القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 365 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: وداعا محمود أمين العالم

 
الأثنين 12 كانون الثاني 2009


  صلاح بدرالدين

             رحل عنا قبل يومين هذا المفكر العربي المصري الكبير والمثقف اللامع بعد أن عاش مايقارب من تسعة عقود جلها تميز با العطاء النضالي والفكري والثقافي والذي كان أحد الرموز اليسارية البارزة حيث نشأ منذ شبابه في وسط الحزب الشيوعي المصري وواكب التجربة الناصرية وذاق طعم السجون والملاحقات والتجريد من الحقوق المدنية في معظم العهود التي توالت على مصر وفي كل مراحل حياته كان أمينا للنهج العلمي الذي التزم به في كتاباته وتحليلاته الفلسفية والاجتماعية حول المجتمع المصري والعربي والى جانب تعمقه في العلوم الفلسفية


كان من صنف المثقفين الواسعي الاطلاع الملتزمين بقضايا الشعب والجماهير الغزيري الانتاج تأليفا وكتابة ومتابعات كما مارس مهنة التدريس بعد غيابه القسري عن وطنه في جامعتي اكسفورد  وباريس وأصدر من هناك مع بعض رفاقة المجلة الشهرية – اليسار العربي – التي تحولت منبرا للمعارضات العربية الديموقراطية في المنفى وبعد العودة الى الوطن انضم لحزب التجمع اليساري وأصدر عشرين عدد من مجلة – قضايا فكرية – ومن شدة شغفه بالكتابة والعطاء أرسل آخر مقالة في حياته الى الطباعة قبل وفاته بسويعات ومن اهم مؤلفات الراحل "الانسان موقف" و"معارك فكرية" و"هربرت ماكوزي وفلسفة الطريق المسدود" و"الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي" و"تأملات في عالم نجيب محفوظ" و"الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر" و"الابداع والدلالة" و "ثلاثية الرفض والهزيمة
   اللقاء الأول الذي جمعني بالفقيد كان في أحد مجالس الزعيم الراحل ياسر عرفات بمكتبه بتونس العاصمة ومعه عدد من شخصيات النخبة  الثقافية اليسارية المصرية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية والمدافعين عن منظمة التحرير الفلسطينية وعلمت حينها أن هؤلاء ومثقفين مصريين آخرين يساريين وليبراليين وديموقراطيين يجرون لقاءات دورية منتظمة مع الراحل عرفات والقيادة الفلسطينية ويقدمون خبرتهم السياسية والثقافية والاعلامية في خدمة النضال الوطني الفلسطيني ويقومون بدور مستشارين متطوعين للقيادة السياسية في أدق وأصعب المراحل التي كان يجتازها النضال الفلسطيني بعد خروج منظمة التحرير القسري من لبنان جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم والحرب السافرة التي شنها النظام السوري وأعوانه من حركة أمل وغيرها على المنظمة وحركة – فتح – بواسطة العنف وتنفيذ مخططات التقسيم والتفتيت والالغاء ضدهما وقد تتالت اللقاءات الودية بيننا في تونس والقاهرة وشعرت بتفهمه العميق لحقوق الشعب الكردي القومية في المنطقة واطلاعه على أحواله ومعاناته وكفاحه.
   قي أواخر ثمانينات القرن المنصرم وقبيل انعقاد المؤتمر التضامني مع الشعب الكردي في باريس (وكان الأول من نوعه في حينه) بحضور السيدة ميتران والوزير كوشنير ومعظم القيادات السياسية الكردية من مختلف أجزاء كردستان اقترحت على اللجنة التحضيرية المنظمة دعوة مجموعة من الأكاديميين المستشرقين السوفييت والبلغار الضالعين في العلوم الاستشراقية الكردية مثل (لازارييف وحسرتيان وشاكرو وبوييف) المهتمين بالقضية الكردية وكذلك مجموعة من المثقفين العرب المؤيدين للحقوق الكردية وبينهم محمود أمين العالم وكامل الزهيري وفواز طرابلسي وحسين آية أحمد الذين حضروا جميعا وشاركوا في أعمال المؤتمر وكان الفقيد مميزا بنشاطه مع أعضاء الوفود والتصريحات الاعلامية وسياسته الواضحة تجاه الكرد وحقوقهم القومية والديموقراطية وقد كنا سوية في معظم أوقات أيام المؤتمر التضامني وكان لقاؤنا الأخير بعد المؤتمر بعامين في تونس في احدى المناسبات التضامنية مع القضية الفلسطينية.
   لقد آلمني نبأ رحيل هذا المفكر الكبير والصديق الذي ترك من بعده ارثا علميا غنيا للجيل الناشىء وكل الثناء والتقدير والتكريم من أصدقائه ومعارفه.
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات