القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 542 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

حوارات: محمود عباس: أي تقسيم لجغرافية كوردستان سوريا خطأ تاريخي وكارثة قومية

 
السبت 05 ايلول 2015


 قال د. محمود عباس الأكاديمي والمحلل السياسي الكوردي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية إن الأزمة الجارية هذ أزمة إقليمية شاملة، المسؤول الأول والأخير عن كل ما جرى ويجري في غربي كوردستان والجوار هي سلطة بشار الأسد، ومن بعده يأتي دور الدول المستعمرة لكوردستان، وأكد أن للأحزاب الكوردية دوراً ثانوياً، وخاصة الأقوى بينها، والمسيطرة، مع ذلك فهي أحزاب بكليتها عاشت ولا تزال تحت هيمنة سلطة شمولية. حول هذا الموضوع وغيره، أجرت صحيفة" كوردستان" الحوار التالي مع عباس.
حاوره: عمر كوجري

تهتم في كتاباتك بدور الإعلام في خلق رأي عام كوردي، هل يمكن التعويل على الإعلام الكوردي لإيجاد هذه البيئة؟
ربما تلاحظ أنني في كل أبحاثي أسعى لخلق إعلام نزيه ووطني ليقوم بواجبه اتجاه قضيتنا المصيرية. وللأسف الإعلام الكوردي بأغلبيته تابع لجهات سياسية وأحزاب، ويرضخ لأجنداتهم وقياداتهم، والمستقل يتعرض إلى مضايقات، لكن ورغم هذه وضعف إمكانياته المادية يمثل رأي الكوردي الوطني، وهو الذي يؤمل منه أن يجمع الرأي الكوردي العام، ويؤثر على الحركة الكوردية، وينجح في استقطاب الكورد حول قضيتهم الوطنية.


كيف قرأت واقع الإعلام الكوردي في أزمة شنكال، وفيما بعد في كوباني وغيرهما؟
لقد كان الحدثان على مستوى الإعلام العالمي، ولا يوجد وجه المقارنة هنا بين الإعلام الكوردي والعالمي. ورغم ما قامت به من التغطية، إلا أنها كانت دون الحدثين، ليس لتقصيرهما بل لضخامة الحدثين أولاً، وفيما بعد لانزياح الإعلام الحزبي إلى تسخيرهما لغايات وأجندات حزبية، وقد شاهدنا كيف أنهما انتقلا من نقل الأحداث، ومحاولة استقطاب الرأي العام العالمي والكوردي لتقديم الخدمات لشعبي المنطقتين، إلى صراع حزبي، وإلى حد تخوين البعض.

كيف يمكن خلق حالة التوازن بين المثقف والسياسي، بحيث يتم تواؤم معرفي بين الطرفين دون إحساس المثقف بالدونية تجاه السياسي؟
بطبيعة الحال السياسي مثقف، والمثقف الوطني والمستقل لا يشعر بالدونية تجاه السياسي، وفي الوسط الكوردي تتكرر محاولات التمييز بين المثقف والسياسي، وعليه يغيب التواؤم المعرفي، فيحل مكانه التبعية، أو الإرضاخ. فالمثقف الوطني يملك من الطاقات بحيث يستطيع أن يكون ملهماً، ومنوراً، وهذه القدرة مرتبطة بمدى الثقة بالذات، وبإمكانياته. التخلص من التبعية والتمسك باستقلالية الرأي تخلق التوازن، والسياسي لا يستطيع الاستهانة بقوة الكلمة، ويهابها، خاصة إذا سخرت بنزاهة.

تقيم منذ زمن طويل في الولايات المتحدة، كيف تقرأ تقييم واشنطن لمختلف تجارب الأحزاب السياسية الكوردية، وهل هناك مؤسسات متخصصة لدراسة واقع الحركة السياسية الكوردية في غربي كوردستان وتتابعها؟
نعم، صديقي، الولايات المتحدة الأمريكية إمبراطورية كبرى، وتهتم بقضايا جميع الشعوب، ومشاكل العالم، فهناك مختصون بالقضية والشعب ومشاكلهم السياسية وأحزابهم في كل جزء، فأمريكا لها علاقات وارتباطات مع الدول الإقليمية وعلى مدى العقود الماضية، لذلك تطرح القضية الكوردية على بنية هذه الاعتبارات. والأحزاب الكوردية في غربي كوردستان بشكل أدق، وحتى اللحظة ليست في دائرة الاستراتيجية الأمريكية العامة ضمن الشرق الأوسط. ولا تزال أمريكا لا تعول على الحركة الكوردية في غربي كوردستان بشكل عام لإدارة كيان سياسي مستقل، وللقوى الكوردية هناك للأسف في هذه دور سلبي.  

أنت متخصص واكاديمي في علم الجغرافيا، والمكان الكوردي في كوردستان سوريا يتبدل في غير صالحه مستقبلاً، ما الحل؟
جغرافية غربي كوردستان، غير مرتبطة بحدود محافظات معينة، وأي تقسيم أو تجزئة لها، إعلاميا أو عملياً، خطأ تاريخي. وفي الواقع الديمغرافي، بلا شك كارثة قومية ووطنية، فالنازح من النادر العودة إلى الوطن، وهذا واقع أثبتته تجارب التاريخ، وعليه لا يمكن وضع حل بعدة سطور وخطوات سياسية بسيطة، لأن القضية كارثية، وتحتاج إلى حراك كوردي وعالمي معا، فهي من كبريات القضايا الإقليمية بل والدولية.

تريد استقراء الواقع الكوردي من وجهة نظر سياسية أو ثقافية؟
رغم أن الاسم الكوردي أصبح يملأ الإعلام الإقليمي والدولي، لكن واقعه الجاري بائس، ولا يدخل ضمن اهتمامات الدول الكبرى خلف كواليسها، لاعتبارات استراتيجية ومصالحها في المنطقة. مع ذلك، ورغم أخطاء الحركة السياسية، يمكن التفاؤل بأن كيان كوردستاني ما سيظهر، وهذه لن تكون مبنية على حنكة وقدرات الأحزاب الكوردستانية، بل على الأغلب بسبب أخطاء القوى الإقليمية، ومصالح الدول الكبرى في المنطقة.

ما دور المجلس الوطني الكوردستاني الذي أنت من مؤسسيه في الداخل الكوردي؟
لحساسية الوضع الكوردي وتعقيداته وهيمنة السلطة الشمولية على المنطقة الكوردية، دفعنا إلى اتخاذ هذا المنحى  بالتعامل مع القضية، وهي أن لا نظهر على الساحة الكوردية قدر الإمكان، ومهمتنا تتركز على إدارة مصغرة لقيادة المرحلة، متمكنة في الالتفاف على السلطة الشمولية وإمكانياتها الأمنية، ودخول المحافل الدولية وخاصة الأمريكية والأوروبية دون أن يدركها العدو، وقد تمكنا رغم الإمكانيات المادية الشحيحة من بلوغ محافل وأروقة حساسة وإدارات أصحاب القرار، وأبلغنا تلك المحافل الدولية أن حل القضية الكوردية ستنمي  وتؤدي إلى تطوير المنطقة برمتها، وهناك ستلتقي مصالح الكورد مع مصالح الغرب، وأظهرنا لهم أن كوردستان ليست مستعمرة، بل يحكمها قاتل، ويمارس عمليات التصفية القومية- العرقية بالشعب الكوردي وبكل الطرق الممكنة، وكانت مطالب المجلس الوطني الكوردستاني-سوريا، تعكس مطالب أي كوردي وطني، ولم تكن  الحركة الكوردية في غربي كردستان قادرة على طرح مثل هذه المطالب، لتواجد قياداتها في المنطقة وتحت هيمنة سلطة شمولية، واعتمدنا على التعتيم الإعلامي في نشاطاتنا، ولذلك كان المجلس بالنسبة للسلطة السورية الحركة الكوردية الأكثر خطراً، فحكمت عليها بالخيانة العظمى. نبين هذا الأن لأن سلطة بشار الأسد الشمولية آفلة ولم تعد تملك تلك الهيمنة.

كيف يمكن الخروج من الأزمة السياسية في كوردستان سوريا بأقل الخسائر؟ ومن المسؤول برأيك؟
في الحقيقة الأزمة الجارية هذ أزمة إقليمية شاملة، المسؤول الأول والأخير عن كل ما جرى ويجري في غربي كوردستان والجوار هي سلطة بشار الأسد، ومن بعده يأتي دور الدول المستعمرة لكوردستان، ولا شك للأحزاب الكوردية دور ثانوي، وخاصة الأقوى بينها، والمسيطرة، مع ذلك فهي أحزاب بكليتها عاشت ولا تزال تحت هيمنة سلطة شمولية، وعلينا أن لا نزيد من العداوة بينها، ونلقي العتب على أحزاب لم تملك يوما إرادتها. بل علينا أن نبين مراكز ضعفها وننبهها، ونبين طرق وإيجابيات التعامل فيما بينها. أما عن الخسائر والمشاكل فهي كثيرة ولا أتوقع أن تقل أو تحل في القريب العاجل.

إزاء المؤتمرات والأنشطة التي تجري من أجل حل المشكل السوري، هل ترى أن نهاية معاناة السوريين صارت قريبة.
المشكلة السورية لم تحلها العشرات من المؤتمرات والهيئات الدولية والبعثات الرسمية، وهي لن تحل بمؤتمرات المعارضة الانتهازية، أو معارضة السلطة للسلطة، كهيئة التنسيق، ولا بجلسات الدول المتخلية عن الشعب السوري والملتهية بالمنظمات التكفيرية والمعارضة العروبية البعثية-الإسلامية، وتجار الحروب، والقضية لم تعد مرهونة ببقاء الأسد أو عدمه، فالقوى التي تحارب السلطة الأن ستحارب بعضها مستقبلا حتى بعد إسقاط بشار الأسد، فالنظام أخبث من أن يجعل الحل مربوطا  بسقوطه، والمعاناة ستستمر إلى سنوات أخرى، رغم ما في هذا الكلام من تشاؤم، مع ذلك ففي السياسة تحدث المعجزات، قد يضع براك أوباما نهاية سياسية وبمساعدة روسيا حلا ترقيعيا قبل أن يرحل.

الوضع في جنوبي كوردستان بخصوص رئاسة الاقليم وصل حد التأزم ولا بوادر في الأفق، كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة؟
أهل مكة أدرى بشعابها، مع ذلك سأوجاب، الوضع في الإقليم لم يبلغ حد التأزم، بل هناك صراع تحرضه إيران وتركيا، والأحزاب الكوردستانية وتحت خيمة العلاقات الاستراتيجية، يثيرونها، ففي البعد النهائي بقاء السيد مسعود بارزاني رئيسا، تتطلبه مصالح الكورد والدول الكبرى وخاصة أمريكا، وهو رجل المرحلة، والبديل الحزبي غير موجود، والأحزاب لن تسمح لسياسي شاب نقي بلوغ سدة الرئاسة، وعلى الأغلب أمريكا وأوروبا ستتدخل في النهاية لوضع الحل، فمثلما أجلستهم على طاولة المباحثات في بداية تكوين الإقليم تستطيع فعلها الآن، أتصور أنه ليس من مصلحتها غياب السيد مسعود بارزاني، ومن المؤسف أن معظم سياسي الإقليم بأحزابهم ليسوا على مستوى المسؤولية، ولم يتعلموا الدبلوماسية والحوارات السياسية الديمقراطية.
   صحيفة« كوردستان» العدد 519 
1-9-2015

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات