القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 357 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

حوارات: كاميران حاجو: ما حصل في عفرين كان نتيجة طبيعية لسياسات ب ي د في القمع وإعادة إنتاج الدكتاتورية

 
الأربعاء 04 تموز 2018


حاوره: عمر كوجري

قال كاميران حاجو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، في حوار خاص لصحيفة « كوردستان» حول أداء المجلس الكردي في المرحلة الحالية إن من أهم إنجازات المجلس هو حفاظه على خطه السياسي القومي على الرغم- كما أسلفنا- من الضغوطات والعراقيل والاعتقالات بل والاغتيالات، وبالتالي كان دوماً الخيار الآخر المطلوب في المجتمع الكردي، ولم يسمح بسياسة الحزب الواحد والزعيم الأوحد، بل ناضل بكل شجاعة من أجل منع إعادة إنتاج الدكتاتورية والشمولية، وهنا مطلوب من المجلس الارتقاء بأدائه، وحول زيارة وفد المجلس الكردي لموسكو صرح حاجو في حواره أنها كانت زيارة ناجحة، وكان الاستقبال مختلفاً هذه المرة، كما أن المحادثات دامت حوالي الساعتين، ومعلوم أن روسيا أحد أهم حلفاء النظام، وقد لاحظنا هذه المرة شعوراً بالانتصار لدى الروس، كما أنهم كرروا دعمهم  لحقوق الشعب الكردي في سوريا، وأشاروا إلى مخرجات سوتشي في القرار 2254 كمستند لحل المشكل السوري.


وفيما يخص سؤال المسؤولية عن المأساة التي لحقت بعفرين وأهلها قال حاجو لـ «كوردستان» ما حصل في عفرين كان نتيجة طبيعية لسياسات ب ي د الخاطئة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فداخلياً، اعتمد سياسة الحزب الواحد، وإلغاء الحياة السياسية والقمع.. وباختصار: إعادة إنتاج الدكتاتورية التي ثار الشعب السوري ودفع دماء خيرة شبابه للتخلص منها، وذلك من دون أي مطالب كردية واضحة ومحددة في مشاريعهم الطوباوية.
وفيما يخص دور المجلس في البحث عن كفاءات قال حاجو: " طبيعي أن هذا هو هدف المجلس الكردي، ولا يمكن أن يتطور من دون رفده بالكفاءات، إلا أن المأساة أن الداخل أصبح يعاني نزيفاً كبيراً في مسألة الكفاءات والطاقات الشبابية تحديدا بسبب سياسات ال ب ي د والتي أدت الى هجرة هذه الطاقات والكفاءات، إلا أنني وكما قلت نعمل  على ذلك دوماً، وهناك صعوبات تعترض سبيل هذه العملية، وتحديداً الحالة التنظيمية الموجودة حالياً، والتي مناه هيمنة للعقلية الحزبية، إلا أن هذا الأمر يشكل تحدياً، ولكن علينا مواجهته بقوة.
حول هذه الأفكار وغيرها، كان هذا الحوار مع السيد حاجو:

*لنبدأ حوارنا بزيارتكم الأخيرة إلى موسكو، فقد زرتم روسيا باسم المجلس الكردي وبرئاسة سعود الملا رئيس المجلس، كيف يمكن التقييم من وجهتيه "الإيجابي والسلبي" في هذه الزيارة؟
حقيقة، العلاقة مع روسيا مهمة بسبب كونها إحدى أكثر الدول تأثيراً في الملف السوري، ونحن في المجلس الوطني لم ننقطع عن الاتصال معها، جاءت هذه الزيارة الأخيرة ضمن إطار تبادل الآراء والوقوف على آخر المستجدات على الصعيد السوري العام والكردي الخاص.
وبتقديري كانت زيارة ناجحة، وكان الاستقبال مختلفاً هذه المرة، كما أن المحادثات دامت حوالي الساعتين، ومعلوم أن روسيا أحد أهم حلفاء النظام، وقد لاحظنا هذه المرة شعوراً بالانتصار لدى الروس، كما أنهم كرروا دعمهم  لحقوق الشعب الكردي في سوريا، وأشاروا إلى مخرجات سوتشي في القرار 2254 كمستند لحل المشكل السوري.

*يكثر اللغط عن أداء المجلس الكردي خصوصاً في التطورات الكبرى مؤخراً على صعيد كوردستان سوريا، وسوريا بوجه عام، كيف يمكن الارتقاء بأداء المجلس، وتفعيل دوره بين الجماهير في كوردستان سوريا؟
لا أعلم ما هو هذا اللغط؟ ولكن واضح أن المجلس كان ولايزال يناضل من أجل حقوق شعبه الكردي في كوردستان سوريا رغم ظروف غاية في الصعوبة في ظل حكم سلطة أمر الواقع التي تحاول بكلّ جهدها إعادة إنتاج النظام الدكتاتوري، حيث ناضلنا جميعاً للتخلص منه للوصول إلى مجتمع الحرية والديمقراطية، ولكن مثل مسيرة أيّ تحالف سياسي فإن للمجلس أخطاؤه أيضاً، ولاشك أن الوقوف عليها وتصحيحها من أهم واجبات المجلس القومية.
من أهم إنجازات المجلس هو حفاظه على خطه السياسي القومي على الرغم- كما أسلفنا- من الضغوطات والعراقيل والاعتقالات بل والاغتيالات، وبالتالي كان دوماً الخيار الآخر المطلوب في المجتمع الكردي، ولم يسمح بسياسة الحزب الواحد والزعيم الأوحد، بل ناضل بكل شجاعة من أجل منع إعادة إنتاج الدكتاتورية والشمولية، وهنا مطلوب من المجلس الارتقاء بأدائه، وهذا يعني تحديداً التخلص من العقلية الحزبية الضيّقة والتركيز على العمل المؤسساتي، وتفعيل مكاتب المجلس بشكل أفضل، وخاصة الإعلام، ومنح مساهمة أكبر للمرأة، وللطاقات الشبابية، وأيضاً للمستقلين داخل المجلس، وبالتالي إيجاد صيغة تنظيمية أفضل بين مكوّنات المجلس بحيث تكون الحقوق والواجبات واضحة، واعتماد مبدأ المحاسبة. 

*حالياً هناك تلهُّف على مستوى بعض الأحزاب الكردية للتحاور مع النظام في دمشق، هل ترى أن النظام جاد في فتح باب الحوار مع المكون الكردي؟
لا أظن أن النظام جاد، ولا أظن أن النظام قد تغيّر قيد أنملة، فالنظام مازال هو هو رغم إعلان الثورة السورية ضده من ما يقارب الثماني سنوات، فهو حتى الآن لم يخطُ خطوة جدية واحدة في مفاوضاته مع المعارضة بشكل عام، بل ويحاول كسب الوقت، فكل جولات جنيف لم تثمر عن أيّ تقدّم في المحادثات، وهذا بسبب الطبيعة الشمولية الدكتاتورية له، فهو مازال مقتنعاً بأن أي تنازل ولو كان بسيطاً سيؤدي إلى انهياره وهزيمته، ولذلك لا أظن أن النظام سيعطي الكرد شيئاً، ويقر بحقوقهم المشروعة، بل سيحاول تحييدهم كما حاول دوماً، وحقيقة لا توجد إشارات جدية، بل هناك زيارات لجهات محسوبة على النظام إلى المنطقة الكردية، وبعض اللقاءات مع الأحزاب الكردية، ثم يجب قراءة المستقبل بشكل صحيح، فهل صحيح أن النظام سيعود لحكم البلاد كمان كان ذي قبل؟ لا أعتقد ذلك على الرغم من قبول النظام حالياً من قبل المجتمع الدولي والإقليمي، وفي المدى البعيد ستكون الأمور مختلفة.  

*كيف تقيّم أداء المجلس الكردي دبلوماسياً؟ وهل حاز على تقدم وفتح قنوات كانت مغلقة أمامه؟
بما أنني مسؤول عن مكتب العلاقات الخارجية للمجلس، فربما شهادتي لا تفي بالغرض إلا أنني أستطيع القول إن علاقات المجلس الإقليمية والدولية جيدة، وأنه وبسبب الضغوطات والقيود على نشاطه ونضاله في الداخل، فإن تحرّكنا في الخارج كان نوعاً من التعويض، واستطاع إيصال مطالب وأفكار وسياسة المجلس إلى الجهات المعنية، وطبعاً مثل أي مكتب آخر فإننا نحتاج إلى تطوير وخاصة في فتح مكاتب تمثيلية في العواصم المهمة وإيجاد كادر مختص في العلاقات واللغات وما إلى ذلك.

*دائماً تتعرضون للسؤال التالي: ما وضعكم في الائتلاف الذي في معظمه غير متناغم مع الحقوق الكردية، وظهرت أصوات تدعو للفرقة بين المكوّنات السورية؟ هل أنتم مستمرون فيه؟ ولماذا لا تبحثون لكم عن بدائل عنه طالما أن حالياً يمر بضعف كبير.!!
السؤال الأهم: هل كان اختيارنا أن نكون في صفوف المعارضة صحيحاً؟ والجواب باعتقادي، نعم، فالوقوف إلى جانب النظام كان ولازال خطأ  سياسياً كبيراً، والائتلاف كما يشير إليه اسمه عبارة عن تحالف لقوى وتنظيمات ومستقلين ذوي أفكار وتوجيهات سياسية وخلفيات إيديولوجية مختلفة، وبالتالي سيكون الصراع الداخلي موجوداً، وهذا طبيعي، وإذا علمنا أن الحياة السياسية كانت ملغاة كلياً لعقود عديدة في سوريا، فلا شك أننا لم نتوقع التعامل مع معارضة ديمقراطية متطورة، وبسبب ضعف التيار الديمقراطي العلماني توقعنا بأن العقلية العروبية الإسلامية كانت ولازالت تحاول استغلال هذا الفراغ لتمرير أفكارها، ونحن نعاني من ذلك، إلا أننا يجب أن نعترف أن الائتلاف يمثل على الأقل الأفكار الموجودة في المجتمع السوري، وبالتالي علينا التعامل معها، فلا يمكننا إلغاءهم كما لا يمكنهم إلغاءنا، والديمقراطية التي ننشدها في سوريا تحتم علينا قبولنا لبعضنا البعض رغم كل الاختلافات، ولا مفرّ من هذه العملية للوصول إلى النظام الديمقراطي،  وهي عملية معقدة وطويلة، وستكون أكثر شراسة من الصراع مع النظام السوري.
وما كنا نطمح إليه هو تثبيت حقوق الكرد في اتفاق سياسي مع الائتلاف وهذا ما حصل مع تحفظات على بعض البنود، ولكنه مع ذلك أفض اتفاق موجود بين الكرد وأية جهة سياسية إن لم أقل الاتفاق الوحيد الموجود.
نحن مستمرون مع الائتلاف إلى أن نصل لمرحلة نقتنع فيها بان الائتلاف لم يعد المكان المناسب للحصول على أهداف شعبنا، الأهم بالنسبة للمجلس هو تحقيق مطالب الكرد وحقوقهم المشروعة من خلال دستوري ديمقراطي وحكم تعددي انتقالي، ودولة فيدرالية، هذا ما نطمح إليه، ونسعى لتحقيقه في كوردستان سوريا.
وبالنسبة للبدائل، فإن الائتلاف مازال الجهة المعترف بها دولياً ، ولا نرى مصلحة لشعبنا في ترك الائتلاف إلا أننا مازلنا منفتحين على كافة الأطر السياسية الأخرى.

*كيف تقرأ فاجعة عفرين من وجهة نظر حزبكم؟ وكل كان يمكن تفادي تلك المأساة؟
ما حصل في عفرين كان نتيجة طبيعية لسياسات ب ي د الخاطئة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فداخلياً، اعتمد سياسة الحزب الواحد، وإلغاء الحياة السياسية والقمع.. وباختصار: إعادة إنتاج الدكتاتورية التي ثار الشعب السوري ودفع دماء خيرة شبابه للتخلص منها، وذلك من دون أي مطالب كردية واضحة ومحددة في مشاريعهم الطوباوية.
وخارجياً، عدم تمكنه من إيجاد حليف وثيق ومعاداة الجميع، ولا شك أن اتفاق الأعداء- الأصدقاء على إخراجهم من عفرين (روسيا- الولايات المتحدة- إيران- تركيا- النظام) يدلّ على أن هناك فشلاً كبيراً في علاقاته، وعلى خلل بنيوي في سياسة ب  ي د بشكل عام.
إذاً: المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق ب ي د في مأساة عفرين، وعليهم أخذ العبر من هذه المسألة بدلاً من توزيع الاتهامات على الجميع لذر الرماد في العيون والهروب والتهرب من المسؤولية حيث أنه من الممكن أن يتكرر سيناريو عفرين في مناطق أخرى، ومنبج خير مثال على ذلك.

*هناك مساع لإعادة تفعيل التفاهمات بين ال تف دم والمجلس الكردي، هل أنت متفائل في هذا السياق؟
حقيقة، لدينا تجربة مريرة مع ب ي د وكذلك تف دم حيث أنهم لم يلتزموا بالاتفاقيات التي أبرمت فيما بيننا"هولير1-هولير2- دهوك" هذه التجارب لا تبشر بالخير، وأبواب المجلس كانت دوماً مفتوحة من أجل الحوار، ولكن كل الإشارات إلى الآن لا تدعو للتفاؤل، حيث أنهم خطفوا رفاقنا، ومازالوا محتجزين لديهم، ومازالت مكاتبنا مغلقة في وطننا كوردستان سوريا، كما أن العمل والنشاط السياسي مقيّد، والعديد من الأمور التي يجب أن تحل قبل أي حوار، ومن أهم النقاط التي يجب على ب ي د مراجعتها موضوع عودة بيشمركة روز إلى كوردستان سوريا.
وكوردستان سوريا  على أبواب تغييرات هامة وجوهرية، والاصطفافات السياسية في تغير مستمر ومتسارع، والقوى الإقليمية والدولية لها مشاريعها ومصالحها، وهي أيضاً معرّضة للتحوّل على الدوام، لذلك المطلوب ومن الجميع تحمل مسؤولياتهم أمام الشعب الكردي الذي يستحق الآن وكل حين حياة أفضل مما هو يمرّ به الآن في محنته الكبيرة.

هل تشتغلون على رفد المجلس بالكفاءات التي يمكن أن تساهم في تطوير المجلس، وتقوية أدائه في  المقتلة السورية؟
طبيعي أن هذا هو هدف المجلس الكردي، ولا يمكن أن يتطور من دون رفده بالكفاءات، إلا أن المأساة أن الداخل أصبح يعاني نزيفاً كبيراً في مسألة الكفاءات والطاقات الشبابية تحديدا بسبب سياسات ال ب ي د والتي أدت إلى هجرة هذه الطاقات والكفاءات، إلا أنني وكما قلت نعمل  على ذلك دوماً، وهناك صعوبات تعترض سبيل هذه العملية، وتحديداً الحالة التنظيمية الموجودة حالياً، والتي مناه هيمنة للعقلية الحزبية، إلا أن هذا الأمر يشكل تحدياً، ولكن علينا مواجهته بقوة.

*كيف تقرأ موضوع انضمام المجلس الكردي بشكل أو جسم مستقل الى الهيئة التفاوضية؟ وهل حسم الأمر ؟
لا شك أن أحد الانجازات الهامة للمجلس الوطني الكردي هو  أن يتمثل في هيئة التفاوض ككتلة مستقلة، نعم، وقد تم حسم الموضوع، وهذا الأمر يعطي للمجلس الكردي مرونة حركة أكثر، ويعطيه على الأقل حجمه المطلوب، وبذلك يتمكن من زيادة حصة وحجم الكرد في العملية التفاوضية، وخاصة نحن أمام تشكيل اللجنة الدستورية، وهي إحدى أهم المراحل بالنسبة لنا، فالمعركة الحقيقية قد بدأت وهي مسألة تثبيت حقوق الكرد في الدستور القادم  لسوريا.
والحقيقة، لن تكون هذه العملية سهلة، بل باعتقادي ستكون صعبة ومعقدة للغاية.

كاميران حاجو- بروفايل:
-ولد في عام 1959 تربه سبي – كوردستان سوريا.
-مهندس ميكانيكي 1983
-يقيم في السويد منذ عام 1997
-رئيس مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي2016
-عضو مؤسس للمجلس الوطني السوري 2011
-عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الكردي (2011-2013)
-عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا 2014
-مسؤول منظمة PDK-S في أوروبا.
نائب رئيس اعلان دمشق في الخارج 2009
-----------
صحيفة كوردستان - العدد  587

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 2.71
تصويتات: 14


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات