ثم كان لممثل هفكاري السيد رودي إيلكين كلمة مقتضبة عن السمينار وكيفية التحضير لها و أثنى هنا على جهد الأخ أحمد حاجو في إقامة هذه الندوة ودعوة الضيف من جيكيا، ثم قدم الباحث ليلقي محاضرته.
قدم الباحث الجيكي بيتر كوباليك في البداية هدايا رمزية الى كل من رئيس اللجنة النرويجية لحقوق الكورد فيدار بيركلاند و ممثل هفكاري السيد رودي إيلكين لوحتان عن الفلكلورالإيزيدي وصورة لشاعر العراق الراحل محمد مهدي الجواهري وهو يتعمم طاقية مكتوب عليها كلمة "كوردستان".
ثم القى محاضرته القيمة عن الإيزيدية باللغة الإنكليزية ، والتي هي بالأساس مشروع لرسالة ماجستر يريد الباحث تقديمها لجامعة براغ.
المحاضرة كانت غنية جداً بالمعلومات عن الإيزيدية ، تاريخهم، النظريات التي تتحدث عن أصولهم، وهي على حد قوله أربعة نظريات منتشرة في كتب التاريخ.
النظرية الأولى: ان الإيزيديين هم أولاد أدم الأوائل وليسوا من حواء، وان اتباع هذه الديانة يرددون دائماً عبارة "خالقي هو الرب" بالكوردية (از خودي دام). والديانة الإيزيدية هي الديانة الأولى في منطقة بلاد الرافدين (ميزوبوتامية) حيث مهد الأكاديين والسومريين، والمعبد الأول في تلك المنطقة كان للإيزيديين.
النظرية الثانية: يعود جذور تاريخ هذه الديانة الى الزرادشتية (الديانة الزرادشتية)، كون كلاهما يعتمدان على القوة الإلهية وعناصر الحياة الأربعة: الماء، الهواء، النار، والتربة.
النظرية الثالثة: يرجح البعض ان هذه الديانة تعود الى شخص يزيد بن معاوية (المسلم) من القرن السابع عشر. وان القبول بهذه النظرية يعني ان الإيزيدين كانوا سابقاً إسلام وقد إرتدوا عن دينهم وشكلوا دين خاص بهم. يقال في هذا السياق بإن شخص معروف من هذه الطائفة وقتذاك كان يدعى أزي، ونظراً الى تقارب الاسمين (أزي ويزيد) إختلطت الأمور على بعض المدونيين للتاريخ.
النظرية الرابعة: تقول العلامة كريستين اليسن (فرنسية الأصل) عن الديانة الإيزيدية ، ان مؤسس هذه الديانة يعود الى شخص أسمه الشيخ هادي لمع نجمه قبل الأسلام. هنا تحدث الباحث مطولا عن تعاليم وطقوس هذا الرجل.
إكتفى الباحث بهذا القدر من المعلومات عن الديانة الإيزيدية وقال سأعرض لكم الآن فيلم وثائقي عن الإيزيديين تم إنجازه  بين عامي 1998 و 2003 في كل من الدول التالية: سوريا، أرمينيا، العراق والمانيا. وقد شاركت في إنجازه كمترجم ومستشار.
الباحث يتقن من اللغات بالإضافة الى لغته الأم (الجيكية)، الإنكليزية، العربية ،الروسية وقليل من الكوردية.
بعد الإنتهاء من عرض الفيلم تم مناقشة المحاضرة ومحتوى الفيلم من قبل الحضور، وكان للداعي مداخلة أيضاً حيث لم يتطرق الباحث الى رموز خاصة  بالإيزيديين لا في المحاضرة ولا في الفيلم، وهذه الرموز كانت معلقة بذهني منذ الصغرعن الإيزيدية والإيزيديين. منها على سبيل المثال: لماذا طاؤوس وليس طائر آخر كرمز مقدس، الدائرة التي تقيد الإيزيدي والشارب عن رجال الإيزيديين.
في النهاية رد الباحث على جميع الأسئلة بمنطق علمي جميل، كما إغنى الحضور الندوة بالمعلومات التي يملكونها.
كما أبدا الحضور أسفهم للأحداث التي وقعت مؤخراً في كل من شيخان وبعشيقة.