القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: في الموقف الكردي من العدوان الروسي

 
الأحد 11 تشرين الاول 2015


صلاح بدرالدين

  منذ بداية الانتفاضة السورية وقف النظام الحاكم في روسيا وبكل ثقله العسكري التسليحي والدبلوماسي الى جانب نظام الاستبداد في بلادنا وأكثر من ذلك نشطت أجهزته المخابراتية واستنفرت خلاياها للتواصل مع مجموعات وأفراد من المحسوبين على المعارضة السورية وكذلك الموالين وبعض المجموعات المسلحة من بينها المرتبطة بحزب – ب ك ك - بهدف تشجيع بعضها على الاقتراب أكثر من السلطة وتشتيت قوى البعض الآخر وزرع الانقسامات وعدم الثقة في صفوف الجميع وذلك بتنسيق مباشر مع أجهزة الجنرال علي مملوك وكذلك قائد مايسمى فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني المشرف اضافة الى جيش من الايرانيين وضباط يشرفون على المعارك ومفاصل الأمن بمافي ذلك الحرس الرئاسي والعاصمة على ميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية أيضا .


  لقد ورثت الطغمة الروسية الحاكمة من سلفها النظام السوفيتي السابق تركة غنية واسعة من العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية وحتى الاجتماعية لمدة زمنية طويلة وأهمها خصوصا التعاون  العسكري في مجالات التدريب والدورات الذي شمل جيلين من الضباط الموالين للنظام والعائلة الحاكمة ولاشك أن الحلقة الأهم في هذه السلسلة هي استخدام الجيش السوري للسلاح الروسي منذ عقود وازدياد وتيرة استيراده بتغطية مالية خليجية وايرانية فيما بعد بعد تورط النظام في لبنان واستهداف منظمة التحرير الفلسطينية وتسليح ارهابيي ماسميت بالمقاومة العراقية ورفع الشعار التضليلي في التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل وما استدعى ذلك كله من مشاركة خبراء ووسطاء وفئات اغتنت من وراء العمولات والصفقات على هامش النظام الشمولي الأكثر فسادا منذ قيام الدولة السورية الى درجة نمو جماعات ثرية اغتنت من وراء ذلك وارتبطت مصالحها بطرفي المعادلة : النظام من جهة وممثلي الصناعات الحربية الروسية من الجهة الأخرى  . 
  لذلك فان التدخل الروسي العسكري العدواني الواسع في الشؤون السورية الهادف الى حماية النظام والحاق الأذى بالثورة السورية والذي فاق كل التصورات المتوقعة للمراقبين ماهو الا ترجمة عملية على أرض الواقع لمداخلات سياسية واستخباراتية سابقة استمرت خلال أعوام عمر الثورة اتخذت سبلا وتوجهات مختلفة لم تخلو من التضليل الممنهج والكيل بمكاييل وتوريط بعض شخوص ( المعارضات ) واستدراجها لتكون بمثابة شهود زور ومادة لبناء الذرائع في معاداة الثوار ووصم الثورة بالتطرف والارهاب ورافقت مسارات جنيف ولقاءات موسكو العلنية منها والسرية وبهذه الطريقة تقدم الروس خطوات على شريكهم  الايراني الذي ذهب بعيدا مع نظام الأسد في الجانب العسكري – الأمني – المذهبي وانكفأ سياسيا وفشل في أي اختراق سياسي واسع على صعيد المعارضة عموما سوى ببعض الحالات الفردية المحدودة . 
  الكرد في الحسابات الروسية
  منذ البداية لم تكن الأوساط الروسية المشرفة على الملف السوري غائبة عن ادارة النظام منذ عهد الدكتاتور الأب للحالة الكردية بنسختها الأوجلانية بما فيها مسائل التسليح والعتاد عبر وسطاء من صلب النظام وباندلاع الانتفاضة وانتقال مسلحي – ب ك ك – من قنديل الى سوريا ووقوف فرعه السوري الى جانب سلطة الأسد ومواجهة الحراك الثوري الكردي الذي كان جزء من  الثورة السورية واستغلال غطاء الانخراط في هيئة التنسيق لتنفيذ الأجندة المرسومة أصبح الطريق سالكا الى موسكو كضيف مفضل للقيادة الروسية الى درجة اعلان بوتين من على منبر الجمعية العامة بنيويورك من أن استراتيجيته العسكرية القادمة في سوريا تستند الى طرفين : جيش نظام الأسد وقوات ( الحماية الشعبية ) التابعة لفرع– ب ك ك – الاتحاد الديمقراطي .
   عراقيا وكما هو معروف وقف الروس حتى اللحظة الأخيرة الى جانب نظام صدام حسين وتردد أن سفارتهم ببغداد قامت بنشاطات مخالفة للقانون الدولي عشية سقوطه من قبيل نقل أسلحة وأموال لمصلحة نظام الأسد وحزب الله اللبناني ثم تطورت علاقاتهم مع حكومة المالكي ونشر الكثير حول فضائح مالية ورشاوى بشأن تجارة السلاح وفي كل هذه الفترة والى الآن ظل الروس حذرين من قيادة اقليم كردستان العراق واعتبارها أقرب الى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وقد ظهر وبحسب تصريح صادر من وزارة بيشمركة الاقليم أن الكرد ليسوا جزء من التحالف الرباعي ( روسيا وايران وسوريا والعراق ) والذي بدأت اجتماعاته في بغداد .
  أمام مساعي خلط الأوراق من جانب جماعات – ب ك ك – نقول أن الحالة الكردية العراقية تختلف بصورة جذرية عن مثيلتها السورية فقيام اقليم كردستان الفدرالي جاء بعد توافق سياسي ودستوري بين المكونات العراقية وخصوصا مع المكون العربي وبعد عقود من العمل الكردستاني العربي المشترك على صعيد المعارضة الوطنية والثورة ضد النظام الدكتاتوري والذي توج باسقاط النظام والبدء بالعملية السياسية ورغم ظهور الخلافات واستمرارها الا أن الجميع على توافق في مواجهة الارهاب الداعشي ويشكل اقليم كردستان الجبهة الأكثر صمودا أمامه وتحظى قيادته الشرعية المنتخبة وحكومته الائتلافية بدعم واسناد وطني وخارجي سياسيا وعسكريا خاصة من جانب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ولاشك وفي هذه الحالة فان قيادة الاقليم ترحب بأي مسعى من أي طرف كان لتوجيه الضربات الى ارهابيي داعش .
  عنجهية الطغمة الروسية الحاكمة وعدوانها المتكرر بأحدث طائراتها على قوى الثورة وأزيز صواريخها القادمة من بحر قزوين في أجوائنا ومحاولاتها البائسة في تقسيم الصف الكردي تارة بتفضيل الموالين لنظام الأسد وتارة بتأليب هذا الطرف على ذاك لن ينجح في – تعكير المياه – والحؤول في نسيان حقيقتين ساطعتين : الأولى أن مصير الكرد السوريين ومستقبلهم لاينفكان عن مصير كل السوريين وهم جزء لايتجزأ من الثورة السورية والثانية ليس لدى الطغمة الروسية أي موقف مبدئي تجاه حق الشعوب لافي روسيا ولافي خارجها وفي المقدمة قضية الشعب الكردي في سوريا .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات