القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 512 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الحركة السياسية في غرب كوردستان ومهمات المرحلة (9)

 
الثلاثاء 27 حزيران 2017


جان كورد

الفكر، تحديد المفاهيم الأساسية المستنبطة من الفكر، تثبيت الأهداف وأولويات العمل لتحقيقها، الخطط التي يجب وضعها للخروج من المشروع بنجاح ملموس. وهذا ما نسعى له ونأمل الوصول إليه من خلال ما نطرحه من رؤية متواضعة على كل الناشطين في حراكنا السياسي -  الثقافي في غرب كوردستان وفي المهاجر.  
كان لإسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 تأثير نفسي وسياسي قوي جداً في الساحة السورية، ولكنه كان تأثيراً ذي حدين، فمن جهة تخلّص جزء هام من كوردستان من إحدى أعتى الدكتاتوريات في المنطقة، بعد كفاحٍ طويل خاضه شعبنا ضد ذلك النظام الذي حاول إبادة الكورد ودفن كوردستان إلى الأبد، فشعرت الحركة الكوردية السورية بأن انتصار الإخوة في جنوب كوردستان سند ودعم كبير لها في دفع نضالاتها قدماً صوب الأمام، وشعر شعبنا في غرب كوردستان بأن الوقت قد حان للكفاح الدؤوب من أجل إسقاط نظام الأسد الذي ظهر كثعلبٍ ماكر لا هدف له سوى اقتناص ضعفاء النفوس والمترددين،


 في السنوات التي سبقت انتفاضته المجيدة في عام 2004، ومن جهةٍ أخرى، بالنسبة للأكثرية العربية في سوريا فقد كان لسقوط بغداد تأثير سلبي للغاية فيها وانتشر به حقدٌ لا مثيل له في الساحة السورية الإسلامية، حيث إن الإسلاميين، ومعهم البعثيون أيضاً، وكذلك زعماء العشائر العربية التي كانت مؤيدة لنظام صدام حسين، ونسبة من اليساريين العرب، ازدادوا نفخاً في نار الكراهية حيال الكورد  ومنهم من كان قد هرب إلى العراق، أي التجأ من  هذا البعث الشرس  إلى البعث الآخر الأشرس، وهما أشد من بعضهما ظلماً على المعارضين لهما، فاتهموا الكورد ب"مساعدة الامبريالية والصهيونية" في عملية إسقاط البعثيين الذين صورهم البعض السوريين بالمجاهدين، وأعلنوا المجرم الكبير صدام حسين "مجاهداً أكبر!"، عوضاً أن يهنئوا الشعب الكوردي، الذي عانى عقوداً طويلة من إرهاب البعث، على الخلاص من وحشية نظامٍ لم يكن يرحم أحداً. 
وبانشطار المجتمع السوري إلى نقيضين، أحدهما مع صدام والآخر ضده، تمهدت الأرضية التي كان يتمنى النظام إيجادها لزرع الفتنة بين العرب والكورد، حيث الأنظمة الإرهابية والمستبدة تستمر في الحكم عن طريق انتهاج سياسة "فرق تسد" الشهيرة.  وتحولت مدينة "قامشلو"  في عام 2004  على أثر مباراة لكرة القدم بين فريقٍ رياضي من المدينة وفريقٍ قادم من المنطقة العربية إلى ساحة نزاعٍ ساخن، بعد أن أطلق شباب عرب شعارات سياسية كريهة وغير مقبولة ضد السيد رئيس إقليم جنوب كوردستان، الأخ مسعود البارزاني، الذي يتمتّع بشعبية عظيمة في غرب كوردستان،  وسرعان ما تحول النزاع إلى اقتتال وإطلاق رصاص، لم يتوانَ محافظ الحسكة نفسه (سليم كبول) عن المساهمة فيه بمسدسه الشخصي، كما سمعنا وقرأنا لشهود عيان، ومن المراقبين من يقول بأن "الفتنة" كانت مدبرة من قبل المسؤولين في المحافظة، بهدف تحريك الشباب العربي المناهض لأمريكا وحلفائها الدوليين لتسخيرهم وتجنيدهم لنظام البعث السوري، الذي بدأت فرائصه ترتعد لاحتمال أن يكون دور السقوط عليه بعد التخلص من زمرة صدام حسين الدموية، ولتوريطهم في أي قتالٍ يجري في المنطقة الكوردية على غرار ما جرى في جنوب كوردستان سابقاً.
من الأخطاء التي وقعت فيها الحركة الكوردية السورية آنذاك، هي أنها لم تقم بواجبها المأمول قيامها به، لحظة بدء الحرب على نظام صدام حسين، قبل الانتفاضة بسنة كاملة، إذ كان عليها:
- كان على قيادات الحركة عقد اجتماع موسع شامل لأغلب أعضاء اللجان المركزية للأحزاب الكوردية السورية بمجرد بدء العمليات الحربية في سماء بغداد.
- كان يجب ارسال لجنة مشتركة فوراً للتنسيق مع القيادة الكوردية في جتوب كوردستان، وعدم الاكتفاء باتصالات بعض القياديين في حزبٍ من أحزاب غرب كوردستان.
- كان يجب عقد اجتماعات واسعة لتوعية الجماهير بصدد هذه الحرب الكارثية التي ستكون لها بالتأكيد نتائج خطيرة في سوريا المجاورة للعراق. 
- كان من الضروري تنظيم الشباب النابعين للأحزاب والمستقلين وتهيئتهم لتحمل مسؤولياتهم في حال انتشار لهيب نار الحرب على العراق إلى الداخل السوري.

