القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 496 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: استراتيجية المواجهة في ظل ارهاب الدولة التركية للشعب الكردي

 
الجمعة 16 تشرين الثاني 2007


د.زارا ابراهيم

في قراءة سريعة ومتابعة للحملة الاعلامية المسعورة التي يشنها الاتراك بكافة وسائلهم وسلطاتهم الرسمية وغير الرسمية ضد اقليم كردستان العراق تحت يافطة محاربة حزب العمال الكردستاني،نجد انها تأخذ منحا أكثر شراسة وحقدا من سابقاتها وتظهر للعلن عدائها الواضح لكل طموح كردستاني-قومي وتحديدا المقصود هو اقليم كردستان,متجاهلة بنفس الوقت وضعها الداخلي وقضية أكثر من 15 مليون كردي لديها وكأنهم غير موجودين وكذلك اظهار حزب العمال الكردستاني وكانها منظمة أو جسم غريب عن تركيا وفي صورة المعتدي على دولة أجنبية لاتنتمي اليها وطبعا هذا التصور له أسبابه الموضوعية سوف نأتي على ذكرها لاحقا.


هذا الكم الضخم من تسخير للحملة الاعلامية المضللة مرافقة مع ابراز العضلات بحشد مئات الالاف من جيوشها وآلياتها العسكرية على الشريط الحدودي مع كردستان العراق لتظهر عنجهيتها وقوتها العسكرية الضخمة على خلفية وفكر اتاتوركي نازي وشوفيني وكقوة خارقة في منطقة الشرق الاوسط وكذلك ارسال رسائل الى الدول الاقليمية عن مدى امكانياتها وقدرتها على فعل ما تريد,خاصة وأن لها تجارب سابقة مع جيرانها (العراق سابقا) ومع جارتها سوريا في قضية تسليم عبدالله اوجلان وقضية لواء اسكندرونة.
وقد كثفت الآلة الاتاتوركية-الاردوغانية الاسلامية من حملتها العدائية أكثر في هذه المرة ضد عموم الشعب الكردي متمثلا في الوقت الراهن باقليم كردستان ورئاسة الاقليم مع التركيز على شخص مسعود البرزاني,سيما ونحن نعلم بان هذه اللهجة اشتدت منذ تهديدات تركيا السابقة باجتياح كردستان العراق والتدخل في شؤونه الداخلية بحجة حماية التركمان في سبيل عدم تحقيق المادة 140 من الدستور العراقي, فجاء الرد الكردي الشجاع لرئاسة اقليم كردستان آنذاك وكذلك في هذه الازمة الحالية والتي اعطت ليس فقط حالة من الدفاع عن الاقليم الكردستاني في العراق,بل بينت ذلك البعد القومي في مسألة الامة الكردية عموما وحقهم المشروع في ذلك أسوة بجيرانهم من الامم مما جاء التركيز هذه المرة أكثر حدة على التجربة الكردية الشابة.
ترافقت الحملة بحشد القوى الاقليمية التي تعاني الهم الكردي فجاء تجاوبها سريعا وعلنيا ومؤيدا لها بكل ماتراه مناسبا دون أي اعتبار لسيادة دولة عربية ان تم اجتياحها من قبل دولة اجنبية في الوقت الذي تسعى وتتفق مع نفس الدول ودولا اخرى على وحدة ذلك البلد وضرورة انهاء الاحتلال. وهذا الموقف ليس خافيا وجديدا من قبل تلك الدول في قضية الشعب الكردي لانها رغم كل خلافاتها فانها تتفق عندما يكون القاسم المشترك قضية الكرد وطموحه العادل في تقرير مصيره والعيش بامان وحرية, فانها تتفق فيما بينها للحد من هذا(المارد) القادم بقوة.
واذا كانت تجربة كردستان العراق نموذجا ديمقراطيا يسعى الى اقامته في الشرق الاوسط فان عامل الديمقراطية والنموذج يكون اشد خطورة على بعض الدول اذا كان الطرف المثال كرديا كنموذج كردستان العراق, اولا لكي يتوقف انتقال العدوى الى تلك الدول وبشكل عام دول الشرق الاوسط مما يهدد دكتاتورياتها وانظمتها الشمولية وكذلك فان البعض الاخر يعتبره تهديدا مباشرا لأمنها القومي,خاصة وان تفاعلات القضية الكردية سوف تأخذ منحا آخر في تلك الدول بعد تجربة العراق.
ان الموقف التركي الحالي الشرس يعطي دلالات واضحة عن الواقع التناقضي المتصارع في الداخل التركي خاصة بعد الصراع الاسلامي(عدالة وتنمية)-الاتاتوركي القومجي مع الاخذ بعين الاعتبار البعد السياسي والجغرافي لهذه التيارات ومسألة العلمنة والاسلام ودخول الاتحاد الاوربي,ثم جاءت الضربة الكبرى من السيد الاكبر(امريكا) والقرار الاولي للكونغرس بالاعتراف بمذبحة الارمن مما حدت القيادة التركية الحالية البحث عن مخارج بديلة لتصدير أزمتها أولا والتخفيف من ضغط الشارع والقومجيين الاتراك وكذلك اعادة الاعتبار لصورة تركيا السابقة بل وأكثر من ذلك وكبوليس في المنطقة وعامل فعال وأساسي يعتمد عليه الامريكان في استراتيجيتهم المستقبلية في المنطقة وما قد ينتج من أي غضب تركي من الامريكان,سيما وان كافة الامدادات تصل الى القوات الامريكية عن الطريق التركي,فوجدت القيادة التركية بأن الفرصة سانحة للسعي لتحقيق أهداف عديدة معا وذلك باثارة(حجة) حزب العمال الكردستاني الذي يمارس الارهاب ضدهم(حسب زعمهم) علما بأن هذا الحزب قد أعلن الهدنة ووقف القتال (الدفاع عن النفس) مرات عدة دون أن يسمع له صدى ورد ايجابي من الجانب التركي سوى المزيد من الهجمات والضغط والارهاب بحق الكرد ولكي يظهر الحزب كممثل لنفسه فقط دون خلفية على الارض لشعب كامل يزيد عن ال15 مليون نسمة وكأنه الان يمارس نشاطه ضد الترك بتأييد من الجوار(اقليم كردستان) واعطاء صورة واهمة للرأي العام وكذلك للشارع التركي بأن العمليات تتم تنسيقها وتأييدها من قبل حكومة اقليم كردستان فكانت الحملة الاكثر عنفا ضدهم لان ذلك سوف يشكل ضغطا على أمريكا بشكل غير مباشر لانها المسؤولة الاولى عن حماية العراق وتجربتها مما قد تتوهم تركيا باجتياح كردستان العراق لملاحقة عناصر حزب العمال وسوف يكون المدخل لها لزعزعة الوضع الداخلي المستقر في الاقليم ومحاولة السيطرة على كركوك ونفطها أو عرقلة التجربة في الاقليم.
هذا السيناريو مترافقا مع التهديد بقطع العلاقات مع أمريكا في حال تقاعسها في ايجاد حل مشترك يرضي تركيا وكذلك الضغط عليها لالغاء مشروع الكونغرس في قضية الارمن,وبذلك تكون قد حققت الحكومة التركية مآربها كاملة وحتى القومجية منها وسحبت البساط حتى من التيار الاتاتوركي-القومجي في قضية الكرد والعداء المزمن لها وكذلك الامر في المسألة الارمنية مراهنة في ذلك على تحالفها مع الامريكان كشريك علماني مع الاحتفاظ بالعباءة الاسلامية في الجانب الاخر.
في حقيقة القول فان تركيا نجحت جزئيا في حملتها خاصة تلك المتعلقة بتثبيت صفة (الارهاب) على حزب العمال واظهاره كطرف معتدي مستفيدة من الاجماع الدولي حول مفهوم الارهاب, في حين انها فشلت في حشد الدعم ضد اجتياح اقليم كردستان وكان هناك رفض دولي حول هذه النقطة. واذا كانت تركيا قد حققت بعض النجاحات وقد تكون حتى وهمية فان ذلك يعود الى موقعها ودورها الحسا س وامكانياتها كدولة في تسخير مؤووسساتها الاعلامية الضخمة في تلك المهمة,في ظل تهميش اعلامي دولي وعربي للظلم الذي يمارس بحق الشعب الكردي في تركيا وكذلك الدور الضعيف للاعلام الكردي (خاصة في نقل الصورة الحقيقية للعالم الخارجي وليس فقط للكرد) وهنا نقصد اعلام حزب العمال,وكذلك هناك عامل أكثر أهمية وهو غياب الثقل الكردي في الداخل التركي عموما وخاصة من جانب أنصار حزب العمال الكردستاني والتي من المفترض أن يأخذ دورا كبيرا وسلميا في المدن التركية والكردية وذلك لابراز ونشر الدعوة الكردية في السلام ونبذ العنف وكذلك الضغط على الشارع والحكومة التركية للبحث عن حلول سلمية لقضية الشعب الكردي لديها ولاثبات فشل الحل العسكري في قضية الشعب الكردي .
أن سياسة النعامة المتبعة من قبل الطرف التركي في رؤية القضية الكردية أثبتت فشلها وان اللجوء الى الحلول الانكارية والعسكرية لن تفيدهم في شيئ سوى المزيد من التعقيد والازمات الداخلية لان الحقيقة الكردية قائمة وعادلة لامناص منها والكرد كغيرهم من الشعوب يملكون كل مقومات الامة والعيش الحر والكريم وان الحل السلمي من خلال الاعتراف بالاخر هو السبيل الى وضع حد لهذا الصراع القديم الجديد.
من هنا يأتي أهمية الدور الكردي في الصورة الحقيقية لقضيته وفي سبيل كسب المزيد من الاصدقاء والمؤيدين لعدالة قضيته خاصة في موضوع الموقف من الارهاب وضرورة قراءة اللغة الدولية وفهمها في هذه المسألة في الوقت الراهن.
وكذلك ضرورة التحرك الكردي في الداخل التركي لاعادة الثقل والاعتبارات الداخلية في التوازن داخل تركيا مما يؤثر بذلك على التوازنات الاقليمية وكذلك لتكون ورقة ضغط من الداخل التركي في الدعم الجيوسياسي لاقليم كردستان, وهذا الدور في الظرف الحالي مطلوب بقوة من الجاليات الكردية في الخارج للضغط والتذكير بحقيقة قضية الشعب الكردي وتدويله وخروجه من اطار العطف وقضية حقوق الانسان فقط. وكذلك ضرورة الاستفادة من الظروف الدولية في المنطقة والتكيف معها والخروج بنتائج ايجابية في الصالح الكردي وقراءة اللعبة السياسية بعقلية متفتحة بعيدة عن التحزب والادلجة والفردية والشعاراتية بحيث يمكننا من ادارة اللعبة قدر المستطاع, لا أن نكون الضحية مرة أخرى وتستفاد الانظمة الاقليمية ودولاأخرى كما حصل في مرات سابقة.
المطلوب صحوة كردية فورية والقيام بمراجعات نقدية لكافة البرامج والسياسات السابقة للتكيف مع لغة العصرنة كما هي لا كما نريد ولكي نزيل صفة الارهاب عن عدالة قضيتنا ونستفيد من الظرف الموجود وتوازناته الاقليمية والدولية لتكون قضيتنا هي المركز في عملية التغيير والمراهنات الجديدة.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات