القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

























 

 
 

مقالات: الشرعة الدولية والتهديدات ضد شعب كردستان

 
الأثنين 25 ايلول 2017


شادي حاجي

المتابعين للشأن السياسي في العراق عامة وكردستان خاصة يعلمون ماتعرض له شعب كردستان وعلى مدى قرن من الزمن منذ أن إلحق جزء من كردستان بموجب اتفاقية سايكس بيكو وماتلتها من اتفاقيات ترسيم الحدود الى دولة العراق التي  لم تكن لها قائمة قبل ذلك من حروب واجراءات وممارسات تعجز الكلمات عن وصفها والتي جاءت على لسان القيادات السياسية في كردستان وعلى أرفع المستويات خلال المؤتمرات الصحفية التي جرت اليوم وخلال الأيام الماضية مع شرح الأسباب التي دفعت القيادة السياسية وشعب كردستان الى اتخاذ القرار للتوجه لاجراء استفتاء شعبي عام على الاستقلال لأن الاستفتاء حق طبيعي مشروع واسلوب ديمقراطي سلمي ليعبر شعب كردستان عن رأيه حول تقرير مصيره في الحرية والاستقلال وإقامة دولته والذي قوبل من بغداد وطهران وأنقرة بالتهديد والوعيد واستخدام القوة وبحصار كردستان واغلاق الحدود والمعابر وفرض العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وقطع العلاقات ومحاولة ارضاخ وكسر ارادة شعب كردستان من خلال تجويعه والتضييق عليه 


هذه التهديدات في حال تنفيذها تناقض مبادىء وقواعد القانون الدولي ومقاصد الأمم المتحدة ولائحة حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها أولآ .
إلى جانب خرق مبادىء وقواعد القانون الدولي الإنساني ثانياً .
 وسيؤثر كل ذلك على مصداقية  المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وتعريض مكانتها ودورها المطلوب والضروري في حماية الشعوب وتحقيق العدل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين للخطر ثالثاً.
فمعلوم أن الشرعية الدولية لها بعد حضاري يتطلب في مثل هذه الحالة التأكيد عليه والتمسك به وهو كامن في جوهر الشرعية بكونها الضامن لحقوق الدول والشعوب بغض النظر عن حجم إقليمها وعدد سكانها وقدراتها الإقتصادية ومعلوم أيضآ أن الحضارة الانسانية ليست ملك شعب واحد لأنها ليست من صنع شعب واحد إنما هي سبيكة من صنع كل شعوب الأرض وسوف تنمو وتزدهر بمساهمة جميع الشعوب لذا لابد ان تجسد الشرعية الدولية المبادئ التي تحافظ على حقوق ومصالح كافة الشعوب دون تمييز وهذا المعنى نجده بشكل واضح في ديباجة ميثاق هيئة الأمم التي ولدت من أجل تنظيم العلاقات الدولية وحماية الشعوب وحقوقها وقد نطقت الديباجة باسم الشعوب كافة ولم تنطق بأسم الحكومات ولم تكن من مسؤوليتها حماية الحكومات حيث تقول ( نحن شعوب الأمم المتحدة... وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب التي في خلال جيل واحد جلبت للإنسانية مرتين أحزانآ يعجز عنها الوصف وأن نؤكد من جديد ايماننا بالحقوق الاساسية للانسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والامم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، مرات بين الاحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة في المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وان نرفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وان نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية ) فهذا النص كما هو كامل نص الميثاق يحمل المعنى الحقيقي للشرعية في حين نجد المعنى الفعلي على سبيل المثال في هذا الجانب يتجلي في محاولات بغداد وطهران وأنقرة بإختزال الشرعية في حدود مصالحها القومية التوسعية العنصرية الضيقة  وتتعاون فيما بينهاعلى أساس تلك المصالح بعيداً عن مصالح كردستان وشعب كردستان وإرادته وحقه في تقرير مصيره وبالرغم من ذلك نجد هناك صمت من قبل المجتمع الدولي وهذا مايحز في نفس وقلب كل كردي وكل انسان حر في العالم وهو يمارس أكثر الأساليب ديمقراطية وحضارية وسلمية وهي الاستفتاء على حقه في تقرير مصيره في الحرية والاستقلال .
لذلك وجدنا الضرورة تدعونا للمساهمة بشكل متواضع في الكشف عن مفهوم الشرعية الدولية  وتلبية الحاجة لمعرفة هذا المفهوم وإدراكه والعمل بموجبه والدفاع عنه أمام المحاولات المحمومة لفرض المفهوم الفعلي القائم على القوة والمصالح الضيقة وغير المتكافئة خصوصاً في هذه الظروف التي يسعى من خلاله شعب كردستان بشكل ديمقراطي سلمي حضاري أخذ زمام أموره بنفسه في ضوء المواثيق والعهود الدولية التي تحمل المفهوم الحقيقي للشرعية الدولية .
شادي حاجي ألمانيا في 25/9/2017

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات