القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 520 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الوطن هو الإنسان

 
الأربعاء 28 ايلول 2011


  شفان إبراهيم

سجالات وترهات , تداولات وأقاويل, سيٌر وأحاديث , وهلم جر , الكل ضد الكل والجميع في أتجاه معاكس للأخر, الكعكةُ لذيذة ٌ وألذ مافيها من يظفر بالقسم الأكبر , حمزة قُطع عضوه التناسلي وهو في طريق الأستشهاد, زينب قُطعت أوصالها وهي تنادي سوريا الحبيبة وكأنها مما ملكت أيمانهم , أطفالٌ بعمر الورود يُقتلون , يُغيبون, يافعون في ريعان شبابهم تُسحق أحلامهم وتستباح طموحاتهم ويُخترق حاجز التفكير لديهم , بين هذا وذاك الهم واحد.. والألم واحد  ... والضحية واحدة...الوطن...


الوطن مستباح , مهدد , مهجر , مقتول , مثكول, ميتم, والضحية واحدة....المواطن
الوطن هو الإنسان وعمادة الإنسان الكرامة , ومن تُنتهك كرامته ...تُستباح إنسانيته , وفي وطناً تُستباح الكرامة والإنسانية يغدوا الوطن مُنتهك الكرامة .. بل يغدو الوطنُ .. مُنتهكً .. فالوطن هو الإنسان
في مجتمعاتنا كل شيء ليس على ما يرام ... عندنا، الفرد ليس بخير؛ المجتمع ليس بخير؛ الاقتصاد ليس بخير؛ الثقافة والسياسة والأخلاق ليست بخير؛ الحياة رمادية ومقفرة. هل في هذا التقرير غلو ومبالغة؟ ربما. هذه طبيعة الذات المسكونة بهموم شتى، وأكاد أقول: هذه طبيعة الذات، التي تعي أنها مُذَّلة ومهانة.
في مجتمعات العالم الثالث المتُدينة والملُتزمة بتعاليم الله وشريعته !! وفي عرف القائمين على حكم العِباد , لا قيمة للإنسان .., لا أهمية لمشاعره , لطموحاته , لأفكاره , لأحزانه...لا قيمة للحب والعواطف والأحلام ...لا قيمة للغد والمستقبل ... لا قيمة للأعراض المُنتهكة, والإنسان يزحف دون أن يمشي
في بلدان الشرق الأوسط عامة والعربية منها خاصة .. لا أهمية للتكنولوجيا... للأختراع... للأبداع ... للفكر والعلم والثقافة
في بلاد الأستبداد لا قيمة للدماء المراقة .. لاقيمة للأرواح المُزهقة,... لاقيمة لعاهات صنعها الرصاص ...لاقيمة لمدني قُتل ولا لعسكري فدى وطنه بروحه..
في بلاد النفط والغاز والثروات المعدنية ...الموظف ينالُ ما يُسمى ((ما..عاش)) أي ما يمنعه من الموت قنوطاً وجوعاً وفقط ما يساعده على العيش اللعين
في بلاد الواق واق ...الأنسان ..حقي.., كل.., وماشئت من هذه الألفاظ
وفي بلاد الغرب الكافر؟! الإنسان هو كل شيء ..هو الحياة هو البداية وهو النهاية ...
في بلاد من يصنعون المؤامرات والدسائس ..الشباب مُحترم ...محُترمه طموحاته وأحلامه ...وميسرة له كال ما يلزم للأختراع والعلم والأبداع ...التكنولوجيا ... يكفي القول ...هم المعلم الأول ...ونحن سنبقى الطالب الأول
في بلاد التفسخ الأجتماعي ... الأنسانية مُقدسة ...والروح مُصانة ...والعقول نظيفة ...والمقلتان لا تبصران إلا ما يسر الناظر والخاطر
في بلادً مهددة بارتفاع  ,خطير, في نسبة البطالة ((نكتة كل نيسان من كل عام)) الرضيع, من يحبو, من يبلل ثيابه, من لم يعد يُبلل ثيابه, من يتأتأ , من يتلعسم , من يتكلم , من يحمل حقيبة المدرسة مع أبتسامه الصباح, من يحمل كُرسات دراسية ..ومن ومن ومن ...حتى الشيخ الطاعن في السن...كل هؤلاء يقبضون ثمناً للعيش بكرامة , يقبضون مقابل كونهم مواطنين مُحترمين في بلد الأنسان هو كل شيء ...هؤلاء يقبضون وهم لا يعملون اي عمل .. فكيف بمن يعمل ...
في بلاد الفسق والفجور ...المرأة مُحترمة , مصانة الحقوق, الزانية والمومس والمتدينة والمتعلمة والأمية والطويلة والهبيلة والجميلة ...كلهُن..في صف واحد , كُل يتسابق الى أنجاز ما يحلوا له ...وكلهن يحق لهن العيش والترشح والأقتراع والعمل ....كلهن لهن حقوق المرأة كاملة ...وهن أن خرجت أحداهن من بيتها لا تعودُ مقطعة الأوصال ..فلجسمها حق يعُادل حق الرجل في الحياة
في بلاد يُقال عنها ((أولاد الزنا كثُرُ )) الطفل والولد ..محُترم ..لا يعمل قبل سن الرشد, لايُعتقل , ((لا يُقتل ,الله أكبر)) وأعضائه التناسلية مصانة ومحفافظٌ ٌ عليها
لم يُخلق الإنسان كي يعبد ويُستعبد ...خُلق كي يكون , باقل تعبير حر وسيد نفسه , ألم يقل رب العباد ((وجعلناك خليفة في الأرض))
الإنسان يملك ولا يُملك...مع ذلك فإنسانُنا في بلده غريب وفي بلد الغير صاحب الدار والضيافة ..أيعُقل أن اشعر بالغربة في داري , بين أضلاع بلدي ..في وطني ..رباه أية غربة هذه ..واي وطناً هذا
هناك ...وليس هنا ...لديهم ...وليس لدينا ...الوطن هو الكرامة ..هو العزة ...هو الحياة ..هو ...هو ...الوطن هو الأنسان
من أقرب الناس الى الإنسان؟ زوجته...والده...أخوته..اولاده
هم الأولاد ...وهكذا هو حال الوطن ..من هو أقربهم اليه هو أبنائه ,أولاده,وأحفاده, لكن؟.... رباه الولد ضائع...والأبنُ متسكع...والحفيد جائع ....رباه أي وطناً لي ..وطني أي وطناً أنت ...

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.