هذه الأمور على الأقل كان متوقعاً أن تأخذ قسطاً من نشاط الحركة الكوردية السورية، إلاّ أنه حسب معلوماتنا لم تفعل قياداتنا شيئاً، سوى أن بعض الزعماء اتصل بقيادة جنوب كوردستان، وأبدى استعداد حزبه للمساهمة في أي عملٍ تطلبه منه القيادة، إلاّ أنه لم ينقل نتائج مكالمته إلى قيادات الأحزاب الأخرى، ولربما أخفاها عن بعض رفاقه في اللجنة المركزية أيضاً، في حين سعت قيادات أو زعماء آخرون للاتصال برئيس المخابرات السورية في الجزيرة للتأكيد على أن الحزب الذي يترأسه (فلان ابن فلان) يعلن عن ولائه للوطن المشترك، وعن الثقة التامة التي يضعها في القيادة الحكيمة والرشيدة للسيد رئيس الجمهورية العربية السورية.  ولربما تواصل هؤلاء مع بعض قيادات الأحزاب الكوردية الأخرى ليخبروا منافسيهم عن الإجابة الجميلة الرقيقة التي تلقوها من دمشق أو من الحسكة في هكذا وضع سياسي خطير على الطرف الآخر من الحدود السورية – العراقية. 
ولماذا خصصنا هذه الحلقة لمرحلة حرب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على العراق، بعد حرب أفغانستان التي جاءت كنتيجة حتمية للهجوم الإرهابي الغادر على نيويورك وواشنطن في عام 2001، ورفض الطالبان تسليم قياديين من تنظيم القاعدة لأمريكا، وجدتهم واشنطن مسؤولين مباشرة عن ذلك الهجوم الفظيع؟ نعم، لأن الحرب على نظام صدام حسين كان بداية لتدخلات دولية كبيرة في المنطقة، عسكرياً واستخباراتيا وإعلامياً، في محاولات متعددة الوجوه والأشكال لإحداث تغييرات جذرية وواسعة في أنظمة الحكم بهدف إنجاح مشروع "النظام العالمي الجديد"، إلاّ أن حركتنا السياسية الكوردية في غرب كوردستان ظلت تضرب على وترٍ شاذ، ألا وهو: "نحن لا نعوّل على العامل الخارجي، فالقضية الكوردية حلها في دمشق، على الأرض السورية، ودون أن تدخل خارجي"، وأتذكّر أن البعض من كوادر حركتنا هذه استهزأت بما قلته في برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة بصدد الإجابة عن سؤال: (هل يحق للمعارضات العربية الاستعانة بالعامل الخارجي لتغيير أنظمة الحكم في بلادها؟)، على أثر مساهمتنا المتواضعة في تشكيل وفدٍ سوري باسم التحالف الديموقراطي السوري إلى واشنطن للالتقاء ببعض أعضاء الكونغرس والتحدث إليهم عن مستقبل سوريا ومشروعنا للتغيير وإعادة بناء سوريا على أساس الحرية والديموقراطية وعدم اقصاء أي مكون سوري، ويتضمن حل القضية الكوردية حلاً ديموقراطياً وسلمياً بمنح شعبنا حقه في "فيدرالية قومية" وتثبيت هذا الحق في دستور البلاد الجديد. لقد اعتبر البعض موقفنا ومشروعنا "مغامرة فاشلة" وإن كان هناك حل في سوريا لمختلف المسائل الشائكة فسيكون عن طريق التلاقي والتفاهم مع نظام الأسد الراسخ كالطود، فكان جوابنا لهم بأن نظام الأسد ليس بقوة نظام الشاه الإيراني أو نظام صدام التكريتي، وشعرت آنذاك أن بعض الزعماء التقليديين في حركتنا الكوردية غير مستعدين لقبول أي مبادرة سياسيةٍ إن لم تكن من قبلهم، وأنهم غير مستعدين لأي مواجهة مع نظام الأسد، وفي ذات الوقت يفتخرون بمقاومة البيشمركة  الأبطال للنظام الدموي الصدامي – البعثي كل حين، وهنا يمكن استخلاص النقاط الأساسية لسياسة الحركة في المرحلة ما بين استلام بشار الأسد للحكم كإرث بعد وفاة أبيه إلى حين اندلاع ثورات الربيع العربي: 
-القضية الكوردية في سوريا قضية وطنية داخلية وحلها يكمن في الحوار مع السلطة في دمشق.
- مطلب "الفيدرالية القومية" حلمٌ جميل لطلاب المدارس وللمغامرين الحالمين الذين يعيشون في المهاجر، بعيداً عن الواقع السوري.
- لا تعويل على العامل الخارجي مطلقاً، والدعوة إلى ذلك مضر بالشعب الكوردية وقضيته الوطنية.
- تغيير تسمية الأحزاب الكوردية إلى الكوردستانية مطلب غير واقعي البتة (!).
- إن أي تحالف مع أيٍ حزبٍ أو تنظيم سوري خارج الوطن لا قيمة له، مهما كانت شعاراته كبيرة.
- سلمية النضال وعدم حمل السلاح الذي سيكون عبئاً ثقيلاً على الحركة وسبباً في هجوم النظام على شعبنا.
ولكن، ها هي اليوم معظم أحزابنا التي كانت تقف ضد موقفنا ذاك تجاهر بالكوردستانية والفيدرالية ونعمل على إقامة تحالفاتها في إستانبول والقاهرة وأوروبا، وتعمل المستحيل لإقامة علاقات "وطيدة" مع "العامل الخارجي" وعلى مختلف الصعد، بل صارت تتنافس على إقامة تلك العلاقات، وعلى بناء قوات مسلحة و ... و ... و.  
هذا التحوّل بدرجة مذهلة، يؤكّد على حقيقة واحدة، هي أن بعض قياداتنا لا تزال تحتكر " القرار الكوردي السوري"، وتظن أن لا حياة لأي مبادرات لا تخرج من منديلها السحري الأسود.
وعليه، فإن على أصحاب المبادرات والذين يتحدثون عن مهمات المرحلة لهذه الحركة، ألا يتقدموا على زعمائها قيد أنملة، فلا يتعرضون بذلك إلى السخرية والاستهزاء، أو أن يخاطروا بالتقدم وطرح ما يرونه الصحيح والأنسب لشعبنا، فيكونون ضحايا لأفكارهم التي تراها الحركة على الأغلب "ترهات" لمثقفين لا التزام لهم. 
‏27‏ حزيران‏، 2017
   ((يتبع: الحلقة 10 الأخيرة))
kurdaxi@live.com
 facebook: Cankurd1

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات