القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 361 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: مصالح الأقطاب أهم من عويل المعترضين

 
الثلاثاء 20 حزيران 2017


ماجد ع  محمد 

من كل بُد أن الإقليم كلما تقدوم خطوة صوب الموعد المحدد للاستفتاء زادت العراقيل الحقيقية والخلبية، الحقيقية منها هي تلك التي ستحاول الأنظمة المحاطة بالإقليم العمل عليها خفية وعلى قدمٍ وساق من خلال أدواتها الرخيصة في الداخل، بما أنها في العلن لا بوادر تذكر إلى الآن لمواجهة تطلعات شعب الإقليم، والخلبية منها ستركز على وسائل الإعلام المعادية والطابور الخامس من مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية، وهذا الطابور قد يشمل بعض مسؤولي الأحزاب أو المنظمات المدنية وكذلك الصحفيين وبعض من ينتمون إلى جماعة الثقافة الفالحين في تثبيط الهمم وتعميم مشاعر الإحباط بين الناس.


ولكن أمام هذه الخطوة المصيرية يبقى الأهم من المذكورين أعلاه جميعاً هم الدول الغربية وخاصة الدول التي هي بمثابة أقطاب عالمية والتي ومنذ عشرات السنين كانت ولا تزال تدعم أسوأ الدكتاتوريات في الشرق الأوسط لا حباً بها إنما حباً بمصالحها، والتي ربما تظل تدعم الأنظمة الفاسدة إلى أجلٍ غير مسمى، طالما أن تلك الأنظمة مع كل مقابحها تحقّق مصالح  تلك الدول إلى حين، ولا شك أن قادة الإقليم على بينة بحقيقة مواقف الدول الغربية من قضايا الشعوب، وأن أرقى دولة غربية لا تزال تفضل المستبد الشرقي على الجماهير المقهورة، بما أن الحاكم المستبد قادر على إقناع الغرب بدوام وإدامة عمر مصالحه في الشرق، وهو الأمر الذي فشلت في كسر قاعدته أغلب المعارضات بما فيها معارضات الربيع العربي ومن ضمنها المعارضة السورية على وجه الخصوص، بل وغالباً ما كانت المعارضات تحقق رغبات الأنظمة الاستبدادية من خلال رفعها لشعارات معادية للغرب وتهديد مصالحه، لذا بقيت الدول الغربية تفضل التعاطي مع الأنظمة المستبدة التي تعرفها وتؤمن مصالحها على المعارضات التي لا تعرف خلفياتها ولا تثق بها.
ومن هنا فإن الدول العظمى إن لم تجد في اللاعب الجديد ما هو مغري ومفيد لها فقد لا تدعم خطواته أصلاً، وتلتفت بالتالي للاعبين السابقين الذين لا يزالون يقدمون الولاء والطاعة للغرب كرمى بقائهم على الحكم ولو على حساب قمعهم المتواصل لشعوبهم، وقد أشار إلى هذه العلة والسمة اللاأخلاقية لدى الأنظمة الحاكمة في الغرب أحد أبرز المشاركين ببعثة المراقبين العرب إلى سوريا، أي أنور مالك، وذلك في نصٍ كتبه مالك بموقع الخليج أونلاين في: 2015-07-13 والذي قال فيه: "بلا أدنى شك أن ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات والمواثيق والقوانين الدولية، يستعملها الغرب الديمقراطي من أجل الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي كي يحقق مكاسب على مستوى مصالحه في البلاد العربية والإسلامية فقط" وليس بغرض تحقيق أي شيء مما يدعون إليه من هذ المصطلحات أو الملفات المذكورة، ومن هنا فإن الإقليم إن لم يستطع تحقيق مصالح الدول العظمى من خلال الخطوة المصيرية في 25 أيلول فإن الأنظمة المقسمة لكردستان هي مسبقاً تفعل ذلك منذ نشوئها ولا تزال، لذا فإن لم يكن الوجه الجديد على الساحة السياسية والاقتصادية على مستوى طموحهم الاقتصادي، ربما تجنبوه مع كل ما يحمل المشروع الحق من القيم الإنسانية والهموم والمواجع والأمال، وتناسوا بالتالي طموح ملايين الناس كما فعلوها من قبل أكثر من مرة وفي أكثر من مكان!
لذا فإن تحقيق الإقليم لبعض مصالح الدول العظمى أهم من كل صراخ المعترضين على ما يلي الاستفتاء، وحيث أن المعترضون أغلبهم من أصحاب المصالح الشخصية وليس من الصعوبة بمكان تحييدهم بطريقةٍ ما، أو شراء ذممهم، طالما كان بعض الساسة أصلاً يعملون كالسماسرة، وباعتبار أن السياسي التاجر عادة ما تكون مصالحه أهم من المبادئ التي يتزعم بأنه يتبناها ويسير على هديها، لذا فهو عادة ما يحاول أن يبعد مقياس المنطق عند اتخاذه لأي موقفٍ يتعارض مع منافعه الشخصية، لأنه إن عاين الموضوع وحاكمه بالمنطق العدلي لربما تصرف أو قال بخلاف ما ترمي إليه مصالحه، لذا فهو من باب الأنانية غالباً ما يسمح لنفسه الشيء نفسه الذي يحرمه على غيره، منها مثلاً أن السيد عمار الحكيم ربما يعرف جيداً بأن هنالك 22 دولة عربية، ويعرف بأن هنالك 55 دولة اسلامية في العالم، ومع ذلك فإن كل الدول تلك لا تشكل  خطوط حمراء لديه، ولا إشكالية في وجود أي منها أو ولادة العشرات منها إن كانت بعيدة عن مضاربه، بينما وجود دولة كردية على غرار أية إمارة  في المنطقة أو دويلة في الجوار فتقض مضجعه، وتهز كيانه، وتقصم أركانه، لذا فمن هذا المنطلق الخالي من العدل والقيم قال الحكيم "وحدة العراق خط أحمر ولا يمكن ان نتساهل فيه" وذلك في خطابٍ له أمام قيادات الحشد الشعبي، معلناً بذاك موقفه الجائر من حق الشعب الكردستاني  في تقرير مصيره، وبخصوص الخطوط الحمر التي تحدث عنها الحكيم وغيره الكثير، بل وتضعها الأنظمة الغاصبة أمام الكرد منذ عشرات السنين كسور الصين العظيم، وللتخلص من هذا الكابوس الذي صنعه المُعادي لنهوض الكرد وتطلعاتهم، كان الكاتب محمد صادق قد دعا في مادة له في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 2014 / 7 / 15  إلى تحرير الكرد من الخطوط الحمر التي يضعها الأعداء أمامهم، بما أن حق الشعوب لا يَعترف بالخطوط الحَمراء التي ترسمها السلطات المحتلة للشعوب قائلاً "إلى متى سنبقى نحنُ حراساً أُمَناء نحمي الحدود الوهمية لأصحاب الخطوط الحمر ومقدَّساتِهِم، حتى باتت هذه الخطوط الوهمية مقدسات آمنَ بها الكُرد وَغَدَت تَسري في دمائهِم من جيلٍ لآخَر ولازال الخوفُ يَمنَعُهُم من تخطي هذه الخطوط لأتفه الأسباب كالظروف الأقليمية والدولية" وبما أن "رضا الناس غاية لا تدرك" لذا فلو انتظر الكرد قروناً أخرى فلن تزول الخطوط الحمر التي يرسمها أعداء الحق والحقيقة أمامهم، طالما كان ذلك الحق يضر بمصالحهم القائمة على تقويض مصالح الآخرين.
وفي ختام وقفتنا هذه فإننا نكرر بأن موقف الأقطاب العالمية أكثر أهمية من كل عويل المعترضين على الاستفتاء، ولعلها بكفة موازية تماماً لكفة إرادة شعب وقيادة الإقليم في اتخاذ هكذا قرارٍ مصيريٍّ حازمٍ وحاسم يتحتم على القيادة تحمل تبعاته، وبما أن القيادة الحقيقية هي أصلاً في الأنفاق المظلمة كخيار وليس مجرد منصب إداري أو سياسي في مرحلة السلم، لذا فعلى القيادة السياسية في الإقليم نشر الأمل في أحلك الظروف حتى لا يدمر اليأس كل المآثر والمنجزات التي جاءت عقب تُرعٍ من دماء الضحايا الذين كانوا سككاً أمام  قطار الاستقلال، ونرى بأن هذا الأمل لا يزال موجوداً وبحماسٍ منطق النظير ليس من قبل الجماهير المتشوقة لرؤية علمها مرفرفاً في الأمم المتحدة فحسب، إنما الوقائع والتجارب والشهادات الحية أيضاً تشير إلى ذلك، وبهذا الصدد سبق أن تحدث الكاتب الأمريكي ستيفن مانسفيلد في حوارٍ مع رووداو بتاريخ 7/6/2015 أنهم أي إقليم كردستان على "الرغم من الحرب والقمع، أعادوا بناء مدنهم ببراعة، ففي المواقع التي سقطت فيها القنابل وشهدت مذابح، بنيت أرقى الفنادق ومراكز التسوق والمدارس، لدرجة أن كوردستان أُدرجت ضمن الدليل السياحي لقناتي ناشيونال جيوغرافيك وكوندي سايتو وأنهم بالرغم من كل ما تعرضوا إليه من المجارز الوحشية فإنهم لم يفقدوا الأمل ولم يتحولوا إلى شعب متشائم".  

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات