القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 529 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: أبعاد الحملة التركية على كردستان

 
السبت 10 تشرين الثاني 2007


المحامي محمود عمر

تزامنا مع بدأ الضعف الذي بدأ يدب في جسد الإمبراطورية العثمانية وتسارع القوى الغربية لاقتسام ما سمي بتركة الرجل المريض كان الشعور القومي قد بدأ ينمو ويتطور لدى شعوب المنطقة, وبخاصة تلك المنضوية تحت لواء هذه الخلافة ومنها بالطبع الشعب الكردي وقد ساعد على هذا النمو عدة عوامل منها مظالم السلطان التي لن تعد تحتمل وعلى كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, ووضوح الصورة لدى هذه الأقوام بأن الترك كانوا يستغلون الدين في معظم الأحيان للسيطرة والتحكم بهم, إضافة الى ذلك احتكاك الشرائح المثقفة من أبناء هذه الشعوب بالثقافة الغربية وأسلوب ونمط الحكم المتبع لديهم


وأضيف الى هذه العوامل دخول هذه الدول بجيوشها وأطماعها وثقافتها الى المنطقة وتشجيعها لهذا المد القومي لعزل السلطان من مما تبقي من عوامل قوته وسلطته المنية على كونه خليفة للمسلمين وعلى الرعية إطاعته في السراء والضراء, ترافقا مع هذا الوعي استفاق الكرد على واقعهم الجديد والمرير في بدايات القرن المنصرم حيث تم تقسيم وطنهم كردستان بالضد من إرادتهم ومصالحهم ووفق رغبات ومصالح الدول الغربية وبموجب اتفاقية سايكس بيكو الى أربعة أجزاء, لم تستطع الصدمة النيل من العزيمة والإرادة الكردية في التحرر اذ سرعان ما بدأ الكرد بلملمة شملهم من جديد للنضال و التصدي لهذا المشروع الذي يستهدفهم أرضا وشعبا, وكان ذلك على وجه الخصوص عن طريق النخبة المثقفة والمتنورة التي دقت وبقوة أبواب عصبة الأمم والدول ذات القوة والنفوذ في ذلك الحين والمشاركة في المؤتمرات الدولية لشرح القضية الكردية وحقوق الكرد العادلة وما لحق بها من غبن  وكان نتيجة ومحصلة كل هذا الجهود هو ما ورد في اتفاقية سيفر لعام 1920و في المواده62و63و66و64وما يليها من حقوق للكرد وضرورة تشكيل لجنة تقصي مؤلفة من الدول ذات الصلة لدراسة وضع المناطق الكردية والوقوف على مطالب ورغبات سكانها, وضرورة تمتعها على أقل تقدير بالحكم الذاتي الى حين اجراء استفتاء للشعب الكردي خلال مدة معينة وبيان مدى رغبته في الاستقلال وإلزام الدولة العثمانية بضرورة التقيد بهذه المواد واحترامها, ولكن صعود نجم أتاتورك وركوبه على صهوة حصان السلطة في تركيا وقضائه على عمامة السلطان قد فرض واقعا جديدا في المنطقة وأفرز خلطة جديدة من المصالح الدولية فيها, واستطاع أتاتورك وتوافقا مع هذه المصالح المستجدة  استبدال معاهدة سيفر مع الدول الاستعمارية بمعاهدة لوزان التي من خلالها تم قضم كافة الحقوق التي نصت عليها سيفر بالنسبة للكرد, ولم يتم فيها حتى الإشارة الى وجود أو حقوق للشعب الكردي يا للعجب هل كان هذا الشعب عبارة عن قبيلة رعوية قد غادرت أماكن رعيها بعد سيفر والله أعلم أين استقرت الآن, لم يرضخ الكرد للواقع الجديد بالرغم من مرارته وبؤسه على الرغم من حملات الإبادة والحرق والتهجير التي انتهجها أتاتورك ومنذ اليوم الأول لتسلمه السلطة بحقه وفي كافة مدنه وقصبا ته وفاءا للوعود التي كان قد قطعها لهم وهو يطلب تأييدهم ويعدهم بمستقبل زاهر في تركيا جديدة يتساوى فيه الكرد والترك وبقية القوميات والأديان, دولة ديمقراطية عادلة وذلك ان قدر له أن يستلم مقاليد الأمور فيها.
 في تركيا وبقية الدول التي ضمت أجزاء من الأرض والشعب الكردي بدأ الكرد مرحلة جديدة من النضال وفق ظروف وشروط المرحلة المفروضة ,انتفض الكرد وقاموا بالعديد من الثورات والانتفاضات والمظاهرات والاحتجاجات وانتظموا في أحزاب وجمعيات وغيرها من أساليب النضال, ولم تنطفئ جذوة النضال والتحرر لدى الكرد يوما منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا, و لذلك كانت القضية(الورقة) الكردية حاضرة وبقوة ضمن تناقضات ومصالح المنطقة وفي أدق التفاصيل وتأتي  الحملة التركية الأخيرة على كردستان العراق وما تحمله من أهداف وأبعاد كأحد  حلقات هذا المسلسل !!!!؟؟؟؟.   
أولا ـ أبعاد الحملة على مستوى الوضع الداخلي التركي.
ثانيا ـ  أبعاد الحملة على مستوى الوضع الكردستاني التركي.
ثالثا ـ أبعاد الحملة على مستوى الوضع الكردستاني العراقي.
رابعا ـ أبعاد الحملة على المستوى العراقي .
خامسا ـ أبعاد الحملة على مستوى الوضع الإقليمي.
سادسا ـ أبعاد الحملة على المستوى الدولي ( الأوربي ـ الأمريكي).
1ـ على مستوى الوضع الداخلي التركي:
1ًـ ما زال حزب العدالة والتنمية يعيش سكرة الانتصار في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ويريد أن يبرهن للشارع التركي ـ وحتى لا يخسر تأييده في يرمي إليه مستقبلا ـ وفائه بالتزاماته التي قطعها على نفسه أثناء حملته الانتخابية ومن جملتها تصديه لحزب العمال الكردستاني.
2ًـ طالما كان حزب العدالة والتنمية متهما وخاصة من قبل معارضيه وبالخصوص من قبل المؤسسة العسكرية بأنه متهاون في مسألة ما يوصف بالتصدي للإرهاب وان ما بدر منه من مواقف متشددة في الفترة السابقة كانت فقط للاستهلاك الانتخابي لذلك فهو يحاول جاهدا ان ينفي عن نفسه هذه الوصفة وأن يظهر نفسه بمظهر الحريص على الأمن القومي أكثر من غيره.
3ُـ ان توجه حزب العدالة والتنمية سابقا نحو الفئات الفقيرة والمسحوقة من المجتمع التركي وبخاصة الكردي منه لضمان الحصول على أصواته من خلال رفع سوية الضمان الصحي والتأميني لهؤلاء ومنحهم قروض والمعاشات والتغاضي عن العديد من الضرائب المفروضة عليهم ومد مناطقهم بخدمات لم تكن متوافرة فيما سبق جعل فاتورته من الناحية المادية باهظة وهو يريد من خلال هذه الحملة التغطية على هذه التكاليف ليظل بمنأى عن المساءلة عنها.
4ًـ لما كانت غاية العدالة والتنمية الأولى من مشاريعه التنموية والخدمية هي الفوز في الاستحقاق الانتخابي فهو يحاول من خلال هذه الحملة وما لها من استحقاقات مادية باهظة على الدولة التنصل من وعوده والتراجع عن العديد من المعاشات والتأمينات التي كان قد قررها وصرفها في الأعوام السابقة وهو الأمر الذي بدأ المواطن التركي يتلمسه في الأيام الأولى التي أعقبت الانتخابات.
5ً ـ تريد حكومة أردوغان توجيه رسالة إلى الشارع التركي مفادها ان العملية الديمقراطية الانتخابية قد أفرزت العديد من النواب الكرد وان لهم ان يضعوا مطالبهم تحت قبة البرلمان لذلك فالكل التركي مطالب بالوقوف خلف الحكومة للتصدي لحزب العمال الكردستاني.
6ُ ـ إن أهم غاية لحزب العدالة والتنمية من حملته هذه على المستوى الداخلي هي إحراج المؤسسة العسكرية أكثر وسحب البساط من تحت أرجلها اذ طالما كانت تكرر بأنها على وشك القيام بسحق حزب العمال إلا إن الحكومة لا تمنحها الضوء الأخضر.
7ُـ تدرك حكومة أردوغان بأن الاستمرار في الحملة والعودة منها بعد الدخول أصعب بعدة مرات من اتخاذ القرار بالدخول وها هي ناءت بنفسها عن المساءلة حينما رمت بالموضوع في سلة البرلمان لذلك فلتتفضل المؤسسة العسكرية بتحمل مسؤولية  وتبعات  الغرق في الوحل العراقي والضياع في جبال كردستان وربما ذلك يقيم عليها الشارع التركي في المستقبل ويمهد الطريق أكثر ويسهله أمام سياسات حزب العدالة والتنمية.
9ً ـ إرسال رسائل خوف وتحذير لرجال الأعمال الترك وأصحاب الشركات حتى لا يتجاوزا في استثماراتهم في إقليم كردستان الحدود المسموح بهاحتى لا يتحولوا في المستقبل الى موقف وعامل ضغط على حكومتهم ويعرقلوا سياساتها في الإقليم.
(ومحصلة كل هذه العوامل هو إن حزب العدالة والتنمية يريد إن يضيق ساحة المناورة أمام معارضيه ويبعث المزيد من الثقة والاطمئنان في نفس المواطن التركي تجاه سياساته حتى يستطيع أن يمرر بسهولة التعديلات التي يتوخاها على الدستور والقوانين التركية التي هي من أولوياته الآن بعد فوزه في الانتخابات!!).
2ـ على مستوى الوضع الكردستاني في تركيا:
1َـ  استطاعت الدولة التركية أن تستغل دورها وأهميتها أثناء الحرب الباردة بالنسبة للدول الغربية عموما وأمريكا على وجه الخصوص في توصيف حزب العمال الكردستاني بالمنظمة الإرهابية ولأن الظروف والمصالح الدولية في تغير مستمر لذلك تحاول تركيا أن تستغل ما تبقي من الوقت في تنفيذ مراميها وخاصة ان العديد من هذه الدول في طور إعادة تقييمها للحزب المذكور وللحقيقة الكردية في تركيا وعليها استحقاقات يجب الإستجابة لها ودفعها بالنسبة لهذه القضية العادلة التي كثيرا ما استطاعت أن تغمض عين المجتمع الدولي عنها . 
2ًـ  تحاول حكومة أنقرة من خلال هذه الحملة تأليب الرأي العام التركي وتعبئته ضد الكرد وحقوقهم المشروعة, فتكسب بذلك المزيد من المؤيدين وتسحب البساط من تحت أقدام معارضيها التي تبدو والى هذه اللحظة أكثر حزما منها في هذا المجال وبخاصة المؤسسة العسكرية.
3ًـ تريد الحكومة من وراء حملتها عزل الحزب المذكورواظهاره بمظهر المعزول جماهيريا في الوسط الكردي .
4ًـ ترمي هذه الحكومة من وراء حملتها الى تقزيم وحصر القضية الكردية كقضية أرض وشعب محروم من أبسط حقوقه القومية والإنسانية بمنظمة استطاعت أن تسميها ومع حلفائها فيما سبق بالإرهابية.
5ًـ تسعى حكومة أردوغان الى الهاء الشارع الكردي عن المطالبة بحقوقه وتحاول طمس آثار حرب الإبادة وإرهاب الدولة المنظم الذي مارسته على مر عقود على أرض كردستان وكان من نتائجه قتل الآلاف من الأبرياء والعزل وتخريب البيئة وتهجير معظم السكان الكرد من مناطقهم بحيث أضحت الآلاف المؤلفة من القرى والى هذه اللحظة خاوية من ساكنيها.
6ًـ تريد الحكومة من خلال حملتها أن تتباهى بديمقراطيتها المشوهة وتقول للكرد ـ نقطة انتهى ـ فها هي العملية الانتخابية قد أوصلت العديد من النواب الكرد الى البرلمان, أما ما عدا ذلك فهو عمل مدان داخليا وخارجيا.
7ًـ تعلم حكومة أنقرة ان الكرد في كردستان تركيا ينظرون الى تجربة كردستان العراق بفخر واعتزاز وربما يتطلعوا الى أن تصل أوضاعهم الى السوية التي وصلت إليها أوضاع بني جلدتهم. ولما لا وكردستان تركيا هي أكبر الأجزاء مساحة وسكانا لتلك تحاول تركيا أن ترسل رسالة الى مواطنيها من الكرد مفادها أنا هنا لا تذهبوا بأحلامكم بعيدا وحتى مصير إخوتكم هي ما زالت رهن إرادتي.
8َـ تريد الحكومة أن يرتكن كرد تركيا ويقتنعوا فقط بما توصلوا إليه من حقوق فمناطقهم ستعمر ولا بأس من أن يتكلموا بلغتهم ويمارسوا فلكلورهم الذي هو جزء من التراث التركي على حد زعمهم, أما من يتبنى أطروحات تتعلق بدولة قومية أو ما شابه فسيكون جزء من منظومة الإرهاب العالمية وسيتصدى له العالم وتلفظه الديمقراطية التركية بعيدا.
(ومحصلة هذه الدوافع جميعها هي عود الساسة الترك على ذي بدأ السياسة الأتاتوركية فلا شيء اسمه كردستان وليست هناك قضية كردية على غرار كردستان العراق وكل ما في الأمر ان هناك مشكلة لمواطنين كرد من أصول تركية مالت لغتهم عن أصولها التركية ولا ضير في أن يتحدثوا بها وهكذا تختصر القضية الكردية في إطار فلك الديمقراطية التركية المشوهة.!!).  
3ـ على مستوى كردستان العراق:
1ًـ إلى أين أنتم ذاهبون هل نسيتم بأننا هنا وغرتكم السياسة والمصالح الدولية حتى تأخذكم أحلامكم بعيدا هكذا  يريد أن يهمس الترك في أذان ساسة كردستان العراق  الذين رأوا بأنهم تحرروا نوعا ما من فرض الوصاية الإقليمية , وكانوا في كثير من مفاصل نضالهم رهن إرادة ومصالح هذه الدول التي كانت تلعب بهم كيفما تشاء .
2َـ ظلت تجربة كردستان العراق تقض مضاجع الدول الإقليمية وبخاصة تركيا التي تضم وكما أسلفنا أكبر جزء من كردستان لذلك كانت تركيا تتحين الفرص لضرب مفاصل هذه التجربة ولولا تغير الظروف الدولية نوعا ما التي تحمي هذه التجربة والتي وجدت النور في ظلها لانقضت تركيا منذ زمن عليها وجعلتها في خبر كان, ولكنها ولهذه اللحظة تعض على رؤوس أصابعها كيف لا يتيسر لها ذلك وما حزب العمال الكردستاني الاحجة للتدخل في شؤون الإقليم أكثر.
3ًـ تحاول حكومة أنقرة من خلال حملتها زعزعة استقرار الإقليم ووقف التنمية التي يشهدها في كافة المجالات والحد من طموحات شعبه.
4ًـ أقامت حكومة أنفره الدنيا ولم تقعدها حينما صدر قرار الكونغرس الأمريكي القاضي بأن مفتاح الحل لمشاكل العراق يكون في قيامه نظامه على أسس فدرالية ثلاثية ورأت أنقرة ان هذا القرار وترحيب الإدارة الكردية به يصيبها في الصميم لذلك دقت طبول الحرب على الإقليم لتراجع أمريكا ويراجع كرد العراق حساباتهم الذين ربما أغفلوا حين رسمها عن الدور والوجود التركي أو لم يعطوه حق قدره.
5ًـ تريد تركيا فرض هيمنتها على الإقليم وتحاول زرع الخوف في قلوب أبنائه وساسته حتي يتراجعوا عن تطلعاتهم ويخضعوا للمطالب التركية الي توجه لهم رسالة مفادها ان أمريكا مهما بقت فإنها لن تدوم لهم, وان بقت فهي لن تضحي بمصالحها مع تركيا وبقية دول الجوار من اجل إقليم صغير يرفضه ويلفظه الجميع.
6ُـ الكل يتدخل في الوضع العراقي الذي أصبح بمثابة الصيد الجريح الحنيذ وتركيا ترفض أن يراهنها أحد على حصتها من الكعكة العراقية.
7ًـ بدأت الحكومة العراقية وحكومة الإقليم بتنفيذ الخطوات الأولى من المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركوك وتحديد مصيرها وقد حاولت تركيا دوما عرقلة تنفيذ هذه المادة وخاصة من الداخل عبر تحريك الورقة التركمانية الا أنها لم تحقق النجاح لذلك لجأت إلى هذه الحملة لفرض شروط لم تستطع فرضها سابقا ولا يخفى على أحد مطامع أنقرة التاريخية .
(وغاية هذه العوامل انه يجب دق ناقوس الخطر وتسليط الضوء على تجربة إقليم كردستان وخاصة بالنسبة للدول التي تقتسم كردستان والقول لهم ان الكرد قادمون ولا بد أن تشحذ الهمم لدك عوامل بناء هذه التجربة من أساسها ودق الأسافين في وجهها حتى لا تتجاوز الحدود والوقوف بحزم أمام الطموح الكردي الذي كنا نريد ونتفق دوما على  أن نطوي صفحته من التاريخ والجغرافية).
4ـ على المستوى العراقي:
 تريد حكومة أنقرة أن تلفت نظر الساسة العراقيين بأن لا تغرهم الظروف الجديدة واهتمام العالم بالوضع العراقي عن ضرورة الدور التركي وأهميته, فتركيا لا تعدم الوسيلة الآن أو في المستقبل لتلعب دورا في استقرار العراق أو في زعزعة هذا الاستقرار وان لها اليد الطولى لتلعب هذا الدور أن أرادت سلبا كان ذلك أم إيجابا سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي.
5ـ على المستوى الإقليمي:
 كما على المستوى العراقي تريد تركيا أن تلفت نظر دول الجوار وخاصة تلك التي تتقاسم معها في الوجود الكردي وكما ذكرنا سابقا الى إن هناك خطر قادم يجب التصدي له قبل أن يكبر أكثر وينتقل عدواه الى داخل هذه الدول أكثر لذلك يجب نبذ كل الخلافات والتناقضات الموجودة بين هذه الدول وعلى أكثر من صعيد أو على الأقل تأجيلها إلى أن يستطيعوا أن يرسوا بسفينة الطموح  الكردي الى الحد الذي يبغوه وأن لا تفلت من أيديهم زمام هذا الملف حتى النهاية فيحصل ما لا يحمد عقباه بالنسبة, وحتى تبتز تركيا بقية جيرانها في هذا الملف وتجعلهم يدوروا فقط في فلك سياساتها فهي لا تترك فرصة الا وتستغلها لتضخيم حجم هذا الخطر  لتقول لهم بأنها وحدها تستطيع ولكن بمساعدتهم الرهان على هذا الملف وعدم ترك مصيره فقط للدول الكبرى التي لا يهمها مصالح الجوار العراقي .
 6ـ على المستوى الدولي (الأوربي ـ الأمريكي):
 
1ًـ تريد حكومة أنقرة إرسال رسالة من خلال هذه الحملة إلى دول الإتحاد الأوربي مفادها بأن من حملها للفوز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية هي أصوات أغلبية سكان تركيا الذين يلفظون السياسات الغربية في المنطقة وان ما دفعهم أكثر وفي ظل غياب مشروع إسلامي واضح في المنطقة للتصويت لحزب العدالة والتنمية هي ميول وسياسات الحزب الإسلامية المعتدلة وان هذه الأوساط هي التي تدعم حملة الحزب المذكور على حزب العمال الكردستاني وإقليم كردستان العراق لا بل تطالبه بموقف أكثر حزما في ذلك على اعتبار أنهم ينظرون إلى ان الإقليم ما كان له أن يكون لولا الدعم الغربي والأمريكي, لذلك فعلى الإتحاد الأوربي أن يكون أكثر مرونة وان يخفف من حدة شروطه لانضمام تركيا للإتحاد وخاصة فيما يتعلق بالمسألة القبرصية وملف القضية الكردية وحقوق الإنسان حتى يستطيع حزب العدالة والتنمية من المحافظة على أصوات مؤيديه ويستطيع أن يمرر إصلاحاته بهدوء وسهولة وإلا فإن الحزب المذكور لن يستطع أن يمسك بزمام الأمور التي قد تفلت من يديه وتذهب هذه الأصوات مستقبلا لأحزاب تحمل إيديولوجيات متشددة ترفض جملة وتفصيلا كل ما هو غربي وأمريكي فتصبح هذه القوى ان امتلكت زمام المبادرة عامل عدم استقرار وتهديد لكل مصالح ومشاريع هذه الدول بل ربما أصبحت نواة لمشروع إسلامي يناهض كل المشروع الغربي الأمريكي في المنطقة يلتف حوله ويؤيده معظم الشارع الإسلامي المهيأ أصلا للخوض في مثل هكذا مشاريع وتبنيها  .
2ًـ الرسالة الثانية التي تريد إرسالها تركيا للاتحاد الأوربي أولا ولأمريكا ثانيا هي قولها ان عدم الموافقة على دخول تركيا للإتحاد أو المماطلة في ذلك لا يعني بالنسبة لها نهاية العالم وإنها تستطيع وبدون ذلك أن تكون دولة ذات قوة وقول في المنطقة سواء أكان ذلك باتجاه استقرار الأوضاع أو زعزعتها خاصة وهي تمتلك هذا الدعم الشعبي والإقليمي لسياساتها, وإنها لم تتحول بعد الى مرحلة العجوز الغير مرغوب في الزواج بها
3ًـ ـ تدرك تركيا أنها لم تعد بالنسبة للغرب ذلك الشرطي الملل المجاب لكل طلباته لذلك فهي تحاول ان تلفت نظر المجتمع الدولي إلى أنها ما زالت دولة لها ثقلها الذي يجب ان لا يستهان به في المنطقة.
4َــ حينما أدركت تركيا بأن الكونغرس الأمريكي في صدد إصدار قرار يدين فيها مجازر الأرمن ويحمل الدولة التركية مسؤولية هذه المجازر بادرت وعلى وجه السرعة في التلويح بهذه الحملة لتحمل مراكز النفوذ في أمريكا للضغط على الكونغرس لعدم المشي في هذا المسعى وهي تدرك بأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تتحمل المزيد من عدم الإستفرار في العراق وتدرك ان دخول الترك عسكريا سيعقد الأمور أكثر وان الإدارة الأمريكية مستعدة لأن تقايض أي موضوع في هذه المرحلة بموضوع الاستقرار في العراق. 
والمحصلة النهائية هي إن اللعبة التركية التي غايتها في هذه المرحلة ابتزاز وإحراج الجميع والحصول من خلال ذلك على أكبر قدر من المكاسب والخروج بأقل قدر من الخسائر هي لعبة مكشوفة للجميع ولكن ما على تركيا أن تعيه هي إن حركة التاريخ كعقارب الساعة لا ترجع الى الوراء وان درسا بسيطا علمنا إياه التاريخ على تركيا أن تتذكره وأن لا تنساه وهو إن إرادة الشعوب ومنذ إن خلق الله الكون هي المنتصرة في النهاية مهما كان جبروت ومكر الطغاة والمستبدين.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات