القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 555 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: حول : رسالة من قحبة عراقية لسياسي عراقي

 
الخميس 16 نيسان 2020


 ابراهيم محمود

" مقاله : مادري تضحك مادري تبكي- احلى الشيء النهاية مالتها "

ربما يعتبَر البعض/ الكثيرون هذه الرسالة، وهي تُنشَر على إنها خدش للحياء العام، إنما تعتمَد عبارة " خدش الحياء العام " بالنسبة لواقعة قائمة، وحين تعرّي واقع من لا يكفّون عن " قحْبنة " أوساطهم ، من موقع الذكورة السياسية المعربدة، كما في الشأن العراقي، وما ورد في " رسالة قحبة عراقية لسياسي عراقي "، طي رسالة، وباللهجة العراقية، تبكي وتبكي وتقهِر معاً، أنشر نصها أولاً، كما وردتني، كما هي، من صديق عربي، كاتب كبير، ويُعتد به:


اليوم... وصلتني رسالة غريبة شوية راح أنشرها بعد الاستئذان من صاحبة الرسالة.. نص الرسالة بعد البسملة والتحية تقول:
شلونك استاذ أحمد، أعتذر لان راسلتك بدون أذن، واكتبلك حتى أسجل عتبي الشديد عليك لانك دائماً " تضرب مثلْ ليس في محله وتسيء لطبقة كادحة بالمجتمع، واساءتك هذه تؤذينا كثير وتزعجنا.. استاذ.. أنا إحدى القحاب اللي حضرتك دائماً " توصف السياسيين بصلتهم بينه، وتقول ولد القحبة أو خوات القحبة، وهذا الشيء ما مقبول منك، لان القحبة ما خانت بلدها ولا سرقته، والقحبة ما ضحكت على زبون واستغلته او سرقت فلوسه، والقحبة ما دنست نفسها ومدت إيدها على مال عام، والقحبة ما اختلست ولا سرقت ولا نهبت، والقحبة واضحة تقول انها قحبة باعلى صوتها لا مثلت ولا إدعت المثالية ولا نكرت تاريخها. القحبة يا أستاذ ما قتلت ولا خطفت ولا هددت ولا ظلمت ولا اعتقلت ولا هجرت ولا عطلت أحد...
وأزيدك من الشعر بيت.. زوجي أبو بيتي قواد أيضا، لكن ما أذكر في يوم من الايام قال أخذت رشوة أو دخلت واحد عليك وما كان دوره، ولا في يوم حلف كذب، أو وعد الناس بشي وأخلف وياهم وعده..
نحن القحاب والقواويد يا استاذ أحمد نخلي رؤوسنا ع الفراش وضمائرنا مرتاحة أكلنا حقه وخليناه يدعي علينا، نحن لم نبع وطنا للغريب، وقانعين بال، 25 والـ 50 الف اللي ناخدها من ابن بلدنا ولا نمد أيادينا للاجنبي لو يعطونا فلوس الدنيا كلها..
وأخيراً ..أحلفك بالعراق اللي تربينا واللي نحترم مكوناته، هل رأيت في يوم قحبة طائفية إذا نامت مع سبعة من هذا الطرف لازم تنام مع سبعة من ذاك الطرف، هل في يوم سمعت في قحبة ورد اسمها في صفقة أدوية أو نعل لحساب وزارة عراقية،  هل رأيت في يوم قحبة مسكوا أخوها بالجرم المشهود يأخذ رشوة... زين، هل رأيت قواد فخخ نفسه؟ أو قواد اطلق على مرأته طلقة مسدس كاتم؟ هل شفت قواد يدور مصلحة دولة أجنبية أكثر من مصلحة بلده ؟
استاذ أحمد آني صحيح قحبة وزوجي قواد بس نحن نحب بلدنا ونوفي وعودنا ونقلع عيوننا من أجل بلدنا، ولكن هؤلاء السياسيين المناويك يخلونا نستحي ننظر بوجوه الناس... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ليالي العراقية- ابريل 2020 

تنتهي الرسالة هنا، لكنها تباشر تأثيرها في الحال، وتلفت النظر إلى محتواها، وصلتها بالواقع العراقي الراهن عموماً، والسياسي منه خصوصاً. وليس ظهور مثل هذه الرسالة في مواقع فيسبوكية وغيرها بالحدث الجلل، فما أكثرها ظهورها، وأكثر شتائمية، أو " خدشاً للحياء العام " في نظر البعض. وهي مسألة تستحق المكاشفة لعالمها، ومسوغات ظهور موضوعات أو حتى مقاطع من هذا القبيل " أشير هنا إلى مقطع فيديو، ومتلفز، يتحدث فيه كاتب عراقي، وبنبرة ملؤها السخط والعنف الكلامي، مشيراً إلى الدور السلبي للسياسيين العراقيين، ومن أصحاب العمائم، وهو يذكّر مخاطبه ومشاهديه إلى أن قحاب مدينة إيطالية، تبرعن بأجورهن لصالح نفقات الصحة في بلدهن..ليعلّق على أن أولئك أكثر وطنية وشرفاً ممن قصدهم بكلامه .
وفي كتابي الذي أصدرته دار " سطور " البغدادية، قبل عدة أشهر " جسد العاهرة: دراسة في نصوص العورة المباحة "، تحرّيت حقيقة هذا الجسد تاريخياً وراهناً، وهو في الأصل " جسد القحبة "، وما يمكن قوله في حقيقة هذا الجسد مقارنة بالواقع المنخور هنا وهناك .
وفي العودة إلى بنية هذه الرسالة، لا يعرَف تماماً، ما إذا كانت مكتوبة من قبل " قحبة " حقاً، أم بلسانها، إمعاناً في السخرية والتقريع لمن يريد تنبيههم من " سياسييه العراقيين "، لا نعلم حقاً، ما إذا كانت الرسالة كتِبت في جلسة مغلقة، أو بالتشارك، تعبيراً عن مدى دونية هذا الاسم، وفي الوقت نفسه، ما آل إليه الواقع السياسي العراقي، بوصفه أكثر " عهراً " من جسد تلك .
ودون أن ننسى بالمقابل، أنه لا أسهل من قراءة ورؤية مواقع تنشر حالات كهذه، في العراق وخارج العراق، أعني به عربياً وغير عربي طبعاً، باعتماد أساليب لا تخفي مثل هذه " التعابير المتهافتة " ودون أن تكون متوازنة إنما هي كيدية، وتخص أشخاصاً بأسمائهم، أو أطرافاً بأسمائها، كانتقامات شديدة الابتذال، وليس ما في هذه الرسالة من قيمة فنية أو جمالية، وإشعار بالكارثية تجاه وضع مهدور إنسانياً .
في الحالات كافة، نكون إزاء أسلوب في الكتابة، وباللهجة العراقية، ليكون المعنى أدق، وللنظر بعمق أكثر في مدى تضعضع من يُسمون أنفسه بالنخبة العراقية، وأبعد، إنما في الوقت نفسه، ما يثير الأسى والكرب في الروح، تجاه وضع كهذا، ويخيف تجاه القادم بوصفه الأعظم خطراً .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.85
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات