القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 332 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

صحافة حزبية: الأجندة السياسية للحركة السياسية الكردية في سوريا

 
الجمعة 06 شباط 2009


  افتتاحية صوت الكورد *

إن الحديث عن "أجندة" لحركة سياسية ما.. يعني هذا وبالضرورة أننا قد اطلعنا على استراتيجية هذه الحركة وعملنا على قراءتها وتفهمنا أجندتها المرحلية على الأقل.. وخاصة لحركة تعمل على نسقين..(بحكم واقعها الموضوعي) وكما تؤكد "الحركة" أي..الحركة السياسية الكوردية في سوريا.. الربط ما بين نضالها الوطني السوري..والقومي الكوردستاني..أو الكوردي كما ترغب بتعريفها..وهذا مما يزيد من خصوصيات الحركة.
إذا الحركة محكومة موضوعيا بنضال مركب مما يفرض عليها قراءة سيواجتماعية، تستنبط منها استراتيجيتها التي تحدد وظيفتها السياسية للمرحلة التي تعيشها، لتلبي دورها بتحقيق أهدافها التي تعلنها من خلال أجندتها..  وهذا ما يفرض على الحركة وعياً عاما بخصوصية القضية من خلال  دراسة واقعها، لتعين شروطها الداخلية والإقليمية وتحدد أدوات نضالها المتناسبة مع واقعها المرحلي.


 وهذا ما تفتقر إليه الحركة لا بل نكاد نقول: إن الحركة السياسية الكردية لم تمتلك بعد هذا الوعي السياسي لتحيط بها الوعي العام للقضية...ومنه يمكن التفسير على أن الحركة ما زالت قيد التجريب رغم مرور أكثر من نصف قرن على حالتها التنظيمية السياسية..
 ومن خلال متابعة و تعقب مراحلها، نتفهم عجزها في تحديد مسارها السياسي الاجتماعي، حيث الأساس في رسم استراتيجيتها التي تحدد أجندتها السياسية.
 وهذا ما يفسر لنا أيضاً، بقاء الحركة السياسية الكوردية في سوريا أسيرة لأجندة تنظيمية إن صح التعبير، حيث الأساس في هذه الحالة... كونها المعبر إلى الشرعية ـ"كتنظيم حتى لو كان يحمل الاسم فقط".. وعليه نتفهم المبررات التي أوجدت كل هذه المؤطرات تاريخياً.. تحالف..جبهة..لجان ووطنيا.. لجان تنسيق ..والآن تبحث عن مرجعية أخرى..الخ.. مع التأكيد "على حسن النوايا"..من كل هذه الإبداعات التي لا تنم إلا عن عجز بنيوي في الحركة، إنما هي مفهومة كحلول تنظيمية تبحث لها عن مخارج لتتعشق مع حركة مجتمعها للخروج من حالة الاغتراب التي تعيشها.
 وهذا الاستنتاج متفق عليه لدى الكل وبدون استثناء ـ أقصد الكل ـ عمومية الحركة السياسية الكوردية في سوريا، تعترف بحالة الاغتراب التي تعيشها عن مجتمعها وتعترف أيضا بأن هذه المؤطرات  لم تف بالغرض لتحقيق أهدافها..لا بل نستطيع التأكيد على أنها في حالة انحدار وبالمعنى التنظيمي، وقد وصلت هذه المؤطرات إلى قناعة باستنباط البدائل، والبحث عن المخارج التنظيمية دون أن تلتفت إلى المسببات الحقيقية من وراء ذلك الاغتراب...وهي مقتنعة "مع الأسف" على أنها المعبر لكسر طوق الاغتراب.. دون أن تكلف نفسها عناء دراسة ولو أولية لقراءة التجربة التي تعيشها حالياً مع كل هذه المؤطرات. لتستنتج ودون عناء إن المؤطرات عجزت عن إنقاذها من حالة الاغتراب.
 وباختصار وما نستنتجه..أنه ومن أولى الشروط المطلوبة من الحركة، أن تتخلص من وعيها التنظيمي..لترتقي بها إلى الوعي العام للقضية ..لتتبنى منظومتها "أي منظومة القضية" الوعي ستفرض بالضرورة أشكال نضالها..وتحدد المؤطرات التنظيمية المتناسبة معها..الكفيلة بتبني أجندة سياسية مرحلية مؤسسة على أجندة استراتيجية.
 وللتوضيح ولكي نخرج من إطار المفاهيم النظرية..دعنا نتطرق إلى الملموس من الحديث..وبكل شفافية..
 لننظر إلى الشريط الحدودي الممتد على طول سايكس بيكو حيث فرض على قسم من المجتمع الكردستاني أن تكون داخل الدولة السورية ..هذه حقيقة لا نكران بها..كتلة بشرية تحمل خصوصيات مجتمعية تميزها عن باقي خلق الله في سوريا..في المأكل والمشرب واللغة والعادات و..الخ..رغم كل محاولات الهتك والاندثار والقمع..و..الخ..بقيت هذه "الكتلة"محافظة على خصوصيتها وارتباطاتها الوطنية والقومية..وبالتأكيد لها مطاليبها...بحكم خصوصيتها..   إن من أخطر ما حظيت بها هذه "الكتلة الاجتماعية" نتاج سياسات القهر الممنهج وخلال عقود من الزمرة أن حظيت بالتدمير للطبقة الأصلية التي كانت تعتمد الزراعة وتفتيت للطبقة الوسطى التي تفعّل المجتمع...هذه السياسة ميزت المجتمع الكردستاني في سوريا بخاصيتين أساسيتين.
  1- الخاصية الأولى: عدم التمايز لا بل التداخل  بين محيط العائلة و العمل.
  2- الخاصية الثانية: عدم التمايز في اطر العمل..حيث هي الصورة لعدم التمايز الطبقي.
  مما حدا بالمجتمع إلى حالة من التعويم لغاية شل حركته وتقليص نطاق إفرازاته الشرائحية والفئوية، وهذا ما كان المطلوب وقد تحقق ذلك.
  أي بمعنى أدق وباختصار ما نود توضيحه...أن المجتمع الكردستاني في سوريا قد تم تدميره كي لا يتهيأ للفرز الطبقي ولا حتى الفئوي، القادر على تحديد معالم أدواته التنظيمية لتلبية مطالبه الذاتية..ما زال هذا المجتمع في مرحلة التداخل كل ما يربطهما هو دافع الانعتاق القومي.
 وما نود الوصول إليه.بان مجتمعاً بهذه الخصوصية سيكون عاجزا على الفرز لممثلين يعبرون عن مصالحهم الطبقية أو حتى الشرائحية ، أو على الأقل دعنا نقول في ـ المدى المنظورـ، ولهذا السبب ما يواجه هذا المجتمع لتحقيق مطالبه هو الهوى السياسي والانتماء الوجداني الملتف حول الرمز الذي دخل عبر الوجدان وليس عبر المصالح.
 وهذا ما يفسر لنا تاريخياً ..لتشكل القوة البرزانية التي تحمل الصفة الوطنية للرمز..وكذلك وفيما بعد تشكلت الكتلة السياسية لـ pkk. ـ طبعا لا يعني هذا عدم وجود فئة ثالثة تحاول جاهدة أن تتميز عن الكتلتين..إنما هي في طور المحاولة لتخلق شخصية متميزة عن الكتلتين ـ
 بيد أن الكتلتين هما الأوضح في الساحة السياسية "نهجاً" وبغض النظر إن كنت معهم أو ضدهم..فهم حقيقة سياسية منسجمة مع ذاتها..
 عوداً على البدء وللتأكيد على ما طرحناه سابقاً نلاحظ بان القائمين على هاذين الكتلتين منشغلون بالإشكالات الداخلية للتنظيم..وما يوجههم في رسم الأجندات محكومة في الوعي التنظيمي وليس الوعي العام للقضية..رغم ما يجمعهم وحسب ادعاءاتهم التمسك بالنهج.
 إذاً وبالمعنى العملي, ولكي نتخلص من كل هذه المشاغبات السياسية يبقى المطلوب أن تتشكل المؤطرات التنظيمية ذات المعالم الواضحة أولاً.. ومن ثم يتم الاتفاق على النقاط التي تجمعهم والمتفق عليها لانجاز أهدافها..
 أي وبالتسمية..وبدون مواربة..وبوضوح تام.. وباختصار شديد..نستطيع القول انه:
 من المستحيل أن نتحدث عن فاعلية الأجندات السياسية للحركة السياسية الكردية في سوريا، قبل  تشكيل حالتها التنظيمية الحقيقية بذاتها..وهذا يستدعي أولا أن توجد المؤطرات التي تجمع المتفقين على النهج أولا..يعني هذا:
 أن يتم العمل على تشكيل مؤطر تنظيمي "وبغض النظر عن التسمية" يجمع كل المتمسكين بنهج البارزاني الخالد- بما يحمل من معايير وطنية وقومية مبدئية ومتميزة,إلى جانب الخارطة السياسية القائمة , والمعبرة عن خصوصيتها التاريخية والاجتماعية.والتي تحدد توجهاتها العامة... في هذه الحالة تكون المؤطرات متمثلة بحقيقتها الاجتماعية وأصيلة بدوافعها التنظيمية حيث الفرز يكون حقيقياً لخلق أجندة سياسية منسجمة مع رؤيتها الاستراتيجية..والكفيلة بتلاقي محاور الربط فيما بين الكتل المختلفة لخلق أجندة مرحلية تخدم أهدافها. 
 حول المؤطر التنظيمي للبارتي.
 وباختصار شديد، لا يمكن النظر إلى البارتي على انه تنظيم سياسي يمثل مصالح شريحة بعينها أو فئة اجتماعية محددة تحمل همومهم وتتحدث بلسانهم.
 لا البارتي بنهجه يحمل هذه الخصوصية ولا المجتمع الذي يمثله يسمح بهذا الفرز..ومن هذه الخصوصية المتناسبة مع واقعنا الاجتماعي يتم التمسك بالبارتي على أنها مظلة وطنية قابلة على أن تستوعب كل الأطياف المتنوعة في المجتمع.
 وهذا ليس اكتشافاً إنما استنتاجاً لقراءة تاريخ البارتي وخاصة في مراحلها الأخيرة "أقصد أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ولغاية يومنا هذا"..عندما أرادوا للبارتي أن يكون تنظيما سياسيا فئويا فقد خاصيته وتبعثرت أشلاؤه..وما زالت تدفع ضريبة هذا الفهم الخاطئ لخصوصية البارتي والمجتمع .
 كانت هناك مقولة تتردد على لسان أمين عام البارتي الشهيد كمال احمد، رداً على الانشقاق الأخير في عصره..إن البارتي روحه في نهجه..ومن يمتلك هذا النهج يمتلك روح البارتي..رغم إن هذه المقولة قد لاقت الكثير من الاستهتار..والكثير من النقد وخاصة من المنتقدين لصاحبها..إلا أنهم أدركوا معناها فيما بعد. وأدركوا كيف استطاع صاحب المقولة أن يوظفها ليعيد إنتاج البارتي ثانية بإدراكه لخصوصية البارتي حيث روحها.
 وهنا مكمن الخلل.. و علينا الاعتراف بها الآن ودون وجل أو تأخير.. حيث أرادوا أن  ينفصل البارتي عن روحه وعلينا البحث عن الآليات القادرة على إعادة الصياغة لتعيد للبارتي مكانته.
 وركيزة هذه الدعوة تأتي إلى التخلص من الوعي التنظيمي  الفئوي الضيق,لإعادة النصاعة والقوة والحيوية والاستفادة من قيم البارتي ونهجه وثوابته وإعادة الاعتبار إليه، والتأكيد على الوعي العام بالقضية حيث تفتح جسور العبور إلى رحابة البارتي بحقيقتها وكما كانت مظلة وطنية تستوعب كل المتمسكين والمؤمنين بنهجه .
 وأولى خطواتها، إعادة المكانة إلى الوطنيين والغيورين على هذا النهج , للعب دورهم من خلال مؤطرهم القومي والوطني, وحسن صياغة وإدارة الموقف , وبلورة الاتجاه لبناء حالة حقيقية من التوافق وقوة الطرح ونبله , بعيدا عن كل أشكال المناورات والتضليل وحالات الشطب, ومحاولات بائسة من الآخرين للشطب والتعمية وإنكار الدور الفاعل والمؤسس لحالة الدفع باتجاه البناء الحقيقي, وهو ما تتطلع إليه الأماني , وتشتد حوله الإرادات, وتؤازره وتعززه الطاقة الجماهيرية الفاعلة .
 وهكذا نكتفي بطرح الفكرة دون توسع لتأخذ مداها من خلال الحوار والنقاش لتصبح أرضية ـ إن كتب لها النجاح ـ لمشروع قومي تساهم في حل المعضلة التنظيمية وتعيد للبارتي مكانته.  

* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا – العدد (333) كانون الثاني 2009


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات