القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 404 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

حوارات: عبد الحميد درويش لموقع (PUKmedia): الحل السلمي لمسألة PKK يصب في مصلحة الجميع

 
السبت 20 تشرين الاول 2007


  إبراهيم حاج عبدي / دمشق
 
بعد مصادقة البرلمان التركي، مؤخرا، على مذكرة طالبت فيها الحكومة التركية بالسماح للجيش بدخول كوردستان العراق، لملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني المتمركزين في جبال قنديل المحاذية للحدود التركية، صدرت مواقف دولية عديدة أجمعت في غالبيتها على ضرورة التريث في الإقدام على مثل هذه الخطوة، ودعت تركيا إلى ضبط النفس والبحث عن حلول سياسية وديبلوماسية للمشكلة القائمة.
في هذا الحوار نحاول أن نستوضح رأي أحد أقطاب الحركة السياسية الكوردية في سوريا وهو عبد الحميد درويش السكرتير العام للحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا الذي رأى أن "الحوار هو الحل الوحيد لهذه المسألة"، مناشدا حزب العمال الكوردستاني بضرورة "إخلاء جبال كوردستان العراق، والتوجه إلى تركيا لقطع الذريعة أمام أي تدخل تركي".


إبراهيم حاج عبدي / دمشق
 
بعد مصادقة البرلمان التركي، مؤخرا، على مذكرة طالبت فيها الحكومة التركية بالسماح للجيش بدخول كوردستان العراق، لملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني المتمركزين في جبال قنديل المحاذية للحدود التركية، صدرت مواقف دولية عديدة أجمعت في غالبيتها على ضرورة التريث في الإقدام على مثل هذه الخطوة، ودعت تركيا إلى ضبط النفس والبحث عن حلول سياسية وديبلوماسية للمشكلة القائمة.
في هذا الحوار نحاول أن نستوضح رأي أحد أقطاب الحركة السياسية الكوردية في سوريا وهو عبد الحميد درويش السكرتير العام للحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا الذي رأى أن "الحوار هو الحل الوحيد لهذه المسألة"، مناشدا حزب العمال الكوردستاني بضرورة "إخلاء جبال كوردستان العراق، والتوجه إلى تركيا لقطع الذريعة أمام أي تدخل تركي".
واضاف درويش في حوار خاص مع موقعنا أن الهدف الأساسي من هذا التحرك التركي هو "ضرب التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق، والقضاء على مكتسبات الشعب الكوردي هناك".
فيما يأتي نص الحوار، الذي جرى في مكتب الاتحاد الوطني الكوردستاني بدمشق، والذي يتطرق، فضلا عن التوتر الحاصل على حدود كوردستان العراق، إلى مسألة الكورد السوريين المحرومين من الجنسية في سوريا:

ما هو موقفكم من التطورات الأخيرة المتمثلة في مصادقة البرلمان التركي على تخويل الجيش باجتياح كوردستان العراق بحجة ملاحقة مسلحي حزب العمال الكوردستاني هناك؟

كان ينبغي للحكومة التركية وعلى المسؤولين الأتراك البحث عن شكل آخر لحل هذه المسألة، والشكل الآخر الذي أقصده هو إيجاد قنوات للحوار مع الحركة الكوردية في تركيا بما فيها حزب العمال الكوردستاني. هذا الحل السلمي هو الذي يضمن لتركيا الأمن والسلام والاستقرار، أما التلويح والتهديد بالتدخل العسكري فأقل ما يقال فيه أنه بات يشكل سياسة تقليدية قديمة لم يعد لها مؤيدون وأنصار في العالم. الجدل القائم في تركيا حول اجتياح العراق، ومصادقة البرلمان على مثل هذا الحل، هو خطأ كبير، وبالتالي سيلقى الشجب والاستنكار من جميع حكومات العالم ومن الرأي العام العالمي.

هناك من يعتقد بان الهدف من وراء هذا التدخل العسكري التركي في كوردستان العراق، لو حصل فعلا، هو ضرب التجربة الكوردية الناجحة هناك، والسعي إلى القضاء على مكتسبات الشعب الكوردي في الإقليم؟ هل تتفقون مع مثل هذا التحليل؟

اعتقد أن هذا هو الهدف الأساسي للتحرك التركي. إن موضوع الفيدرالية في كوردستان العراق موضوع هام، ويتمتع بحساسية عالية، فالدول المعنية التي يتواجد فيها الكورد (تركيا، إيران، سوريا)، ترى في هذه التجربة تهديدا لها، إذ تخشى من أن يطالب الكورد لديها بنفس الحقوق والمكتسبات التي حصل عليها أشقاؤهم في كوردستان العراق، ولذلك تحاول هذه الدول القضاء على هذه التجربة الناجحة التي يمكن أن تكون مثالا يحتذى للكورد في الأجزاء الأخرى. ولا اعتقد بان الهدف الأساسي من هذا الاستنفار التركي المحموم هو ضرب قواعد حزب العمال الكوردستاني، بل اتخذ الأتراك نشاطات هذا الحزب كذريعة للقضاء على التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق، وللتشويش على التوجه الفيدرالي في العراق.
وطالما كان الأمر كذلك، لابد لي، هنا، من القول بان تحرير كوردستان تركيا لا يتم من جبال قنديل، وإنما يتم من داخل كوردستان تركيا أي من جبال آرارات وآغري...وأرجو أن يستوعب الأخوة في حزب العمال الكوردستاني هذه النقطة، وألا يعطوا ذريعة للأتراك أو لغيرهم للتدخل العسكري الذي ستكون له عواقب وخيمة، كما أناشد الحكومة العراقية، والقيادات الكوردية وأخص بالذكر السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية والسيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العمل لحل هذه المعضلة وقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي.

كيف قرأتم الموقف السوري الذي عبر عنه الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته الأخيرة لتركيا، والذي لمح إلى تأييد التدخل العسكري حين قال بان لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها ضد ما اسماه بـ "الإرهاب القادم من العراق"؟

أنا أرى في هذا الموقف السوري خطأ جسيما، فالتصريح الذي أدلى به الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن مناسبا، وسيفسر على انه موقف سلبي تجاه كورد العراق وتجاه الشعب العراقي عموما. إن أي رأي يؤيد اجتياح تركيا للعراق هو رأي خاطئ، واعتقد أن تصريح الرئيس السوري لم يكن له أي مبرر.

هل تعتقد أن هذا التوافق يندرج في إطار ضرب التجربة الكوردية الناجحة في كوردستان العراق التي يمكن أن تلهم الأكراد في الأجزاء الأخرى للمطالبة بحل مماثل؟

 لاشك أن تجربة كوردستان العراق ستؤثر، في وقت قريب، على الحركات الكوردية في كوردستان تركيا وإيران وسوريا، والجهات الشوفينية والمتعنتة والتي تعادي الحياة الديمقراطية وحرية الشعوب سوف تنظر بعين الشك إلى هذه التجربة، وهي جهات موجودة في هذه الدول، وسوف تسعى بكل ما أوتيت من القوة للقضاء على هذه التجربة حتى لا تنتقل إلى بلدانها.

الرئيس مام جلال دعا أنقرة إلى ضبط النفس وطالب حزب العمال الكوردستاني بترك قواعده في جبال قنديل والعودة إلى تركيا، بينما دعا السيد مسعود بارزاني الشعب الكوردي في الإقليم إلى مواجهة التدخل التركي ومقاومته بكل الوسائل. كيف تعلقون على هذه المواقف؟ 

 أكرر وأقول بان الحل السلمي هو الحل الأمثل، وفيه مصلحة جميع الأطراف، فالاجتياح إذا وقع فان الجهة المتضررة ستكون الكورد بالدرجة الأولى، وما صرح به مام جلال من تصريحات كانت دقيقة وصائبة، فالمطلوب من الأخوة في حزب العمال الكوردستاني ألا يتصوروا أن تحرير كوردستان تركيا سيتحقق من جبل قنديل، عليهم أن يذهبوا إلى جبال تركيا وهي جبال مناسبة للكفاح المسلح الذي يتبناه هذا الحزب، وبرأيي على تركيا أن تبحث عن حل ديمقراطي للمسألة الكوردية لديها قبل أن تلجأ إلى الأساليب العسكرية.
إن قضايا الشعوب لم تعد تحل عسكريا، ولم يبق سوى الشعب الكوردي في هذا العالم محروم، حتى اللحظة، من حقوقه القومية المشروعة، لذلك على أنقرة الدخول في مفاوضات حثيثة مع الحركات والشخصيات الكوردية في كوردستان العراق، ومع الكورد في تركيا بما في ذلك حزب العمال الكوردستاني الذي سيكون، عندئذ، جزءا من الحل لا من المشكلة، واعتقد أن الكورد في تركيا لا يطالبون بحقوق مستحيلة، فعلى ضوء الاضطهاد الذي مورس بحقهم خلال العقود الماضية سيرضون بأدنى المكاسب، وتركيا لها تجارب مريرة إذ حاولت مرارا الوصول إلى حل بلغة العسكر وفشلت.

أنت تطالب حزب العمال الكوردستاني بمغادرة مواقعها في جبال قنديل، ولكن وفق التصور الأيديولوجي لهذه الحركة فان كوردستان هي واحدة، وقد قسمت بين عدة دول؟

أنا ضد هذه التصور، لأنه، في رأيي، تصور خيالي، ولا يستقيم مع الظروف الإقليمية والدولية، ولا يملك أية مقومات من الناحية الموضوعية والواقعية، والحكومة العراقية لها كل الحق في حماية العراق الفتي من المخططات التي تستهدف أمنه واستقراره، وحكومة كوردستان العراق، بدورها، لها الحق في اتخاذ التدابير اللازمة. وعلى الرفاق في "حزب العمال" أن يقدروا حساسية وخطورة الموقف، وان يتركوا كوردستان العراق كي لا تقع أيضا تحت الخطر، وأن يسحبوا الذريعة من يد الأتراك، واكثر من ذلك أعتقد أن المطلوب من حزب العمال الكوردستاني، الآن، التهدئة، لا التصعيد، فبقاء حكومة رجب طيب اردوغان هو لمصحة الكورد، لان هذه الحكومة مستهدفة من الجيش، وقيام "الحزب الكوردستاني" بعمليات عسكرية في تركيا يضعف موقف أردوغان، وتوجهاته في تقليص دور الجيش. إن حكومة "العدالة والتنمية" أفضل من غيرها في التعاطي مع الشأن الكوردي التركي، وهي مهيأة لحل القضية الكوردية، لذلك لا بد من إتاحة الفرص لهذه الآمال كي لا يرتمي أردوغان في أحضان الجيش.

قبل أيام قليلة مرت الذكرى السنوية للإحصاء الاستثنائي الذي جرى في منطقة الجزيرة، مطلع الستينيات، وحرم، بموجبه، آلاف الكورد السوريين من الجنسية، وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد في خطاب القسم لولاية دستورية ثانية، في شهر تمور الماضي، بحل هذه المشكلة. هل بدأت أية خطوات عملية في هذا الإطار؟

بحكم وجودي في الحركة الكوردية السورية منذ انطلاقتها في العام 1957  سمعت عشرات المرات من المسؤولين السوريين بأنهم على وشك الانتهاء من مسألة الجنسية، إلا أن هذه الوعود، وللأسف، لم تتحقق حتى الآن، لدرجة لم أعد فيها أتفاءل من أية وعود تقال في هذا الإطار، وقد نقلت هذا الشعور إلى نجاح العطار نائبة رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية إذ قلت بأننا "أصبحنا متشائمين من هذه الوعود التي لا تتحقق. نرجو أن تقدموا على عمل صغير يثبت حسن النوايا".
علاوة على ذلك فان كل مراقب يلمس بأنه، ومنذ رحيل حافظ الأسد، هناك تراجع في تعاطي السلطة السورية مع المسألة الكوردية، فقد حدثت عدة أمور سلبية مثل أحداث 12 آذار 2004 في القامشلي، واغتيال الشيخ الكوردي محمد معشوق الخزنوي، والخلافات الدامية التي حدثت، مؤخرا، في مدينة ديريك بين الكورد والسريان هناك...هذه الحوادث استهدفت الكورد بالذات، علما انه وخلال 30 سنة من حكم حافظ الأسد، رحمه الله، لم تشهد الساحة الكوردية السورية أحداثا من هذا القبيل، ما يعني أن ثمة توجها سلبيا نحو الكورد السوريين في السنوات الأخيرة. نأمل أن تأخذ السلطة موقفا إيجابيا من الكورد السوريين، وأن تتخلى عن السياسات الشوفينية التي تمارسها بعض الأوساط الشوفينية وتحاول تطبيقها ضد الكورد، فهذه السياسات لا تخدم سوريا قطعا بل هي تلحق الضرر بالوحدة الوطنية السورية. الكورد هم جزء من هذا الوطن ويجب معاملتهم معاملة متساوية مع الآخرين والنظر إلى حقوقهم نظرة إنسانية عادلة ووطنية، والابتعاد عن الأساليب القهرية والقسرية.

قيل أيضا بان ثمة توجها لتوطين عدد من العشائر العربية في منطقة ديريك الكوردية في أقصى شمال شرقي سوريا، ما حقيقة مثل هذه المزاعم، وما هو موقفكم؟

ما قيل هو حقيقة وقد صدرت قرارات بشأنها، ولكن لم ينفذ إلى الآن، ونرجو هنا من الحكومة السورية ألا تقدم على تنفيذ مثل هذه الخطوة، لأنها ستكون بمثابة فتنة ستشعل فتيل أزمة بين المواطنين في الجزيرة السورية كوردا وعربا وآشوريين...وسواهم.
كحركة كوردية سورية عريقة، ماذا فعلتم كي لا يتم تنفيذ مثل هذا الإجراء؟
لا نملك إلا الاحتجاج والشجب، وحاولنا الاتصال مع جميع الجهات الحكومية الرسمية ومع المعارضة لإظهر مخاطر مثل هذا المخطط وفضحه، إذ لا يمكن تفسير هذا المخطط إلا بأنه عنصري ويجب استنكاره وعلى السلطة أن تتخلى عنه، وألا تفكر في تنفيذه.
------
PUKmedia:   13:15:13  /  2007-10-20

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات