا , وبالتالي له أساليبه في الاعتقال أو في محاولة زرع الرعب وثقافة الخوف وجعل الجميع في دائرة المسموح به من العقل الامني , وبما إننا في تيار المستقبل كنا خارج دائرة رعبه , لذلك جاء الاعتقال بهدف تحجيم التيار وإارباك شبابه , لكن الايمان وارادة التحدي التي امتلكها الشباب , كانت اقوى من خطط النظام الامني ومن كان يتمنى الخلاص من الحالة الشبابية .

هل نجحت اساليب التعذيب النفسية والجسدية النيل من ارادة التمو وايمانه بحتمية التغيير ؟

اعتقد بان ارادة الانسان هي اقوى من اسلوب تعذيب , خاصة اذا كانت نابعة من ايمان بقضية شعب مضطهد , وطبيعي ان المعاناة تزيد من الايمان بحتمية التغيير . ودائما الارادة تتصلب من الفعل الجماهيري لمن هم خارج اسوار المعتقل , كلما زاد نشاط الشباب , كلما انعكس ذلك ايجابا على معنويات من هم داخل المعتقل .

كيف كان وقع سماعك لاخباربدء الثورة السورية وانت في السجن وكيف وصلك الخبر وانت معزول عن العالم الخارجي ؟

منذ أن كان التلفزيون السوري الوحيد الذي كان موجودا  ينقل أخبار الثورة التونسية والمصرية , ادركت بأنها باتت على أبواب سوريا , لأن ما هو موجود في الواقع وما فعله النظام من تدمير وتخريب في بنية المجتمع السوري , كان ينتظر صاعق تفجير لا أكثر , وكنت اعتقد بأن أي حدث سيلعب دور هذا الصاعق , وهذا ما اعتقد بانه حصل , وقد تكون أقسى فترة مرت علي في المعتقل كانت ابان اندلاع الثورة وانا وراء القضبان .

ماذا كان شعورك وانت محمول على الاكتفاء في مراسيم الاستقبال الغفيرة التي ارك في عشرات الالاف من الكورد والعرب والاشوريين وبقية المكونات؟

أكيد بانه شعور لا يمكن وصفه بالكلمات , وان دل على شيء فهو يدل على وعي الشعب وتقديره لاي جهد نضالي .


ملاحظة: نشر قسم من هذا اللقاء في جريدة "باس "الاسبوعية الصادرة باللغتين الكوردية والعربية.

إعداد رودي حسن

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.33
تصويتات: 18


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.