القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 494 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الثورة السورية الكبرى الثانية

 
الأثنين 02 ايار 2011


  غربي حســـــو

لا شك ان هناك علاقة جدلية بين التغيير و عوامل التغيير في تاريخ الشعوب ، فبقدر ما يكون الايمان عميقا بمبدأ التغيير ، سيكون بنفس المقاييس من الطموح و الرغبة في بناء حامل هذا التغيير، خاصة وان المنظومة الفكرية التي تحمل في طياته مبدأ التغيير تنتقل من دولة شرق اوسطية الى اخرى ، و كانها حمى ، لكن ابسط ما يمكننا تسميته هو حمى الحرية ... حتى وصل بها المطاف الى سورية ، ذات الطبيعة الاستبدادية ، حيث نظام امني شرس ، لايقبل بغير الصوت الواحد تحت سطوة الحزب الواحد و بقيادة الشخص الواحد .


و لكن في ظل الرفض التام للايديولوجيات من قبل شباب الجيل الناشئ ، و توقه الى الحرية استطاع هؤلاء الشباب الاحرار بنقل الخوف المتوارث للشعوب السورية و من خلال عقود خلت الى النظام الذي بات مرتعبا من هذا الهيجان الشبابي .
فشكلت هذه الموجة ازمة كبيرة في بنية النظام ، والذي تحرك مرتبكا بين طرح حزمة من الاصلاحات و بين تنفيذ هذه الاصلاحات على ارض الواقع ، لان النظام الامني لايمكن له اجراء اصلاحات سياسية ، مما اتاح المجال   لتوسيع رقعة الاحتجاجات ، فالشعب السوري مقتنع تماما بان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، و طرح حزمة الاصلاحات من قبل الرئيس السوري ليست سوى حزمة من اكاذيب حكومته ، يتلاعب عليها النظام ليراهن على مسالة الوقت و عليه فان اصوات رفض الواقع المتردي و الحياة القلقة  بات ينتقل من الجنوب الى الشمال و يصل الى وسط سوريا ، و لم يكن من النظام السوري الذي يتخبط في مسيرته الا القمع و التعامل الوحشي مع هذه المظاهرات السلمية، تارة تحت يافطة محاربة الطائفية ، و الذي سقط تماما بالنسبة الى الراي العام العالمي حين شارك الكورد بهذه الثورة ، وتارة باسم محاربة الجماعات السلفية التي في نيتها اعلان امارة اسلامية و اعتقد انه واضح للقاصي و الداني ان هذه الفكرة لا يستسيغها احد فالشهداء الذين سقطوا ليسوا الا من ابناء شعبنا الاعزل و الذين خرجوا سلميا ، و ربما غدا سيكون هناك اتهام باقتطاع جزء من ارض الوطن و ضمها الى دولة معادية ....
فالخوف الذي باغت الاسد و نظامه و احاط بهم نتج عنه صدمة ورعب من سقوطه عن العرش ، و مازال الشعب يريد كسر القيود و لكن الدولة تزيد الطوق. صورة اهليجية سريالية مؤثرة جدا ومعقدة جدا، تداخل بها السوري واللبناني، الكردي والسني، العلوي على خطوط متحدة في الظاهر، متناقضة في الباطن .
ثلاثة أمور عملت مجتمعه على تصعيد الموقف ميدانيا وهي : أولا : غياب المعارضة المنظمة عن واقع الحراك الفعلي. ثانيا: غياب الإعلام، له كبير الأثر في إخفاء الحقائق. ثالثا: دخول قطاع الشباب، كلاعبين جدد للمشهد السياسي الحركي .
و بما ان الثورات لابد و ان يرافقها التضحيات ، فاعتقد ان الشعب السوري و بكامل اطيافه لن يتوانى عن دفع ما هو مطلوب منه ، او يقع على عاتقه ، فيبذل ما يبذله في سبيل الحرية ، و لكن و بنفس القدر لابد من ايجاد ادوات لحماية هذه الثورة من الانزياحات او التململ، فالعيون الطامعة بها كثر، و المتربصين باستمالتها هم اكثر ، سواء في الداخل السوري او من خارج حدودها ، بذرائع كثيرة و من خلال الايادي الخفية التي تمتد الى اعماقها ، من قبل لصوص الثورات ، او من يميعون الحالات الثورية كانزياحها من مسارها الوطني السوري ، برفع هتافات و شعارات ، يرفضها الراهن السوري لان الهدف الاساسي من هذا الحراك المجتمعي هو كسب اكبر قدر من التغيرات التي تصب لصالح الشارع السوري عموما و ليس خدمة اجندة استخباراتية خارجية تنسق مع المنظومة الامنية في الداخل .
لان بعد كل الذي حدث و خلال الايام الماضية لابد لنا ان نعي حقيقة ثابتة و هي :
في سوريا : ازرع ثورة تحصد رؤوس ... سيف القمع .. ورقاب الشعب
أزمة مقابل أزمة، جملة توصف المشهد السوري، شد أنظار العالم اليه، بعد انشغاله في ليبيا، التي تحتاج لطول ترقب ونفس.  كما ان الحفاظ على الثورة و مسارها اصعب من اندلاعها و خاصة ضد اعتى الدكتاتوريات، و باقي مخلفات الاستبداد و حصنه المنيع .


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات