القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: «غليون» يستكمل هروب «اللبواني»

 
الأربعاء 19 اذار 2014


صلاح بدرالدين
  رغم مسارها المتعثر تمنحنا الثورة السورية بين الحين والآخر وبفضل التضحيات الجسام فسحة لتلقي دروس ثمينة في مختلف جوانب الكفاح الوطني ضد الاستبداد فعلى ضوء خط سيرها المتعرج وحجم التحديات الماثلة أمامها وافرازات تجربتها الخاصة وتعقيدات القضية السورية في جوانبها الوطنية والإقليمية والدولية عموما يمكن للمتابع أن يستجمع عناوين بارزة لتأريخ انطلاقة الانتفاضة الثورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام ومقدماتها السابقة في أداء الحركة الوطنية السورية منذ مواجهة الانتداب وابان حقبة الاستقلال وانتهاء بعهود المنظومات الأمنية المتسلطة في سلسلة متواصلة ومن ثم استدلال دروب وخفايا الوقائع السياسية والعسكرية المرافقة للثورة والمؤثرة فيها سلبا أو إيجابا الى يومنا هذا.



 قد يكون مبكرا استخلاص جميع الدروس والعبر ونحن لم نزل في بداية المرحلة الأولى من الثورة – مرحلة انجاز اسقاط الاستبداد – ولم نتفرغ بعد لمهام إعادة بناء سوريا الجديدة التي يطمح اليها السورييون ولكننا قد نفلح وبمراجعة سريعة في تشخيص بعض الاستخلاصات والنتائج ومن أبرزها استثمار النظام وأعوانه ضعف وهزالة – المعارضات – ذات الجذور التقليدية البالية والنفاذ من جوانب ضعفها باتجاه الاختراق العميق لأمن الثورة وتسجيل تقدم في بعض المعارك العسكرية وسقوط زعم (الائتلاف الخارج من رحم المجلس بعملية قيطرية) بتمثيل الثورة بل تحوله عقبة كأداء أمام وحدة فصائل قوى الثورة وخصوصا تشكيلات الجيش الحر وضرورات إعادة هيكلة هذا الجيش بما في ذلك العمل على إيجاد هيئة سياسية كفوءة تكمل ثورة الداخل وتعبر عنها أمام المحافل الخارجية بمعزل عن تدخل جماعات المجلس والائتلاف الحاملة للأجندات الخارجية وخاصة الاخوان المسلمون وبعض الفئات والتيارات والشخصيات التي تمظهرت بالثوب القوموي والليبرالي وتاجرت بدماء الشهداء حتى الثمالة والمنتظرة منها اما الرحيل والاعتذار للشعب أو تقديمها لمحاكم الثوار .

 من جملة المشاهد السلبية التي أفرزتها الثورة في نهاية عامها الثالث ظاهرة الانسلاخ عن نهجها التاريخي الأصيل واللجوء الى أقصر وأسهل الطرق وهو الهروب اما الى الأمام أو الوراء من جانب تيارات وأفراد يفتقرون الى النفس الطويل في تحمل الصعاب والفهم السليم لمعادلة الثورة وقوانينها ويعجزون عن تفسير أسباب الأزمة وإيجاد سبل حلها كما يفتقرون الى أدنى درجة الشجاعة الأدبية في نقد الذات والاعتراف بالفشل والاخفاق .
 من الطبيعي أن يتصدر – الائتلاف – في افراز تلك الظواهر النشاذ كسليل – للمجلس الكسيح – أولا وعنوان للفشل الذريع قبل – جنيف2 – وخلاله والهزيمة مابعده أما وجها ظاهرة الهروب فيتمثلان في عضوي الائتلاف (اللبواني وغليون) حينما دعا الأول – كعملية هروب الى الوراء - الى ابرام الصفقة التاريخية مع إسرائيل وبالنقيض من كل المواقف العربية الرسمية والشعبية السائدة التي تعتبرها العدو الأول وذلك لتغيير موقفها لصالح القضية السورية باعتبار أن موقف الدولة العبرية من الأزمة السورية يشكل المفتاح لتعديل سياسات الغرب عموما وأمريكا على وجه الخصوص والمأخذ الرئيسي على تبعات هذا الهروب التراجعي هو الاستمرار في ارتهان القضية السورية للعوامل الخارجية وتناسي السياسة الإسرائيلية المعادية لحرية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بحيث أن قضية الحرية لاتتجزأ.
  أما هروب الثاني فكان نحو الأمام عندما تجنب تناول الحالة السورية وذهب بعيدا ودعا الى: " عدم تغيير التحالفات الاستراتيجية العميقة وتهديم المباديء الكبرى التي قامت من حولها الفكرة العربية، أي وحدة الثقافة والهوية والمصير التي تطمح الشعوب العربية أن تؤسس عليها مشروع التعاون والتضامن والتكامل بين الدول العربية كقاعدة للنهضة والأمن والاستقرار والازدهار. في هذه الحالة ستكون أوهام (اللبواني) مصدر إلهام لسياسات لا تخون حقيقة سورية ولا تشكل جريمة بحق المعارضة فحسب، وإنما تعمل على تقويض المشرق العربي برمته " والملاحظة السريعة على هذا الهروب الصاروخي الى أمام الأمام هي التهرب من الواقع واستحضار مفردات عفى عليها الزمن واجتياز الحقيقة الوطنية للثورة السورية بماهي تعبير عن مكونات قومية واجتماعية وثقافية متعددة ومتمايزة ومحاولة يائسة في منافسة الخطاب القوموي الممانع لحزب البعث الحاكم .
 أتمنى على عضوي الائتلاف (الهاربين) اقلاعا وهبوطا العودة الى الواقع ومعالجة فشل وسقوط – ائتلافهما – قبل تناول القضايا الأخرى فالسورييون بتاريخهم القديم والحديث ليسوا بحاجة الى شهادات مطعونة فيها والاعتراف بالهزيمة علنا ومحاسبة الذات وتقديم الاعتذار لقوى الثورة والجيش الحر أولا وللشعب السوري أولا وآخرا وبذلك فقط سيقدمان خدمة الى السوريين وقضايا الحرية والسلام في كل مكان .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.