القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 604 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: منتقدو صلاح الدين الأيوبي و القفز فوق السياقات التاريخية رد على محي الدين عيسو في مقالته (الأكراد و صلاح الدين)

 
الأثنين 17 ايلول 2007


  محمد مبارك إبراهيم ( بيروز)
 
بينما كنت أتصفح أرشيف أحد المواقع الإلكترونية (موقع الرأي) لفت انتباهي مقال للكاتب محي الدين عيسو, وقد نشر في أكثر من موقع تحت عنوان (الأكراد وصلاح الدين), ولكوني مهتماً بهذا الموضوع بالذات فقد سارعت إلى قراءته على أمل أن أصادف ما يفيدني ويكون قائماً على معطيات علمية. لكنني صدمت بما تضمنه المقال من حيث افتقاره إلى منهجية البحث التاريخي, وقيامه على رصف أوصاف مزاجية, وتقيمات إرادوية, فكان المقال نموذجاً صريحاً لاقتطاع الأحداث والشخصيات من سياقاتها التاريخية والزج بها في سياقات أخرى


بالإضافة إلى إجراء مقارنات عقيمة بين شخصيات لا تشترك في شيء سوى في كاريزمييتها وشهرتها ليس إلا, وبمعزل عن التباينات في الظروف والأجواء التي سادت في كل عصر من العصور التي عاشت فيها الشخصيات التي قورن بينها يبدأ السيد محي الدين مقاله بأسئلة تتناول أموراً اعتبارية, حول كون الكرد أحفاداً لصلاح الدين أم لا, وافتخارهم بهذا النسب أو عدمه, ويختم أسئلته بسؤال محوري هو (هل قدم صلاح الدين شيئاً للقومية الكردية حتى نعتز بأننا أحفاده؟) .
وبغض النظر عن اعتبار السيد عيسو نفسه حفيداً لصلاح الدين أم لا, فإن القضية الأساسية تتموضع في جملة من المغالطات وردت في المقال ارتأيت أن أذكرها حتى لا نبقى أسرى للتعمية, أو أن نرتهن للبروباغاندا المرتكزة على خطاب تلفيقي يصادر على الواقع, ويقتطع النصوص من سياقاتها ولا بد أن نشير إلى عملية (جلد الذات) التي يزاولها بعض الكرد ولا سيما جزء من أولئك الذين يرفضون الإسلام فيبدأون بكيل النعوت وأحياناً الشتائم بحق صلاح الدين ليس لشيء سوى كونه أبلى بلاءا حسناً في الدفاع عن المنطقة تحت راية الجهاد الإسلامي ضد الغزو الصليبي فيحمّلون – بذلك –شخص صلاح الدين ما لا يحتمله, وينصّبونه المسؤول الأول والأخير عن الإخفاق الكردي المزمن في إنشاء دولة قومية, وهم بدل أن يعلنوا تعارضهم مع الإسلام كمنهج وعقيدة (وهذا حقهم) يلجأون إلى التمويه والمواربة, فيكون صلاح الدين عندئذ ضحية تدفع الثمن بالرغم من كونه قد فارق الحياة منذ قرون خلت.
يقول السيد محي الدين : (صلاح الدين الذي عاش هم الحضارة الإسلامية كلها, ونسي كرديته لم يفكر ولو للحظة واحدة بهم الدولة الكردية وهموم الكرد المنقسمين في أصقاع الأرض, فقد كان كريات دم صلاح الدين كردياً, ولكنه حارب بسيف عربي وجيش معظمه من الكرد) .
ونسأل السيد عيسو أسئلة ربما لم يكلف نفسه عناء الإحاطة بها مسبقاً .
متى ابتدأ عصر الدول القومية؟ . متى صدرت أول دعوة للقومية الكردية ؟ . ألم يكن عصر صلاح الدين هو عصر الإمبراطوريات والدول القائمة على مبدأ الإقطاع العسكري سواء كان في أوربا أو حتى في الشرق الإسلامي؟.
إلى كم مرجع تاريخي محقق استند السيد عيسو ليطرح فكرته القائلة بأن صلاح الدين ولد ضال لقوميته الكردية؟
بأي وجه حق يوصم صلاح الدين بأنه خدم العرب وتنكر للكرد وأنه حارب بسيف عربي؟
لم يكن صلاح قادراً على لعب أي دور خلاف دوره في تأسيس دولة الإقطاع العسكري الأيوبية الكردية, وأقول الكردية لأن الطابع الكردي لم يغب عن هذه الدولة وتؤكد المصادر التاريخية معلومات تدل على حرص الأيوبيين على إظهار تمايزهم الكردي بل تعدى بعضهم ذلك إلى إبداء مواقف عنصرية تجاه العرب أو السلاجقة, وأحيل السيد محي الدين إلى كتاب (صلاح الدين الأيوبي – من جديد) وهو عبارة عن دراسة تاريخية أركيولوجية قام بها الباحث عبد الخالق سرسام, وكرّس وقتاً طويلاً لنفض الغبار عن موضوع صلاح الدين, وعن الدولة الأيوبية الكردية (أورد ذكر الكردية) هنا ليس بوصفها دولة قومية بل لكونها كردية الطابع والقيادة.
فهل كان صلاح الدين قادراً على الخروج من دائرة الحتمية التاريخية التي صبغت تلك المرحلة, والتي حتمت عدم صعود أي نظام للحكم سوى دولة الإقطاع العسكري التي يقودها ملك مجاهد ؟
لقد استمدت الدولة الأيوبية شرعية وجودها من مواجهة الخطر الصليبي أي أن وجودها كان منوطاً بالتصدي للخطر الخارجي حصراًَ .   
ولو أن صلاح الدين لم يمتثل لهذا الشرط الحتمي لبقي جندياً في خدمة إحدى أتابكيات السلاجقة, أو زعيماً قبلياً, أو أميراً لإحدى الإمارات الكردية الضعيفة التي كانت موجودة في عهد عماد الدين زنكي حيث أخضعها هذا الأخير لسلطته تمهيداً لاستخلاص إمارة الرها ( أول إمارة صليبية في الشرق), وتحريرها من الصليبيين. فقد كان الخطر الصليبي آنذاك قد امتد إلى مناطق واسعة من بلاد الكرد( إمارة الرها) واستطاع عماد الدين زنكي (السلجوقي) وقبل أن يظهر صلاح الدين على مسرح الحياة العسكرية والسياسية أن يحرر الرها لأنه تقبل فكرة دولة الإقطاع العسكري.
ألا تكفي هذه الإشارة وحدها أن يجند كردي كصلاح الدين نفسه وعشيرته وجزءاً من شعبه لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الخصوصية القومية والحضارية وليس الدينية فحسب.
وللتأكيد على حقيقة استحالة صعود دولة غير دولة الإقطاع العسكري, القائمة على مبدأ الجهاد في ذلك الوقت يمكننا أن نتأمل حال الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين, فبمجرد أن دبت الخلافات بين أولاده وأحفاده, وتقاعسوا عن مبدأ (التصدي للصليبين), ومالوا إلى الهدنة معهم سقطت دولتهم, وبرز من هو أكفأ منهم, وأحتل المماليك مكانهم وظل هذا المنطق سائداً في المنطقة حتى مجيء الاستعمار (الكولونيالي) الحديث.
- يقول السيد محي الدين : (ولكن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه صلاح الدين هو أنه لم يؤسس دولة كردية كما فعلها مصطفى كمال أتاتورك للأتراك في نهاية انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس جمهورية تركيا, وهذا هو النقد الجوهري لنا لصلاح الدين ولمقولة بأننا أحفاده).
هل يعقل أن تطرح هذه المقارنة الساذجة (بين صلاح الدين و أتاتورك)؟!!
ألا تعكس هذه المقارنة تهافتاً وتجسيداً لوجهة نظر شعبوية أكثر مما قد يصدر عن كاتب يعيش عصر ثورة المعلومات والاتصالات؟!!
ألا يستلزم (النقد الجوهري) أقيسة منطقية كي يقوم عليها؟ لا بد لنا أن نذكر وللمرة الثانية أن عصر صلاح الدين لم يكن عصر الدول القومية, بل كان عصر السلالات الحاكمة على مبدأ الإقطاع العسكري الذي يتخذ الجهاد ضد الغزو الصليبي أو أي خطر خارجي آخر رافعة لبقائه, وديمومته, ومن الغبن والإجحاف أن نقارن بين شخص عاش تلك الحالة وبين شخص آخر (أتاتورك) ولد في عصر الدول القومية, وقيضت له الظروف الدولية (تضعفع الدولة العثمانية – هدنة مودرس ) فتركز الحكم في يديه واستعان بالكرد في ذلك إلا أنه عاد وتنكر لهم وأضفى الطابع الشوفيني الطوراني على دولته.
وإذا كان السيد عيسو يتأمل من صلاح الدين أن يؤسس له دولة قومية كردية دون أن يطلع صلاح الدين على نظريات هوبزو لوك وكتابات روسو ومونتسيكيو فهذا ما يمكن أن نسميه رسماً كاريكاتيراً بما ينطوي عليه من تسطيح, ومصادرة على الواقع دون مسوغ يذكر سوى النيل من عظمة صلاح الدين ودوره في التاريخ وأظن أن من يلوم صلاح الدين على إحجامه عن إنشاء دولة قومية كردية في القرن الحادي عشر الميلادي كمن يلوم عباس بن فرناس على عدم التحليق بمروحية الأباتشي.
وليذكر لنا السيد عيسو نموذجاً واحداً على دولة نشأت وفق النظرية القومية واكبها صلاح الدين أو حتى جاءت بعد وفاته بثلاثة قرون (إلى بداية عصر النهضة الأوربية في القرن الخامس عشر الميلادي).
وما أود أن يطلع عليه السيد محي الدين وغيره - ممن يعيشون في هذا الوهم - بأن تبلور فكرة إنشاء الدولة القومية جاء بعد عصر النهضة الأوربية وتحرر الغرب من الحكم الثيوقراطي وبدأت هذه الإرهاصات منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي حيث على أساس الدين.
يقول الدكتور عبد الله تركماني في هذا الصدد: (إذا كان التاريخ القديم هو تاريخ المدينة – الدولة في أغلب الحضارات القديمة – والتاريخ الوسيط هو تاريخ الإمبراطوريات الكبرى. فإن التاريخ الحديث هو تاريخ الدولة القومية).
فهل يستطيع السيد محي الدين أن يقنعنا بأن صلاح الدين عاش في التاريخ الحديث واستطاع أن ينشأ دولة للكرد ولكنه استنكف عن ذلك؟!!!
وهل على صلاح الدين أن يحرق المراحل التاريخية, ويرجم بالغيب, ويقولب نفسه وفق مقاييس عصر لم يعشه بعد؟ ولو فرضنا جدلاً انطباق فكرة السوبرمان النيتشوية على شخص صلاح الدين, واخترق هذا السوبرمان جدار الزمن ليطّلع على منجزات قرون لم تأت بعد وأنشأ وفق ذلك دولة قومية كردية في عصره, فمن سينقذ هذه الدولة المفترضة من زحف المغول الذي دمر غرب آسيا وأجزاءاً شاسعة من أوربا ومن تتابع الحملات الصليبية ومن غزو المماليك والعثمانيين وأخيراً من الاستعمار الأوربي الذي قسم بلاد الكرد وحذف البند المتعلق بإنشاء كيان لهم في لوزان 1923 بعد أن كان منصوصاً عليه في سيفر 1920؟!!!
ألا نستفيق من أوهامنا ونترك صلاح الدين في حاله؟ ألا يكفينا جلد الذات الذي نمارسه كنوع من التماهي مع القومية السائدة التي تحكمنا (القومية العربية) ألا تكفينا بكائيات القرن الماضي لنزيد عليها بكائيات أخرى ونعلق أخطاءنا على شماعات من غيبهم الموت منذ قرون؟
 إن الحلفاء لم يحرموا الكرد من كعكة الشرق الأوسط لأنهم أحفاد صلاح الدين بل لأن رائحة البترول استنفرت فيهم شهوة التكالب فقسموا كردستان بينهم وتواطئوا مع الذئب التركي الأغبر لتبقى سيفر حلماً ما يزال يدغدغ أفئدتنا.
لقد وقع الكرد ضحية الصفقات المشبوهة ولم يقعوا ضحية صلاح الدين الفقير إلى الله (كما كان يحب أن يذكر اسمه) ألم يبع ستالين مبادئه الكوسموبوليتة في تحرير الشعوب وتقرير مصيرها حينما صب له الحلفاء البترول بدل الفودكا؟ ألم يبع جمهورية مهاباد الوليدة ويسلمها لبراثن الشاهنشاهية ؟
أهل حرض صلاح الدين كل هؤلاء ؟!
ألم يبع كيسنجر (عراب التناقضات) صداقة الشعب الكردي فدوى الإنجاز الشهير (اتفاقية الجزائر) ؟
- يقول السيد محي الدين : (إن مقولة أحفاد صلاح الدين تأتي في سياق ما قدمه صلاح الدين للدين الإسلامي وما قدمه للأخوة العرب من إنجازات ولكن هذه المقولة تفقد مصداقيتها عندما نعلم بأن جميع الأكراد ليسوا مسلمين فهناك أكراد   مسيحين وأكراد يزيديين اعتنقوا الديانة الزرادشتية عندما كان لها الذيوع في فارس وغيرهم الكثير الذين لم يعتنقوا الدين الإسلامي فهؤلاء لم ولن يكونوا أحفاد صلاح الدين لأنه ببساطة لم يقدم لهم شيئاً لا لدينهم ولا لدنياهم) .
إن نقطة الخلاف الجوهرية هي مقولة أن صلاح الدين قدم للعرب ما لم يقدمه للكرد وهذا خطأ فادح وتجن لا طائل منه لسببين اثنين هما :
1- قدم صلاح الدين منجزه العسكري والحضاري للمنطقة بأكملها وعلى امتداد دولته الشاسعة بمسلميها ومسيحييها ويزيدييها وكردها وسلاجقتها وعربها ولم يخص العرب بشيء بل كانوا أقل الشعوب حظوة آنذاك لدورهم الضعيف في محاربة الصليبيين, وكان للكرد حصة الأسد لأنهم وزراء الدولة وقادتها وحاشية سلطانها ومعظم جنودها .
2- إذا ما تمعننا في تاريخ المنطقة فإن الذين ورثوا الحكم عن الأيوبيين لم يكونوا عرباً بل جاء بعدهم المماليك وهم خليط من أسرى الحروب الذين جيء بهم من القفقاس وأوربا الشرقية وجاء بعد المماليك العثمانيون وهم أتراك هاجروا من جبال آلتاي ومن صحاري آسيا وسهوبها, ولم تقم للعرب قائمة منذ ذلك الوقت وحتى مجيء الاستعمار الغربي الذي قدم لهم المساعدة في التحرر من السيطرة العثمانية, وتجلى ذلك في مؤازرة جيوش اللنبي لقوات الشريف حسين ومن ثم قام الحكم العربي في سوريا وفي العراق فكيف يتم وصم الأيوبيين بأنهم خدموا العرب وحاربوا بسيف عربي.
كما أن صلاح الدين لم يتنكر للكرد اليزيديين ولا لغيرهم, فلقد كان الكرد المهرانيون على الديانة اليزيدية وهم من الذين اعتمد عليهم صلاح الدين وقربهم وكانوا ضمن حاشيته وقاموا ببطولات عظيمة ضد الصليبين.
أفهل يقنعني السيد محي الدين بأنهم كانوا متبنين فكرة الجهاد الإسلامي؟ أم أنهم تكاتفوا مع صلاح الدين لصد الغزو الذي لم يكن يفرق بين كردي مسلم أو كردي يزيدي؟ ويذكر الدكتور أحمد الخليل في كتابه (تاريخ الكرد في الحضارة الإسلامية) ما يلي : (وقد أبلى المقاتلون الكرد في حطين بلاء حسناً, حتى أن الفتى الكردي درباس, وكان من أتباع الأمير الكردي إبراهيم المهراني, هو الذي أسر ملك القدس نفسه, وكان القائد العام للفرنجة وأرفعهم مكانة, وفي رواية أنه أسر الفارس الفرنجي الشهير الذائع الصيت بإيذاء المسلمين والمكر بهم أرناط (رينودي شايتون) أيضاً, .........................وجدير بالذكر أن الكرد المهرانيين كانوا حينذاك من أتباع العقيد الأيزيدية (اليزيدية), وهذا ما أكده الأستاذ حسو أومريكو, وهو نفسه إيزدي وخبير بقبائل الكرد الأيزديين, وهذا دليل على أن صلاح الدين كان يفهم طبيعة الصراع الإسلامي الفرنجي, ويراه امتداداً للصراع التاريخي بين الشرق الأوسط والغرب ممثلاً في الشعوب الأوربية).
كما عرف الأيوبيون بتميزهم عن الزنكيين والسلاجقة في تسامحهم مع المسيحين شرقيين كانوا أم غربيين ومع اليهود أيضاً, ورغم كونهم على المذهب الشافعي فقد فتحوا المدارس للمذاهب الأربعة وكانوا أقل تشدداً من الزنكيين والسلاجقة في تعاملهم مع أتباع الفرق الشيعية.
نعم – لقد كان صلاح الدين عبقرية فذة, وصاحب مشروع حضاري ويمكننا الاستدلال على ذلك من خلال ما يلي :
 1- عدم حصر جوهر الصراع بين الشرق الإسلامي والغرب الصليبي وفق النظرة الدينية فحسب, لذلك نرى اشتراك غير المسلمين أيضاً في حروبه ضد الصليبين وذلك يدل على كون الصراع حضارياً. وإن صلاح الدين قد اعتمد مبدأ التوازن الاستراتيجي مع الغرب فسخر كل الإمكانيات في سبيل ذلك وحشد كل الجهود لإحراز النصر.   
2- براغماتية صلاح الدين وتغليبه مبدأ المصلحة العليا, وابتعاده عن الأنانية والسطوة, وحب الاستحواذ كما كان معروفاً عنه عدم لجوئه إلى القتل العشوائي والدموية وسفك الدماء حتى أن احد الكتاب الأوربيين المشهورين ( ألبير شاندور ) ألف كتاباً سماه ( صلاح الدين الأيوبي – البطل الأنقى في الإسلام)
3-  ولعه واهتمامه بإنجاز نهضة علمية وعمرانية واسعة, فقد بنى المدارس والبيمارستانات, ودور العلم الديني والدنيوي, كما اقتفى أثره أولاده وأحفاده وأولوا الجانب العلمي والثقافي حيزاً واسعاً من جهودهم.
يجب أن ندرك أن صلاح الدين منح الإسهام الحضاري للكرد في هذه المنطقة, وضع جزءاً مهماً من تاريخ الشرق, وضرب أعظم الأمثلة في نكران الذات كما لم تغب عن دولته وحكمه وسياسته وجيشه الصبغة الكردية.
ولا يقر بهذه الحقيقة سوى المنصفون والذين قرأوا التاريخ وفهموه ولم يرددوا مقولات غيرهم دون وعي أو تحقق.
وها هو الشاعر والمؤرخ الكردي (صاحب كتاب تاريخ كردستان) جكرخوين يتغنى بذكر أمجاد صلاح الدين ودولته الأيوبية في قصيدته (kîme ez ) والتي أصبحت احدى ملاحم الكوردايتي من حيث تحفيز الكرد على ترسم آثار أسلافهم والتخلي عن الدعة والسكون.
هذا على الرغم من مناقضة جكرخوين للإسلام وإعلانه لإلحاده أفهل نتعظ من دروس التاريخ ونتخلى عن الأحكام الجاهزة؟!
المصادر والمراجع
1-  صلاح الدين من جديد – عبد الخالق سرسام – رابطة كاوا للثقافة الكردية 1999 .
2- الكرد في المعرفة التاريخية الإسلامية – حيد لشكري – ص 199 راجع
3- ماهية الحروب الصليبية – د.قاسم عبده قاسم – ص189 راجع .
4-  الأكراد في عهد عماد الدين زنكي – د. محمد فتحي الشاعر راجع.
5-  راجع hamilton A.R gibb, ( the ayyubids), in seltion, II, pp.b – 714  
6- تاريخ الكرد في الحضارة الإسلامية د. أحمد الخليل ص206.
7- تاريخ العصر الأيوبي – أمنية بيطار ص 215 راجع .
8- المرجع نفسه- انظر المقريزي : كتاب السلوك , الجزء الأول, القسم الأول ص299-301 .
9- (النوادر السلطانية والمحاسبة اليوسفية).

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 12


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات