القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 511 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: ولنا كلمة (3)

 
السبت 02 كانون الأول 2006

روني علي

    للمرة الألف تدغدغ في عقولنا مقولات ومقولات وتحاول إيهامنا بأن أصحابها قد وضعوا القدم في موطئه " ونحن الآن أحوج ما نكون إلى .. "  و " في مثل هذه الانعطافات التاريخية .. " و " إن المرحلة بإفرازاتها واستحقاقاتها تتطلب .. " لكن هي مجرد مصطلحات يستخدمها كل من يشاء ، الذي يمتلك مؤهلاتها ويعيها وله القدرة على ترجمتها، أو الذي لا يعنيها سوى من ناحيتها اللغوية وديباجتها المطروقة .. تستخدمها الأنظمة والسلطات، وكذلك الأطر والمعارضة ، ودون أن يعود أحد إلى أرشيف مذكراته ليجد أن مثلها وما على شاكلتها، وباختلاف المراحل والانكسارات، قد ملأت صفحات أدبياتهم ودعواتهم، ودون ترجمتها في الممارسة .. أي نحن على استعداد لحرق أكثر من مرحلة وطرح مثل هكذا مصطلحات ، أو أن نعود إلى ما قبل أكثرها وتبنيها أيضاً دون أن يغير ذلك في المعادلة شيء .


    لكن السؤال الذي طالما يبحث عن جواب ، نحن أحوج إلى ماذا .. ؟ ! إلى سرد حكايات التاريخ والتغني بأمجادنا .. إلى كيل التهم وصياغة الأباطيل .. إلى نسف الكل ، بل وحتى التاريخ ، أم ندفع بأدواتنا من أجل امتلاك مثل هذه الحاجات .. مثلها مثل الانعطافات والاستحقاقات .. فمتى كنا نقطة التحول في المنعطف ، ومتى كنا ركيزة المرحلة أو أحد ركائزها أو حتى مجرد التفكير بأن نكون كذلك لنبحث عن حصتنا من الاستحقاقات..؟.
  فكفانا صراخاً وشجباً واستنكاراً، وبيانات الإدانة في الذات ، أو ما على شاكلتها والداخلة في فلكها من تصريحات وتهويلات ، تملأ المسامع عند كل خطوة فعل أو عمل . وكفانا تقزيم الآخر وتشويه الذاكرة ، لأننا وبكل بساطة منصهرون ومتحدون  – حتى النقي  – في ذلك . ولنعود ولو مرةً ، فقط مرةً واحدةً، إلى عوامل الذات .
    فكل ما حولنا يجري ويبحث ، وكل ما تحتنا يتغير ، وكل ما فوقنا يتطور، إلا نحن ، نجري ونتغير ونتطور من خلال بحثنا عن شظايا الأوراق ورصاصات الأقلام لنخط فيها من جديد ووفق ديباجات المرحلة أيقونات الشجب والإدانة، ونذيلها بأختام تؤكد على أن المعني رجيم من المهد إلى اللحد ..
    هكذا نحن أحوج إلى ما نكون ، وقد نكون في الغد أحوج أكثر ، من أن نتبارى على قدرة الامتلاك لديباجاتٍ أكثر تطوراً ، وإبداعات أكثر مهادنةً ، لأننا في زمنٍ أضحت المهادنة هي الموضوعية وهي الواقعية وهي العقلانية . 


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات