القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 489 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: توالد الـ جنيفات.. والدم السوري المهدور

 
السبت 02 كانون الأول 2017


عمر كوجري

تفاءل السوريون منذ انتعاش الإرادة الدولية بشأن المشكل السوري، وضرورة البحث عن حل يوقف سيول دماء السوريين منتصف العام 2012 وسميت الجولة الأولى للقاء النظام السوري والمعارضة بـ جنيف ون أو واحد، ورغم إيجابية ما توصل إليه المجتمع الدولي في حقن الدماء إلا أن أوساطاً واسعة من السوريين لم يعزفوا على وتر التفاؤل، وتوقّعوا أن جنيف واحد سيتوالد إلى أرقام متناسلة قادمة، وهذا بالفعل ما حصل.


ماتمّ التوافق عليه وقتئذ كان إلى جانب مصلحة الشعب السوري المكتوي بنار حرب قذرة يمارسها النظام ضده بلا رحمة، ويرى السوري غير المؤيد لجرائم النظام هو عدو بالضرورة. وكان النظام وقتها يعاني الإنهاك، ولو ليس الشديد، فلم تكن روسيا بطيرانها الحربي المُتطوّر، ولا الميليشيات والمرتزقة من حزب الله اللبناني، والميليشيات الطائفية العراقية إلى الحرس الثوري الإيراني إلى المرتزقة الأفغان والباكستانيين قد دخلت على خط النار بهذا الشّكل الذي نراه الآن في الخارطة السورية.
كان من أهم بنود جنيف1 :"إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية. وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية. ويمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى"
الآن، وصل السوريون ومعهم المجتمع الدولي إلى جنيف الرقم 8 والنظام بدعم ميلشياوي وروسي وإيراني منتعشٌ بنصرٍ موهومٍ على " شعبه" استفاد من تشرذم وولاءات المعارضة المسلحة، وتحويل الثورة من وجهها المشرق إلى النفق المظلم، الآن لا يبدو النظام مهتماً بطمر طمي الحرب، وحتى دول كثيرة لا تولي اهتماماً بطيّ هذه الصفحة المؤلمة في حياة السوريين بمختلف شرائحهم وإثنياتهم العرقية والدينية، ولا يبدو أن وقف عجلة العنف ستبدو متوقفة في القريب، وما الخاسر في هذه الجلبة الدولية الكبرى إلا الشعب السوري. 
في جنيف 8 لم يلتزم وفد النظام السوري حتى بالعرف الدبلوماسي، وحضر في اليوم الثاني من بدء الاجتماعات ما يعني أن النظام لم، ولن يحضر في أي محفل لأجل سوريا إلا للّعب بالوقت، وإعادة تدوير المشكل السوري بحيث يكسب مزيداً من الوقت للإجهاز على ما تبقّى من الناس الغلابة، وتحقيق النصر على " الشعب السوري الإرهابي".
للأسف المجتمع الدولي ضليع بأحابيل النظام، لكنّه وعن سبق ترصّد يغضّ طرفَه عنه، إلى أن تغدو سوريا مكاناً موحشاً غير قابل لعيش البشر.
صحيفة «كوردستان» العدد 573 – زاوية «العدسة»

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات