القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 593 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: لم يبقى إلا الإنترنت حتى يعيثوا فيها فساداً

 
السبت 21 تشرين الثاني 2009


زيور العمر

في مسعى منها لإسكات الأصوات المنتقدة لتردي الحالة السياسية الكردية في سوريا , و صد الهجمات التي يشنها بعض الكتاب الكرد , على آداء و سياسات الأحزاب الكردية , و ممارسات و سلوكيات قياداتها , وضعت معظم القيادات الكردية , في الآونة الأخيرة , في سلم أولوياتها و إهتماماتها , خنق تلك الأصوات في حلق أصحابها , بعد أن إكتشفوا أن وصولها الى آذان القارئ , تثير حالة من الغضب و الشجب و الإستنكار لدى الرأي العام الكردي. يبدو أن الهجوم على هؤلاء الكتاب , و إتهامهم , تارة بالمرض , و تارة أخرى بالعمل لصالح أجندات معادية للشعب الكردي لم تسفر عن أية نتيجة , بل بالعكس , إزدادت أمواج النقد في البحر الكردي الراكد , حتى بات المتضررون منها , يخشون من تسونامي كردي , يهدد أسس و بنيان العشوئيات السياسية الكردية القائمة.


ففي محاضرة في قاعة نور الدين ظاظا تحت عنوان (الإنترنت و سيلة للثقافة و المعرفة و ليست أداة للتشهير و التشنيع) حاول عبد الحميد درويش سكرتير حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا , أن يسجل لنفسه, سبقاً سياسياً, من خلال الإعلان عن مشروعه الجديد, و على الملأ , و هو القيام بحملة بين (المثقفين) و (الكتاب) الكرد , و أصحاب المواقع الكردية على شبكة الإنترنت , من أجل منع نشر و ترويج النتاجات السياسية المختلفة مع الرؤى التقليدية في الساحة الكردية على شبكة الإنترنت ! بذريعة أن الإنترنت فضاء لتبادل الثقافة و المعرفة , متناسياً في الوقت نفسه أنها أسرع شبكات الإتصال و التواصل البشري , التي من خلالها تنتقل المعلومة و الخبر , على إختلاف صنوفها و أشكالها بين البشر , دون أن تمر في دهاليز الرقابة التقليدية , إي أنها بإختصار فضاء ديمقراطي حر , بلا قيود و حواجز و جمارك , يتبادل فيه البشر التجارب المتراكمة في مسيرة التطور الإنساني .
و لكن , و نظراً , لأن عبد الحميد درويش و باقي أقرانه من الأمناء العام و سكرتيري الأحزاب الكردية , هم أخر من يحق لهم التحدث في الثقافة و المعرفة , لأنهم كانوا أول من أفرغوا المشهد الكردي , من كل مسحة ثقافية ومعرفية , يشهد عليها , الحراك الثقافي الكردي الكساحي في الوقت الراهن , و الذي يشكل الحالة السياسية إحدى إنعكاساته الطبيعية , فإن من الطبيعي أن لا نعير للجانب الثقافي و المعرفي أي إهتمام , في هذه المناسبة على الأقل , عند مناقشة سبل الإستفادة من التكنولوجيا و ثورة المعلومات , التي يشكل التواصل البشري , كما أسلفنا , أحد أهم إنجازاتها على الإطلاق , و لا أشك في نفس الوقت من أن الهدف من المحاضرة التي ألقاها عبد الحميد درويش لم يكن تشجيع و حث الكرد في سوريا على رفع منسوبهم الثقافي و المعرفي من خلال شبكة الإنترنت , و إنما محاولة من أجل فرملة الحركة النقدية الجديدة التي تمخضت عن تعامل الكرد مع الشبكة العنكبوتية , و خنقها , و دفنها في مهدها.
و لكن , و مع ذلك , يحق للسيد درويش أن يخشى من الإنترنت. فمن خلال ميزات هذه الشبكة , إستطاع الكرد في سوريا , على الأقل , أن يقفوا على الإساءات التي تسبب بها لشعبه , وأن يشهدوا على مشاهد و فصول التآمر التي تورط فيها , عبر تاريخه الطويل , و أن يشاهدوا إنجازاته في إضعاف الكرد من خلال شرزمتهم و تفتيتهم , و هي إتهامات لا نطلقها من فراغ , و إنما لدينا من الشواهد و الأدلة ما تكفي لتفقع أكبر العيون و أجحظه .
فلم يبقى إلا الإنترنت حتى يعيث فيها درويش و غيره من قيادات الأحزاب الكردية فساداً و خراباً , لأنهم بأختصار , أشبعوا المشهد الكردي , سياسياً و ثقافياً و إجتماعياً , بكل السلع الفاسدة , بعد أن صادراتها كل الأسواق السياسية , و لم يبقى لها رفوف , إلا في دكاكين الأحزاب الكردية , حتى يجهزوا على كل أمل و طموح متبقي لدى شعبنا.
فمن خلال الإنترنت شهدنا, عن قرب , إتهامات خطيرة غير مسبوقة أطلقها قيادات الأحزاب  الكردية بحق بعضها البعض , و نذكر على سبيل المثال لا الحصر , إتهام السيد درويش نفسه لمعظم الأحزاب الكردية بأنها نتاج السياسة الأمنية , فضلأ عن إتهامات مضادة من قيادات أخرى له و لجماهيره على انهم يشكلون الطابور الخامس بين الشعب الكردي , و هنا نسأل السيد درويش : هل هذه الإتهامات إنجاز ثقافي أو معرفي , أم تشنيع و تشهير و تعريض الحالة الكردية الى المزيد من السقطات الخطيرة ؟ , و تعرفنا  كذلك من خلال الشبكة العنكبوتية على الصراعات الحزبوية , و المناكفات الشخصية , و المؤامرات التي تدبرها الأحزاب الكردية على بعضها من جهة , وعلى شعبها من جهة أخرى, ناهيك عن المناقشات البيزنطية , و الحوارات الوهمية التي تثيرها إدعاءات البحث عن تشكيل إطار يجمع الأحزاب الكردية , في سبيل إلهاء الشارع الكردي , كما لو أن القيادات الكردية في سوريا , لا تنام ليلاً , و لا تجلس نهاراً,  في سبيل إستعادة ثقة الجمهور الكردي, في الوقت الذي تشير فيه كل المعطيات إلى أن القائمين على شؤون هذه الأحزاب , لا تبخل جهداً في سبيل إغراق المشهد الكردي , أو ما تبقى منه في المزيد من العبث و السلبية.
لذا فإن الإنترنت كان فضاءاً حيوياً للمغلوبين على أمرهم من أبناء شعبنا , و فرصة  لهم لمعرفة ما يجري من حقائق صارخة على أرض الواقع , إرتبطت بسياسات الأحزاب الكردية , و ممارسات قياداتها , و لم تكن وسيلة لممارسة التشهير و التشبيع , كما يدعي عبد الحميد درويش و هرط من مريديه و أتباعه , و إن كنا لا ننكر أنها كانت بالفعل تطور تاريخي وفرت إمكانية فضح كل الإساءات أمام الشعب الكردي , و تعرية جميع الممارسات الهدامة , و السلوكيات و التصرفات النافرة من قبل هذه الأحزاب.
21/11/2009

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.73
تصويتات: 15


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات