القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 503 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: عتب على الأخ صلاح بدرالدين

 
السبت 22 اب 2009


الحاج بدرخان تيللو *

صلاح بدر الدين قامة مديدة في عمر السياسة الكوردية السورية، وبصمة لاتخطئ العين ثابت خطوطها ، وحضور دائم في جل فصولها، ونقطة تمفصل في أهم منعطفاتها ، وعنوان من عناوين مسيرتها وتاريخها، وطاقة لم يقو ثقل السنين على تبديدها واستنزاف مخزونها . حلق بعيدا في فضاء الأممية وحركات تحريرها الحاشدة بالرفاق والمناضلين وعاد وحيدا إلى الحضن الرحيم. لم تعوضه الآفاق المفتوحة على كل الأمكنة ، عن المكان الذي هجره، تاركا مضغة الروح عربونا لتذكرة العودة. أبعده القنوط، أم أقصاه اليأس من واقع الحال هاهو يعود لمواجهة السؤال الذي لابد من الإجابة عليه: { كيف السبيل إلى المستحيل ؟ }.


يكاد حديث عابر مع الأخ صلاح بدر الدين في أوروبا، أن يشيع سنواته الثلاث المنصرمة على إيقاع النزف البشري المستمر من الجزيرة، والذي تواضعت أمام هول تداعياته الإنسانية أزمة الأحزاب الكوردية الحاضرة أبدا ، حيث استحوذت هذه الأزمة على متن ذلك الحديث وأطرافه في حينه. تملكني إثرها انطباع يحدوه التفاؤل والأمل بقرب ميلاد مبادرة من لدنه { قد } تسفر عن وضع الأطراف المعنية بهذه المعضلة أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية تؤدي إلى إحياء ثقافة الحوار الجاد والبناء لمعالجة موطن الخلل في العملية السياسية ، وتحدد نقاط الخلاف ، وتعمل على إزالة العقبات من طريق المصالحة، وتفتح صفحة بيضاء تنبني على تغليب دور المؤسسات في معالجة كافة القضايا العالقة والمستجدة في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد تصعيدا امنيا غير مسبوق بحق شعبنا لاسبيل لمواجهته دون الاجتماع تحت راية الخطاب الكوردي الموحد ، والتمسك بثوابت الوحدة الوطنية . جاء مشروع الأخ صلاح بدر الدين المنشور على الشبكة العنكبوتية منذ /5 / 8 / 2009 في أكثر من موقع منهم : سوبارو ، والباخرة الكوردية ، في مرحلة تتسم بغاية الدقة والحساسية شهدت سنواتها الثلاث الأخيرة تفاقم مثير للقلق لجهة معاناة المواطن السوري عامة والمواطنين الكورد بشكل خاص ، وذلك جراء سياسة العسف والقهر المبرمج الذي تنتهجه أجهزة النظام القمعية، عملا بتوصيات مشبوهة لجهات مطعون في انتمائها الوطني تزين للنظام أوهام الخطر الكوردي المزعوم بهدف أحداث شرخ في العلاقة الأخوية بين الكورد والعرب وتمزيق أواصر الوحدة الوطنية لصالح أجندات خارجية ديدنها ارتهان الإرادة الوطنية السورية للسياسة الأمنية العارية التي توجت سوريا على عرش الدول الفاسدة والمتخلفة في المنطقة . كان منتظرا أن يحتل هذا المشروع مساحة أوسع للحوار ويستحوذ على اهتمام اكبر ويأخذ طريقه إلى النقاش الجدي والمستفيض بين كافة الفعاليات الوطنية ، الثقافية منها والسياسية والاجتماعية تخلص إلى تشكيل {هيئة حوار وطني} تبلور ناظما سياديا يتمتع بصفة اعتبارية مخولة لإصدار قرار وازن يكون الفيصل في رسم خارطة طريق معتمدة من كافة القوى الوطنية’ تفضي للارتقاء بالحراك السياسي إلى سوية التحديات التي يواجهها شعبنا , لكنه بكل أسف ، لم يحظ المشروع حتى اللحظة باهتمام يذكر، لأسباب يطول شرحها ، لكن أولاها ، خصوصية المعمار الهرمي للأحزاب الكوردية الذي يشكو من ادقاع في بعديه الثقافي والمؤسساتي ، وترهل بل تهالك وتآكل في الهيكلية الحزبية واليات عملها، وشح في إمداد المحيط الحيوي للحراك السياسي بالدماء الشابة نتيجة حجب وتشفير منافذ الدخول والخروج . أسفرت هذه الحالة عن هزالة وضمور في ملحمة صراع الأجيال بين صفوفها أفقيا وعموديا . قبل أن أبدا رحلتي نحو التشاؤم أود الإشارة إلى الآمال المعقودة على التحولات الجارية من حولنا وتسارعها باتجاه البحث الجاد لاجتراح حلول لقضايا المنطقة ومستقبل شعوبها درءا لمخاطر الأزمات الناجمة عن سياسة القمع والبطش اللذين تمارسهما الدكتاتوريات على الساحتين الدولية والإقليمية. وفق هذا السياق سوف تندرج شؤوننا آليا ضمن أي خطة راهنة أو مستقبلية تشملها التسويات والحلول نسجل فيها رقما في بازار المقايضات والمساومات طالما عجزنا عن التمحور حول مشروع ينهض على إرادة الجماهير وطموحها ، وكثافة حضورنا المتميز في المجتمع السوري . ان قراءة متأنية للردود المبتسرة عدة وعددا ، على مشاريع الإصلاح أو الدعوات إليه، فضلا عن الآراء المتداولة بين المتابعين للشأن العام سيما الدائرين منهم في فلك سياسات محددة تشي بوجود لغة تفاهم مشترك بين كافة الأطراف التي تحتكر العمل السياسي لا تخضع لعهود أو مواثيق إنما تحكمها وتضبط إيقاعها {قرون الاستشعار} بالخطر المفترض أو المحتمل -الساهرة - على حماية المصالح الذاتية بالصمت إذا دعت الضرورة أو بالصخب والضجيج إذا اقتضت المصالح الحزبية . هذا يعني ان الأحزاب يمكن أن تتفق وتتواصل حتى لو كانت جزر تعزلها الشعارات والخطب، وبالتالي تشجع هذه الظاهرة على تقديم فكرة للنقاش أو طرح رأي للتداول عسى يلقى قبولا أو استحسانا من قبل الأحزاب ، وهذه الفكرة مطروحة شفاها في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من جهة حزبية : مضى على الإحصاء أربعون ونيف من السنين .أي ان الطفل الذي عايش بداية الإحصاء المشؤوم أصبح الآن أبا لعشرة أطفال ومثلهم من الأحفاد ولا يوجد جهة تملك معلومات دقيقة أو تقريبية عن عدد المنكوبين بهذا القرار الظالم -الذي تتراوح ارقامه من 200 الى400 ألف نسمة - .لم لا تقوم الأحزاب بالاستعداد لتنفيذ هذه المهمة المقدسة.؟- إجراء إحصاء للذين حرموا من الجنسية- وإذا كان القيام بمثل هذه المهمة محظورا ومتعذرا في زمن قياسي كما تتم فيه عمليات الإحصاء يمكن تنفيذ الخطة على عدة مراحل لن تتجاوز في أسوا الأحوال هامش العام الواحد يتم خلال هذه المدة التأسيس لقاعدة عمل مشترك في منأى عن حساسية التجاذب الحزبي والاستئثار بالقرارات بشكل فردي. هذه فكرة مطروحة للمناقشة ، سيما، على ذوي الاختصاص في المجال العلمي للإحصاء والجوانب الفنية والعملية المتعلقة بهذا الموضوع المهم. عود للعنوان وأسباب العتب :ورد في المقطع الثالث من مشروع الاخ صلاح بدر الدين مايلي:{{ من الخطأ القاتل انتظار الأشقاء ليحلوا محلنا وينجزوا مهامنا وواجباتنا ، إنهم معنيون بصيانة تجربتهم وتعزيزها ..... و من واجبنا المساهمة في صيانة تجربتهم وعدم التحول إلى – عوائق في طريقهم - أو عالة عليهم... }} نص لا غبار على مضمونه وأهدافه ولا ضرورة للدخول في تفاصيله ، ولأنه حمال أوجه قمين بمنزلة واهتمام من الكورد السوريين الذين كانوا عبر تاريخهم مطية لمشاريع الأشقاء من خارج الحدود وعناوين سهلة المناولة بين بعض من زعماء أكراد ، وفدوا على سوريا ضيوف أو زوار وأدلوا بتصريحات لوسائل إعلامية - دون شعور بمسؤولية – هذا بعض منها :{{ لا يوجد أكراد في سوريا }}، أو {{ لا يوجد مشكلة كوردية في سوريا }} . كورد سوريا تأبى شمائلهم ان يكونوا { عالة }على أية جهة كانت وتشهد لهم النائبات بالجود والعطاء والتضحية . لكنهم يطالبون الاشقاء بموقف تجاه مشكلتهم في الحدود الدنيا من المتاح بما ينسجم مع حجم المتغيرات التي طرأت على الساحة الكوردستانية مقارنة بما كانت عليه ايام الثورة ، ومواقف الزعيم الخالد مصطفى البرزاني، طيب الله ثراه ، المتميزة في ظروف بالغة القسوة اتسمت بقلة الإمكانات وشحة الموارد هذا فضلا عن الضغوط العسكرية المتواصلة والمستقبل المظلم والمجهول الذي كان بانتظارهم مازالت شاهدة على بالغ اهتمامه بفضاء المدرسة البرزانية وبعدها الروحي في سوريا. تلك الظروف الاستثنائية للثورة لم تثن الزعيم الاستثنائي عن مواصلة دعمه وتأييده ومساندته للحركة الكوردية في سورية ولم شملها وتوحيد صفوفها . لا نزعم بان الوضع في كوردسان العرق نموذجي ولا يواجه تحديات صعبة ومعقدة ولكن الاكيد ان القضية الكوردية برمتها قد خرجت من النفق المظلم ومن حقنا ان نسال من آلت إليه عهدة البرزانية أن يكون وفيا وامينا على وديعة الزعيم الخالد ونحسب ان الاخ مسعود البرزاني جدير بهذه التركة العظيمة ومسؤولياتها التاريخية. مع الفارق الكبير في مجمل شروط المناظرة بين الدولة التركية وكوردستان العراق من المفيد اطلاع القارئ الكريم على ماقاله وزير الخارجية التركي اثناء زيارته قرية في شمال لبنان قاصدا التركمان من اهلها الذين مازال بعضهم يتكلم اللغة التركية {{ عندما تكونون في سعادة وأمان نشعر نحن بالارتياح،اذا لم يكن عندكم ماء ، الماء في الاناضول حرام ، اذا لم يكن لديكم مدارس ، هذا يعني أن لايوجد في الاناضول مدارس ، ان الهبات التي تتحدثون عنها ليست هدايا ، إنما واجب نقدمه لكم ، وهذا الدين سددناه متأخرين ، ومن الآن فصاعدا لن يتأخر .}} هذا ماوجب والسلام على أهله كاتب وناشط في جمعية حقوق الإنسان السورية

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات