القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 536 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: الحوار تحت «درجة الصفر» رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخرين.. إلى أبطالنا شباب الثورة السورية الميدانيين، من مختلف أشكال الفسيفساء السوري الجميل

 
الخميس 21 تموز 2011


 
إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com

  خرج الأديب  الفلسطيني رشاد أبو شاور عن طوره، وهو يكتب مقاله  "سورية: عربيّة عربيّة عربيّة"-المنشور في جريدة القدس19-7-2011- والذي بدأه -مباشرةً- بالسطر التالي، كقصف استباقي تمهيدي"أكتبها ثلاثاً: عربيّة عربيّة عربّية تأكيداً، وتأكيداً للتأكيد، وهي ستبقى قلب العروبة النابض، رغم أنوف أعداء الأمّة العربيّة، ما جعله يخرج في الوقت نفسه عن الرزانة، واللباقة، والموضوعية، ليكون أقرب إلى الهستريا القومجية، وهو يرد على موقف الشباب الكردي، الوطني،  الذي حضر مؤتمر استانبول، ويمثل نبض كل كردي شريف.


في الحقيقة، أنني لم أرد الخوض في هذا الموضوع، النتن، لسبب وحيد هو أنني مع  تضافر جهود جميعنا، من أجل إسقاط النظام الأمني الديكتاتوري، إلا أن كثرة تلك المقالات المكتوبة بفيض من الشحن الاستعلائي، ونبذ الآخر، وإلغائه، و تفكير بعضهم باستبدال الشمولية، بالديكتاتورية، و"مصرنة" الثورة السورية، من خلال اختطاف جهود أبطالها الفعليين ميدانياً، لا  بعض أبطال الفضائيات، ولا  كثيرين ممن يدعون إلى المؤتمرات، ولا من هم في الداخل بعيدين عن فعل الثورة، وممارستها، هو ما جعلني أضطر للتدخل، في إطار توضيح الحقائق، بعد أن كثر "نقيق" و" فحيح" المتباكين على عروبة سوريا، لا على الرباط السوري، الأعظم، الذي يليق ببلد فسيفسائي، ضاق بسياسات المحو، الأحادية، ويتطلع  إلى سوريا تعددية، مدنية، ديمقراطية، لا يلغي أحد فيها أحداً.

  وليسمح لي الأخ أبو شاور أن أقول له: إن الشعب الكردي، هو أول الشعوب التي وقفت مع فلسطين، وشعب فلسطين، بل وإن آلاف الأسر الفلسطينية، هي كردية الأصل، و شاهد  شاخص، ماثل، أمام الأعين،على أن الكرد هم من استردوا فلسطين من الغزاة الصليبيين، وإنه لولا صلاح الدين الأيوبي لكان أديبنا أبو شاور يرطن بلغة أخرى ، مقتلع الجذور والهوية .

ثمة نقطتان، ينطلق منهما أديبنا أبو شاور، ولكل منها علاقتها بالأخرى، الأولى منهما أنه جدّ حريص على وحدة الوطن العربي، والثانية أن سوريا هي المدافع عن فلسطين.

حسناً، لأناقش صديقي أبا شاور-بهدوء – وأهمس في أذنه: إن الكردي كان ولا يزال الأكثر حرصاً على وحدة العرب، وخريطتهم، وهو من ترجم ذلك بدمه، ودفع ثمن موقفه هذا، بأن تمزَّقت خريطته، ووجوده، الوجود الذي يتنكَّر أديبنا لنصفه المتعلَّق بالوجود الكردي في العراق وسوريا، ليقبل بالنصف الآخر، الموجود في إيران وتركيا، فحسب، ناسياً أن الكرد شعب موجود على أرضه، وأنه لم ينزل من كوكب آخر، كما يقال، وإن الدول التي صنعت سوريا والعراق، وخططت لاحتلال فلسطين، هي التي جزَّأت خريطة كردستان، ولعلم صديقنا، أنه لم يكن العراق في يوم ما، العراق الحالي، الذي هو عراق سياسي، لا جغرافي، وكان كرد العراق المتواطئين بنظره مع "معارضة أمريكا"، أول من حرصوا عليه، وإنَّ تقرير المصير هو حق للكردي، أينما وجد، وإن كان الكردي قد اختار الفيدرالية في العراق، ولا يرى أكثر من سوريا تعددية، يتم فيها الاعتراف الدستوري به، مع أنه لم تكن هناك في يوم ما سوريا بهذا المفهوم الجغرافي ، كما أنه لم يكن هناك عراق مماثل للعراق الموجود في مخيلته، فقط ، وإن قومجياً كأبي شاور عليه أن يبني صرحاً للكردي، في داره ، وبلده ، وقلبه، لأنه الأكثر حرصاً منه، على وحدة أمته التي تدين له، وليده البيضاء، منذ أن دخل هذا الكردي حظيرة الإسلام، وحتى الآن .

إن عقد شراكة الكردي مع أخيه العربي، أو الفارسي، أو التركي، كانت تحت راية الدين الإسلامي الحنيف، إلا أن تجاوز هؤلاء الأخوة حدود ذلك الرباط، و لوذ كل منهم بقوميته، كان سابقاً على تفكير الكردي بالعودة إلى رباطه القومي، وإن كان سيتعرض لسياسات التذويب والتنكيل، من قبل هؤلاء جميعاً، على حد سواء.

وفي ما يتعلق بوهم أبي شاور أن سوريا لتدافع عن فلسطين، فإن من يدافع عن فلسطين، هو الشعب السوري، كرداً، وعرباً، وآشوريين، وأرمن، وشاشان، وغيرهم، وإن رهانه على النظام السوري لخطأ فادح، وجسيم، فكيف به يرافع عمن يقف ضد إرادة الشعب السوري، في سوريا،وخارجها، لمجرد تشبثه بالشعارات الجوفاء، وإن كان وجود النظام السوري ليشكل عامل حماية كبرى لحدود إسرائيل، وأمنها، وهو ما يقرُّ به شرفاء فلسطين، وليس ممن دأبوا الانتفاع من أعطيات هذا النظام، ولا أريد أن يكون أبو شاور واحداً منهم البتة.

ولنعد إلى النقطة الرئيسة، وهي انسحاب الشباب السوري في مؤتمر اسطنبول ، لأضوِّي بعض الحقائق وهي أن نقطة الخلاف لم تكن تشبث بعض المغالين في القوموية والإسلامومية- ولا أقول القومية والإسلام- من الجانب العربي السوري ، على تثبيت هذه النقطة التي تم الاتفاق في داخل سوريا على كل ما يخص بها ، وتمادي النسخة الآستانية ، بعد لقاء بعض الرموز الإسلاموية بأردوغان الذي يقف وراء هكذا مؤتمرات ، من أجل سوريا يتم فيها إقصاء الكردي ، لتكون نموذجاً مطواعاً للسياسات التركية الحالية ، ولا سيما إن مراقبة تحولات الخطاب التركي ، بين مرحلتي ما قبل الانتخابات ، وبعدها يكشف عن زيف هذه السياسة ، في ضوء ما يجري حالياً.

إن من شارك من الشباب الكردي، كانوا على قدر عال من روح المسؤولية، والروح الوطنية،لدفاعهم عن سورية سوريا، التي لا يقصي فيها أحدٌ أحداً، تحت أي ستار كان، ولقد أبدوا الحرص الكبير على شفافية وصدق وصوابية رؤيتهم، لأن المقياس في تمثيل سوريا لا يأتي من خلال وهم –المخترة- بل من خلال الفعل النضالي، الميداني، وهو كلام ينسحب على كل الطيف السوري، لا مجرد لون منه، من دون الآخر، حيث لا أحد يمتلك صكوك الغفران الوطني، إلا عبر ترجمة حضوره –أية كانت صفته – ميدانياً، ولنا في بارومتر ثورة شبابنا أحد أهم موازين النضال الحقيق.

وإن نقطة الاختلاف تمَّت نتيجة سياسة الاستحواذ التي تمت من قبل بعض الأخوة السوريين، والتنكر للآخر الكردي بدءاً من إقصائهم عن المشاركة في اللجنة التحضيرية، الإستنبولية، بعيداً عن الكرد، وليس انتهاء بتقاسم حق المداخلات، في ما بينهم، على حساب الكرد.
 
إن الكرد السوريين، مع الوحدة الوطنية لبلدهم، وإن أي مطلب من قبيل" لِمَ لم  يستوعب الكردي شريكه السوري؟"، يجب أن يواجه ب" ولم لم  يستوعب  الشريك السوري أخاه الكردي؟"،وإن كان التنطع لتثبيت عروبة سوريا، العربية والكردية، والمسلمة، والمسيحية، كما كل منا: العربي، الكردي، المسلم، المسيحي، الإيزيدي، على حد قول إبراهيم محمود، إنما هو استمرار لما قام به الناصريون في دولة الوحدة المؤلفة من إقليمين،شمالي، وجنوبي، بعد أن كانت تسمية سوريا، منذ تأسيسها" الجمهورية السورية" لتشكيل الكرد نسبة عشرين بالمئة، من مجموع سكان بلدهم، وثمَّة عشرات الآلاف من الأسر الكردية التي تمَّ تعريب لغتها، وهي  متواجدة في كل سوريا، ولاسيما بعد سقوط إمكان احتضان الدولة القومية في البلدان المقتسمة لكردستان للآخر، أياً كان، ولاسيما الكردي.

 الكرديُّ الذي عرف تراب فلسطين، ولبنان مثلاً، دمه الزكي، لا يجد في هذين القطرين، إلا بلدين عربيين، صرفين، إلا أن المسألة مع وجوده، في كل من تركيا، و إيران، و العراق، و سوريا-ورغماً عن أنف أمثال أبي شاور- فالأمر يختلف، لأن هذه البلدان تتقاسم خريطته، وإن أية دعوة من قبل هذه البلدان إلى أية قومية خاصة بها، تدفع بالكردي للمطالبة بخصوصيته.

و لا يمكن لأية "غيرة" مفترضة على سوريا، أن تتصف بالمصداقية، أكثر من غيرة أبنائها الحقيقيين، الذين يدعون إلى كلمة سواء، للعيش تحت سقف الوطن، وهو رأي كل كرد سوريا، الأكثر حرصاً على الوحدة الوطنية الفعلية، لا المزورة، ولا الإلغائية، للآخر، والتي يعد أبو شاور محامياً رخيصاً لها.

 كما أن الموقف من القضية الفلسطينية، من قبل الكردي، لن يتغير البتة، كردة فعل على صوت نشاز، واضح الأهداف، والغايات، الموقوتة، كما هو حال موقف أبي شاور، لأن الكردي الذي وقف منذ قرون مع الشعب الفلسطيني، لا يزال ينظر إلى قضيته، بروح التآخي، والتلاحم، والتعاضد، كما كان جده صلاح الدين يفعل، وكما فعل الآلاف من شبابنا الكردي الذين  دافعوا عن تراب فلسطين من داخلها، ومن خارجها، وهو دينٌ في ذمة كل فلسطيني نبيل، وما أكثرهم، وسواهم من الأحرار.......! .

هامشان:

1-شخصياً، ويشهد من هو "إسلامي"، جليل، و منفتح، ووطني، نفيس الأنموذج، بأنني قد لذت به للتدخل من أجل وأد الخلاف الموجود بين الحضور الكردي والجانب السوري الآخر، وتدخلت لخلق جو من الوئام، إيماناً مني بأن من افتعل الفتنة، إنما يسهم من  أجل عرقلة مسار الثورة، إلا أن من تم تكليفه بفضّ الخلاف-وهو من ضمن اللجنة التحضيرية في الآستانة- ومعه من معه- كان مصراً على أن يتصرف على هذا النحو، استقواء بالآخر، المضيف، الدخيل، ليؤمن الفرصة أمام مزيد من المؤتمرات مدفوعة الأجر، وإن كان المؤتمر قد أفاد القضية في سوريا، وأعاد بها إلى نقطة الضوء، كما تستحق، لأن الشاب الكردي، الذي يسعى لإسقاط النظام، فإن الجزء الآخر من معادلته الوطنية هي خصوصيته الإنسانية والقومية.
2- على امتداد أربعة أشهر، من مشاركة شباب الثورة الكرد مع أخوتهم السوريين، فإنهم كانواالمبادرين، السبَّاقين، لطرح المشترك السوري، من الشعار الوطني، وكانت كلمة آزادي التي دخلت معجم الوطنية السورية، تتويجاً لهذا الموقف المتقدم، ليتم التركيز على إسقاط النظام الأمني، مادام أن أي نظام ديمقراطي حقيقي، لن يتنكرللشريك الوطني، بعيداً عن العقل الإقصائي، التهميشي، أو الإلغائي، وستبقى روح الوطنية التي أنتجها الشباب السوري، ومن بينهم شبابنا، فوق أية أدلجة بتراء، عقيمة، لم تسهم إلا في إعادة إنتاج التخلف والاستبداد.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.5
تصويتات: 8


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.