القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 492 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: دائرة الحرب الخاصة التركية و الإعلام المرتبط به .. رداً على صالح بوزان

 
الجمعة 11 كانون الثاني 2008


أنور باڤی شورش

لم يعد خافياً على أحد بأن الإعلام هي الوسيلة الأهم التي أصبحت تسيطر على مجمل الحياة اليومية للشعوب, و أن الحركات السياسية أو  الدول تحاول من خلال الوسائل الإعلامية المرئية منها أو المقروءة أو الصفحات الالكترونية الدخول الى عقول الناس والتأثير على عواطفهم و أحاسيسهم و الالتفات عليها لجذبهم إلى حيث يريدون, لذلك أعتقد أن الرجل السياسي من واجباته الأساسية أن يكون فاعلاً في الإعلام و أن لا يكون متأثراً سلبياً بها. بل عليه أن ينشر أفكاره و بشكل صادق و علمي لجذب الجماهير إلى جانبه ضمن الحقيقة الفكرية أو الواقعية التي يملكها و أخذ الحيطة و الحذر كل الحذر من المادة الإعلامية الخطرة و التي هدفها الهدم.


و أحياناً كثيرة يظهر للعيان بأنها تحمل ما يصبو إليه المرء
و من خلالها يبدأ التخريب الفكري عندها تكون الوسيلة الإعلامية قد وصلت إلى هدفها التي عملت من أجلها و هناك أمثلة كثيرة على قدرة الحروب الإعلامية في إلحاق الهزيمة بثورة أو حتى محو دولة من الوجود!!
لقد أخذتني الدهشة الرهيبة  و قشعريرة ألم و لم أصدق نفسي و أنا أتصفح مقالة للمناضل القديم الذي عرفته منذ السبعينات من القرن الماضي, فقد كان وقتها ماركسياً متجاوزاً (القومية البدائية) و الطبقية و نحن كنا (قوميين بدائيين) لا نفهم  من السياسة سوى الظلم و الاضطهاد الذي كان يمارس بحق الشعب الكردي و نريد أن نرفع ذلك الظلم عن كاهل الشعب الكردي. كان صالح بوزان مثقفاً شيوعياً يناضل من أجل الأممية و لم يكن يناقش الأمور إلا من خلال الديالكتيك و كانت الحالة القومية بالنسبة إليه نضالاً بدائياً رجعياً لا طائل من ورائه. و أقول بحق إنني عدت إلى الدراسات الماركسية من خلاله و أعجبتني كثيراً لما فيها من فلسفة إنسانية هذفها تحرير الإنسان من الظلم و الاضطهاد.
إلا أن شكل السلطة السوفييتية لم يعجبني لأنها كانت في تناغم تام مع الامبريالية و كانت مسألة البروليتاريا مجرد أيديولوجية و كانت السلطات السوفييتية قامت بمقايضات في ميدان القضية الكردية و منها:
1- ثورة الشيخ سعيد و فيها ساعدت الدولة السوفييتية الحكومة العسكرية التركية بحجة أن ثورة الشيخ سعيد هي ثورة دينية رجعية تريد أن تعيد السلاطين العثمانيين إلى الحكم. و بذلك نقض السوفييت ركناً أساسياً من أركان الفلسفة الماركسية التي تقول: يجب أن نساعد ثورة أي شعب يريد الانعتاق دون النظر إلى ايديولوجيتها!
2- المقايضة التي حصلت بين السوفييت و الأمريكان عقب الحرب العالمية الثانية بحق جمهورية كردستان في مهاباد.
و اليوم أجد الاستاذ صالح بوزان يكتب مقالته (أنظر موقع  أفستا كرد و موقع ولاتى مه) مستنداً إلى وسيلة إعلامية ليس لها أي شكل من المصداقية حيث أنه ينتقد من خلال مقالته كلاً من المناضلين أحمد ترك و عيشى متجاوزاً النقد إلى الشتيمة.
و أنا أقول للسيد صالح بوزان إنهما أي السيد أحمد ترك و السيدة عائشة مناضلان يلتقيان معك في النضال و دروبه الوعرة هذا إذا مازلت مناضلاً! و أقول إن جميع البرلمانيين الكرد مستهدفون من قبل الدولة التركية الفاشية العنصرية و أن الأتراك يرمونهم بسهامهم المسمومة, القانونية منها أو السلطوية أو الإعلامية و ليس لدى هؤلاء البرلمانيين الكرد أي قوة في العالم كي يستندوا إليها سوى قوة الشعب الكردي. و لذلك هم بحاجة إلى الوقوف إلى جانبهم لأنهم يمثلون الضمير الكردي و إن هذه المساندة ستعطيهم دفعاً إلى الأمام و مرتكزاً يستندون عليه و يواجهون منه مخططات الدولة التركية في إقصائ المناضلين كما فعلوا بالمناضلة ليلى زانا و أورهان دوغان. و لم تكن لهم من جريمة سوى مناداتهم بالاخوة التركية الكردية  فقط باللغة الكردية!
إن الدولة التركية تحاول جهدها غي تضييق الخناق عاى هؤلاء المناضلين لأنها ترى فيهم خطراً محدقاً بجمهوريتهم الظالمة الشوفينية التي أعلنت الحرب الشاملة على الشعب الكردي و في كل أجزاء كردستان و هم يقولون علانية أنهم سيحاربون الدولة الكردية حتى و لو تشكلت في أفريقيا!!
إن هذه الحرب السرية التي أعلنتها الدولة الفاشية الطورانية لها دائرة خاصو لم تعد سرية و تسمى دائرة الحرب الخاصة!
إن اللوحة التي أمامنا ليست سريالية بل هي تشكيلية واضحة المعالم لا حاجة لفك رموزها.
إن الأحزاب التركية الثلاثة الموجودة في البرلمان التركي هي:
 الحزب الحاكم ذو النزعة الاسلامية و يمتلك الاغلبية النيابية AKP
ثم الحزب الجمهوري الذي يدعي بأنه من بقايا الحزب الذي أسسه أتاتورك و هو حزب ذو نزعة علمانية ليبرالية.
بعد ذلك يأتي الحزب القومي اليميني المتطرف.
هذا طبعاً بشكل مبسط و هي و يا للعجب لا تتقاطع فيما بينها في أي هدف سوى القضاء على الشعب الكردي و من أولويات أهدافها إغلاق (د.ت.ب) و زج أعضائه في السجون و وراء القضبان. إن هذا الذي سردناه جزء بسيط من وسائل الدولة التركية في الحرب الخاصة القذرة المكعلنة على الشعب الكردي و مؤسساته في هذه المرحلة.
إنني لم أتأثر مطلقاً من كل ما تنشره الصحف التركية من تلفيقات و اتهامات باطلة و زور و بهتان بحق الشعب الكردي بقدر ما تأثرت بما كتبه الاستاذ صالح بوزان و ذلك لأنه استقى معلومات مقالته من إحدى الجرائد الأكثر تطرفاً في تركيا و هي تكاد تكون لسان حال مخططي دائرة الحرب الخاصة و موجهة من قبلهم و هؤلاء المخططون الذين يعملون في الخفاء لا غاية لهم سوى العمل على تصفية القضية الكردية التحررية العادلة.
لقد طان الأجدر بكاتبنا العزيز أن يعود إلى هذين المناضلين الكبيرين من خلال صفحاتهما الالكترونية و السوال عن حقيقة الامر إذا لم يكن يعرف حقيقة الاعلام التركي و تركيبه. و كان الأحرى به أن يعود إلى حزبهما الذي ينتميان إليه إن كان يريد فعلاً البحث عن الحقيقة. بهذان المناضلان مستهدفان بغاية تصفيتهما و غلحاقهما بقافلة الشهداء الذين سقطوا بيد الغدر و الخيانة و قيدت جرائم قتلهم ضد مجهول (جرائم الفاعل المجهول كثيرة و هي تستهدف فقط المناضلبن الكرد و الرموز الهامة). و إن حادثة وان التي تم إلقاء القبض فيها على الجناة من قبل الشعب ثم سرعان ما أطلق سراحهم و سماهم رئيس هيئة أركان الجيش بالأولاد ( المدللين) لهي أكبر دليل على استهداف هؤلاء من قبل العناصر السرية لتلك الدائرة .
و إنني أتسائل طيف لمناضل له هذا التاريخ الطويل من النضال لا يستطيع حتى اليوم التمييز بين مقالات مدسوسة و مقالات أخرى غايتها الحقيقة البحتة.. إنني أشفق فعلاً على ذلك النضال و أسأل كيف يمكنه مجابهة الامبريالية و وسائلها الخبيثة  و هو الذي لم يعرف مقالة مشبوهة منشورة على صفحات جريدة فاشية متطرفة لا تريد حتى ذكر كلمة الكرد على صفحاتها و تتهم ليل نهار السيدين مشعود البارزاني وجلال الطالباني بشتى النعوت و الأوصاف السيئة و أقلها اتهامهما بأنهما رؤساء قبائل!
إن هناك الكثير من المنابع الصحفية التي يمكن للمثقف أن يستقي منها معلوماته لا أن يفعل كما فعل الاستاذ صالح بوزان الذي اعتمد دون حذؤ أو تمحيص على  مرجع مغرض مشبوه مرتبط كما بينا بدائرة الحرب الخاصة سيئة السمعة. و إنني أتسائل إذا كان المثقف يفعل هذا فما بالك بالنسا الاميين البسطاء الذين تهنال عليهم المعلومات المضللة من كل حدب و صوب؟
الأمر الآخر الذي تطرق إليه الأستاذ صالح بوزان و لم يكن متابعاً جيداً فقد بين أن السيد مسعود البارزاني قاطع زيارة وزيرة الخارجية الامريكية  كوندوليزا رايس حين كانت في العراق احتجاجاً على الدعم الأمريكي  للهجوم الذي شنه الجيش التركي على القرى الكردية الآمنة. لقد قرأت أيضاً النبأ و كم كنت سعيداً في ذلك اليوم و قلت إن الاكراد أصبحوا قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب و وصلت إلى قناعة تامة بأن الدولة الكردية ممكنة و لكن......
إن الحقيقة لم تكن كذلك حيث أدلى الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية في اليوم التالي بتصريح حول حقيقة الموقف  و قال بالحرف الواحد: لم يكن مدرجاً في جدول أعمال الوزيرة الأمريكية  اللقاء بالسيد مسعود البارزاني!
و تم تكذيب النبأ جملة و تفصيل و كأنهم أرادوا أن يقولوا أنه لم يحن الوقت الذي يقاطع فيه قائد كردي لقاء مع القيادة الامريكية احتجاجاً. لقد تحول كل فرحي في ذلك اليوم إلى حزن و غصة كبيرين لأن زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كانت في الاساس من أجل مسألة كركوك و المادة 140 و كان من المفروض أن يتم دعوة السيد البارزاني بصفته رئيساً لإقليم كردستان و يعنيه هذا الامر قبل غيره.
إنني أعتقد أن الوزيرة السمراء استطاعت تأجيل ذلك القانون حتى دون الرجوع إلى القيادات الكردية. و قد حدث نفس الامر في دياربكر حيث حضر وفد أمريكي لأجل بحث المسالة الكردية و سبل حلها و لكن رفض اللقاء بالبرلمانيين الكرد  المنتخبين من قبل الشعب الكردي و المخولين الرسميين للتحدث باسم الكرد و مناقشة القضية الكردية!
إن البراغماتية مقبولة إذا كانت كذلك و لكنها عندما تكون حصراً في مصلحة طرف واحد فلها تسميات أخرى.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات