القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 419 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

ملفات خاصة: ملف خاص بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة الثاني عشر من آذار 2004 – القسم (10)

 
السبت 20 اذار 2021



القسم العاشر يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
- خورشيد شوزي «1/2»
- كومان حسين
- نجاح هوفاك
- هيفارون شريف
- م. محفوظ رشيد «2/3»
- فائق اليوسف «2/2»



انتفاضة قامشلو 2004 م«1/2»
خورشيد شوزي

يشعر الكرد بالكثير من الخذلان والمرارة حيال الإمبراطوريات الأوروبية التي تركتهم دون كيان قومي خاص بهم، بناء على المصالح الإمبراطورية في تقسيم الغنائم والمصالح بعد الحرب الكونية الأولى. وكانت نتيجة هذا التشطير الذي فُرض على الكرد أنهم وقعوا ضحية للأنظمة (الديكتاتورية والشمولية في الغالب) التي تتالت على حكم وإدارة الدول التي تضم أجزاءً من الشعب الكردي. وقد نهجت هذه الحكومات، طوال القرن العشرين وإلى الآن، سياسات تراوحت بين طمس الهوية ومسخ الثقافة الكردية من ناحية، وبين سياسات التطهير العرقي والإبادة الجماعية من ناحية ثانية. وقد شهدت هذه الحقبة أنواعاً مختلفة من فنون اضطهاد الكرد، ومن طرائق سحق ثقافتهم وحرمانهم من التكلم بلغتهم، وحتى من تأسيس مدارسهم وجامعاتهم ومؤسساتهم الثقافية. بل إن بعض الحكومات حرمت الكرد حتى من ارتداء ملابسهم التقليدية (وهي من أجمل الأزياء في الشرق عامة) وحتى من الغناء بلغتهم.

المسألة الكردية في سوريا 
المسألة الكردية التي تموضعت في سوريا الحالية ليست وليدة بضع سنوات من الآن، وليست وليدة ظروف فجائية للأحداث التي تمر بها المنطقة عموماً. وإنما هي نتاج اتفاقات دولية أعادت تقسيم العالم بعد الحرب الكونية الأولى، ففي العام 1920م لم تكن الحدود السورية الحالية موجودة، لا بل حدود كل دول أحواض المتوسط من ضمنها تركيا أيضاً، فالخارطة الجديدة ضمت شعوباً وأراض إلى أخرى، واستحدثت دولاً بحدود لم تكن سابقاً موجودة، كل ذلك تم بمعزل عن الشعوب التي سكنت هذه المناطق منذ فجر التاريخ، ابتداءً من إدارة الانتداب الفرنسية وحكومة أتاتورك التي ورثت جزءا من أراضي الإمبراطورية العثمانية بتعديلات على اتفاقية لوزان لعام 1923 على أنقاض اتفاقية سيفر لعام 1920 (والتي أقرت قيام كيان كردي على جزء من شمالي كردستان وحتى ولاية الموصل جنوباً)، بحيث يكون الخط الحديدي لقطار الشرق السريع حداً فاصلاً بين الدولتين الناشئتين (أكثر من 350 كيلومتراً من هذا الخط الذي يربط المنطقة بأوربا). 
وبذلك نجم عن تطبيق هذه الاتفاقية اللاإنسانية فصلاً كاملاً للأرض والشعب في هذه المناطق كانت قائمة منذ مئات السنين، بعشائرها وقراها وأنهارها ومزارعها ومراعيها، بين الشمال الذي أصبح اسمه تركيا والجنوب الذي أصبح اسمه سوريا. كذلك فصلت الاتفاقية ما بين جبال كرداغ وامتداداتها الشمالية الواصلة إلى مناطق عينتاب وأورفه، وأسكنت قبائل عربية في منطقة جرابلس لتفصل بين جزأي الأراضي الكردستانية التي أتبعت لسوريا.
وبعد دخول الاستعمار الفرنسي سوريا وترسيم الحدود بشكل نهائي بين سوريا وتركيا عام 1939، ألحق جزء من كردستان بسوريا كما أسلفنا، وأصبح جزءاً من سوريا الحديثة، وارتبطت منذ ذلك الحين صيرورة التطورات فيه بسياسات الدولة السورية، في الوقت الذي انقطعت صيرورة التطور السوري عن مسار المصالح العثمانية لترتبط بالمصالح الاستعمارية الفرنسية.
والدولة السورية الناشئة باتت فيها جملة من القضايا المتراكمة والمستفحلة منذ الانتداب الفرنسي وحتى الوقت الحاضر، وحل هذه القضايا باتت ضرورة قصوى، وعلى رأسها قضية الشعب الكردي الذي يعاني أشد حالات الاضطهاد من نكران لوجوده وحقوقه منذ تأسيس الدولة السورية الحديثة في العشرينيات من القرن الماضي.
ان سيل القوانين والأوامر الإدارية والقرارات الاستثنائية البربرية التي أنتجها العقل الشوفيني في مؤسسات البعث على مدى خمسة عقود ونيف ضد الكرد، ومع كل العنف الممارس ضد إنسانيته كفرد، وحقوقه كشعب، قد خلق شعوراً بالإحباط والغضب لدى الكردي من كل ما يتعلق بالدولة أو الوطن الذي يعيش فيه. ولكنه لم يفقد الأمل، في أن تعاد الأمور إلى مساراتها الصحيحة، وتعيد الكرامة والحرية إلى الإنسان السوري عموماً وإلى الانسان الكردي كامل حقوقه المشروعة كشعب يعيش على أرضه التاريخية، في ظل دستور عصري يعترف بالجميع ويحمي حقوقهم، ويقرّ بالتنوع اللغوي والثقافي وتعدد الهويات في سورية المستقبل.

الكرد و الفكر القوموي الشوفيني
بناء على ما ذكرنا فإن واقع الإنسان الكردي في سوريا، وبخاصة في السبعين سنة الأخيرة منذ نضج الفكر القومي في المختبر الشوفيني بُعيْد مرحلة ميشيل عفلق و ساطع الحصري و زكي الأرسوزي...الخ ممّن دقوا إسفين الإجهاز على آخر خيوط الرابط الديني في الدولة الإسلاميّة، والتي عدّها هؤلاء دولة قومية لا إسلامية!، ومع هذا التحول طال الكردي كل صنوف القهر والاستغلال والاستبعاد بغرض إمحاء تمايزه، وتطبيق مقولة: "كل من نطق بالعربية فهو عربي". 
جاء الثاني عشر من آذار، كي يدفع السؤال الكردي إلى مسار آخر، ويجعل مفردات هذا السؤال أكثر بروزاً وعرضة للمعاينة بعد أن تراكم عليه غبار التناسي، وظلام التعتيم، حيث أخذ هذا السؤال أبعاده الحقيقية، بعد أن كان يعاني من التحوير، والتحريف، على أيدي -أعداء الكرد- بغرض التأليب عليهم. 
وأفرزت أحداث انتفاضة الثاني عشر من آذار 2004، والتي بدأت من ملعب نادي الجهاد بمدينة قامشلو سلسلة من الدلالات التي لفتت انتباه العالم إلى حقيقة وجود مشكلة واقعية، لم تجد سائر ضروب التعتيم عليها نفعاً، من قبل الأنظمة التي حكمت سوريا بعد اتفاقية سايكس بيكو، ناهيك في المقابل عن بلورة رأي كردي موحد حينها، بغض النظر عن اختلاف وجهات الرؤى ــ في ما قبل ــ وما تعرضت له الحركة الكردية في سوريا من تمزيق شرس لصفوفها، لأسباب كثيرة تقرّ بها الأحزاب الكردية مجتمعة. 
وإذا كان ثمة محاولة لاستغلال، هنات ناشزة؛ بغرض تشويه التظاهرة الحضارية السلمية للكرد من خلال الاشارة إلى علم أمريكي بدلاً عن العلم السوري أو الهتاف باسم بوش...!! وسوى ذلك، لدرجة الايهام ــ إن موكب تشييع الجنازات ــ كان يمشي على نحو منظم تحت راية ذلك العلم، وهو اتهام ملفّق، عار عن الصحة، وغرضه التغطية الصارخة على جريمة توجيه الرصاص على المدنييين الكرد العزل. 
وبعيداً عما تم داخل ــ ملعب نادي الجهاد ــ من إصرار مسبق من قبل جمهور نادي الفتوة على الإساءة إلى جمهور قامشلو المضيف، وبما لا يقبل الشك من خلال أشرطة الفيديو المسجلة وشهادات عينية، فإن واقع كرد سوريا، بات يزداد سوءاً، يوماً بعد يوم، فالمواطن الكردي حرم من أبسط حقوقه: المواطنة (حالة المجردين من الجنسية مثالاً) والسياسية منها، والثقافية.. وليس أدل على هذا، من أن الكردي هو الإثني الوحيد في سوريا الذي لا يجد على طول البلاد وعرضها مدرسة يتعلم فيها ابنه بلغته الأم، بالاضافة إلى اللغة الرسمية، ناهيك عن أن التمعن في محك انتخابات مجلس الشعب، أو الإدارة المحلية، وبعيداً عن السمة العامة في تزويرها، ومثل هذا ما يقال بصدد التشكيلات الوزارية، أو الإدارات العامة وسواها. 
لقد أكدت أحداث انتفاضة 12/آذار عدم مصداقية، آراء المسؤولين في الدولة، على اختلاف مراتبهم، ومهامهم، منذ عهد الوحدة، ثم استيلاء حزب البعث على السلطة، بأنهم هم أنفسهم الذين يتحملون مسؤولية تهميش هذه الاستحقاقات، والاستهتار بها طوال الفترة المنصرمة، بشكل مدروس ومخطط، لا سيما أنهم كانوا يشيعون بين عموم الشعب السوري مواقف الارتياب من الكردي، بل والتشكيك به، إلى درجة الإدانة، والخيانة، في وجه إرادة رفع المظلمة عنه، تحت حجج وذرائع واهية. وكان ينظر إلى الكردي، من خلال ردود فعل طفيفة في ظل ممارسات الضغط، وكتم الافواه، ولا تشكل البتة رقماً يستحق النظر إليه، رغم ان هذا الرقم نفسه، لا يمكن الاطمئنان إلى نسبته إلى الكردي عينه، لا سيما في ظل وقائع مثبته، تم التوصل إليها رسمياً...! 
لقد جاءت أحداث 12 آذار- لتشير بوضوح إلى وجود مشكلة كردية في سورية، وأن أساليب معالجتها حتى الآن - كانت على درجة من الخطأ وسوء النوايا والممارسة، بل وإن عدم الاعتراف بها لم يعد مجدياً البتة، حيث أن كلمة "كردي" في سوريا كانت في رأس قائمة الممنوعات، ولا سيما في الإعلام الرسمي، ويحضرني هنا، أن مجموعة من الشباب الكردي، قضوا زهرة شبابهم في السجون، في بداية السبعينيات من القرن الماضي؛ لمجرد أنهم هتفوا في احتفال عام: عاشت الأخوة العربية الكردية؟!، كما إن الكثير من المثقفين والحزبيين الكرد كانوا ملاحقين، وبعضهم أدخلوا السجن لسنوات طوال بدون محاكمة في عهد البعث، وفي عهد الوحدة. إن أي تمعن في مثل هذه المفارقات الصارخة، تؤكد وبجلاء ساطع، تلك القاعدة التي ينبني عليها تراكم الممارسات المجحفة، بحق الكردي، خلال هذا الشريط الزماني. 
إذا استعراضنا سائر وسائل العنف أمام الكردي كما تمت ويتم، إنما هي إعادة إنتاج للأساليب التي تم الاعتماد عليها في مواجهات الإشكالات العامة في سوريا، مع كافة أشكال الفسيسفاء- وهي في الأصل سبب كل ما آلنا إليه- لن تكون ناجعة البتة، فهي تنتمي في جوهرها البين، إلى الفباء العنف، الذي أكد المواطن السوري -على مختلف انتماءاته- عدم جدواها، ناهيك عن أنها في المديين القريب والبعيد شرخ كارثي للوحدة الوطنية التي نسعى جميعاً لتشكيلها، وعلى أسس جديدة، تكفل لكل مكوناتها الفعلية حقوقهم، تحت سماء هذا الوطن. 

ماذا يربط الكردي بمحيطه؟
لعلّ ما كان يربط الكردي مع محيطه العربي أو التركي أو الفارسي، طوال الفترات الماضية، الغطاء الإسلامي الذي كان يطغى على عصبية كل قوم، وكان المدخل الى وشائج جديدة تربط بين سائر مفردات الفسيفساء الإسلامي، وطوال انخراط الكردي في بوتقة الدين الجديد كان وفياً من طرف واحد، بحيث نسي الكثير من خصوصياته، لصالح الاندماج في المجتمع الجديد. مع إن كردياً واحداً، أو فارسياً، أو تركياً ،... أو سواهم، ما كانوا ليقبل بالانتماء إلى الدين الاسلامي، لو أن ذلك كان سيعني الانتماء إلى قومية أخرى - عروبية – كما أراد القومويون العرب لاحقاً، وحتى الكردية، ولا الفارسية، ولا التركية، ولا أية قومية أخرى، على أنها واجهة الإسلام (وهذا ما فعله قادة التتريك على نحو واضح، في وقت سابق) هي طلقة رحمة في الوشائج المعتقدية، التي كانت تربط وبقوة لا مثيل لها كل تلك الأقوام المنضوية تحت لواء الإسلام.
ومن هنا، يمكن الحكم على التقويم الزماني لرفع الكردي أي شعار خاص به، والذي جاء انفعالياً كرد فعل، جد متأخر عن سياقه الفعلي، لاسيما عندما نبصر أمام أعيننا كيف أن الفارسي والتركي والعربي شركاءه في المكان، كل منه بات يفكر بذاته، وبخلاصه، وإن كان على حساب الآخر..، وهو ما كان – كل منهم على حدة ومعاً يمنعونه على الكردي..!! 

الكرد مهاجرون أم يراد تهجيرهم...!!؟
ومع اختفاء العدالة والقيم تحولت سوريا إلى دولة فاسدة طائفية بامتياز، عانت فيها كل المكونات الاثنية والدينية محن واعتقالات واختفاءات ومجازر رهيبة، وفي ظل كون الكرد اثنية كبيرة تأتي بعد العربية، عانوا مثلما عانى باقي السوريين إضافة إلى قوانين استثنائية وغير دستورية حرمت الكثيرين منهم من الجنسية والأرض والعمل والدراسة وحتى أسماءهم وأسماء قراهم وبلداتهم ومدنهم، وأصبحوا لاجئين في أرضهم التاريخية.
إن الكثير من الكتاب العروبيين كتبوا بأن الكرد جاؤوا إلى سوريا مهاجرين بسبب حملة التتريك التي قادها حزب الاتحاد والترقي في الدولة العثمانية، والتي استهدفت الأرمن، وترافقت مع المذابح والتهجير، فاتجهت جموع كثيرة منهم نحو سورية...! وأن هذا اللجوء كان كثيفاً في الشمال، ثم توزع في الجزيرة وحلب وعفرين وحماة ودمشق- الخ، واندمجوا مع الحياة السورية، وتحولوا إلى مواطنين سوريين (تعربوا) ومارسوا كل الحقوق. ودخلوا أحزاب الساحة. 
إن هؤلاء نسوا أو يتناسون بخبث بأن وجود الكرد في سوريا (التي أنشأتها سايكس بيكو)، وبعيداً عن الاحتكام إلى التاريخ البعيد، بل بالعودة إلى التاريخ المعاصر نفسه، سبق مجازر العثمانيين هذه، فعلى سبيل المثال وأبعد من هذا التاريخ بكثير، ويعود إلى القرن الثامن عشر، هناك سندات تمليك عثمانية لملكية أراضي أغلبية القرى الكردية في سوريا، تدحض هذا الاجتهاد، ناهيك عن عودة مزار العابد الكردي موسى الباجلي إلى مئات السنين، وهو يسبق مرحلة الناصر صلاح الدين، وناهيك عن أن باني مدينة حماة هو أبو الفداء الكردي، ولم يأت الكرد إلى هذه المنطقة مؤخراً، وهذا ما يقال عن كرد دمشق، وهو أمر يتناوله الكرد في سوريا في منتهى الوعي، لأن وضع المواطن الكردي في منطقة الجزيرة أو كوباني أو عفرين، مختلف عن وضعه في المحافظات السورية الأخرى من حيث قدم علاقته بمناطق سكناه..! وهو بهذا لا يبكي أية أندلس...!!؟ 
هل يريد هؤلاء (على لسان أنظمة الحكم) أن يقولوا: إن التعريب هو الهدف الأخير من المواطنة، سدرة المنتهى، بالنسبة إليهم؟ أم أنهم يتحدثون عن ظاهرة طبيعية في هذا المجال، بحيث نجد انزياحات قومية، تحت ظل ظروف معينة، ومن هنا، قد يكون هناك تكريد عربي أيضاً، وبالعكس، رغم إن سياق الحديث يدل على غير هذا الاحتمال لأنهم يرون أن التعريب هو وسام رفيع يعلق على صدر الكردي، واذا كانت الأمور بهذه السذاجة لكان الله سبحانه وتعالى خلق العالم جميعاً بلغة واحدة، كي يلفظ جميعهم إسمه الواحد... ما دام أنه خالفهم أجمعين...!!. 
وهنا، أتذكر بعض الآراء الشوفينية المسعورة بصدد مواطنة الكردي، حيث راح هؤلاء ليتهموا المواطن الكردي المحروم من الجنسية بأنه عبارة عمن ارتكب أعمالاً إجرامية في إحدى دول الجوار، ولجأ إلى سوريا، ولاقى الأمان والطمأنينة، فلم يغادرها إلى حيث موطنه الأول، وهو تفسير مضحك، ولا يصمد أمام التحليل، واعتماداً على لغة الوثائق، لا الكلام السوقي، المجاني، الذي يعتمد عليه أصحاب هذه الآراء. 
يسوغ البعث العروبي الشوفيني للإجراءات الاستثنائية التي اتخذت وتتخذ بحق الكرد، ويعزوها إلى مثل هذه الهجرة إلى الأراضي السورية، وإن تباطؤ-السلطات في وضع حل لمسألة الإحصاء-وسواها، إنما يعود إلى تأنيها للتفريق بين الكرد الوافدين والكرد السوريين، وهو كلام سخيف يبني عليها رؤيته أصلاً، ناهيك عن أن الإحصاء الاستثنائي قد تم في محافظة الحسكة -فقط- في العام 1962 والذي حرم آلاف العائلات الكردية من الجنسية وحقوق المواطنة، وذلك للاستيلاء على أراضيهم وإرغامهم على الهجرة إلى الداخل السوري، وليكونوا خدماً في أعمال هامشية لا تكفي لسد رمقهم، وإسكان عائلات من عرب الغمر في أراضيهم لزيادة العنصر العربي في الجزيرة، وقد مرت قرابة ست وخمسون عاماً على هذا الإحصاء المشؤوم دون أن يجد حلاً من الأنظمة المتعاقبة.
يبدو أن بعضهم يريد أن يحوّل الصراع وكأنه عربي ـ كردي، الأمر ليس كذلك، وإن العربي، والكردي، والسرياني، والأرمني، والآشوري، والجاجاني، والشركسي،... كلهم كانوا درايا بشرية في مرمى القناصة، وإن كان الكردي هو المطلوب. ومع أن الكردي كما دلت الوقائع لم يكن مهيئاً لكل ما تم البتة، فلم تضبط الجهات المعنية أية حالة تسليح لديه، ولو إن محافظ الحسكة فرق الجمهور المذعور حول الملعب، بالحسنى، وواجههم برش المياه، أو الغازات المسيلة للدموع، بدل عما قام به ووعد وبمعاقبة من افتعل الفتنة -أياً كان- لما حدث كل ما حدث ولظل اسمه محفوراً في ذاكرة أبناء المحافظة. 
أما تهمة رفع أحدهم في اليوم الثاني من الأحداث علم أمريكا ؟، فإن بعض المهرة في صناعة التهمة، صوروا الأمور وكأن موكب التشييع، برمته، سار تحت ظل العلم الامريكي وسوى ذلك من الاتهامات ذات المعيار الثقيل للتغطية على الجريمة، بغرض تمريرها، وصرف الانتباه عنها، إنها حقاً مهزلة!. أما مسببي هيجان الناس بعد إيقاظ الفتنة على أصوات الرصاص الحي الموجه إلى صدور المواطنين الكرد، فهم ملائكة لا يتحملون أية مسؤولية؟ 
ورغم تسببهم بخسارة البلد كوكبة من الشباب وخراب المؤسسات ناهيك عمن انحرف إثر تبعات المجزرة في نفوسهم عميقاً، ممن عذبوا بعد أن ألقي القبض عليهم دون ذنب اقترفوه، ومورس بحقهم أبشع أنواع التعذيب اللاإنساني، هؤلاء الشباب هم أغلى من المليارات، وإنهم قادرون على جلب وصنع المليارات، لكن المليارت لن تعيد هؤلاء الشهداء إلى الحياة لممارسة دورهم الوطني والإنساني.!. 
يتبـــع.....
=====================


اين نحن من انتفاضة آذار الكردية و ثورة آذار السورية 
كومان حسين

ثمة تساؤلات كثيرة تستدعي البحث فيها و إيجاد الأجوبة عنها. لماذا في ذلك التوقيت بالضبط؟ كانت انتفاضة شعبية عفوية رداً على ما اقترفه جلاوزة النظام (الشرطة و الأمن) بحق جمهور نادي الجهاد صاحب الأرض في ملعب مدينة قامشلي يوم الثاني عشر من آذار عام ٢٠٠٤، حيث أمر حينها محافظ الحسكة آنذاك (سليم كبّول) بإطلاق الرصاص الحي على الصدور العارية للشباب العزّل الذين توافدوا إلى الملعب للاستمتاع بمهارات لاعبيه و دعم فريقهم الكروي أثناء استقباله فريق نادي الفتوة القادم من محافظة دير الزور المتاخمة لمحافظة الحسكة.
يبدو أن أمراً ما كان قد حيك في ظلام ليل دامس، و تجلّى ذلك بمظاهر التسلح بالسلاح الأبيض و الحجارة و الهراوات و على مرأى من عيون حماة الشعب الذين لم يحركوا ساكناً، بل تغاضوا حتّى عن هتافات الجمهور الضيف التي تمجّد أبرز طغاة العصر الحديث (الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين) على مسامع الشعب الكردي في مدينة قامشلي الذي يبغض صداماً لما اقترفت يداه الآثمتان من جرائم تندى لها جبين البشرية و الإنسانية (الحروب المتكررة و المدمرة، الأنفال، قصف مدينة حلبجة الشهيدة بالكيماوي عام ١٩٨٨) ضد أبناء جلدتهم في جنوب كردستان خلال الأعوام المنصرمة، فضلاً عن إساءاتهم اللفظية بحق الرموز الكردستانيين الذين أفنوا جلّ عمرهم في النضال دفاعاً عن حقوق الشعب الكردي و حريته. 
عمّت المظاهرات المنددة بالجريمة جميع المناطق الكردية في سوريا و أماكن سكناهم على عموم الأراضي السورية (دمشق و حلب)، وتمحورت معظم شعاراتهم في التنديد بتلك الجريمة المنظمة و المتعمدة، مطالبين بتحقيق عادل وشفاف بحق المجرمين وكذلك طالبوا بالديمقراطية لسوريا والإقرار بحقوق الشعب الكردي المشروعة في سوريا.
ارتعدت فرائص النظام السوري و تتالت الوفود إلى مدينة قامشلو الجريحة للقاء بقيادات الحركة السياسية الوطنية الكردية سعياً منهم للتهدئة وإطفاء جذوة الانتفاضة خشية انتشار مدّ الحراك إلى بقية المناطق السورية، إذ أن أمريكا باتت في الجوار على الحدود الشرقية بعد الإطاحة بنظام البعث و الطاغية صدام. فاضطر رأس السلطة في دمشق للخروج في إطلالة إعلامية أكد فيها على عدم وجود قوى و ايادي خارجية في الأحداث و بأن الكورد السوريون هم جزء من النسيج المجتمعي السوري. 
اللافت آنذاك سرعة اتفاق الحركة السياسية الكردية في التجاوب مع الحدث و العمل كشركاء تحت مسمى مجموع الأحزاب الكردية رغم عنف النظام وغطرسته وممارساته السياسية الممنهجة والاستثنائية بحق الشعب الكردي وعلى كافة الصعد و المستويات، و بعد سبعة أعوام ثار أغلب الشعب السوري عام ٢٠١١ بمختلف هوياته على جور النظام و استبداده و انقسم الشعب الكردي على ذاته و انشطر  الحق الكردي نتيجة طغيان ال"نحن" الحزبوية و الأيديولوجية على ال"نحن" القومية. والخشية تزداد من أن لا ننال ما كنا ننشده و لا حتى على الممكن الأبسط منه.
=====================


الانتماء الحقيقي هو الانتماء للوطن
نجاح هوفاك

منذ طفولتي كنت كلما أتوجه من بلدتي الصغيرة تربسبية إلى مدينة قامشلو. مدينة الحب، كنت حقا أشم رائحة ذاك العطر المكتظ بروائح سوقها الغني بكل أنواع الخضروات والفواكه، و بألوان الثياب و السجاد  وتنوع دكاكينها ومحلاتها ، مدينة جامعة لكل شيء تستطيع أن تشبهها بالحياة نفسها، مفعمة بالحيوية،  و أكثر ما يثير الاهتمام في قامشلو ،  الحركة التي لا تهدأ، ناسها شغوفون بالعمل، بالسياسة  ، الثقافة، الإبداع، حتى شبابها المعروفون بالدم الحار تجدهم حاضرين في كل مناسبة قومية  فهم لا يتوانون عن أية خدمة توكل إليهم، مدينة لا يمكن أن تسميها فقط مدينة الحب، بل مدينة الكردوارية، ولا عجب أن ما حصل في ١٢ آذار سنة ٢٠٠٤ كان تصرفا طبيعيا لشعب لا يقبل الضيم..
تلك الليلة كنا ذاهبين لعرس ابن عمة أولادي، وفي الطريق إلى صالة الافراح كان الشباب يحملون الأحجار الكبيرة في أيديهم، استوقفوا سيارتنا ليتأكدوا أننا كورد، رأيت الغضب في أعينهم، يصيحون ،
لقد قتلوا شبابنا...
وتركونا نمضي
كانت مجرد دقائق، لم نفهم منهم شيئاً، و بعد قليل وصلنا إلى صالة الأفراح، و كان الوضع مشحوناً بالتوتر والقلق و الاستفهامات حول ما جرى، 
  الأخبار كانت مؤلمة، استشهاد أربعة شبان في الملعب البلدي و جرح الكثيرين  إثر استفزازات مقصودة بحق الشبان الكورد برفع جمهور فريق الفتوة القادم من ديرالزور في مباراة مع فريق الجهاد، صور المقبور صدام ،  و كان الهدف منها إثارتهم و إحداث الفوضى لتنفيذ مؤامرة الهدف منها خلق الذريعة لكسر شوكة الكورد و لاسترجاع أمجاد حكومة الأسد في روجآفي كوردستان و تكرار ما حدث في حماة و استخدام السلاح تكملة لكل لمخططاتهم التي كانوا ينفذونها ضد الكورد
من تعريب و تجويع و تهجير قسري. 
توقف العرس، و رجعنا إلى بيت أختي في حي ميسلون، و في الصباح كان الشارع الرئيسي يعج بالمتظاهرين ، رفضاً للظلم الذي حصل لشبابنا، وكانت الشعارات وقتها تنادي بإسقاط نظام الأسد ، و تمجيد أرواح الشهداء الذين وحدوا الشعب الكوردي بمختلف انتماءاته السياسية 
بالروح بالدم نفديك يا شهيد
كانت انتفاضة أبناء شعب بكل معنى الكلمة وحدتهم المظالم، وعشق الحرية
آزادي.. آزادي....
نظام الأسد الذي أجبر السوريين أن ينادوا في كل مناسبة
إلى الأبد يا حافظ الأسد 
وبعده 
بشار إلى الأبد 
سقط هذا الهتاف كما أسقطوا تمثاله و قطعوا صوره ، وكيف لا وهو النظام الذي جرد أغلب الكورد من الجنسية السورية وأسماهم أجانب الحسكة، و بعضهم سميوا بمكتومي القيد، و ليس لهم حق في الاستملاك لعقار أو الحصول على وظيفة في الدوائر الحكومية،  و كان يتم فصل شبابه وشاباته من المعاهد السورية، شعب أجبر على  نزع أراضيه من أبنائه ومنحها للمستوطنين الغمر تنفيذاً لمشروع الحزام العربي، كانت انتفاضة قامشلو التي انطلقت بإرادة الشعب الكوردي تعبيراً صارخاً لرفض الظلم و لأول مرة يتحد الشعب كله و يكسر حاجز الخوف الذي زرعه نظام البعث بقبضته الأمنية و رقابته الصارمة لكل مفاصل الحياة في سوريا عموماً و في روجافي كوردستان خاصة لأنهم يخافون من الشعب الكوردي الذي لن يتوقف يوماً عن المطالبة بحقوقه المشروعة و من هذا الإدراك كان يضيّق الخناق عليه و أراد أن ينفذ بحقهم ما فعله أبوه في حماه، و يقضي على أية آمال للكورد في مشروع قومي خاص بهم لكنه فوجيء بردة فعل الشعب الكوردي وانتفاضته التي لم يعمل لها حساباً وحين خرج الآلاف في كل المدن الكوردية، متحدين الرصاص الحي، و قوات الأمن والعسكر ، كان لابد من التراجع عن مخططه أمام  انتفاضة الشعب ،و خاصة بعد أن خرج الوضع عن سيطرة النظام السوري.
..........
بطولة شاب كوردي 
بعد شهر من انتفاضة ١٢ آذار، زرت ابنة خالي في حي ميسلون، بعد أن علمت أن ابنها "س" قد أصيب أثناء الانتفاضة، طبعا كان لا يزال يعرج، فقد اخترقت الرصاصة رجله ، لكنه لم يلجأ للمشافي، وخاصة المشفى الوطني الذي كان قد صار وقتها تحت سيطرة قوات الأمن السوري وعساكره،  بقي الشاب متوارياً عن الأنظار، تداوى في المنزل، و بمساعدة ممرض قريب له، استطاع تجاوز الجرح الذي لم يكن عميقاً جداً، وحين سألته طبعا بعد الاطمئنان عليه:
ألست نادماً على مشاركتك في المظاهرة وخاصة أنه لم يسأل عنك أحد من المسؤولين في الأحزاب الكوردية؟
وقتها جاوبني و عيناه تلمعان
" لو تكرر ذلك فلن أتأخر عن المشاركة حتى لو أعرف أنني سأقتل، و هل هناك أغلى من الوطن لأستشهد من أجله، لم أتظاهر من أجل حزب أو مسؤول، بل من أجل كوردستان من أجل أبناء بلدي الذين سالت دماؤهم بأيدي الغدر"
مقولة لن أنساها أبدا ، 
إنه الانتماء الحقيقي
الإنتماء للوطن..
..........
ما سمعته من أصحاب القصة نفسها
زورافا...
.....
في حي زورافا المسمى بوادي المشاريع، أحد أحياء دمشق و ذي الغالبية الكوردية ملجأ العمال والطلاب الجامعيين  الفقراء ، ذاك الحي المهمل والمحروم من الخدمات الأساسية، كانت   لمؤازرة انتفاضة قامشلو وجها آخر، فلم يمنع  وجود الكورد في قلب العاصمة السورية ولا ظروفهم الصعبة من التظاهر في ساحة الحي، بل رفعوا أصواتهم رفضاً لما لحق بأبناء جلدتهم في قامشلو و المدن الكوردية ، و الملفت في تظاهرهم هو إصرارهم على الخروج من الحي للوصول الى وسط العاصمة إلا أن قوات الأمن منعوهم بالقوة.
و كانت هذه صدمة أخرى لنظام البعث إذ كيف يتجرأ الكورد أن يتظاهروا في العاصمة دمشق.
و بعد يومين بدأوا  من ساعات الفجر الأولى بحملة اعتقالات كبيرة، وداهموا كل البيوت في حي الرز المتاخم لحي زورافا .
يقول صهري محمد صديق:
كانت الساعة  السابعة  صباحا تقريبا، حين نادت ابنتي رندة : تعالوا هناك مجموعة كبيرة من العسكر يطوقون الحي وهم متجمعون في كل الأزقة
وهذا كان ظاهراً بوضوح من بلكونة بيتنا ، و بعد أقل من ربع ساعة ، داهموا بيتنا و اعتقلوني انا و رضوان( وهو اخي)  ولم يسمحوا لنا تبديل ثيابنا ،و جرونا إلى الخارج، حينها طلبت من الجندي أن يتركني أمشي وحدي فأنا لست مجرما
لكنه لم يستسغ كلامي وما كان منه و رفيقه إلا أن انهالوا علي بالضرب حتى أدخلوني السيارة العسكرية، كان عددنا كبيرا ، لم يستثنوا أحدا حتى القصر  لم يسلموا منهم، وكان معنا شخص عربي، وعندما صاح بهم:
يا ناس يا عالم أنا عربي مو كوردي 
رد عليه الضابط
إن لم تكن متورطاً لما زرت كوردياً في هذا الوقت ..!
و استمرت سلسلة الاعتقالات ،  لكل الأشخاص الذين ينتمون الى الجزيرة( رقم المسكن) ، و في اليوم التالي اعتقلوا أعضاء لجنة المصالحة التي أنشأتها بعض الشخصيات المعروفة و السياسية في الحي  بتهمة التحريض و إثارة الفتنة.
وبعد خمسة أيام من اعتقالنا قاموا بإطلاق سراحنا
ثم بدأت حملة إعتقالات فردية ، وخاصة لكل من يحمل اسم "جوان" ، جوان الذي أنزل اللوحة التي تمجد صورة بشار وأبيه.
..
كانت انتفاضة قامشلو منعطفا مهما في تاريخ الشعب الكوردي بالرغم من استشهاد  و جرح العشرات من شبابنا الكورد واعتقال المئات منهم، إلا إنها كانت درسا قاسيا لنظام البعث و لمخططاته القذرة تجاه شعبنا المسالم. 
الرحمة على أروح الشهداء الأبرار
و المجد للشعب الكوردي دائما وأبدا... 

 =====================


«الانفجار الكوردي» ٢٠٠٤ في كوباني
هيفارون شريف

جريمة ملعب قامشلو التي خطط لها النظام السوري والأفرع الأمنية بالتواطؤ مع رؤساء بعض العشائر العربية. كان واضحاً وجلياً حين استقدموا مشجعي فريق الفتوة من ديرالزور والذين قاموا باستفزاز الجمهور من خلال تمجيد القاتل صدام حسين، ورفع صوره وإشهارهم بالقامات الكوردستانية ، وكذلك جاهزية عناصر الأمن والشرطة التي استخدمت السلاح الحي ضد جمهور فريق الجهاد الذين جُلهم من الشباب الكوردي وكانت النتيجة استشهاد وجرح عدد من أبنائنا، وإثر ذلك هدم الشعب الكوردي جدار الرعب الذي عشش في القلوب، وبدأت انتفاضة كوردية سرعان ماانتشرت في كل المدن الكوردية وأماكن تواجد الكورد في سوريا.
(الانفجار الكوردي) كوباني ٢٠٠٤ في ١٣ آذار ٢٠٠٤ اجتمعت تسعة أحزاب كوردية في كوباني واطلقت نداءً لمساندة إخوتهم الكورد في الجزيرة، وأن يتم الإضراب عن العمل مع إغلاق جميع المحلات، ولكن الأحزاب اختلفت فيما بينها وكان بيانهم هو إدانة أعمال النظام المجرم . في ١٤ آذار خرج الآلاف في مظاهرة غاضبة عمت أرجاء المدينة، يقودها الاحتقان والإحساس بالغدر والظلم القابع على الصدور. لم يبق أحد في البيوت، منادين بشعار واحد (بالروح بالدم نفديك قامشلو) كان العديد من الشخصيات القيادية في المقدمة، تفادياً لمزيد من المشاكل، ولكنهم فقدوا السيطرة على الشعب المحتقن الثائر شبابا وشابات كبارا وصغارا فهاجموا المقرات الحكومية ومراكز الشرطة، وشعبة حزب البعث. احرقوا بيوت المسؤولين وهدموا الجدران، وأحرقوا سجلاتهم. هناك جلس (نعو)على كرسي أمين الشعبة، يحمل ختمه وينادي الثائرين: يللي عندو طلب يتفضل. نعو الذي يقال عنه:" "مجنون" كان يشعر بتحرره من الظلم. كانت الدراجات النارية بالعشرات وبدأ الشباب بإضرام النيران فيها، ورميها تحت سيارات مسؤولي الحكومة، كي تحترق. في ذاك اليوم كان في منزل القاضي حسين محلي وليمة لكبار المسؤولين، وكل من كان في المظاهرة رآهم كيف يهربون، ويختبئون كالفئران في الجحور، وسط إطلاق النار في الجو، من قبل الحكومة .
 كانت كوباني هي المدينة الوحيدة التي لم تقدم شهداء، ولكن نتج عنها جرح اثنين من الشباب. أُغلقت أبواب المدارس على الطلاب الثائرين داخل الصفوف، والإدارة تمنعهم من الخروج. خلال أيام تلت المظاهرة كان الجو هادئاً مع حذرٍ شديد ورعب في الوقت ذاته. فالحكومة هادئة هدوء الأفعى التي تختبئ تحت القش في اليوم الأخير من شهر آذار، وفي ليلة واحدة، انطلقت دوريات مشتركة لمداهمة المنازل، بعد منتصف الليل، وتم اعتقال المئات من الشباب إثر مقتل أحد رجال الأمن العسكري بالسكين المدعو عبدالرزاق وفيما بعد تم اتهام شاب من كوباني المدعو (س) حاولت الوصول الى بعض الذين اعتقلوا لمعرفة ملابسات القضية التي دفع فيها الشاب سنوات من عمره في قعر الزنزانة. وصلتني معلومات مع تنهيدة طويلة، أعقبها زفيرٌ طويل. سمعت صوت داخله وكأنه يقول: وهل يمكن للمرء أن يحكي حكايته ويتمكن من استحضار كل تفاصيلها الأليمة، المهمة متعبة ياأختي ، متعبة وتحتاج الى عقل ارتاحَ من عناء العذاب .. وهل من السهولة أن يمد أحدنا يده بعد ان يسطر ألمه ويقول هاهي ذي حصتي من هذه الحياة! تم اعتقاله متنقلاً من فرع لآخر تحت التعذيب الوحشي، لمدة اربعة شهور وعشرة أيام. حاول فيها الانتحار مرتين. وحتى السجان الذي كان يقوده لباب السجن، كان يغرس المفتاح في ظهره حتى يصل السجن. وتم الحكم عليه ثماني عشرة سنة قضى من محكوميته سبع سنوات في سجن المسلمية في حلب، ثم أُفرج عنه بعفو عام. لم يسأل عنه أحد من قيادات الأحزاب، مما اضطره لبيع محله الذي كان ملكا له، ليصرفه في السجن. وبعد خروجه استأجر محلا في كوباني، يقتات منه قوت يومه ولازال يعاني حين يقف طويلاً على قدميه. ورغم الألم كل من يعرفه يجده حامداً شاكراً كل حال . 
===================== 


في أحداث 12 آذار كان لنا موقفاً... «2/3»
(*)م.محفوظ رشيد 

أحداث 12 آذار أفرزت بين قوى النور والظلام في سوريا، وميزت بين دعاة الشر والخير للأكراد والوطن، وخرج الأكراد منها منتصرين بكل المعايير الوطنية والقومية.. بالرغم من الضحايا الكبيرة الذين سقطوا بأيدي الغدر والإجرام والتعصب، والتي مازالت بعيدة عن يد العدالة والقضاء ليحاكموا على ما أقترفوه من انتهاكات وتجاوزات فاضحة بحق الأبرياء الذين عقبوا فقط لأنهم أكراد ويطالبون بالمواطنة الحقيقية لكي يندمجوا فعلياً في المجتمع السوري ويضمن لهم الدستور الشرعية والحرية في بناء سوريا وحمايتها.
لا كما أرادت لهم السياسات العنصرية منذ حكومة الانفصال بتطبيق المشاريع الاستثنائية والتمييزية بحقهم، لطمس هويتهم وصهرهم في بوتقة القومية العربية، والتي فشلت جميعها لحد الآن في اخماد جذوة النضال عندهم، أو ارغامهم للتخلي عن خصائصهم ومطاليبهم وحقوقهم القومية والإنسانية المشروعة.

والآن أصبح ضرورياً وملحاً الاعتراف بالقضية الكردية كقضية وطنية، ويجب حلها ضمن الاطار الوطني السوري، ولمصلحة سوريا الوطنية، فالأكراد ممثلين بفصائل حركتهم السياسية والنخب المثقفة والدينية والاجتماعية والشخصيات الوطنية..، يؤكدون جميعهم على أنهم سوريون وأن سوريا وطنهم ودمشق عاصمتهم والعلم السوري علمهم والرئيس السوري رئيسهم، ولم ولن يدخروا جهداً أو مالاً أو دماً للدفاع عن سيادة الوطن وتحرير أجزائه المحتلة.. ويشهد تاريخ الدولة السورية منذ تأسيسها على دور الأكراد البارز وحجم تضحياتهم في معارك الاستقلال والتحرير والبناء…

ويغارون على الوطن ليس بأقل من غيرهم، ويخافون عليه من ازدياد نفوذ الانتهازيين ومؤيديهم (أنصار صدام حسين ) الذين هتفوا بحياته وبالفلوجة، حينما دخلوا القامشلي مع نادي الفتوة يوم 12 آذار 2004، وكانت الفاجعة والكارثة.. وتجاهلوا أن بشار الأسد هو رئيس الدولة، وليس صدام حسين.. الذي كان يرسل إلى سوريا في أوج سطوته السيارات المفخخة، وحادثة الأزبكية شاهدة عليها، ومازالت ماثلة في ذاكرة السوريين الأوفياء والشرفاء، ونفسهم هؤلاء الذين خرجوا بمظاهرات مناهضة للسلطة أثناء الأحداث 1980- 1981، ومدرسة الفرات بدير الزور تشهد على انطلاقتها، كما أن الذي نفذ مجزرة المدفعية في حلب كان منهم.
أما خلال الأحداث فقد كانت الهبة الكوردية العامة والعارمة (أحزاباً وجماهيراً) في جميع مناطق تواجدهم (في الشتات والمهجر )، رسمت على الخارطة السورية حقيقة المسألة الكوردية وحددت أحداثياتها وخصائصها وملامحها، وحطمت جدران الخوف والعزلة والتعتيم والإنكار.. المفروضة عليها من قبل الأنظمة المتعاقبة، وأحبطت أهداف الفتنة الدنيئة وفضحت مرتكبيها…

نعم لقد بذلت فيها تضحيات جسام: عشرات الشهداء والمصابين بعاهات دائمة، نتيجة التعرض للعنف والتعذيب في أقبية الأمن والمنفردات والقطعات العسكرية، وانتهاك حرمات البيوت والمداهمات العشوائية لها والاعتقالات الكيفية التي طالت الآلاف من الكورد، ناهيك عن الأموال والأملاك التي تعرضت للنهب والسلب من قبل عصابات مسلحة تحت مرأى ومسمع السلطات… ومازال الكثير من الآثار السلبية الناجمة عن تلك الأحداث قائمة إلى هذا اليوم دون معالجة أوحل (!؟)

وانطلاقا من الدور الإيجابي والفعال للأحزاب الكردية إلى جانب النخب والشخصيات الثقافية والاجتماعية والدينية في تهدئة الأحداث ودفعها نحو المسار السليم والصحيح… كانت تنتظر رداً إيجابياً من السلطات بإغلاق ملف الأحداث نهائياً، كما كان يسمع من أوساط مقربة من القصر الجمهوري، وذلك باجراء تحقيق عادل ونزيه وشفاف، ومن ثم معاقبة المسيئين وتعويض المتضررين وإطلاق سراح كافة المعتقلين اثر الأحداث.. والعمل جدياً وفعلياً في حل المسألة الكوردية بإلغاء جميع القوانين والمشاريع الاستثنائية المطبقة بحق الأكراد ومناطقهم، وإزالة جميع آثارها السلبية…

إلا أن عملية اختطاف الشيخ معشوق الخزنوي واغتياله عام 2005، كانت بمثابة صاعقة قوية أثارت المشاعر القومية والدينية لدى جميع أوساط الشعب الكوردي، وفي طليعتها الأحزاب الكوردية… فتحولت مراسيم تشييع جثمانه إلى سخط واستنكار شديدين لأسلوب تعامل السلطات الأمني والقمعي مع قضاياهم ومطالبيهم، وإصرارها على نهج الاقصاء والتجاهل والتمييز والتشويه… الذي خلق لدى الكورد شعوراً بالغبن والاغتراب والحرمان، وحالة من القهر والاحتقان، ودافعاً للتظاهر والاعتصام، للتعبير عن معاناتهم وإيصال أصواتهم للرأي العام والجهات المسؤولة وأصحاب القرار، لتلبية مطاليبهم ووضع نهاية لآلامهم ومآسيهم التي تراكمت منذ عقود طويلة، ابتداء من قانون الإحصاء الجائر ومروراً بمشروع الحزام العربي السيئ الصيت وانتهاء باقدام الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة بقمع تلك المظاهرات السلمية بعنف ووحشية لا مثيل لها، وإطلاق أيادي الغوغائيين والميليشيات المسلحة (الجنجويد) للعبث بمحلات الأكراد ومتاجرهم وتحطيمها وسرقة محتوياتها… فكانت الحصيلة نهب عشرات الملايين وجرح واعتقال العشرات من المدنين المسالمين والعزل ((معظمهم من النساء والطلبة والأطفال))…

هذه من ناحية ومن ناحية أخرى، لقد كان لبيانات مجموعة الأحزاب الكردية وقعاً كبيراً وتأثيراً بالغاً في مجرى الأحداث على الساحتين الكوردية والسورية خلال وعقب أحداث 12 أذار، فكان الشعب الكوردي بجميع فئاته وشرائحه ينتظر بفارغ الصبر اجماعاً كردياً مؤطراً، ينظم الصفوف ويوحد الجهود وينسق المواقف ليصبح مؤهلا ً لتمثيله وقيادة نضالاته ـ بناءً على ثوابت قضيته العادلة والمشروعة، باعتباره القومية الثانية في البلاد من حيث التعداد السكاني، يستوجب الاعتراف الدستوري بوجوده وحقوقه القومية والوطنية والإنسانية والديمقراطية ضمن الإطار الوطني، إلا أن التطورات والأحداث الأخيرة أظهرت عكس الآمال والتطلعات، فقد ازداد التباين في المواقف والشرخ في الصفوف، وللأسف وصل إلى حد التشهير والتخوين والإدانة…. وانخرطت الأحزاب بشكل أو بأخر في تنفيذ مخططات المؤامرة التي تستهدف الحركة الكوردية لتحويل الصراع الكوردي مع الشوفينيين، إلى كوردي ـ كوردي، وكوردي ـ عربي، وبالتالي لخلط الأوراق وتشديد القبضة الأمنية وفرض الهيمنة والسيطرة على الأوضاع وإدارتها كيفما تريد ومتى تشاء…..
للحفاظ على الحضور الكردي الفعال ودوره الايجابي في الأحداث المتلاحقة حاضراً ومستقبلاً، بما يتعلق بالشأن الوطني العام والكوردي الخاص من خلال دعوة الإصلاح والتغيير التي تتطلع إليها قوى السلطة والمعارضة ــ كل من موقعها وعلى طريقتها وحسب منظورها ــ، نرى أن الإجماع الكوردي هو الضمان وصمام الأمان في تثبتت حقوقه (وخاصة بعد انتهاء أعمال المؤتمر العاشر لحزب البعث الحاكم وعدم تطرقه إلى حل المسألة الكوردية بل بالعكس تظهر مؤشرات بحظر الأحزاب على أسس عرقية ودينية، وتعني بذلك الاحزاب الكردية تحديداً..) وذلك بنبذ الخلافات الحزبية والشخصية والارتقاء إلى مستوى المسؤولية والابتعاد عن محاولات الإقصاء والتهميش والاحتكام إلى المنطق والعقل والاتفاق على عقد مؤتمر حوار وطني كوردي عام وشامل وبأسرع وقت ممكن، يضم كافة الشرائح والفعاليات الاجتماعية والثقافية إضافة إلى الاحزاب الكوردية، لتأسيس مرجعية كوردية تمثل طموحات الشعب الكوردي وتطلعاته وتقود نضالاته على أرضية القاسم المشترك والموحد في الخطاب السياسي والحراك السياسي…
===================== 


 انتفاضة قامشلو 2004 وغرفة عمليات الأخبار .. حقائق تذكر للمرة الأولى «2/2»
فائق اليوسف

نشر أول مقاطع فيديو ومخاطر الارسال:
 
وجدنا في ذلك الوقت لزاما علينا إيصال القرص – الذي يحوي مقاطع الفيديو- إلى تركيا لإرسالها إلى فضائية Roj  وفضائيات كردستان العراق وتركيا و أوربية، فخرج أخي كرم و أخي الصحفي آراس يوسف -وهو مدير عام راديو ولات حالياً و هو ثاني شخص قام بالبث المباشر خلال الثورة السورية وربما الأول بحسب بعض المراكز الإعلامية المعنية المعروفة في الثورة السورية منها مركز سمارت وهو مع أصدقاء آخرين من  أقنع الجهات المشرفة على تسميات أيام الجمع بتسمية “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية”  بعد انطلاق الثورة السورية، ولديه رسائل  و وثائق تثبت ذلك-  وقمنا  وبالتعاون مع الصديق دلكش شيخموس بوضع القرص في علبة مطبوع عليها  صورة واسم فيلم ” بافي طيار” وهو فيلم كوميدي كردي وإدخاله من الحدود من خلال امرأة مسافرة  من معارف دلكش التقيناها في النقطة الحدودية لتوصله إلى الطرف الآخر من الحدود في الجانب التركي، ليصل القرص ليد  د. محمد محمود  في نصيبين” ويقوم بإرسال نسخة منه إلى فضائية روج  التي عرضته كاملاً في اليوم الثاني ، ونسخة أخرى إلى الأخ سيروان حاج بركو وغيرها إلى  فضائيتي Kurdistan TV وكردسات لعرضها …
  
وبينما أعطى دلكش القرص لامرأة عجوز لإيصاله إلى الجانب التركي، بقي آراس و دلكش” وكانا في الخط الأول بينما أنا وكرم كنا  في الخط الثاني معنا نسخ أخرى تحسباً لاعتقالهما”  فقد كنا واقفين في الجانب السوري، خشية تعرض تلك المرأة للاعتقال والكشف عن محتوى القرص، لأن دلكش وآراس  كانا قررا أن  يضحيا بنفسيهما، والتصريح بأنهما المسؤولان عن محتوى القرص في حال اعتقال المرأة، وقد تكون عقوبة  ذلك- آنذاك- الإعدام، لخطورة الموضوع، لاسيما أن هناك من وقع الشريط في يده وأوصله إلى سائل إعلام  خارجية” وهو ما كتب عنه مطلعون في أوربا وبالتفاصيل واعترف بذلك من قام  بالأمر وقدم آنذاك بعض مبرراته”.
  
 لاحقاً قمنا أنا ودلكش بمحاولة إيصال قرص آخر- يحوي مقاطع جديدة-  بوساطة شخص آخر، بينما كان ذلك الشخص في الجانب السوري وإذ بالشخص المقصود في الجانب التركي – والذي استلم القرص من المرأة العجوز أول مرة من الحدود التركية وأوصله ليد د.محمد محمود، يدخل  إلى الجانب السوري، ولعلمه بمحتوى القرص رفض الاستلام و راح يرفع صوته، وكان آنذاك الموقف حساساً بل خطيراً جداً، وقد تم تجاوزه بصعوبة بالغة.
 
الى جانب الفضائيات والموقعين السابقين اللذين ذكرتهما، تم تشكيل مجموعة من المواقع منها Rojava , Kurd roj , KNN حيث أتذكر بعض المشرفين على هذه المواقع منهم " فرهاد أحمه، قادو شيرين وصحفيين آخرين "، وكان لهم دور كبير في التواصل مع الداخل وتشكيل غرفة أخبار في الخارج آنذاك، وكان لهذه المواقع بعض المراسلين إلى جانب اعتمادهم على فريقنا الإعلامي ومن هؤلاء الإعلامي الشاب عبدالرزاق سليم والمتدرب لدى مكتب العربية في تركيا و الذي كان يمد موقع كرد روج وجهات أخرى بالأخبار، وزارني في اليوم الأول والثاني، ولكنه في عصر اليوم الثاني من الانتفاضة- وكنت أمده بالأخبار ومقاطع الفيديو- وخرج متأخراً عن موكب التشييع من منزلي. وعندما خرج ليلتحق بالموكب، استقل سيارة تكسي/ أجرة ولأنه رفض أن يقوم أحد ضباط النظام ممن أوقفوا التكسي بالاعتداء على  إحدى الراكبات ، تعرض للضرب والإهانة ومن ثم الاعتقال لحوالي الشهر. كما أنه تعرض للاغتيال لاحقا من قبل أحد أقرب أصدقائه.  
 
 والدتي: هبوا الى الشارع، فلستم أحب إلي من أبناء الناس إلى أمهاتهم:
 
بعد تغطية اليوم الأول ونشر الأخبار وإيفاد الوكالات والفضائيات العربية والعالمية بالأخبار والصور، وبسبب الأرق الشديد تأخرنا  في اليوم الثاني في النوم حتى الساعة الـ 10 صباحاً، إلا أن والدتي جاءت لتوقظنا وتطلب منا الالتحاق بمراسيم الدفن التي ستنطلق من أمام جامع قاسمو الشهير في الحي الغربي في قامشلو، وتقول لنا: ” هيا استيقظوا، وشاركوا في موكب تشييع جنازات الشهداء الذين سلمت لأهليهم في وقت متأخرمن الليل،  فلستم أحب إلي من أبناء الناس إلى أمهاتهم”.
 
 العمل الميداني:
  
بعد التواصل والتنسيق بين مجموعة من الناشطين كنا من بينهم وكان بيتنا عنوانهم، قسمنا العمل مابيننا إلى قسمين: كادر ميداني خارجي وكادر للتواصل والمراسلات وكانت مهمتي مع أخوتي الجانب الإعلامي وايصال الصوت للعالم الخارجي ولكرد باقي أجزاء كردستان والمقيمين في الغرب.
 
من خلال التنسيق كان يزورني على الدوام الصديقان نصرالدين أحمه و منذر أوسكان ويمدانني بمقاطع الفيديو وأنا بدوري أقوم بصياغة الأخبار بناء على مجريات الأمور والمتابعة وأقوم بأخذ صور من مقاطع الفيديو وأنشرها،وأرسل  هذه الصور كذلك لـلأخ سيروان حجي بركو.
 
 من الحوادث التي ظلت عالقة في ذاكرتي، ذات مرة قام نصرالدين أحمه و منذر أوسكان بمحاولة إيصال مقاطع الفيديو المنسوخة على سيدي موجود في حي قدوربك إلي وأنا في الحي الغربي،  حيث قاما بنسخها  في نسختين، و كانا  يسيران متباعدين،  ليستطيع  أحدهما إيصال القرص إلي، في حال اعتقال الآخر.
 
 وفد حقوقي سوري الى منزلنا في قامشلو:
 
زار وفد كبير من ناشطين وحقوقيين سوريين بينهم الحقوقي ” هيثم المالح و ياسين الحاج صالح” وآخرون، مدينة قامشلو لرصد الواقع والإطلاع عن كثب على مجريات الأمور، فقصدوا منزلنا، من خلال صديق الأسرة الشهيد مشعل التمو،  والتقوا مع شخصيات ثقافية وحقوقية و سياسية كردية.
 
و نظراً إلى الحاجة  إلى  نسخ موثقة  من الجرائم المرتكبة خلال الأيام الماضية، فقد قمنا بتوزيع  نسخ مقاطع الفيديو،  للضيوف الموجودين في الندوة الجماهيرية التي تمت في بيتنا قام باستنساخها الشهيد مشعل التمو بعد أن أعطيناه مقاطع الفيديو،  وفيه عدد من المقاطع التي تبين الكثير من الانتهاكات التي تمت داخل الملعب، وقمنا بعد انفراج الأمور بشراء نسخ”الفيديو” من محل كمبيوتر عائد للسيد دلبرين محمد، لنقوم بتسجيلها عن طريقه، أو في منزلنا.
=====================
القسم الحادي عشر والأخير يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
- عمر كوجري
- خورشيد شوزي «2/2»
- م. محفوظ رشيد «3/3»
- هجار يوسف
- سلطانة داوود
- شهناز كلو
- سيامند ميرزو
- حزني كدو
===================== 







 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.5
تصويتات: 8


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات