و كغيره كانت وجهته لامتداه  الجغرافي و هي تركيا و اقليم كردستان العراق , ولعل اغلبهم كان متيقناً بأنه سيلاقي الملاذ الامن و الراحة النفسية كون على طرف الحدود اخوة الدم و ابناء الملة الواحدة .
مع حلول عيد الاضحى الاخير قصد قسم من المقيمين في تركيا ديارهم و اهاليهم منتهزين الفرصة لمعايدة اطفالهم ,العيد الذي  قد يكون تعويضاً للكثير من الذي حُرمِوا منه  في السنتين الماضيتين جراء جشع و اطماع  تجار الحروب و محتكري الوطنية المزيفة , مع قدومهم تكاثرت القصص و الروايات المشيقة عن حضارة ورقي تفصل بيننا و بينها اسلاك شائكة تُقدمها حكومة مدنية تسهر على خدمة وطنها و مواطنيها دون سواء (عمار, فرص عمل, تشجيع الاستثمار ,  ضمان صحي .... الخ ) الى جانب قصص مفجعة تبعث في النفس الاشمئزاز من اناس استعذبوا معاناة الاخرين وما هم الا تجار بعيدين عن القيم و الاخلاق , القليل القليل منهم يتقن اللغة الكردية, متنكرين لولاء دام لعقود و رحابة صدرً استُقبِلوا بها عندما جار عليهم الزمان  , قد يعجب السامع من هول القصص و غرابة الروايات و مدى مصداقيتها لكن مع تكرار الروايات و من اشخاص عدة  يُسلم المرء الي مدى مصداقيتها , فالبعض يروي تجربته مع رب عمل جشع يرنو الى مص دمه مع المنية الدائمة , و آخرين يتحدثون عن انكار اجورهم  من قبل صاحب العمل بعد اداء المطلوب , بالإضافة الى النظرة الدونية التي يقابلون بها, مع ان معظمهم من رواد الجوامع و لا تدركهم  فريضة او ركان من اركان الايمان , بل منهم من يذُكّر لاجئي سوريا بأن ما يجري في وطنهم ما هو الا جريرة  ما ارتكبته ايديهم بترك الصلاة و انتهاج المعاصي , هم منزعجون  مشمئزون من اللاجئين بل حتى ان  بعضهم دعا  الى التظاهر ضدهم, مع العلم ان المهاجر السوري يزيد في نسب ارباحهم و يدر عليهم الكثير من الفوائد و المكاسب لقبوله العمل بأجور متدنية  .  
عبدةُ درهم و دينار, ثقافة قد زرعت في افئدتهم , قد يخطر للمرء للوهلة الاولى انهم بسطاء من سكان الارياف لم تصلهم تباشير القيم و معاني الادراك و ثقافة الامة الواحدة المستندة الى القومية التي تعبر الحدود المصطنعة التي رسمها الاستعمار منجراً و راء اطماعه , اطماعه افزعتهم من كل شيء وارضعتهم جوعاً و خوفاً ليكونوا خريجي معاهد الاستعمار و الاستبداد لكن و نحن هنا ارشدنا انفسنا بأن من المستحيل ان يكون عامة الاخوة و ابناء ملتنا في نفس السوية, تجاذبنا الاحاديث مع العائدين قلنا لهم مرارا و تكراراً لا يجوز الاخذ بالأجماع .
مع قدوم وفد من نخبهم الذين راهناً عليهم , في زيارة لمدينة كوباني معزّين السيد صالح مسلم بابنه شرفان و هم " أحمد الترك وأيسل توغلوك الرئيسان المشتركان لمؤتمر المجتمع الديمقراطي وصلاح الدين دميرتاش وكولتن كشناك الرئيسان المشتركان لحزب السلام والديمقراطية والبرلمانيين نظمي غور وابراهيم بيلينجي " .
تأكدنا وقتها اننا مخطئين خاصة ان الوفد لم يبدي أي اعتبار لأي كردي في المدينة و لا لأي حزب او مجلس او حتى  ذوي أي شهيد في مدينة كوباني بل انهم استقصدوا الانكار لباقي المكونات و اكتفوا بزيارة  مراكز و مؤسسات تابعة لمنظومة المجتمع الديمقراطي ( TEVDEM )  
من المعلوم ان المناطق الكردية في سوريا منذ انطلاق الثورة هي مشاركة فيها  و تطبق بحقها كل ما يطبق في باقي المدن و القصبات السورية – ولو اختلف الاسلوب – لم نرى السادة اعضاء الوفد الموقر (نخبة شعبهم) يخطون أي خطوة نحو الشعب الكردي في سوريا , الذي يتعرض للتجويع و الهجرة و التدمير و فقدت من  مخازنه و حوانيته الحاجات الاساسية و الادوية , وقتها البتة لم تُرى النُخبة , هذا الشعب فقد الكثير من المناضلين باستشهاد خيرة شبابه في كل من  كوباني عفرين قامشلو عامودا....   لما لم تتذكرهم النخبة و تقوم بواجب عزائهم  , استشهد منه القادة  لم نرى منهم حتى برقية تعزية ( مشعل التمو – نصرالدين برهك ) الكثير منهم  تعرض للاختطاف و الاعتقال كما السيد دورسن كم  بيان ادانة صدر من النخبة و كم كلمة دونوها عنهم في اطراف صفحاتهم الفيسبوكية التي لا تتحدث سوى اللغة التركية  .
تصرفات و افعال عامة الشعب  مرت من غرابيل و فلاتر هذه النخبة و ان جهلهم و بعدهم عن القيم و الوعي و الحضارة و بقاء قضية شعباً  يناهز العشرين مليون كردي في دولة ديمقراطية يصان  شعبها بأعلام حر الذي هو اليوم من مقومات الثورات السلمية التي هي من ابسط انواع النضالات في طريق نيل الحقوق و انطوائهم على انفسهم كالعميان وراء سراب الاسلام السياسي هم مسببيه لانهم هم رضوا بالهوان كي يحافظوا على مكاسب آنية و لعل تمثيل النخبة في البرلمان التركي الدليل القاطع عندما يتباهى الساسة الترك بانهم يمثلون الكرد .