القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 357 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: اسماعيل عمر كما فهمته، أو الطريقة الإسماعيلية لحل القضية الكردية

 
الجمعة 03 كانون الأول 2010


خالص مسور

سأتناول هنا باختصار شديد وبشيء من الدرس والتحليل سياسة رئيس حزب الوحدة (يكيتي) الراحل اسماعيل عمر بغض النظر عن صحة هذه السياسة من عدمها، وسأتناول منهجه السياسي والذي بدأ في التبلورفي المدة الأخيرة وقبيل رحيله المبكر، وسأحلل ما سمعته منه ورأيته واستنتجته بكل حيادية ونزاهة رغم احتكاكي القليل معه. كل هذه الإستنتاجات تبلورت لدي من خلال تصاريحه السياسية الذاتية، وما سمعته من الجهات الكردية وغير الكردية، مسيسين ومستقلين من خلال كلماتهم التي ألقيت في خيمة عزائه، ومن سمو أخلاقه وعلاقاته الحميمة مع كل مكونات الشعب السوري...الخ.


فبعد سنوات طويلة من الخبرة والمران في الشؤون السياسة على الساحتين الكردية والعربية في سورية، أي بعد العمل الطويل في الأحزاب الكردية والعمل مع المنظمات العربية - ورغم مآخذ البعض عليه بأنه أصبح أداة طيعة لدى تنظيم كردي سوري آخر- بعد هذا كله يمكن القول بأن رئيس حزب (يكيتي) الراحل اسماعيل عمر، قد تمكن من اكتساب ومراكمة خبرة سياسية كبيرة في الشأن السياسي الكردي والسوري وحتى العالمي، قادته خبرته تلك إلى رسم سياسة ممنهجة واضحة في نشاطه الحزبي، كان يرى فيها السبيل الأنسب لتحقيق المطاليب الكردية في سورية، وليس سراً أن الأحزاب الكردية لازالت تتخبط في التعامل مع الحكومة السورية حول الحقوق الكردية في سورية، فبعضهم يقترح الحقوق الثقافية والإدارية، وآخرون الحكم الذاتي، وليخط بدوره الراحل السيد اسماعيل عمر لنفسه وحزبه مساراً منهجياً  - بغض النظر عن صحته أو خطأه - ما يمكن تعريفه بـ(النزعة السورية)، ضمن حالة سياسة مميزة وواضحة لديه هو، والغامضة بعض الشيء لدى كثير ممن هم خارج حزبه حيث لم يصرح بكل مضامينه في العلن، وضمن هذه المعالم كان يرى أن كل السوريين يعيشون في دولة واحدة بكل مكوناتهم وأطيافهم، من العرب والكراد الذين يشكلون القومية الثانية في سورية بعد العرب، ثم الآثوريون الذين يختلطون مع الكرد والعرب في الجزيرة السورة بشكل خاص، ويضمون مختلف المكونات المسيحية من سريان وآشوريين وكلدان...الخ. ثم الأرمن والذين لهم وضع خاص كمواطنين سوريين أيضاً.
ومن خلال ذلك كان الراحل اسماعيل عمر قد وضع نصب عينيه السير نحو معالم هذه الإستيراتيجية السياسية الأثيرة لديه، والتي كان يرى أنها ستؤدي – وفي حال تطبيقها - إلى حل القضية الكردية مع قضايا المكونات الاخرى في سورية بأريحية تامة، مع المحافظة في نفس الوقت على سورية واحدة وموحدة ويمكن تلخيص هذه السياسة بما يلي:
1 - القضية الكردية سيتم حلها في دمشق وليس في مكان آخر، ولهذا كان اسماعيل عمر يحاول خلق حالة انعطاف في الخطاب السياسي الكردي واستخدام مفردات حزبية جديدة تتسم بالعقلانية والمنطق حسب رأيه، فكان يرى أن السوريين يمكنهم حل مشاكلهم بأنفسهم بعيداً عن العنجهية والشوفينية أو التدخلات الخارجية، وأنه يمكن انبناء أواصر وعرى أخوة وثيقة للشعوب السورية في ظل حكومة ديموقراطية تأخذ بعين الإعتبار هذا الفسيفساء الجميل الذي لامثيل له في مكان آخر غيره، أو أن يصار إلى حل هذه القضايا بنوع من الوفاق الداخلي مع حكومة سورية تتفهم وضعها الداخلي بدون عصبية وتشنج، واعتماداً على هذا كان يود التفاوض مع الحكومة الحالية بشأن القضية الكردية ومشاكل المكونات الأخرى في سورية، وأعتقد أن تصريحه الأخير مع (قدس برس) حول معاملة الحكومة السورية للأكراد حينما سأله الصحفي: ما معناه هل صحيحاً مايروج عن ضغط الحكومة السورية عليكم أنتم الكرد فقال بدون تردد: (إن هذا الشيء مبالغ فيه). وهذا الكلام سواء نقله الصحفي بأمانة أو بغيرها، فقد جاء ضمن إطار هذا المسار الخطي المتوازن الذي رسمه ضمن الرؤيا الكاريزمية لسياسات حزبه الخارجية، وباعتقادي ورغم ما قد يعكس هذا الأمر سلباً على حالة الخطاب الكردي في سورية، فإن رئيس حزب يكيتي قال هذا الرد المباشر كنوع من عدم التصعيد ورسالة واضحة إلى الحكومة السورية بأن الكرد مستعدون لحل مشاكلهم معها بشكل سلس ومباشر. ولكن حينما واجهه بعض رفاقه بما قاله أنكر هذا القول جملة وتفصيلاً ...من يدري؟، مما يدل على أنه لم يفصح عن كل مايدور في رأسه لرفاقه بعد وأن خارطة الطريق التي رسمها لاتزال تتطلب بعض التمهيد والوقت. 
2 - على الأحزاب الكردية ألا ترتبط مع الخارج الكردي: أي كان يرفض وصاية الأحزاب الكردية في الجهات الأخرى من كردستان على سياسة حزبه رغم موقفه الودي أو غير العدائي منها، وكان يريد المعاملة بالمثل والمحافظة على خصوصية حزبه وسياسته التي تلائم الوضع الكردي السوري، وكان يرى أن الحزب المرتبط بالخارج الكردي سوف لن يكون قراره مستقلاً دوماً، وسيخلق حالة من عدم الوحدة والإستقرار، وستنشأ علاقات سياسية قد تتناقض مع الشأن التنظيمي والسياسي الكردي في سورية. ولذلك وحين رحيله لم نشاهد بعض الفضائيات الكردية تنعيه بما يستحقه الرجل ولو من باب المجاملة أوتخفيفاً لغصة الموت الأليمة.
3 – كلنا شركاء في هذا الوطن: وقد سمعته يردد هذه المقولة مرات عديدة، أي ما كان يقصده بقوله هذا هو، أن سورية وطن الجميع، و الجميع فيه يجب أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات، ولافرق بين مكون وآخر إلا بمقدار ما يقدمه المكون لهذا الوطن، وليس هناك ابن جارية وابن ست والكل متساوون أمام القانون، يحق لأحدهم ما يحق للآخر، في وطن ينعم بحرية الأحزاب والتعبير عن الرأي ورؤية الآخر المختلف دون التفريق بين مكون وآخر، وحسم الأمور الإدارية بدءاً من مجلس الشعب إلى الإدارات المحلية عن طريق الديموقراطية وصناديق الإنتخاب.
4 - كما كان اسماعيل عمر يرى أن للكرد السوريين خصوصيتهم المستقلة، وأنه لايمكن الآن إطلاق شعار كردستان سورية، أوربط الحالة الكردية السورية بالأجزاء الأخرى من كردستان، بل أن كل جزء سوف يحل مشكلته مع حكومته بدون تدخلات خارجية سواء من الأحزاب الكردية أو غيرها، وكان يرى في وحدة الكرد السوريين في مرجعية واحدة سوف تزيدهم قوة ومنعة وثقلاً تفاوضياً مع الحكومة السورية، بالإضافة إلى أنها ستجمع شمل الكرد وتقيهم من التذرر والفرقة والتشتت، بينما يرى آخرون غيره أن الأمل معقود على المجلس السياسي الذي يضم حالياً ربما تسعة أحزاب سياسية كردية. هذا باختصار إستنتناجاتي الشخصية عن السياسة التي انتهجها الراحل اسماعيل عمر وحزبه (يكيتي). ولا ندري من الآن فصاعداً وبعد رحيل المغفور له، كيف ستسير الأمور سياسياً وتنظيمياً..؟ ولكني أتوقع إنتقالاً هادئاً للمنصب، وإستمرارية على النهج الذي خطه الراحل بل ربما تطويراً مقبلاً له أيضاً.        
..........................................

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.89
تصويتات: 19


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات