القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 516 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: (الوطن) عندما تكون عيناً على الوطن

 
الجمعة 10 تشرين الثاني 2006

عمر كوجري

   لعل قدر سوريا أن يكتب تاريخها المعاصر مستهلاً برقم "الأربعين" وحواشيه . ففيها على سبيل التمثيل لا الإطلاق قانون الطوارئ منذ نيف وأربعين سنة، ومضى على تجريد شريحة واسعة من الشعب الكردي من جنسيتهم السورية نيف وأربعون عاماً و.. و.. ومنذ نيف وأربعين عاماً لم تعرف الصحافة السورية "اليومية" غير صوت واحد ونسخ " طبق الأصل" من صحافة الدولة التي هيمنت على الإعلام هيمنة مطلقة ، وشطبت بذلك على كل قول آخر حتى لو كان قريباً من بعض المراكز، وتبادلت الأدوار .

  بعد ثلاث وأربعين سنة أبصرت الصحافة السورية وليداً جديداً جاء بعد طول مخاض اسمه"الوطن"
الوطن – إ ذاً – جريدة يومية سياسية مستقلة ، شعارها" عين على الوطن" وقد لخص رئيس تحريرها " وضاح عبد به " الذي يرأس تحرير جريدة "الاقتصادية " أيضاً في الافتتاحية الأولى   سياسة الجريدة بـ لسنا صحيفة معارضة كما إننا لسنا صحيفة موالاة ، لا ننتمي إلى تيار ولا نعبر عن حزب ولا نقف مع دولة ضد أخرى .
  الجريدة من ست عشرة صفحة، أربع صفحات ملونة ، شعارها عين وفي البؤبؤة خريطة سوريا، وعبارة " عين على الوطن " الصفحات الست عشرة موزعة بين المواضيع السياسية والداخلية والرياضة والاقتصاد والثقافة والمنوعات والأبراج والخدمات ، وبعض الزوايا التي يحررها محرروا الجريدة 
 قراءة في العددين  1و 2 :
  لعل من المبكر الحكم.. الجزم على سياسة " الوطن" باعتبار أن خريطة عملها مازالت في أول عهدها، ولكن كما تقول العامة أن " المكتوب واضح من عنوانه " وتوقعت أن تنزل جريدة إلى الأسواق بعد غياب أربع وأربعين سنة بدافع أقوى وقوة تأثيرية جلية وصارخة أيضاً ، وإلا فما المبرر لصدورها أصلاً ؟؟ إذا كانت تشبه في طرحها العام ومواضيعها وكتابها النَّفَس  الرسمي نفسه . إذا لم تضف شيئاً جديداً فالأجدر عدم صدورها.
  تلهَّفْت كما غيري من الغيورين - قراء وكتبة - على رؤية ، وقراءة صوت آخر غير الصوت الرسمي حتى لو كان هذا الصوت صحيحاً وكُلِّي القدرة . وكان توقعي أن أرى خلاف ما أراه في الصحافة الرسمية من مواضيع إشكالية ، ومشكلات عالقة ينأى عنها الصحفيون الموظفون في الدولة مثل فتح ملفات الفساد ، والمسؤولين عن الحالة المزرية التي يعيشها عموم الشعب السوري والشبيحة الذين يسرحون ، ويمرحون من دون أن يحسبوا حساباً لضمير أو أي أحد ، إضافة إلى ملف الأرومات غير العربية ومنها الشعب الكردي الذي يتجاوز المليونين ، ويعيش بالإضافة إلى الهموم العامة هماً تمييزياً مقيتاً ، والضغط على أنفاسه بمناسبة وغير مناسبة ، وإتباع سياسة لا تخدم البلاد في شيء ، ولا يستفيد منها غير الذين يريدون أن تسير الأمور إلى الهاوية بزيادة الفرقة وإشعال نار الفتن بين عموم الشعب السوري وعلى وجه التخصيص استمرار سياسة النكران والتجاهل بحق الشعب الكردي في سوريا ،واستمرار مأساة المجردين من الجنسية ، والحزام العربي العنصري وغيرها الكثير .
  رئيس التحرير نأى بنفسه من المساءلة "ووجع الرأس" عندما كتب أنه لاينتمي لا إلى الموالاة ولا إلى المعارضة ، وهذا - لعمري - مرواغة غير محمودة النتائج . ففي الصحافة لا تستطيع إلا أن تعبر عن مصالح هذه الشريحة أوتلك .  والوقوف على الحياد أمر لايمت إلى المنطق .
  وهو حتى في افتتاحيته الأولى كان مع خطاب السلطة من حيث يدري ولا يدري عندما كتب إنه لايرتهن لفئات ومجموعات وطوائف ولا سفارات أو أمراء أو شيوخ في إشارة إلى العزف على وتر النظام الذي يرى أن أي صوت معارض إنما هو مشكوك في انتمائه الوطني وعميل للسفارات الأجنبية ، ويسعى لتحقيق أجندتها، وإلى تغيير السلطة بالعنف ،ويعادي أهداف الثورة ويضعف الشعور الوطني ..إلى آخر هذه التهم الجاهزة والتي على أساسها دخل الكثيرون إلى الأقبية والسجون منهم برلمانيون وكتاب .
  لا أتوقع أن كاتباً محسوباً على المعارضة من طراز الدكتور " رضوان زيادة " سيستطيع قول شيء مهم لأن هامش التحرك والحرية سترسمان له بإتقان بحيث إذا كتب مقالة متسمة بالحدية سيقال له " باي باي " لأن مطبوعات سابقة أغلقت تماماً جراء نشر مقالة أو التحجج بعدم انتظام صدور المطبوعة بعد المهلة المحددة مثل " الدومري – المبكي " وغيرهما .
    أتصور أن الكادر الذي يعمل في " الوطن " خبر التعامل مع الجهات إياها لأنه "منقى " بحرفية وهو قادم من الإعلام الرسمي " هني حمدان و علي حمرة ومروان عرفات   مع احترامي الشديد لهؤلاء .
  انطباعي الشخصي للعددين الأول والثاني هو أن لا مواد حادة لا تتواءم ونفس القيمين على شؤون الإعلام في البلد ، مواد تحدث مايصح تسميتها بالخبطة أو السبق الصحفي أو الجرأة الصحفية مثل " أعيدوا الجنسية للمواطنين الكرد "وبالونت العريض ، أو الوزير الفلاني يتستر على الحرامية في وزارته ، الشعب يدعو إلى تغيير جذري في الحكومة لأنها فشلت فشلاً ذريعاً في التصدي  للمسائل العالقة..الخ.."
  ولكن مالفت نظري أن مادة عمر كوش " تغيير الشرق الأوسط في التفكير السياسي الأمريكي  قد حوت لأول مرة في تاريخ الإعلام السوري عبارة "كردستان العراق "  بدلاً من شمال العراق ، حيث عرض الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد باستحداث دول جديدة ( دولة مستحدثة وهي كردستان الكبرى التي ستشمل كردستان العراق وكركوك وأجزاء من تركيا وإيران وسوريا )
  نافل القول :
 إن الوطن وحتى تكون صوت الغلابة والمعترين الذين لا يملكون صوتاً يعبرون به في البلاد يجدر بها طرح المواضيع الساخنة والحيوية التي تهم قطاعات واسعة من الشعب ، والانتماء المطلق إلى الحقيقة وحدها ، وقتل الرقيب الداخلي الذي يسكن رأس القلم منذ لحظة البدء بالكتابة ، لأنها بذلك ستكون مباعة ، وستنفد من الأسواق خلال وقت قصير، وسيكون المرتجع " صفر"
 ومن الطبيعي أن الرواج والانتشار هما غاية أية مؤسسة إعلامية .
 
  emerkoceri@gmail.com

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات