القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 382 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: عامودا .. وعنوان شعب...!!!!

 
الخميس 27 تشرين الاول 2011


 خليل كالو

     كثيرة هي الحقائق التي تسير أمامنا ليل نهار ولا نكتشفها إلا من كان مكتشفا ودقيق الملاحظة فمنها السواري والأسماء التي أضحت عناوين لشعوبها  وأنابت عنها بالتعريف عن هويتها في لحظات ومفاصل تاريخية معينة كادت أن تكون  بعضها مصيرية إلى أن أصبحت جزء من تاريخ مرحلة. فعندما تذكر أسماء تلك السواري والرموز تقرأ الذاكرة بشكل مباشر التعريف بشخصية وهوية ذلك المتحد  الذي ينتمي إليها تلك السواري وبالعكس.


 فمنها الشعراء والمبدعين والقادة والأدباء الكبار ومنها أيضا المكان والجماعة والتجمع . فشاءت الأحوال وليس بغريب الآن أن تتبوأ عامودا تلك البلدة الهادئة الراقدة على صفح السهول المعطاءة  والممتدة من الجناح الجنوبي من سفح جبال ماردين إلى سنجق سعدون آغا المترامية تلك المكانة وتكون هي حقيقة مماثلة لما ذكرت أعلاه واستحقت شرف الريادة من بين أقرانها من المدن الكردية. فهي حتى الآن ظاهرة ملفتة  تستوقف الكثيرين من متابعي الثورة السورية من الداخل والخارج إلى أن أدهشت الكثير حينما عرفوا حجم البلدة ممن لا يعرفونها مسبقا وأصبحت محل تقدير كبير لديهم. فمنذ مدة قصيرة جدا استوقفني صديق في الشارع العام في قامشلو ودار حديث قصير بيننا ومن جملة ما جاء في ذلك الحديث أنه كان في عامودا يوم البارحة وسألته عن الأسباب فقال لي كنت في صحبة صديق لي زارني من اللاذقية ومن أهلها وأصر أن يزور عامودا فقط من كل الجزيرة وحين قلت له أنها بلدة صغيرة وسكانها بسطاء وصغار كسبة  وفلاحين ولكنهم  شجعان "كدعان"  فلم يصدقني أولا وزاد في إصراره بأن يراها وذهبنا إليها وحينما وجد هيئة البلدة وحجمها وبيوتاتها الطينية المصطفة في شوارع خجولة وخاصة حاراتها الشعبية فتعلق بها أكثر وزادت من دهشته وإعجابه بما يقوم به أهلها جميعا  من تظاهرات منذ الأسبوع الأول من الانتفاضة وإلى الآن وقال جملة واحدة كانت تضاهي رصيد كلمات كتاب واحد من المجلد الكبير في المدح والتمجيد: إن هؤلاء هم صناع التاريخ وعنوان هوية لكم أيها الكرد وإلى هنا انتهى الكلام .

إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء ولي هناك تاريخ بالمعنى الدقيق للكلمة بل هو فقط سير شخصية للمبدعين والعظماء والفلاسفة وأن ذلك النموذج من الشخصية قد صاغ التاريخ بطريقين فمن ناحية هناك المبدعون الذين قدموا إسهامات رائعة وخالدة للثقافة والعلوم الإنسانية سواء كانوا علماء أو فلاسفة أو كتابا ومؤلفين موسيقين أو فنانين وعلماء مكتشفين ومخترعين ولكن كم من شخصية وجماعة أخرى قد غيرت أحوالها ومن حولها بأعمالها الكبيرة ومن خلال صمودها وإصرارها بالسير على تحقيق أهدافها فكانت مثل غيرها من الشخصيات المبدعة منارات لشعوبها وأسباب فاعلة لاستمرار وجودها على أسس عوامل تكوينها وهنا أمكن علماء الاجتماع والسياسة والتاريخ في الجمع بين الفئتين من القادة والمبدعين وتسميتهم بالعباقرة والمبدعون.
    
إن عظمة وسمو الإنسان وأيضاً الجماعات والأمم تأتي من الأفكار والأهداف التي تشغل فكره ووجدانه أولا ً وأخيرا ولا توصف أو تأتي بالضرورة مع تحقيق الأهداف فقط بل بالسير وراء تحقيقها , أي لا يعني بأن ترتبط صفة العظمة والسمو بتحقيق الأهداف حتى النهاية وإنما بقدر قدرة هؤلاء الرجال التمسك بالأهداف والأفكار التي يمثلونها في حياتهم وأعمالهم وحين يعرفون بين شعوبهم والمحيط الذين يعيشون فيه من خلال تلك الأهداف والأفكار والأعمال . فحين الملاحظة والتمعن في منحى وتصاعد الأحداث والمستجدات في الشارع السوري نجد عامودا نموذجا حيا لهذا الوصف والتوصيف وأن هذا الطور الارتقائي والإبداعي يثيران التساؤل والجدل وتأتي هنا أيضاً الدور العظيم للقائمين على مثل هكذا أعمال حتى لو شملت معظم أفراد الجماعة (الجماعة الحيوية) وخاصة رجالاتها من الناحية الفكرية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والقومية والإنسانية وهنا لن نستطيع المقارنة بين جماعة وأخرى إلا من ما تنتجها من مفاهيم وقيم التي تكون السبب الأول في تحررها من التقاليد والموروث القديم لأجل الحداثة والتطور مثلما لا توجد لدينا أسس ترخص لنا المقارنة بين معدنين من نوع واحد ذو خصائص وصفات واحدة لهذا لا يمكن للباحث أو المؤرخ أن يقوم بهذا العمل . فمثلا أن الذهب لا يقارن مع الذهب بل مع معادن أقل قيمة تختلف في خصائصها الفيزيائية والكيمائية. وهكذا جاءت أسس مقارنة عامودا مع غيرها من المدن الكردية الأخرى على هذا المنهج وهذا لا يعني أبداً التقليل والحط من شأن الطيبين من المدن الأخرى إ وستبقى عامودا هي الأولى وفي الصدارة إلى أن تجد من تنافسها ..

  27/10/2011

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.