القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 509 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

صحافة حزبية: وماذا بعد فك العزلة ..؟!

 
الثلاثاء 05 اب 2008


  افتتاحية جريدة آزادي *

    يلاحظ كل متتبع لمجريات الأحداث ، أن بوادر تحركات سياسية إضافية تلوح في الأفق ، أو هي مكملة لما حصل في غضون الأيام القليلة الماضية ولاسيما عشية اتفاقية دوحة وما تبعتها من إجراءات ميدانية كتنفيذ عملي لما تم الاتفاق عليه بين الأطراف المعنية وذات الصلة، ويسعى النظام السوري بكل ما أوتي من جهد دبلوماسي وإعلامي لتوظيف الترتيبات والإجراءات تلك في خدمة توجهه الهادف إلى فك العزلة عنه دوليا وإقليميا وعربيا ، واللجوء كل مرة إلى المراوغة المتواصلة للتنصل من الاستحقاقات اللازمة أو تجنب الالتزام بها بشكل مباشر وصريح ..


     فدوليا ، وبعد نشاطه الدبلوماسي المكثف على الصعيد الأوربي (وخصوصا فرنسا) يحاول استكماله مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد بدأ بوفد غير حكومي مكون من ثلاث شخصيات أكاديمية يزور أمريكا ، بدعوة وتنظيم مركز «البحث عن أرضية مشتركة» ومجموعة العمل الأميركية - السورية التي أنشأها المركز، وهي مؤلفة من 16 عضوا (8 أميركيين و8 سوريين) يجتمعون دوريا للبحث في سبل تحسين العلاقات بين الجانبين ، بهدف الحوار والعمل من أجل إزالة أسباب التوتر بين دمشق وواشنطن، كما أن الوفد قد تقدم بطلب رسمي الى لجنة العلاقات الأميركية - الاسرائيلية لعقد اجتماع خاص مع مسؤوليها ، خاصة وأن هناك- بحسب زعم الوفد- حقبة جديدة تشهدها منطقة الشرق الأوسط ،  وعلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على التوجه نحو التحول في إدارتها ..

    وعلى الصعيد الإقليمي ، فإن النظام مقدم على بناء علاقات اعتيادية مع دولة إسرائيل تزامنا مع استكمال عملية السلام في المنطقة أولا بأول ، ومن جانب آخر ورغم الخلافات التاريخية العميقة - ولأسباب جغرافية وأراضي مغتصبة أو سليبة - بين العرب وعدد من دول المنطقة والتي بقيت دون حل وفي المقدمة منها إيران وتركيا، فإن النظام مازال متشبثا بتحالفه الاستراتيجي مع الأولى (إيران) رغم التهديدات الدولية الموجهة إليها والتي تنذر  بنشوب مخاطر قد لا تحمد عقباها، ويجهد في الوقت ذاته بمساعيه نحو بناء تحالف وثيق مع الثانية (تركيا) رغم أوضاعها المقلقة وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان والشعوب المتعايشة وانحصار علاقاتها مع الجانب الدولي  الأمر الذي يثير قلق الجانب العربي وقواه السياسية والمدنية لمعرفته التاريخية بطبيعة الحليفين ودورهما في التدخل بشؤون الجوار وتاريخهما الامبراطوري التوسعي وأطماعهما التي لا تغيب وحلمهما باستعادة الأمجاد الغابرة في الهيمنة على المنطقة ولو بأساليب وسبل مختلفة ..
    وفي الجانب العربي ، فللنظام علاقات طيبة مع عدد من الدول العربية ، ويسعى لترميم العلاقات مع عدد آخر ساعده في ذلك اتفاق دوحة وتولي سوريا في رئاسة القمة العربية ، فهو يمهد لمصالحة فلسطينية إسرائيلية من خلال سعيه لترميم الجانب الفلسطيني ، و يؤسس لبناء علاقات دبلوماسية مع لبنان، ويسعى لترتيب زيارة للسعودية ، قد تكون مقدمة أو تمهيد لأخرى مماثلة لمصر وبعض الدول العربية الأخرى ..
    إن قراءة أولية لهذا المشهد السياسي تعطي انطباعا بتناقض العديد من أوجه العلاقات السياسية خاصة إذا أخذنا في الاعتبار عدم توافق الوضع الداخلي بما يقتضي من استحقاقات مع تلك العلاقات وخصوصا الدولية ، أي لا تبدل في الجانب الوطني إلا في الاتجاه الأسوأ ، سواء من جهة سياسة الاستبداد والقمع والتنكيل وكم الأفواه ومنع الحريات العامة و سريان الأحكام العرفية والمحاكم والقوانين الاستثنائية أو من جهة وضع الشعب الكردي الذي مازال يرزح تحت نير الاضطهاد والحرمان من أبسط حقوقه القومية جراء السياسة الشوفينية المتبعة والقوانين العنصرية الظالمة التي تثقل كاهله لعقود خلت ، أو لجهة حالة الفساد المستشرية في كل مفاصل الدولة والمجتمع وتدني مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، هذا ناهيك عن سوء الحالة المعيشية سواء لزيادة الأسعار أو لتدني القدرة الشرائية لدى المواطن بسبب البطالة وحالة الجفاف التي عصفت بالمواسم الزراعية والثروة الحيوانية وخصوصا في مناطق الجزيرة والمحافظات الزراعية عموما..
    من هنا، فإن الترتيبات الأخيرة تلك ، والعلاقات المستجدة بكل تشابكها و تداخلاتها الدولية والإقليمية والعربية وما نتج عنها من أعباء ومسؤوليات وضعت الأسس لحلول أو ساهمت بهذا الشكل أو ذاك في تفكيك الإرهاصات ..الخ إن كل ذلك لا يمكن أن يكون بفعل دبلوماسية تبغي فقط فك العزلة عن سوريا دون أن يكون هناك أية  تبعات أو التزامات تترتب بموجبها على النظام في سوريا وسياسته وطبيعته بما يحقق المواكبة داخليا وخارجيا مع عملية التغيير الجارية في العالم ولو على مراحل أو دفعات ..
    وهكذا، فمن الواقع السياسي القائم عبر العلاقات الدولية ومجريات عملية التغيير والتحول الديمقراطي ، ومن العودة إلى ظروف ما قبل الترتيبات الأخيرة ، والضغوط الدولية على المنطقة ومضاعفاتها ولاسيما على النظام في بلدنا ، والمخاطر التي كانت تحدق به وما تزال ، خصوصا مع اقتراب عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري والاغتيالات والجرائم الأخرى ، يمكن القول أن الخطوات كلها مترابطة وهي في سلسلة متواصلة تبدأ بالمهم فالأهم وهي في مجموعها بالتالي لاشك أنها تتكامل باتجاه التغيير والتحول الديمقراطي إن عاجلا أم آجلا ..
    لكن، يبقى أن نقف عند الوضع الداخلي وما ينبغي من الحاجة إلى مضاعفة الحراك السياسي الوطني الذي لاشك يساعد على استكمال عوامل الإسراع  في عمليات التغيير ، التي تقتضي أمرين أساسيين: الأول هو الحوار الجاد بين مختلف مكونات المجتمع السوري القومية والدينية والسياسية ولاسيما تلك المؤهلة والمؤمنة بالتغيير للوصول إلى صياغات جديدة توافقية في البرامج المشتركة والوثائق والقوانين وحتى دستور عصري جديد ، والأمر الثاني هو جدية العمل والنشاط الفعلي باتجاه كسر حاجز الخوف والإقدام على رفع صوت الحق والحرية في الشارع السياسي والجماهيري نحو تحقيق حلم المجتمع في بناء دولة الحق والقانون عبر حياة سياسية جديدة وفق أسس ديمقراطية تضمن الحقوق وتفرض الواجبات دون تمييز بسبب الانتماء السياسي أو القومي أو الديني ، و بما يحقق العدل والمساواة بين الجميع  في حياة ملؤها التآخي والوئام ، وبما يخدم وحدة البلاد وتقدمها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جريدة شهرية يصدرها مكتب الثقافة والإعلام المركزي لحزب آزادي الكردي في سوريا – العدد 400 – آب 2008م

لقراءة مواد العدد انقر هنا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات