القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 280 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: سوريا ومتاهات التشكل الجديد

 
الأحد 20 ايلول 2020


 وليد حاج عبدالقادر / دبي 

شخصيا أقر بأنني تعلمت من قراءة الميثولوجيا دروسا مهمة في آليات تجلي القداسات وانكشافها مجرد أن يسعى الإنسان  بالتعمق فيها معرفيا ، وهنا وفي اسقاط بديهي وكمنتم لخارطة سوريا سايكس بيكو ، من الطبيعي ان يكون دواعي هذا الكلام هما أمران وأولهما هو تجاوز المحظور في امكانية مناقشة إعادة بناء سوريا جديدة على أنقاض فشلها كدولة ، وتعدد الآراء في اسبابها ، والتي قد تكون - ربما - نتيجة لتشوهات التأسيس ذاتها ، وأكمل عليها نظام الأسدين ، أو لربما حسب رأي آخرين حيث  يحملون نظام الأسدين كامل  المسؤولية ، واصحاب هذا الرأي يستشهدون بمرحلة مابعد الإستقلال إلى عام 1950 بدستوره حتى دخول نفق الانقلابات العسكرية والإحتكار القومي العربي من خلال حزب البعث الى حقبة الأسدين .


 وفي عودة لطروحات الحل في سوريا بمختلف مخرجاتها ، وأهمها تلك المبادرات التي توخى كثيرون منها أن تضع حجر الأساس لتوافقات مجتمعية بين مكونات سوريا على قاعدة إقرار الكل بالكل ، ومن ثم إعادة بناء سوريا جديدة كدولة اتحادية تشمل أقاليم - تعددت فيها التوصيفات والآراء - ، هذا المشروع بعنوانه العريض أمر جدير بالوقوف عنده ومتابعته ، لابل وتشجيعه ، شريطة ألا يكون مجرد عنوان فضفاض لشعارات بزوايا حادة تستهدف التعويم الأكثري تحت أية يافطة من جهة ، او الإستثمار الميكانيكي لمفاهيم الإستفتاءات وأكثرياتها من دون ايجاد صيغ قانونية مافوق دستورية او توافقية خاصة التي تتماس مع الحقوق المكوناتية ، وبتصوري أن أهم خطوة للتأسيس عليها يفترض أن تترتكز على أرضية الثقة التي يتوجب تأسيسها ، ومن ثم كسر حواجز الممنوعات ، والانفتاح الجدي للغالبية العظمى من المشاركين في نقاشات وحوارات تتماس مع هذه المبادرة ، بحيث يمكن وضع لبنات جادة ، يمكن البناء عليها ، وبالتالي امكانية نجاحها وتأسيس أرضية حقيقية يبنى عليها مستقبلا ، وبعيدا عن الشعارات ومع ملاحظة حجم ما حفرته النظم من خنادق بينية وسط المكونات جميعا ، وبات لكل خندق خنادق فرعية ، ولردمها وتحييدها سيلزمها خطوات عملية على أرض الواقع . نعم ! هناك مسلمات أساسية تستوجب الإرتكاز عليها في البناء الجديد ، خاصة في أتون توجه - مبادرة تأسيسية سياسية بعيدة عن العسكر وتدخلهم ، ومنبر ديمقراطي يؤسس لحوارات هادفة تحترم مخرجاتها ، وتعتمد على صياغة دقيقة وبكلمات صريحة لا حمالة أوجه لمعان عديدة ، والأهم - برأيي - التأسيس النظري البسيط والعفوي لذلك المفهوم وببعديه الجغرافي - التاريخي ، وقد توسم كثير من السوريين في مشروع - مبادرة سوريا الإتحادية - وكرؤية طرحت قبل سنة او أكثر ، هذه المبادرة التي لاتزال بحاجة إلى كثير من النقاشات والطروحات ، والتي - بحسب مخرجاتها - تستهدف في الأساس إعادة بناء الدولة السورية على خارطة سايكس بيكو وتفاهمات عصبة الأمم كما توافقات دولتي الإنتداب البريطاني والفرنسي ، وباختصار ، لابد من التذكير بأن هذه المبادرة مثل غيرها لاتزال هائمة في مخاض من المد والجذر والتعليل والتفسير كنهج بلاغي تمط لتفسر حسب الموقع والغاية او الطلب ، الأمر الذي يستوجب  إعادة صياغة لبعض من التعاريف الواضحة والصريحة من جهة ، والتوكيد على بعض من الرئيسيات - ايضا - في هذا المشروع / الطرح الجريء والمتقدم في عنوانه العريض والذي يمكن اختزاله في كلمتين - إعادة أشكلة أو تأسيس - الدولة السورية ، وطبيعي من دون تحمل مسؤولية الهدم والدمار حيث يدرك العالم أجمع  من الذي اوصل سوريا الى هذه الحالة .. أجل ! أن جل المبادرات  تحمل في طياتها أمورا مفيدة ويمكن التأسيس على بعضها ، وهي تحتمل - ايضا - الإرتقاء بها وصولا إلى توافقات وتفاهمات تطبيقية / عملية على أرض الواقع ، وهما نقطتان مركزيتان فقط ستساهمان ، لابل  وستصبحان رافعة جمعية للسوريين بكافة مكوناتهم فيما لو تم استغلالهما : الإقرار بالتعدد والانطلاقة منه إلى التشارك وعلى هذه الأرضية سيتمكن المبادرون من صياغة ميثاق لعهد تأسيسي يقر ويكون على مسافة واحدة وضامنة لحقوق الجميع ، ان النقاشات الجادة والصادقة ستودي بلا شك الى تصادمات في المواقف ورؤى تتباين وتختلف ، لابل قد تتضاد وتتصارع ، وستكون هناك مجموعات أيضا ستسعى الى هدر الوقت وتميع المواقف كما واللعب على المصطلحات والصياغات ، إلا أنه وبصريح العبارة كلما انفتحنا كسوريين على بعضنا ، كلما بانت وانكشفت تلك الذهنيات التي لاهدف لها سوى زيادة الشرخ وتأجيج الصراعات ، وللتأكيد مجددا فأن من أهم عوامل التأسيس لتلك الخطوات ستبقى قضية الثقة المتبادلة وجرأة الطروحات هي الأساس .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات