القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 523 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: مستقبل سوريا في منظار صنّاع القرار الدولي

 
الأحد 17 ايار 2020


أحمد حسن

مع دخول الأزمة السورية عامها العاشر والتي خلفت وراءها (9) أعوام من القتل والتشريد والتهجير والدمار على يد النظام الديكتاتوري وأدواته، الذي لجأ منذ البداية إلى الحل العسكري، فحول ربيع سوريا إلى حرب قذرة بدعم مباشر ومتواصل من محور الشر (روسيا – إيران – حزب الله – ........) هذه الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء (شيبا وشباب - أطفالا ونساء) وفسحت المجال للتدخلات الإقليمية والدولية فزاد الوضع أكثر تعقيدا وجعلت من سوريا حلبة للصراع الدولي والإقليمي وتحولت الأراضي السورية الى مناطق نفوذ إقليمية ودولية وعقدت من أجلها العديد من المؤتمرات والقمم والاجتماعات (جنيف – آستانا – سوتشي - ........) وأصدر العديد من القرارات لا سيما قرار مجلس الأمن 2254   (18 كانون الأول 2015 ) الذي ينص على بدء محادثات السلام وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية.


لكن اجتماعات واتصالات سرية جرت بين اللاعبين الأساسيين في سوريا (إسرائيل – أمريكا – روسيا) توصلت الى نتائج واتفاقات بخصوص الوضع السوري ومستقبل سوريا والتي تبلورت أكثر فأكثر في الاجتماع (السري/العلني) الذي جرى في فندق "أورينت " في القدس (25/6/2019) وصفتها إسرائيل بأنها قمة ناجحة لمجرد عقدها في القدس وضمنت لها حرية العمليات العسكرية في سوريا حيث ضمت القمة كل من مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، مع نظيره الروسي، نيكولا بتروشيف، والإسرائيلي، مئير بن شبات. افتتح القمة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بحضور سفيري روسيا وإسرائيل، وسفيري إسرائيل لدى روسيا والولايات المتحدة. لبحث الأوضاع الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي ومناقشة سلسلة من القضايا الإقليمية، على رأسها إيران وسورية ولبنان والتنسيق بين الدول الثلاث لإخراج كافة القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011  وبالتالي خلق شرق أوسط أكثر استقرارا على الأقل في هذا الجزء من المنطقة.
فالتصريحات والانتقادات الروسية الواضحة بشأن سلوك النظام تعتبر انعطافًا في السياسة الروسية اتجاه النظام السوري، كذلك إقرار قانون “قيصر” الشهير من قبل مجلسي الكونغرس الأمريكي، وتوقيع الرئيس ترامب عليه والممارسات الاسرائيلية على الأراضي السورية هذه الممارسات والاجراءات مجتمعة توحي بأن ساعة رحيل النظام تدنو بسرعة كما هو متفق عليه في قمة القدس التي سنأتي على بعض بنودها المسربة، وأن روسيا لن تنقذه هذه المرة، فعليه الاختيار بين انتحاره سياسيًا، أو حزم حقائبه والرحيل.
ومن جهة أخرى فان أمريكا بالتعاون مع اسرائيل تضغط على روسيا لإخراج قوات إيران وحزب الله من سوريا، كذلك العمل ضد إيران من أجل خفض التوتر في الخليج، ودفعها إلى الموافقة على استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي، مقابل اقناع الروس للإيرانيين بإنهاء الحرب والمشاركة في مشاريع واستثمارات اقتصادية خلال عملية إعمار سورية.أما ما تريده روسيا من المقابل الأمريكي – الإسرائيلي وحلفائهم هو الاعتراف بضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم وإنهاء العقوبات الأميركية والغربية ضد روسيا ومراعاة المصالح الروسية في سوريا المستقبل وغيرها من القضايا .
وكل ما يحدث في كل بقعة على الأراضي السورية (شرقا /غربا – شمالا/جنوبا) هي من نتائج قمة قدس الأمنية الثلاثية وبأمر وقرار من اللاعبين الأساسيين (إسرائيل – أمريكا – روسيا) وما الباقي الا أحجار على رقعة الشطرنج واليكم بعض النتائج والاتفاقات المسربة حسب مراكز الأبحاث والتصريحات والمقالات الصحفية  عن القمة الأمنية الثلاثية (إسرائيل – أمريكا – روسيا) حول مستقبل سوريا ولبنان والمنطقة في القدس في (25/6/2019) وهي :
(1 سيطرة روسيا على كافة الجغرافية السورية من خلال بناء حكومة وجيش سوري جديدين وذلك بعد إعادة كافة الأراضي السورية الى سلطة الدولة الحالية . وما حدث في ادلب كان تطبيق ذلك الاتفاق وبعد السيطرة على كامل الجغرافية السورية ستقوم بتشكل وتأسيس سوريا الجديدة لأن النظام القديم أصبح مكشوفا للجميع وبالتالي لابد من تشكيل دولة جديدة مبهمة السياسة وطريقة الإدارة والتفكير بالنسبة للسوريين وتراعي مصالح الدول الثلاث ومن ثم فان روسيا بمساعدة القواعد الامريكية في المنطقة تتكفل بالقضاء على النفوذ الإيراني والميليشيات التابعة لها .
(2  انهاء النفوذ التركي في سوريا ( ادلب – عفرين – اعزاز – جرابلس – تل ابيض – رأس العين ) وماجرى في شرق الفرات من خلال عملية نبع السلام ماهي الا مسرحية أمريكية – روسية وسيتم ضرب الجيش التركي من خلال الميليشيات الإيرانية بغطاء( الجيش السوري )والتي تنتهي وتطرد هي أيضا من سوريا حسب قانون نفي النفي وذلك بضغط روسي ومن خلال تشكيل الجيش والحكومة السورية الجديدة 
(3 تغيير شكل نظام الحكم في سوريا بشكل جذري لأن الشعب معارضة وموالاة ملوا من شكل النظام والدولة الحالي ولا مشكلة ببقاء بشار الأسد في حال قام بقطع علاقاته مع ايران فإسرائيل هي من وضعت حافظ الأسد وبشار الأسد في سدة الحكم بدعم أوروبي غربي وبالتالي لا تتخلى عنها بسهولة .... ولا ضير من التخلص من بشار الأسد في حال لم يقطع علاقاته بإيران طبعا سيقولون بانه رفض قطع علاقاته مع إيران وسيتم التخلص منه مع نهاية2020  وبداية2021      
(4 الحكومة والدولة السورية الجديدة التي ستؤسسها روسيا يجب أن تقوم بتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل وتتنازل عن هضبة جولان بشكل رسمي وبشكل عملي الاسدين الاب والابن متنازلين منذ القدم والجيش السوري الجديد لا يشكل تهديدا مستقبليا على المصالح الإسرائيلية و روسيا ستبيع أسلحتها للجيش الجديد لحماية المصالح الروسية وربما يكون طوعي ولا يكون جيش حرب.  
(5 ستبسط روسيا نفوذها على لبنان كما فعلت في سوريا وبغطاء سوري وتقوم بتقوية سلطة الدولة اللبنانية التابعة لها وتحل الميليشيات الطائفية وحزب الله يتحول الى حزب سياسي وسيكون هناك جيش واحد مثل السوري و تكون الأراضي السورية واللبنانية تحت الانتداب الروسي لمدة 50 سنة وهي المسؤولة بشكل مطلق عن أمن إسرائيل و تتصرف روسيا ضمن الأراضي السورية واللبنانية بما يتوافق مع المصالح الأمنية للدول الثلاث (إسرائيل – أمريكا – روسيا) وروسيا لها حق التصرف بجميع موانئ لبنان وسوريا وحق التصرف بالثروة الغازية والنفطية وللشركات الروسية الأولوية في مشاريع إعادة اعمار سوريا وبتمويل امريكي كامل . 
(6 روسيا تقوم بإرسال تقارير دورية لشرح وضع كل من سوريا ولبنان على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لتقييم الوضع ومن حق إسرائيل والولايات المتحدة رفض بعض الخطوات الروسية في كل من سوريا ولبنان والمطالبة بتعديل بعضها الآخر بما يتوافق مع المصالح الأمنية للدول الثلاث (إسرائيل – أمريكا – روسيا) .  
(7 القوات الامريكية ستخرج من سوريا فور انهاء نفوذ إيران وتركيا ووضع حل سياسي مستدام فيها بشرط أن تترك عدة نقاط وقواعد صغيرة هنا وهناك لمراقبة سلامة تنفيذ بنود الاتفاق بالشكل الأمثل: أعين أمريكية في سوريا  
(8 ستقوم روسيا بفعل كل ما يجب عليها فعله لإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم مجددا وذلك بإصدار القرارات والتشريعات عن طريق الحكومة الجديدة لعودتهم من أوربا – تركيا – كوردستان العراق – لبنان – الأردن وغيرها  (9 تسمح روسيا للسوريين بممارسة الحياة السياسية في سوريا ومن حق الولايات المتحدة وإسرائيل دعم ما تشاء من الأحزاب والتكتلات السياسية التي تتوافق مصالحها وسياساتها مع أهداف الدولتين: أي مستقبل سوريا سوف يكون هناك بعض من الحرية والديموقراطية كما أن روسيا ستحافظ على وحدة سوريا مبدئيا ولا مشكلة من إعادة تقسيم سوريا لا حقا في حال وجدت مصلحة مشتركة للدول الثلاث في ذلك.
 هذه بعض بنود الاتفاق الذي تم في قمة القدس للدول الفاعلة في الملف السوري والمنطقة والتي بناء عليها تتوضح مستقبل سوريا والمنطقة وربما ما خفي أعظم وتبقى تغير المصالح الاقتصادية والأمنية هي التي تتحكم وتحدد مستقبل سوريا والمنطقة برمتها على كافة الأصعدة كل ذلك يجري في ظل جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم والتي هي بالأساس حرب بيولوجية قذرة بين عمالقة الاقتصاد العالمي قد تؤدي الى مآلات خطرة لا يحمد عقباه. 
Ahmed.hesen.714@gmail.com

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات