القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 360 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: محاولة في تشخيص راهنية الاختلاف الكردي – الكردي

 
الأثنين 18 تشرين الثاني 2013


صلاح بدرالدين

أثارت الزيارة الرسمية للسيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق الى تركيا بناء على دعوة رئيس الحكومة التركية والاستقبال الحافل له في مدينة ديار بكر العاصمة السياسية لكردستان تركيا الكثير من التعليقات والأقاويل وردود الفعل الإيجابية من غالبية كرد المنطقة التي رأت فيها حدثا تاريخيا في خدمة السلام والتعايش والسلبية من أنصار " حزب العمال الكردستاني – التركي وامتداداته الذين انطلقوا من مصالح حزبوية ضيقة


 واذا تركنا جانبا كل تلك المظاهر الدعائية والجوانب الإعلامية السريعة التي تعبر دون شك في مضمونها عن التباين والاختلاف بين أحزاب وتيارات الحركة القومية الكردية أو ضمن صفوف حركة الشعب الكردي التحررية في المنطقة ليس في تقييم الزيارة بل حول قضايا أشمل تتعلق بدورها الوطني على صعيد البلدان الموزعة فيها والموقف من ثورات الربيع والتحول الديموقراطي والمحاور الإقليمية وخاصة محور دمشق – طهران وسبل حل القضية الكردية ومسائل السلام والعيش المشترك والشراكة مع الشعوب العربية والتركية والإيرانية .

  منذ بدايات ثورة أيلول عام 1961 في كردستان العراق بزعامة القائد التاريخي مصطفى البارزاني بدأت أسباب الخلاف تزداد عمقا واتساعا داخل الحركة السياسية المتجسدة حينذاك بالحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق والذي توسع أفقيا أيضا ليشمل الأحزاب السياسية الكردية في الأجزاء الأخرى ولم يمض وقت طويل وخلال عدة أعوام شهدت الساحات السياسية الكردية في مختلف بلدان المنطقة موجة من الصراعات الداخلية بأشكال مختلفة وتحت عناوين شتى (  يمين ويسار وطنيين وجحوش مبدئيين وانتهازيين صف الشعب وصف السلطة الحاكمة ) .
   وفي حقيقة الأمر فان ماحدث أفرز بشكل موضوعي خطين سياسيين أساسيين داخل الحركة القومية الكردية مع هوامش جانبية غير مؤثرة اسوة بحركات الشعوب المجاورة لأسباب ذاتية واجتماعية وثقافية داخلية من جهة وتأثرا باالتحولات الإقليمية وسقوط برامج الأنظمة الحاكمة وفشلها في بناء الدولة الديموقراطية الحديثة وحل المسألتين القومية والوطنية والموجة الكونية في الصراع بين القديم والجديد والشعوب وجلاديها والتقدم والتخلف .
   فعلى الصعيد الكردي تبلور توجهان مختلفان  الأول وطني ديموقراطي يتمسك بالثوابت ويبحث عن الحل السلمي للقضية الكردية عبر الحوار مع الشركاء من الشعوب المتعايشة وينبذ العنف والإرهاب يتعاون وينخرط في صفوف المعارضة الوطنية من أجل التغيير الديموقراطي واسقاط الدكتاتورية والاستبداد وينحو نهج الاعتدال والتعاون مع مختلف المكونات الوطنية القومية والدينية والمذهبية وقد شغل السائرون على نهج البارزاني الكبير في العراق قبل وبعد رحيله البنية الأساسية لهذا التوجه وشمل أيضا منذ أواسط ستينات القرن الماضي أحزاب اليسار الكردي القومي الديموقراطي في كل من ايران ومثله " أحمد توفيق " وتركيا " ومثله دكتور شفان " وسوريا ومثله " صلاح بدرالدين " إضافة الى مجموعات سياسية وطنية أخرى أما الثاني فتشكل من تيارات سياسية وفئات حزبية مغامرة قام عبر الانشقاقات بدفع من أجهزة السلطات الحاكمة والتعاون معها ورسا على مفاهيم شبه فاشية ديدنه اثارة الفرقة والانقسام في المجتمع والعائلة يتلقى الدعم والاسناد من الأنظمة المستبدة الحاكمة والمضطهدة للشعب الكردي وينخرط في مشاريعها الإقليمية كأدوات وينطلق خطابه من تخوين الآخر المختلف ورفضه الى درجة التصفية واذا كان هذا التوجه قد ظهر منذ الستينات فقد تبلور بصورة أوضح منذ ثمانينات القرن الماضي عبر السيد – عبد الله أوجلان – عندما ظهر في دمشق في خدمة مشروع الدكتاتور حافظ الأسد .
   كانت موجة ثورات الربيع كفيلة ببلورة نهج التوجهين المختلفين أكثر وبشكل خاص الثورة السورية فقد وقف الأول منذ البداية اما منخرطا فيها أو مؤيدا لها أو غير متعاون مع نظام الأسد ومحوره على أقل تقدير أما الثاني فكان ومازال جزءا من الثورة المضادة وفي خدمة نظام الاستبداد وعائقا أمام اندماج الكرد في الثورة بشكل حاسم مستخدما الأساليب القمعية تجاه الحراك الثوري الكردي فارضا أجواء الترهيب بحق المختلفين بالحديد والنار ومنخرطا كأدوات منفذة في محور الشر الإيراني – السوري – الروسي – الحزب اللهي – العراقي .
   صحيح أن زيارة الرئيس البارزاني الى تركيا تبدو طبيعية الى دولة جارة للإقليم ولكنها في حقيقة الأمر تحمل مبادرة من أجل تعزيز الحوار التركي – الكردي من أجل السلام وإنقاذ الخطوات السابقة بهذا الاتجاه أمام مخاطر تهديدات القيادة الجديدة ( الإيرانية السورية الهوى ) المتربعة على عرش قنديل في تخريب عملية السلام خدمة لأجندة دمشق وطهران في هذه الظروف الدقيقة بالذات التي تمر بها الأزمة السورية .


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.