القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 650 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

صحافة حزبية: قراءة في قرارات المؤتمر الحادي عشر البارتي

 
السبت 06 حزيران 2015


إفتتاحية صوت الأكراد – العدد 484 / أيار 2015م

بعد مخاضٍ طال أمده لأسبابٍ ذاتية وأخرى موضوعية " تصب جلّها في خانة إنجاز الوحدة مع الطرف الآخر للبارتي حينها " إنعقد المؤتمر الحادي عشر للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي ) في مدينة عامودا , بحضور مندوبي الجزيرة وعفرين وأوربا وتركيا وإقليم كردستان العراق , وتغيب مندوبي كوباني لظروفهم الموضوعية الخاصة , أما بالنسبة لباقي مندوبي الإقليم الذين تعذر حضورهم في قاعة المؤتمر فقد أثبتوا للجميع أنّ إرادتهم الفولاذبية أقوى من أن تلين , حيث شاركوا في جلسات المؤتمر عبر السكايب , وكذلك بعض مندوبي أوربا , وكوباني , وعبر الاتصال الهاتفي.


بالرغم من صعوبة الظروف التي انعقد فيها المؤتمر , إلّا أنه يعتبر نقطة انعطاف بارزة في مسيرة الحزب , أولاً من حيث أنّ القواعد في الحزب هي التي أثبتت الحقيقة الدامغة في العمل التنظيمي والسياسي بأنها هي مصدر الشرعية في الحزب , وأن حركات التمرد كيفما كانت ماهيتها فهي دون شرعية القواعد حكماً , وإنطلاقاً من قرار أغلبية القواعد انعقد المؤتمر , ثانياً, من حيث نوعية القرارات التي أُتخذت فيه , وأبرزها تحويل الحزب إلى حزب مؤسساتي من خلال إتخاذ قرار ملزم بإنشاء مكاتب تخصصية عديدة للإرتقاء بالحزب إلى الحالة المؤسساتية المأمولة , حيث تقرر إحداث المكاتب التالية : ( السياسي – الاعلام – التثقيف والاعداد الحزبي – التنظيم – الاجتماعي – شؤون المرأة – الطلبة والشباب والرياضة – اللغة الكردية – الفلكلور والتراث الكردي – الشؤون القانونية وحقوق الإنسان ) , ومن ثم الإنتقال من مرحلة تشكيل هذه المكاتب المركزية إلى البدء ببناء المكاتب الفرعية التخصصية التي ستشرف على عملها , على أن يكون أعضاء هذه المكاتب من المختصين والمهتمين بمجال مكتبه , كما منح المؤتمر للجنة المركزية صلاحية تأسيس مدرسة خاصة بإعداد الكادر الحزبي , لتنمية القدرات السياسية والتنظيمية والإعلامية للرفاق الحزبيين .
  وكذلك إتخذ المؤتمر قراراً نوعياً , بفصل السلطات عن بعضها البعض وعدم التداخل في المسؤوليات , بحيث يكون للمؤتمر والاجتماع الموسع صلاحية التشريع , وللقيادة والهيئات الحزبية على مختلف مستوياتها صلاحية التنفيذ , وللهيئة المركزية للرقابة والتفتيش صلاحية القضاء والتحكيم , كسلطة تتمتع بالاستقلالية في قراراتها على ضوء المنهاج والنظام الداخلي للحزب .
إضافةً لذلك , فقد ضمّت القيادة الجديدة على  الخبرة السياسية والتنظيمية المكتسبة عبر قيادة الحزب لعقود من النضال , ملتحمةً مع دماء الشباب  وحيويتهم ومواكبتهم لتطورات العصر وتقدمه من النواحي العلمية والتقنية , وخاصةً , بالنسبة للتطور الهائل الحاصل في مجال ثورة المعلوماتية وعالم التواصل الاجتماعي الرحب الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة , هذا وقد شملت هذه القيادة وللمرة الأولى المرأة كخطوة هامة وضرورية في العمل التنظيمي والسياسي , وليفسح بذلك المجال لها للعب دوها الطبيعي في البارتي . 
 كما أن المؤتمر أقر برنامجاً واضحاً ليكون بمثابة خارطة طريقٍ للقيادة والحزب ككل في المرحلة المقبلة , حيث تم تحديد خطة عمل الحزب على الصعيد الجماهيري والتنظيمي والوطني والكردستاني والدولي , و كذلك بخصوص  اللاجئين والجالية الكردية .
واستطاع المؤتمر أن يحدد رؤية دقيقة وموضوعية مبنية على الاعتدال والاتزان السياسي وواقعية الطرح لحل القضية الكردية في سوريا وفق أساليب سياسية وسلمية , والأمر نفسه بالنسبة للأزمة السورية , فحرصاً من البارتي على إنهاء الأزمة السورية , أقر المؤتمر رؤية الحزب السياسية لحلها وفق بنود واضحة المعالم , مبنية على أساس بيان جنيف1  .
ومن العلامات الفارقة في المؤتمر هو العمل على تكريس استقلالية القرار السياسي للكرد في سوريا , هذه الاستقلالية المبنية على تقديم مصلحة الشعب الكردي في سوريا على غيرها , واحترام خصوصية أجزاء كردستان الأخرى , وبذل كل الجهود للتضامن معهم بغية تحقيق أهدافهم  , وذلك لا يتعارض مع العمل القومي المشترك بين مختلف مكونات الطيف الكردستاني لتحقيق الأهداف المشتركة .
ومع انتهاء أعمال المؤتمر الحادي عشر للبارتي تكون رهانات المتربصين به , والذين كانوا على أملٍ بانهياره , قد باءت بالفشل الذريع , لتبقى رهانات رفاقه وجماهيره ما تزال في أوجها في مدى إمكانية تحقيق الآمال التي أنيطت به كحزبٍ تاريخي , وخاصةً أن قيوداً من الارهاب الفكري قد كسرت في المؤتمر ليعوض بها بحرية الحركة في فضاء مصالح الشعب الكردي, فكان المؤتمر بإيجازٍ شديد ترسيخ للنهج والمبادئ , وتطوير شامل في الآليات والصلاحيات .
* لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات