القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 505 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: المثقف يتحدث عن الظاهرة ولا يتحدث عن الأسباب التي أنتجها – الجزء الثاني

 
الثلاثاء 27 حزيران 2017


 دلكش مرعي
 
أعتقد بأن من بين أهم الأسباب التي أدى إلى إخفاق المثقف الكردي هو عدم تمكنه من تشخيص العدو الحقيقي لهذا الشعب وخلق أعداء وهميين خارج المحيط الكردي كالأمبرالية والرأسمالية وفلسفة الصراع الطبقي وغيرهم علماً بأن هذه الأمور لم تكن لها أي علاقة بالتخلف الكردي تاريخيا فلماذا لم نكن إمبرياليين ورأسماليين بالرغم من الثروات الطبيعية الهائلة لكردستان؟ ولذلك أعتقد بأن العدو الحقيقي كان وما يزال قابع في البنية الفكرية والعقائدية التي تجمد الفكر الكردي وتعطله زد على ذلك العادات والتقاليد التي تكبل الحرية الشخصية من جهة وتنسف العلاقات الاجتماعية من الجهة الأخرى فلا يوجد في ثقافتنا قيم احترام إنسانية الإنسان وتقديسه واحترام حقوقه وصون كرامته وحريته بل بالعكس من ذلك هناك ثقافة الحقد والكراهية والصراع  فهناك على سبيل التوضيح قمع عاطفي ينسف العلاقة بين نصفي المجتمع وهي حاجة إنسانية يمكن تنظيمها وهناك استبداد ديني يخدر العقل زد على ذلك خلو تراثنا تماماً من الفكر العلمي التجريبي هذا العلم الذي أنتج كل هذا التطور الهائل والمذهل في عالمنا المعاصر .. 


فيمكن التأكيد بأن التخلف الفكري والقيمي لهذا الشعب هو الذي كان ينتج  على الدوام التخلف السياسي والسلوكي والحضاري تاريخياً ويستبد بالإنسان ذاته فنحن أسرى وعبيد وأرقاء لعاداتنا و وعقيدتنا وقيمنا المتخلفة التي تتحكم بكل توجهاتنا وتصرفاتنا وتفكيرنا فالتراث الكردي بقيمه المتخلف هو السلطة المهيمنة والمطلقة الممنوعة من الجدل والمسائلة فنحن نتصرف إزائه بمنطق التسليم والطاعة العمياء والدوران في فلكه وهو الدستور المقدس وأي خروج من قيم ومفاهيم هذا التراث الموبوء هو خروج عن المألوف وطعن في المحرم والمحظور فنحن كنا وما نزال ومنذ قرون ندور وندور في حلقته المفرغة ...

والسؤال هنا هو لماذا استطاع بعض الأميين السياسيين من الهيمنة على الشارع الكردي عبر شعارات عاطفية جوفاء والبعض الآخر عبر أفكار عقائدية مستبدة ولماذا لم يهيمن المثقف وكان غائباً عن هذا الشارع ومستقلاً عنها يقبع في برجه العاجي ؟ ولماذا ظل نتاجه الفكري والأدبي والفني حبيساً ومحصوراً داخل الكتب ولم يتمكن من أن يفعّل هذا النتاج مع الشارع الكردي ولماذا لم يأخذ دوره الريادي في تنقية هذا التراث من قيم التخلف والتعفن الذي يعيد أنتاج علله ومآسيه منذ قرون  ؟ 
- يتبع -

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات