القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 554 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: ولن نختار الركوع لأحد...

 
الثلاثاء 24 نيسان 2007


ديـــار ســـليمان

الركــوع هو الأسـلوب الرئيسـي المتـوارث للتربيــة في شرقنا الجميل، يزرعه الآبـاء في ابنائهم، الأزواج في زوجاتهـم، المعلمـون في تلاميذهم، و رجـال الدين في اتباعهم، كل ذلك للمساهمـة في مساعدة الدولـة في مهامهـا (الأركاعيـة) التي تهـدف من خلال اركاع مواطنيهـا الى خلـق جيل أو قطيـع من الحمـلان الوديعة يؤمـن بالركـوع الطوعـي للوائـح الواجبـات و الواجبـات المترتبـة عليه، و تنفيذها بصرامـة طوعـآ (أو بالصرمايـة)،


حيث يصبـح الركـوع مفتاحـآ لدخول جنة الدنيـا و الآخـرة،و يصبـح كل خـروج عليه ، كأنـه خروج على نواميـس الحيـاة و سـنن الكـون، يـؤدي بصاحبه الى العيـش منزويـآ، منبوذآ، مغضـوبآ عليه، كونـه قد خـرق احد المقدسـات التي يسـير على نهجهـا الفرد و المجتمـع، هذاعـدا عن التدابير( التأديبيـة) التي سـيكون عرضـة لهـا.
و شـيئآ فشـيئآ أصـبح الركـوع في شرقنـا (الجميـل أيضـآ!) فنــآ و صنعــة، له فوائـد جمـة، فبالأضافـة الى الوقايـة من الشـرور، يحصـل الراكـع على مغانـم تتناسـب مـع مواهبـه، حيث تـزداد طـردآ كلمـا أجـاد الركـوع، لا بل السـجود في المواضـع التي تحتـاج الى ذلك، عمـلآ بمبـدأ لكل مقـام مقـال.
أما في علاقـات الدول، فقـد أصـبح الركـوع يسمى بالنسبة لبعض الدول دبلوماسـية، فالدولة التي أذاقت مواطنيها صنوف الاذلال لا تجـد غضاضـة في الوقت ذاته، في الركوع و السجود والانبطـاح أمـام دول أقـوى منها، لكـي تحتـفظ لنفسها بلقـب (دولة)، و تحصـل المجموعـة الحاكمة فيها على صفـة (حكـومة).
و دبلوماسـية الركوع هذه، التي تنتهجهـا بعض الدول و الأفـراد لا تمـنع تلك و هـولاء من أن يكونوا راكـعين و (مركوعـآ لهـم) في الوقت ذاتـه،فهذه الدول و(الأفراد) التي تتلقـى أشـرس صـنوف
الاذلال، تحـتاج الى فـسحة للتنفيـس عن العقد التي تنشـأ لديهـا نتيجـة ذلك، فتمارس اذلالآ أشـد على من هـو أضعف منهـا بجرعـات تفـوق ما تتلقـاه هي.
و ظاهـرة الركـوع، مثلها مثل غيرها من الظواهر المرضية المرتبطة بالشرق تتجسـد في أشـكال مختلفة منهـا أن الراكـع سواء أكان فـردآ أو دولة، لا يستطيع و لا يحتمـل رؤيـة  ايجابيـات تذكـره بمرضه، فمـع طول بقـاءه منحنيـآ يـصاب بالتقوس و لا يعد يرى سـوى ما تحت قدميـه، كمـا يعجـز أو لا يريـد رؤيـة القامـات المنتصبة و الهامــات المرفوعـة كونه لم يعتـد عليـها.
القامـة الكوردية المنتصبة، التي يمثلها الجبل الكوردي مـسعود البرزاني، و التي لم و لن تختـار الركوع لأحـد، لن تـسمح بجعـل كركــوك مـتنفسآ لعقـد الآخـرين و عللهـم، بل بوابـة للخـروج من عالـم الأوهـام الشـرقي، جعلـه جميـلآ حقـآ!


24.04.2007

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات