القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 593 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: رثاءٌ بل وفاءٌ للراحل إسماعيل عمر

 
الأثنين 25 تشرين الاول 2010


  بقلم : م.رشيد

     بداية شبابي المليئة بالأحلام والحسرات والأمنيات، كانت إحداها التعرف عن قرب على الأستاذ اسماعيل عمر(رحمه الله)، لما له من سمعة طيبة من بين أقرانه ، تميزه عن سواه من المربين والمثقفين والسياسيين، تحققت أمنيتي بعد تخرجي من الجامعة، وترسخت جذورها على المودة والاحترام والصدق والوفاء والصراحة ..، فكلما استجدت الأحداث وتغيرت الظروف واختلطت عليّ الأمور ، احتجت إلى لقائه للاستيضاح والاستئناس في مختلف القضايا القومية والوطنية والعالمية، فأجده محاوراً ذكياً ونظيفاً، ومناقشاً موضوعياً وعلمياً، في إبداء رأيه وتقبل رأيي، يدير اللقاء بهدوئه وتواضعه المعتادين، وينهيه بتواد ولطف وحميمية...، وهكذا تتكرر اللقاءات حتى أصبحت شخصية وخاصة وبدون مواعيد ومقدمات، لاسيما عندما كان يقرأ لي مقالاً جديداً منشوراً في إحدى الجرائد أو المواقع، فأراه ناقداً ومصححاً حيناً، ومشجعاً وموجهاً حيناً آخر، فكان لي دوماً مبعث الأمل والتفاؤل ، وحافز التقدم والاستمرارية...


     فبدون رياءٍ أو نفاقٍ أومجاملةٍ أو مزايدةٍ(والله على ما أقول شهيد) مازلت تحت تأثير الصدمة الأولى الفظيعة والمباغتة اثر تلقي نبأ رحيله، ففي قرارة نفسي وخبايا جوانحي وغمرة مشاعري وإحساسي أعتبر نفسي كأهله ورفاقه ومحبيه حزيناً منكوباً مفجوعاً بغال ٍ وعزيزٍ(تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه)، وما علينا إلا أن نلملم جراحاتنا، ونرثي مصابنا الجلل، ونذكر محاسنه ومناقبه وفضائله، في دماثة أخلاقه وحسن سيرته وسلوكه ونجاعة أفكاره وطروحاته .. فقد كان الواقعي والمعتدل والعقلاني والإنساني والمسالم في أقواله وأفعاله.

     أحفظ له في ذهني وقلبي ونفسي الكثير من المواقف الشريفة والنبيلة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر أورد ما يلي ما أستطيع تصنيفها تحت عنوان "كلنا شركاء":
1-    في حفلة تكريم لمجموعة من الكتاب والأدباء الكورد(العام المنصرم)، قال الراحل لهم في كلمة مقتضبة ومعبرة: (كلنا شركاء في القضية، وكلنا مدعوون لحمل وزرها، والنضال من أجلها وكل حسب موقعه وقدراته، ونحن في حزب الوحدة أهل لكم، وملتزمون بدعمكم ومساندتكم حسب إمكاناتنا، متى وكيفما أردتم واحتجتم ...).
2-    وفي ذكرى يوم الصحافة الكوردية لهذا العام، قال الراحل: (نحن ضد احتكار الكوردايدتي ووسائل النضال وأدواته، نحن ضد الوصاية والتسلط والاستعلاء على المستقلين المهتمين بالشأن الكوردي من الكتـّاب والمثقفين ...وانطلاقاً من هذين المبدأين فقد أشركنا بعضهم في مركز القرار السياسي الكوردي من خلال الأمانة العامة للتحالف الكوردي...).
3-    إبان إعلان المجلس السياسي الكوردي في سوريا، ورداً على استفهام مني عن سبب عدم انضمامهم له، قال الراحل: (كلنا متساوون في الحقوق والواجبات، وكلنا شركاء في القضية، وعلينا جميعاً وبدون استثناء المشاركة من خلال لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر وطني كوردي عام وشامل لأجل بناء مرجعية كوردية تضم كل الأحزاب الكوردية إلى جانب ممثلي النخب الثقافية والاجتماعية والمهنية...).
4-    كان الراحل يعتبر القضية الكوردية في سوريا قضية وطنية وديموقرطية بامتياز، لذا كان يؤكد دوماً على الحفاظ على إطار إعلان دمشق وتوسيعه وتفعيله، فكان يطالب بتثبيت الحضور الكوردي وتفعيل دوره بين الشركاء في الوطن من العرب والآثوريين والشركس... وكان من الداعين لعقد مؤتمر وطني سوري شامل لبحث جميع القضايا التي تهم الوطن لأجل حمايته وتطويره وتقدمه، وبناء أسس العدالة والمساواة بين مواطنيه، وترسيخ مبادئ الحرية والديموقراطية في بنيانه، فمنذ أشهر وفي لقاء ثنائي خاص، أكد على ضرورة الكتابة على وطنية القضية الكوردية في تكوينها وتاريخها وخصائصها وأهدافها..، للرد على الهجوم الممنهج والموجه ضد إعلان دمشق في تلك الآونة، من قبل أبواق وأقلام قومجية شوفينية، تعتمد التشويه والتحريض ضد المكون الكوردي.
     وختاماً: لقد كان أبا شيار إبناً باراً لقوميته الكوردية ووطنه سورية، وقامة شامخة في ميادين التربية والثقافة والسياسية..، ورمزاً لامعاً في ساحات النضال ضد الاضطهاد والاستبداد، ونجماً ساطعاً في معارك الحرية والديموقراطية.
20 /10/2010


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.33
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات