القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 243 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: الثورة السورية .. حلم لم ينتهي بعد

 
الأثنين 12 ايلول 2016


حسن شندي

بدات ثورة الكرامة والحرية في سوريا بمشاركة واسعة من مكونات الشعب السوري حاملة بين ثناياها تصورا لمستقبل جميل مشاهد لدولة الحريات والعدالة وانتصار الحق على الباطل تصورات ارتسمت من درعا الى مدينتي عفرين  حبلى بدموع الفرح والاخاء والتكاتف الصحيح والسليم ..
لقد شاركت كل مكونات الشعب السوري منذ البداية ولاحظت ذلك كمشارك في اول مؤتمر للمعارضة السورية في انطاليا وكاول من قرا بيان حركة الضباط الاحرار بقيادة البطل  حسين هرموش .. كنت ارى اوائل الثوار يحملون في مخيلتهم نفس التصورات التي حملها اهل بانياس واللاذقية ودمشق وحماه وعامودا كانت ثورة بريئة وعفوية تعبر عن ثقافة الشعب السوري في الحياة والحرية ..


ماكان مؤلما حقا حينما اتضح لنا ونحن نركض بين خفايا المشهد نعمل دون مقابل لنكمل المسير  بان هناك طغيان  اقليمي غطّى بوشاحه على ارادة شعب بسيط محب للحياة يريد الخلاص من حكم عسكري فاشي ثقيل بعد ان تخلصت شعوب عربية اخرى من حكامها ..لم يدرك السوري حجم الدمار الذي سيشكله لم يدرك مدى الانهيار الاخلاقي والاممي الذي سيظهره الطغيان العالمي .. لم يدرك ان هناك غيلان انحطاط في هذا العالم تختبىء خلف ابتسامات الاطفال ومظاهر الحريات وحقوق الانسان وغيرها من المبادئ المكتوبة عل اوراق الامم المتحدة المتلاشية ..بدات التغييرات وردات الفعل تنعكس يوما بعد يوم ليبدا اختراق هذه الثورة العظيمة من قبل كل من اراد النيل من عزيمة هذا الشعب وبدات الاطماع الدولية تغرز بسكينها في كل منطقة اوجزء سوري بعد كل قلق لامين عام الامم المتحدة وبدات تتقسم طموحات شعبنا  وتنقضم من قبل رؤساء الاستخبارات وممولي الحملات العسكرية والدعائية والفكرية والتنظيمية فتمت ملاحقة كل ثائر كان يحلم الحلم نفسه الرؤية والتصورات ذاتها ..
بدات الساحة السورية تئن تحت وطأة التدخلات الاقليمية التي انهكت الشعب السوري وثورته فاصبحنا نلاحظ تصفية الثورة السورية ومحاولة اقتلاعها من جذورها لم نستطع فعل شيىء لا انا ولا كل من ثار من ابناء شعبنا السوري بكافة مكوناته اصبحت التشكيلات المتطرفة تزداد تطرفا بازدياد عنجهية النظام المجرم وعدد براميله  ولم تشكل المؤتمرات ومسلسل الجنيفيات اي تغيير او بشرى بتغيير ما بل اصبحت اللعبة بيد الدول العظمى ولم يعد للشعب السوري اي امل باستعادة زمام الامور .
وماذا بعد ..؟  هل نبقى نسرد قصتنا ونتفرج على خيباتنا المستمرة واهاتنا وحسراتنا ونحن في العيد الاخير لثورتنا حسب الاتفاق الروسي الامريكي هل نتوقف هل نعلن انهزامنا هل نعلن انسحابنا هل يمكن لشعب عظيم قام بفضح الرؤية الحاكمة على سطح الارض لشعوب العالم واظهر للعالم صور الشجاعة والطفولة والتضحية باشكال لم يشهدها التاريخ في زمن الصورة والمشهد الفضائي المباشر والغير مباشر ؟ ! لقد بقي بصيص امل واحد في استعادة روح الثورة  من خلال ماتبقى من الجيش السوري الحر هذا التشكيل الذي عقدنا عليه امال كبيرة منذ البداية لكن اين هو الان ومن يمثله اين هم روح ثورتنا اخبروهم بان الحلم لم ينتهي ..
لقد بقي بصيص امل واحد في استعادة انفسنا واستعادة زمام المبادرة من خلال التكاتف من جديد مهما كانت اعدادنا قليلة ولتكن جرابلس او اي شمال امن هي المفتاح الاول لنرسم نموذجا جديدا وفريدا ونعبر للعالم عن ماهيتنا الجديدة اعتقد ان الثوار الان في الداخل والخارج واينما كانو على تخوم اي دولة كانت هم جميعا بامس الحاجة الى الوعي رغم خطورة المرحلة القادمة والاتفاقات الملزمة من جهات ليست سورية.  ان كافة مكونات الشعب السوري كل من كان ولا زال يؤمن بالثورة السورية على حقيقتها الطاهرة النبيلة دون رتوش كل من صرخ واحد واحد الشعب السوري واحد وكل من طالب بان يرحل بشار وكل من هتف بجمعة ازادي يريد ان نبدا من جديد ونقترب اكثر من بعضنا في ظل المتغيرات الجديدة كلنا يتابع على شاشات الفضائيات العربية والاجنبية مايجري على الساحة وعلى الاحرار من ابناء شعبنا ان ينتهزو اي فرصة لنتقارب ونقف الى جانب بعضنا البعض من جديد لاجل حلم لم ينتهي بعد  بحاجة الى ذاك الايمان الذي بدانا منه لنبدا الحكاية من البداية كما قالها شباب احرار خرجوا من تحت الانقاض لاحياء الثورة السورية العظيمة ثورة الكرامة والحرية فالمسيرة لم تنتهي بعد وعلينا نحن الان في اول منعطف على الارض ان نثبت اقدامنا ونعطي انموذجا يشجع باقي السوريين للالتحاق بنا ربما انهكت ثورتنا في كثير من المنعطفات امام طغيان العالم وانظمته و اذناب فاشيته لكن لن تموت ولن تنهزم فهي حية مازالت تعيش بتصوراتها واحلامها ومشاهدها نفسها التي بدات ومهما تقرر من اتفاقات دولية او اقليمية بحضور ائتلاف او نظام علينا ان نؤكد دائما على مبادئنا التي انتفضنا لاجلها من درعا الى عفرين وستنتصر في النهاية لانها ارادة شعب اراد الحياة والحرية كل مايلزمنا ان نبدا من جديد ونؤكد وجودنا ونعيد اصطفافاتنا ونؤمن بالحلم من جديد فهو لم ينتهي بعد .
------------
معارض كردي سوري

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات