القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 343 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: أمي الوطن

 
الأحد 17 نيسان 2011


عبدالعزيز محمود يونس

أسدل الليل ستارة سوداء إيذانا ببدء دورة جديدة للحياة ثمة أم تتوشح السواد مستندة بظهرها إلى صخرة وكأنها ترسم لمستقبل غاص في غيبوبة الماضي حيث تاهت الأم بعينين مغرورقتين بالدموع وذاكرة اتخمت بالجراح يوم اتحدت الرايات رفع هنانو الكردي صوته صارخا الأحرار في جبل العرب سمعه الدرزي في سويداء تكلم الحر في الرقة لاتنسوا إخوتنا الأحرار في ساحلنا السوري فصرخت أمواج البحر من اللاذقية إخوتنا في عامودا ديركا حمو أولاد ريفنا النامي في الجزيرة مرابض الكورد بحنجرة حمودي الحمادي لبيك يوسف العظمة وعم الهتاف خريطة الوطن واختلطت أهازيج النساء تعانقت في الروح الأغاني لصليب فوق جامع ومأذنة تعلو سقف كنيسة


 واليوم تاهت الأم فاتحتة ذراعيها للريح لتحمي ضاما أولادها وفي قلبها غصة الفراق هلمو أولادي ارضعوا حليبا ونامو لكن بني بنيتي لاتنشبو أظافركم في لحمي فدمي ينزف تحت طعنات أسنانكم لابل ارتشفو من دمي كي تنامواولادي أنا البجعة سأشق قلبي كي تعتاش على دمي لكن لاتمدواياديكم في جيوب الغرباء كي تأكلوا وتعلو صرخة الأم آه ولدي تحاول قتلي اليوم علمتك الطيران فطر في سماء الوطن وانشر تغريدك ليرقص الورد والياسمين وليهتف الجوري لوطن شريف بني بنيتي في يوم كهذا خرج أخر جندي مستعمر من بلدي  اليوم عيد الاستقلال في هذا اليوم لم يكن هناك فيسبوك ولم يكن هناك الرشاش ولا الطائرة لكن كان الشرف وكان العهد والقلم فهل تسمعني وأنا أرتل لكم أولادي ترنيمة الموت وانتم ترقصون فرحا وغيمة سوداء تمطر دما وينتشي السكارى في مخادع دعارتهم وانتم تهتفون لجرح لن يندمل وهنا ارتسم أمام ناظرها كلمات خطها أنامل عزيز نيسن لام أفنت حياتها لتربي ابنا وهي تعمل غسالة في بيوت الآخرين لتعين ابنها للعيش وللدراسة تخرج الطفل وأصبح شابا وفي كل يوم كان يضربها وجاءت الاقدار هاجر للدراسة وعند عودته تذكر أمه فكانت قد ماتت فتش باحثا عن ذكرياتها أو ربما عن مالها المخبئ فلم يجد إلا ذاك الحذاء الصغير الذي كان يضربها به أدمعت عيناه ندما لكن هل يعانق الجراح آم يقبل الحذاء استرسلت الأم في غيبوبتها صورا لحشود جبالا سهولا صخورا ترابا طيورا وطفا على صفحات ذاكرتها صورة لطفل يصرخ غضبا كفاكم أمنا تخشى علينا عاصفة هوجاء تعكر صفوة معيشتنا عندها تسلقت الأم جبلا وكان صرختها بؤسا لمن لم يهتف اليوم لعيد الجلاء 0 وأنا اردد مقولة المسيح من منا كان دون خطيئة فليرجمها بالحجارة أمنا الحبيبة وطننا سوريا .


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات