خَلقَ الإنسان منذ البدء كمالاً مطلقاً على ذاته، في كلية المجالات، تحت مسميات متنوعة، عَرفه خالقاً للكل الروحي والمادي، شمل اللانهايتين، معتمداً على قدرات اللاتحديد الآنية الممكنة في الفكر الإنساني، كل ما عداه  انغلق في إطار المخلوق، من المادة إلى الروح، والمخلوق يحيط به العدم، والعدم من نتائج اللاكمال، وهذا سببه أخطاء النقص في التكوين الطبيعي، والتي تقضي على الأزلية فيهما، بجدلية عدمية الذات، فالكل  بوجوده أو بأعماله أو بنشاطاته مخطئ، ومثلها لا أبدية لأية قدرة إنسانية، إن كان قائداً متألهاً أو مبدعاً في الفكر، الكل حتى الخالق المخلوق من قدرات الإنسان الفكرية تشملهم الأخطاء في ديمومتهما،

 يستثنى هنا القدرة الأبعد من مدارك الإنسان الشامل للأبعاد الكونية، والنقد الموجه إلى الأخطاء التي تحيط بصفات آلهة الأديان، كليته وشرائعه، يؤدي إلى تكالب الفكر الإنساني على خلقه بعد كل تطور، إلى حد الانتقاص من كليته وتبيان نواقصه، بدونها ستغيب منطق استمرارية الكون، والحجم عن  تبيان الأخطاء أو نقدها ستغرق المجتمعات والأمم في مستنقع  الجمود وسيستمر الطغاة في التهافت على الأنا، والانزلاق إلى الضياع في  ساحات شمولية الفكر الموبوء، ومن جملتها نزعة إلغاء الأخر بالمطلق الإلهي.