القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 607 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: بمناسبة مساعي توحيد الصوت الكوردي.. 2 ـ بدهيات نجاح الحوار*

 
السبت 09 ايار 2020


د. ولات ح محمد

 ما يجري بين الأطراف الكوردية من لقاءات وحوارات بعيداً عن عيون الإعلام استقطب الكثير من الكلام حتى قبل صدور نتائجه الأولية؛ فهناك من يرى في أي حوار من هذا النوع تضييعاً أو كسباً للوقت قياساً لتجارب سابقة، بينما يرى آخرون أن هناك فرصة جديدة (وربما أخيرة) كي تتفق الأطراف المعنية ولو على الحدود الدنيا من القواسم المشتركة، فذلك أفضل من الخلاف والتشتت القائمين، ومن شأنه توحيد الخطاب استعداداً للمرحلة القادمة، وكذلك توحيد الموقف مما يجري للكورد ولمدنهم وقراهم من تهجير وتطهير عرقي قد تمتد آثاره لعشرات سنين قادمة. ولكن من أجل بناء حوار ناجح والخروج بنتائج مأمولة ثمة بدهيات يجب أن تتوفر لدى الأطراف المتحاورة، هي في الوقت ذاته مؤشر على جدية الأطراف المتحاورة لإنجاز حوار حقيقي وجاد ومنتج. وعلى رأس تلك البدهيات:


1ـ وجود رغبة حقيقية وصادقة لدى جميع الأطراف في إيجاد خطاب وموقف كوردي موحد بوصفه الهدف الأول من هكذا حوار، وعدم اتخاذ أي طرف عملية الحوار كحاجة آنية وخطوة تكتيكية يتخذها تجاه الآخر لأن حاجته تتطلب ذلك.
2ـ وضع كل طرف مصالحه الحزبية جانباً، والتحاور فقط لإيجاد صيغة للعمل تخدم المصلحة العليا للكورد بما يتوافق مع إطار المشهد السوري العام.
3ـ (وهذا مهم جداً) وضع كل طرف مصالح حلفائه ورغبات أولئك الحلفاء خارج قاعة الحوار وأجنداته وإقامة حوار كوردي كوردي خالص ضمن إطاره السوري فقط والتخلص (على الأقل في هذا الحوار) من كل ارتباط خارجي سواء أكان هذا الارتباط بطرف كوردي أم غير كوردي، لأن أي حسابات لأطراف غير موجودة حول الطاولة ستفشل الحوار حتماً.
4ـ جعل لحظة البدء بالحوار هي نقطة البداية وليس ما قبلها، لأن العودة إلى ما قبل الآن ستنسف المشروع برمته قبل البدء به، إذ لكل طرف من الارتكابات والأخطاء والتجاوزات والتقصير والتهاون ما يكفي لعدم قيام أي حوار حتى بعد عشرين سنة، ناهيك عن استحالة التوصل إلى نتائج مرجوة في تلك الحالة.
5ـ عدم اتخاذ الحوار فرصة لتصفية الحسابات وتحميل المسؤوليات وتسجيل نقاط كل طرف على الآخر لإظهار الذات بمظهر البريء والملاك والوطني والحريص على حقوق الناس وإظهار الآخر بمظهر الشيطان والانتهازي الذي تنازل عن حقوق الناس وأدى بهم إلى الهلاك أو سكت على هلاكهم. لأن الدخول في هكذا نوع من الحوارات سينهي الاجتماع منذ ساعاته الأولى.
6ـ أن تكون الطاولة مستديرة يتساوى حولها الجميع وتدير الحوار حولها شخصيات كوردية مثقفة ومستقلة غير منتمية لأي حزب، لأن الغاية المعلنة ليست توزيع المناصب والثروات بل إنقاذ مصير شعب وإيجاد حلول ورؤية مشتركة للدخول بها إلى المرحلة القادمة. وفي هذه الحالة لكل طرف رؤيته وقيمته وكلمته على تلك الطاولة التي يجب أن تسودها روح الأخوة والمسؤولية والتكامل، لا ثنائيات التابع والمتبوع أو الناجح والفاشل أو المصيب والمخطئ.
7ـ إيقاف كل أشكال التراشق الإعلامي، والتخاطب ـ بدلاً من ذلك ـ بلغة دبلوماسية أساسها الاحترام والتقدير. ويجب ألا يقتصر هذا على الأعضاء والقيادات بل يجب أن تبدو آثاره واضحة على لغة الأنصار والموالين لكل الأطراف سواء أكان ذلك في الشارع أم على مواقع التواصل.
    هذه أبسط المبادئ التي يجب أن تتوفر لدى كل الأطراف لانطلاق حوار ناجح ومثمر، والتي بدونها ستبقى المسألة في إطار المزايدات والتكتيك وتسجيل النقاط، بينما يدفع الكوردي من دمه وحياته وأرضه وكرامته ويمضي ما تبقى منه نحو المجهول. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارة: هذه السلسلة من المقالات بخصوص الحوار الكوردي الكوردي كتبتها أوائل هذا العام، لكن هيمنة موضوع كورونا المفاجئ على الكتاب والقراء والعالم على حد سواء جعلني أتراجع عن نشرها آنذاك. قبل أيام قمت بنشر الجزء الأول من تلك المجموعة، وهذا هو الجزء الثاني، مع إدخال عبارات كي تتناسب مع ما يجري في الوقت الراهن.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات