القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 366 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: قامشلو وأخواتها ..... القادم أعظم

 
الأثنين 27 كانون الثاني 2020


 بهزاد عجمو

قامشلو هذه المدينة التي تعتبر أصغر عمراً بين كل مدن العالم حيث عمرها لا يتجاوز تسعون عاماً وللمفارقة فهي تعتبر أصغر عمراً من كل قرى روج آفا ناهيك عن المدن ولكن هذه المدينة أثبتت وجودها على الخارطة السورية من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وذلك بفضل بعض الخيريين من ابناء هذه المدينة من كل المكونات الاجتماعية منذ تأسيسها حتى اصبحت مدينة السلام والوئام والتألف والمحبة بالرغم من وجود أطياف اجتماعية كثيرة فيها ولكن ما أن تدخل السياسة شيء إلا وتفسدها ولكن بعد الثورة السورية ودخول لاعبين كثر الى هذه المدينة فأصبحت ملعباً للاعبين الدوليين والأقليمين فتحولت هذه المدينة الصغيرة الى كانتونات , لما هب ودب حتى من الصعب ان تجد مدينة في العالم من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها وضعها يشبه مدينة قامشلو (فشر البلية ما يضحك)


 فالإدارة الذاتية تدعى بانها تسيطر على كل شرق الفرات بما فيها قامشلو ولكن إذا تجولنا في هذه المدينة فالإدارة الذاتية تسيطر على قسم والنظام يسيطر على قسم يتمثل بالمربع الأمني والمطار ومساحة واسعة حول المطار والقوات الروسية متمركزة في النادي الزراعي القوات الأمريكية في قاعدة هيمو غرب قامشلو والحي الوسطى تحت سيطرة سوتورو وحي الطي تحت سيطرة الدفاع الوطني وغير بعيد عنهم في طرطب فالقوات الإيرانية موجودون في الفوج والجيش التركي هم على أهبة الاستعداد في شمال المدينة لاحتلالها فأي مشهد دراماتيكي هذا لم يشهد التاريخ له مثيلاً لا في الحرب العالمية الاولى والثانية فهنا نحن أمام سؤال لا بد ان يطرح نفسه لماذا هذا المشهد الدراماتيكي والمعقد لقامشلو وما يحدث في قامشلو ينعكس سلباً او ايجاباً على كل اخواتها وما حدث في انتفاضة عام 2004 م إلا أكبر دليل على ذلك فالجواب عندما نبحث في اي معضلة سياسية يجب ان نعرف دوافعها الاقتصادية فعندما نلقى نظرة الى روج آفا التي تعتبر قامشلو عاصمتها نجد أن روج آفا غنية بحقول النفط حيث لو استثمر هذه الحقول بطاقتها القصوى فسيصل الانتاج الى مليون برميل يومياً وبطاقة استثمارية عادية فسيصل الى ثلاثمائة الف برميل يومياً ولو بيع هذه الكميات بالدولار فسيحصل الذي يضع يده على هذه الحقول على مبالغ خيالية من الدولارات ناهيك عن بحار من سنابل القمح ومختلف انواع الحبوب ولا ننسى بان هذه المنطقة تقع بين نهرين عظيمين هما دجلة والفرات هذا ما يدفع كل الاطراف المتصارعة لان تسيل لعابهم لهذه الثروات الضخمة ولن يتوانون على خوض معارك ضارية من أجل السيطرة عليها والتمتع بثرواتها بعد ان تحولت نسبة كبيرة من سكان هذه المنطقة الى طيور مهاجرة وهاجروا الى العديد من دول العالم هرباً من الحرب والقتل والدم والدموع واداروا ظهرهم لهذا النفط القاتل وليس للوطن لان الوطن سيبقى غالية على قلوبهم ولا تبارح فكرهم وخيالهم ولكن لا يمكن فصل ما يجري في قامشلو واخواتها عما يجري حولها سواء في سوريا بشكل عام او في العراق أو في لبنان او اليمن أو ليبيا وكل منطقة الشرق الأوسط فهناك علاقة تشابكية في المنطقة لأن الاعبين هم نفس اللاعبين والاهداف هي نفس الأهداف ومشاريعهم هي نفس المشاريع فهناك المشروع الأيراني والمشروع التركي والمشروع الامريكي والمشروع الروسي والصراع بين هذه المشاريع قد وصلت الى أوجها بعد مقتل قاسم سليماني وخاصة بين المشروع الايراني والمشروع الأمريكي فأصبحت المنطقة على فوهة بركان مهددة في أي لحظة بالانفجار فأدارة ترامب قد عقدت العزم ان تدخل في حرب مع ايران وإذا حدث تصادم بين الطرفين فسينعكس على المنطقة بأسرها بما فيها قامشلو واخواتها لان نفس اللاعبين هم موجودين الأن في قامشلو والحرب الامريكية الإيرانية لن تكون حرب تقليدية وانها ستختصر الزمان والمكان ولن تعترف بالجغرافية وربما تكون بداية رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد ولكن رسم حدود هذه الخارطة ستكون بالدم والدموع لذا لن يكون هناك استقرار وطمأنينة واستقرار وسلام في المدى المنظور  لعدة اسباب :
السبب الاول : ما دام هناك امبراطوريات للشر تسرح وتمرح في المنطقة سواء الامبراطورية الفارسية أو التركية أو الروسية .
والسبب الثانية : عدم اعتراف انظمة المنطقة بالديمقراطية وحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني وغارقة في مستنقع الفساد والافساد .
والسبب الثالث : عدم تحلى شعوب المنطقة بثقافة التسامح وتقبل الاخر واحترام الراي الاخر .
لهذه الاسباب ستظل المنطقة برمتها تدور في حلقة مفرغة وستخرج من حرب لتدخل في حرب اشد من الأخرى وستظل المنطقة تحترق بنيران الحروب ربما لعشرات سنين أخرى .
نعود الى قامشلو واخواتها لنفترض جدلاً لن يحدث فيها حروب فقبل الثورة السورية كان الكورد هم الأغلبية الساحقة في قامشلو ولكن الأن هم اقل من خمسين بالمئة لان الكثير منهم قد هاجر وما تبقى من الشباب فمعظمهم قد حزم حقائبه وينتظر اقرب فرصة ان تفتح أوربا ابوابها للهجرة لكي يهاجروا والمصيبة الاكبر حتى الفتيات فمعظمهن بانتظار فارس أت أوربا على صهوة جواد ابيض وفوراً تركب معه على الجواد دون ان تعرفه وتعرف أصله وفصله فالمهم بالنسبة لها أنه من بلاد المغترب فإذا هاجر معظم الشباب الكورد أو كلهم ومعظم الفتيات ففي المستقبل ربما يكتب المؤرخين كان هذه المنطقة تسمى بكوردستان روج آفا وكان يسكن هنا شعب يسمون بالكورد .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.42
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات