القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 513 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: هل ستعزز أمريكا حضورها في المشهد السوري خلال 2019 ؟

 
الخميس 13 كانون الأول 2018


شاهين أحمد

تركيا تهدد بإجتياح عسكري لشرق الفرات ، الروس غيرمتمسكين ببقاء بشارالأسد في السلطة ، الغرب يؤكد أنه لن يشارك في إعادة الإعمار في سوريا طالما الأسد باقٍ في السلطة ،هناك مؤشرات قوية لفصل المسار السياسي للحل عن المسار القضائي بما يتعلق بالجرائم والمجازر التي ارتكبها الأسد وزمرته ، الايرانيون وميليشياتهم سيتعرضون لمزيد من الضغوطات بغية مغادرة سوريا ، وبالمقابل إيران وميليشياتها والنظام سيبذلون جهوداً استثنائية لتخريب الاتفاق الروسي - التركي حول إدلب وإعادة خلط الأوراق من جديد لتخفيف الضغوطات وتأجيل معركة إخراجها – إيران - من سوريا ، وقد تشن إسرائيل حرباً على حزب الله – ذراع إيران القوي في لبنان - بحجة الأنفاق التي حفرها الحزب في الخط الفاصل بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل ،


 أمريكا تلوح بسحب اعترافها بمسار أستانة - سوتشي والعودة من جديد إلى مسار جنيف وبرعاية أممية في حال لم تقم موسكو بالوفاء بالتزاماتها بتشكيل اللجنة الدستورية السورية قبل نهاية العام الحالي ، المملكة العربية السعودية تقدم رشوة مغرية لروسيا من خلال التوقيع على صفقات أسلحة روسية بمليارات الدولارات وكذلك إستثمارات سعودية بعشرات المليارات في روسيا ، وهناك وساطة سعودية لدى بعض الدول الغربية من أجل تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا مقابل تخليها – روسيا - عن دعم الهلال الشيعي الذي يعمل عليه إيران ، والدعوة السعودية لقطر التي أرسلت ممثلاً عنها إلى مؤتمر مجلس التعاون الخليجي الأخير، والمساعي المبذولة لإعادة قطر إلى الأسرة الخليجية أيضاً تأتي على حساب علاقة قطرمع إيران ومحاصرة الأخيرة . وفي ذات السياق تأتي لقاءات المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون سوريا " جيمس جيفري " مع المجلس الوطني الكوردي ، وكذلك تصريحات السيد جيفري التي تضمنت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه خيارات متعددة ومختلفة بشأن الوضع في سوريا ، من بينها قد يكرر إستراتيجية مشابهة لتلك التي طبقت في جزء من إقليم كوردستان العراق ( والمقصود هنا هو قرارمجلس الأمن الدولي رقم " 688 " لعام 1991 الخاص بالحماية الدولية لشعبنا من هجمات نظام الدكتاتور المقبورصدام حسين وذلك بعد أن تم فرض حظر جوي على الطيران في الجزء الواقع شمال خط العرض 36 من إقليم كوردستان العراق ) . هذه التصريحات – تصريحات السيد جيفري - أثارت ردود فعل متباينة من قبل مختلف الجهات المتورطة في الأزمة السورية . فالأطراف المتوجسة من الملف الكوردي أعربت عن قلقها ورفضها لتلك التصريحات ، بالمقابل كان الترحيب الكوردي بتلك التصريحات مشوباً بالحذروالترقب ، كون الرؤية الأمريكية الخاصة بشأن المعضلة السورية بشكل عام وإقليم كوردستان سوريا التي يسميها الأمريكان بـ " منطقة شمال وشمال شرق سوريا " بصورة خاصة لايزال يكتنفها الكثير من الغموض والضبابية وقلة المصداقية ، وخاصة إذا أخذنا بعين الإعتبارالتناقض المتكرر بين تصريحات كبارالمسؤولين العاملين في الإدارة الأمريكية من جهة وتلك الصادرة من الرئيس " ترامب " نفسه من جهة أخرى. ولكن بدون أدنى شك يلاحظ المراقب لأوضاع المنطقة بأن هناك " مؤشرات جديدة  " في السياسة الأمريكية  توحي بوجود نوع من " التحول " لجهة إزالة الغموض نسبياً عن بعض جوانب الرؤية الأمريكية لمستقبل هذه المنطقة ، ولكن مازال من المبكر البناء عليها والذهاب بعيداً في هذا المنحى . حيث بدأت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة تضيف قضايا جديدة - " كالوجود الإيراني والميليشيات التابعة لها وإنجاز الحل السياسي للأزمة السورية – لتبرير بقاءها وتأكيد مبررات استمرارية وجودها، وخاصة أننا نعلم بأنها - الولايات المتحدة - كانت تصرح سابقاً بأن بقاء قواتها العسكرية في سوريا مرهون بالقضاء على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم " داعش " الإرهابي ، وتجفيف منابعها البشرية ومصادرها المالية والقضاء على أسباب عودتها وانتعاشها من جديد ، مما يعني بأن الأمريكيين لن يغادروا سوريا في المستقبل القريب ، وخاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار صعوبات لابل ربما استحالة خروج إيران وأذرعها من سوريا ، وخاصةً بعد تغلغلها – إيران – في النسيج المجتمعي السوري ومختلف المفاصل الهامة لأغلبية المؤسسات الأمنية والعسكرية والإقتصادية السورية ، وكذلك العراقيل التي تعترض عملية الحل والانتقال السياسي في سوريا . ومن الأهمية بمكان هنا الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية ستأخذ في الإعتبار" التوافق الأمريكي- التركي " في أي تحرك في هذا الجانب حيث سبق لي أن كتبت أكثر من مساهمة حول السيناريوهات المحتملة لمستقبل ماتسمى بمنطقة شرق الفرات ، وذلك كون الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا حليفان منذ أكثر من نصف قرن وعضوان في حلف الشمال الأطلسي " الناتو " ، ونعلم بأن تركيا مازالت تحتفظ  بأهميتها في معادلة الصراع الإستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا الغربية من جهة ، وكلا من روسيا وإيران من جهة أخرى . وطالما تؤكد أمريكا بأن بقاءها في منطقة  شرق الفرات ، مرهون بالقضايا الثلاثة ( التوصل إلى "حل سياسي" للأزمة السورية ، والإنتهاء من القضاء النهائي على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم " داعش " الإرهابي ، وإخراج إيران وكافة الميليشيات التابعة لها من سوريا ). إذاً أمريكا باقية ولن تغادر وستُدخِل أطرافاً جديدة أخرى موالية لها في المعضلة السورية مثل السعودية والإمارات وغيرها ، وزيارة الوفد السعودي - الإماراتي لبعض مدن كوردستان سوريا ، وكذلك إقامة نقاط المراقبة الأمريكية على الشريط الحدودي الفاصل بين تركيا ومنطقة شرق الفرات من كوردستان سوريا ، تأتي في سياق التحول الجديد في السياسة الأمريكية . وفي هذا الإطارفإن واشنطن وحلفاءها الغربيين يتحدثون عن " الـصبر الاستراتيجي " وقد لاينتبه المراقب للوهلة الأولى لأهمية وخطورة هذا الموضوع الذي سيكون خانقاً للنظام والروس ، وخاصة أنه مترافق مع جملة من الإجراءات التي تشمل " البقاء عسكرياً في منطقة شرق الفرات ، وتعزيز هذا الوجود بنشر خبراء ودبلوماسيين وتدريب قوات محلية وتمويلها وتسليحها وتأمين مستلزمات الاستقرار فيها ، وقد يصل الأمر إلى خيار إقامة منطقة حظر جوي شبيه بما حصل في جزء من كوردستان العراق . وكذلك التأكيد على ربط موضوع الإعمار في سوريا الذي تقدر تكلفته الأولية بــأكثر من " 400 مليار"  دولار أميركي بالحل والانتقال السياسي . وعدم توفير الشرعية السياسية لحكومة نظام البعث . ولكن بات واضحاً التصعيد في اللهجة الروسية العسكرية والدبلوماسية ضد الوجود الأميركي شرق سوريا ، ومن جانب آخر هناك تصعيد وحشد عسكري من طرف تركيا وحلفائها من الفصائل العربية السنية ذات الخلفية الإسلامية شمالاً، وحشد من قبل النظام والميلشيات الإيرانية جنوباً ، وبالتالي هناك جملة صعوبات ومخاطر تعترض الطريق الأمريكي من أهمها :
أولاً : محاولات موسكو المستمرة  في فرض وقائع جديدة على الأرض عبر سياسة القضم العسكري والتشتيت السياسي بين حلفاء المعارضة ، وتؤكد دائماً - موسكو - إنه لا حوار سياسياً حقيقياً قبل "استعادة الحكومة السورية "السيطرة على كافة الأراضي ، وواضح بأن روسيا تعني إعادة إدلب وشمال شرقي سوريا،كون بقية المناطق تم قضمها وضمها باسم المصالحات .
ثانياً : محاولات موسكو المتواصلة والمستمرة لإستمالة تركيا إلى جانبها . وما حصل في جولات استانة – سوتشي تأتي في هذا المجال بالإضافة إلى المشاريع الإقتصادية ذات الطابع الإستراتيجي بين روسيا وتركيا ، وكذلك صفقات الأسلحة وخاصة منظومة S-400)  ) التي وسعت الهوة الموجودة في العلاقات الأمريكية – التركية ، ومحاولات موسكو في إحداث شرخ بين واشنطن وحلفاءها التاريخيين مثل فرنسا وألمانيا ، من خلال ملف اللاجئين لدفع الأوربيين إلى المشاركة في إعادة الإعمار قبل حصول الإنتقال السياسي وتحقيق حل سياسي ذي مصاقية .
ثالثاً : الوجود الأمريكي في منطقة شرق الفرات من كوردستان سوريا والعلاقة مع مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي pyd .وتعتبر هذه النقطة هي الأبرز في معادلة التصعيد الأميركي - الروسي ، وخاصة إذا أخذنا في الإعتبار الهواجس التركية وحساسيتها تجاه الملف الكوردي بشكل عام ، وتخوفاتها من وجود مسلحي حزب العمال الكوردستاني pkk على حدودها بشكل خاص ، وكذلك أهمية هذه المنطقة اقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً وجغرافياً ، وذلك نظراً لوجود أهم السهول الزراعية الخصبة والمعروفة بإنتاج المحاصيل الزراعية الإستراتيجية كالقطن والقمح وغيرها ، ووجود الجزء الأكبر من الثروة المائية السورية نظراً لمرور أهم أنهار الشرق الأوسط منها كالفرات ودجلة والخابور ...الخ . ووجود أهم السدود السورية الإروائية والمنتجة للطاقة الكهربائية .والثروة البشرية وتنوعها القومي والديني والكثير من المدن الهامة والكبيرة ، وهي الأغنى لجهة الثروات الباطنية كالنفط والغاز في سوريا .  ولكن جدية أمريكا ونجاحها ومصداقيتها في المنطقة المذكورة تتوقف على قيامها بجملة خطوات فورية من أهمها : 
1 – العمل على إمتصاص الاندفاعة التركية ، من خلال سحب الحجج والذرائع المتعلقة بوجود الكوادرالعسكرية والسياسية لـ حزب العمال الكوردستاني pkk في كوردستان سوريا ، وإيجاد آلية واضحة " للفصل التام " بين pkk وفرعه السوري المتمثل بـ حزب الاتحاد الديمقراطي pyd ومختلف المسميات الأخرى المتفرعة ، وإخراج " كافة " كوادرpkk  والتي تنحدراصولها من أجزاء كوردستان الأخرى من كوردستان سوريا فوراً. 
2 – الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي  pyd وإجباره على القيام ببعض الخطوات منها  : إطلاق سراح كافة المختطفين والكشف عن مصير جميع المفقودين ، والكشف عن مصير مئات المختطفين من قبل تنظيم " داعش " الإرهابي ، والإقرار بأن القضية الكوردية في سوريا هي قضية " أرض وشعب " وبشكل واضح ، وفتح كافة المقرات العائدة لأحزاب المجلس الوطني الكوردي ، والإعلان عن إلغاء تحالفاته مع نظام البعث القاتل . والسماح بعودة قوات بشمركة كوردستان سوريا المعروفة بـ " لشكري روج " إلى أرض الوطن والمشاركة في حماية شعبنا وممتلكاته...الخ .
3 – بعد التحقق والتأكد من تنفيذ " أولاً وثانياً " البدء بحوار جدي بين المجلس الوطني الكوردي ENKS وحزب الاتحاد الديمقراطي pyd برعاية الرئيس " مسعود البارزاني " وبوجود الضامن الأمريكي وضمن جدول زمني محدد ، من أجل الوصول إلى اتفاق شامل يتضمن رؤية استراتيجية واضحة بخصوص سوريا مابعد حقبة البعث وكذلك مستقبل إقليم كوردستان سوريا .
4 - القيام بتشكيل إدارات جديدة وبمشاركة جميع مكونات المنطقة من الكورد والعرب والتركمان والآشوريين ....الخ  .
إذا تجاهلت الولايات المتحدة الأمريكية الخطوات المذكورة أعلاه ، وبقي حزب العمال الكوردستاني pkk متمسكاً بـ " سياساته وتحالفاته وسلوكياته وتموضعاته الحالية " ، فإن المنطقة ستشهد حروباً جديدةً ، وشعبنا سيكون مرة أخرى أمام حلقات مؤلمة في مسلسل التدمير والتهجير والتغيير الديموغرافي .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات