القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 357 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: يقظة شنكال هدمت لإيران أحلاماً - الجزء الثاني

 
الخميس 19 تشرين الثاني 2015


د. محمود عباس  

وما يجري الأن على أطراف طوز خورماتو ومناطق أخرى على حدود إقليم كردستان الفيدرالي، والتصريحات الهستيرية لقادة الميليشيات الشيعية، تثبت أن عمليات تسليم أسلحة أربع فرق عسكرية عراقية لمنظمة داعش، كانت مؤامرة مخططة من قبل إيران عن طريق المالكي رئيس وزراء العراق السابق، وهو أحد اشد المناهضين للكرد وحقوقهم، وقد كانوا معاً وراء توجيه داعش إلى شنكال، والمجازر التي حصلت هناك، هو وحكومته وإيران من أوائل المتهمين، وهدفهم النهائي كان دفع داعش لتدمير الإقليم بتلك الأسلحة التي أخليت لهم مع مدينة الموصل، وبعد التدخل الأمريكي، قفزت إيران إلى الساحة لتدعي بأنها أوقفت هجمات داعش، ولربما فيها بعض الحقيقة، وذلك بأمر منها لقادة المنظمة التابعة لها بالتوقف، بعد جدية التدخل الأمريكي المباشر، والتي تبينت حينها نهاية المالكي أيضا، عاملهم الأقوى في العراق.


  خططت إيران لتكون داعش أقوى منظمة تكفيرية سنية الغطاء، قسمها العراقي تنفذ أجنداتها بشكل غير مباشر، فنادرا ما حاربت تشكيلات الحشد الشعبي الشيعي، بالمقابل وللتغطية، قامت بالمجازر بين المدنيين في المناطق التي دخلتها، وعمليا تناوبتا بشكل غير مباشر في توسيع رقعة المجازر بين السنة، وللدعاية التي  أفرزت لها وإعلامها الموجه وكأنها منظمة تدافع عن النهج السني، تكالبت عليها شريحة الشباب المغرور بهم، ومجموعة من الجهلاء، وبقيادة لها أجنداتها، وخبيرة بكل المؤامرات وتنفيذ الإملاءات  حسب متطلبات كل مرحلة وكل جهة، ولا يخفى أن عرابها الأول  أئمة ولاية الفقيه وسلطة الأسد، ومعروفة الفترة والخلفية، وهما الأن الأكثر تضررا من عمليات تحرير شنكال والمناطق الكردية الأخرى في العراق، وتؤثر فيهم بشكل مباشر أضعاف داعش، وتقليص دورها في جنوب كردستان، تعكسها التصريحات الهستيرية من قادة الشيعة العراقيين السياسيين منهم والعسكريين، والتي لم تحصل مثلها على مر التاريخ العراقي، وخلال الفترة التي يسيطر فيها الشيعة على الحكومة المركزية. حصلت مثل هذه مع تركيا بعد تحرير كوباني وتل أبيض، وعند محاولة تحرير المنطقة الواقعة بين تل أبيض وعفرين، فظهرت تصريحات وتهديدات نارية من أردوغان ورئيس وزرائه خاصة عندما شعروا بأن داعش سيبعد عن المناطق الحدودية.

  خططت إيران مع سلطة بشار الأسد على تقوية فصائل داعش ضمن سوريا، وبعد مؤامرة شكلية ومعارك وهمية، تخلى جيش بشار الأسد عن أسلحة روسية مماثلة لخطة المالكي بالأسلحة الأمريكية، والكل يتذكر عملية التخلي عن أسلحة اللواء 93 مع مجموعة من الجنود، ودبابات فوج الملبية وأسلحة مطار الرقة وأسلحة أفواج المحاطة بدير الزور والبوكمال وتدمر، سلمت سلطة بشار الأسد مع الأسلحة المنطقة لهم، محتفظاً على بقع جغرافية ضمن المنطقة التي تسيطر عليها داعش، مثل غيرها من المراكز الأمنية في مناطق سورية أخرى، كتلك الموجودة ضمن قامشلو والحسكة.

   ولا خلاف على أن إيران اشتركت مع تركيا أو تغاضت عن مطالبها عند توجيه داعش لمهاجمة المنطقة الكردية في سوريا، أو كما يقال مؤامرة مشتركة من قبل جميع الأطراف للتغطية على عملية سيطرة طرف كردي تساير استراتيجية الهلال الشيعي على المنطقة دون الأطراف الأخرى، وبالتالي يلهبوا الصراع الكردي -الكردي، ليتطور فيما بعد، ويميل الدرب إلى اتجاهات مغايرة بعد أن حركت إيران داعش لضرب مصالح الدول الكبرى، أي عمليا خرجت من إطار منظمة تلبي الصراعات الإقليمية، لينزلق إلى صراع مع القوى الدولية. والكرد في المعادلة كانوا أدوات بيد عدة قوى، وتكاد أن تحوذها الولايات المتحدة الأمريكية لصالحها بشكل كامل، لتنفيذ أجنداتها، وهي محاربة داعش، الخطة التي أثارت غيظ إيران وتركيا معا، وبعض الدول العربية ومعهم المعارضة السورية العروبية الإسلامية، خاصة وبعد تصاعد الصيت الكردي على أبعاد هذه المعارك والانتصارات المتتالية وتحرير شنكال، ورفع العلم الكردستاني فوقها بشكل خاص. تنظيف أراضي كردستان بيد البيشمركة والقوات الإيزيدية وبمساعدة الأمريكيين من الأشرار نبهتهم على أن العملية تتماشى والقضية الكردستانية، لكنها لم تنبه الأحزاب الكردستانية المسيطرة، بأن حصر قواتها العسكرية ضمن إطار الأحزاب لن توصلها إلى الغاية الكردستانية، وستنتهي متى ما بلغت خدماتها للقوى الكبرى نهايتها، ولم توقظهم من نشوة الهيمنة الحزبية الوهمية، وبأنه بدون جيش كردستاني متكامل ومتعاون بين بعضه في كل الأطراف لن يكون هناك نجاح، وكل الانتصارات ستكون آنية، ستنهار بعد تخلي القوى الكبرى عنهم، أو في النهاية وعند انتهاء المهمة، ستجرى عملية المقارنة بين ثقلهم وثقل الأعداء، ولا أظن أن أية قوة كبرى ستتخلى عن غنى الدول العربية وقوة تركيا الاستراتيجية وجيشها  ضمن الناتو وهيمنة إيران المذهبي الاستراتيجي، مقابل قوى عسكرية تابعة لأحزاب تمثل جزء من الشعب الكردي. 

د. محمود عباس

الولايات المتحدة الأمريكية


11-16-2015

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات