القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 564 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

أخبار: تقرير توثيقي عن مجزرة كوباني (عين العرب) حزيران 2015

 
الثلاثاء 14 تموز 2015



مقدمة عن كوباني
كوباني هي مدينة كردية سورية تابعة لمحافظة حلب، وهي مركز منطقة كوباني . تقع على بعد 30 كيلومتراً شرقي نهر الفرات وحوالي 150 كيلومتراً شمال شرق حلب.
انسحبت قوات النظام السوري منها وتحررت بذلك المنطقة من براثن النظام منذ يوليو 2012 ، وسيطرت وحدات حماية الشعب وهي الوحدات العسكرية التي أسسها ( حزب الاتحاد الديمقراطي ولاحقاً بالتعاون مع أحزاب عربية وكردية لتصبح فيما بعد قوات تابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية  على المدينة في 19 يوليو 2012. حيث قامت وحدات حماية الشعب والحزب الاتحاد الديمقراطي بإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية )  كانتون كوباني ( .


وفي أوائل عام  2014 وتحديداً بتاريخ 2 يوليو تعرضت مدينة كوباني والقرى المحيطة بها لهجوم من مقاتلي تنظيم داعش و في 16 سبتمبر استأنفت تنظيم داعش حصار المدينة بهجوم واسع النطاق من غرب وجنوب المدينة وما لبثت أن اقتحمت المدينة وسيطرت على معظم مناطقها بعد أن نزح جميع سكانها نحو تركيا نتيجة هذا الصراع المسلح بين القوات الكردية وتنظيم داعش . 
حيث لم تتمكن قوات تنظيم داعش من إتمام السيطرة على المدينة بسبب غارات التحالف الدولي التي الحقت دماراً كبيراً بتنظيم داعش ، ثم انضمت إلى المدافعين عن المدينة مجموعة  من قوات البيشمركة  ووحدات من الجيش السوري الحر .
واستطاعت قوات ال( ypg )و بمساندة من قوات البيشمركة والجيش الحر وطائرات التحالف الدولي من طرد تنظيم داعش من مدينة كوباني وتابعت القوات الكردية تحرير جميع قرى ريف مدينة كوباني تدريجياً وصولاً إلى تل ابيض الواقعة شرقي كوباني وعين عيس الواقعة جنوب شرق كوباني وريف ناحية صرين الواقعة جنوب كوباني اي تم تحرير ريف كوباني بشكل كامل حيث بدأوا الاهالي يعودون تدريجياً إلى المدينة وريفها واصبحت الحياة تنبض من جديد في شوارع كوباني واحيائها وريفها . 
إلا أن داعش وبعد الهزائم التي تلقتها واحدة تلو أخرى قامت بالتسلل إلى مدينة كوباني كرد فعل على هزائمها في المنطقة بتاريخ 25 / 6 / 2015 وراح ضحية هذا التسلل المئات من المدنيين الأبرياء بين قتلى وجرحى .
عملية اقتحام المدينة وريفها وارتكاب المجزرة
بتاريخ 25/6/2015 اقتحمت تنظيم داعش الإرهابي مدينة كوباني وعدد من القرى التابعة لها مرتكبة مجازر مروعة تفاوتت بين القتل المباشر من خلال قطع العنق بآلات حادة والقتل عن قرب بأسلحة نارية ومن خلال عمليات القنص وعمليات التفجير الانتحارية من خلال ما تم سرده الشهود العيان على الحداثة والمدون شهاداتهم ادنا التقرير ) أن المجازر التي ارتكبتها تنظيم داعش الإرهابي ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية بحق المكون الكردي على اعتبار أن مدينة عين العرب ( كوباني وريفها هي منطقة كردية ) وأن عمليات القتل المتعمد بحق المدنيين العزل أنما كانت موجه ضدهم بهذه الصفة كما أن أتساع رقعة الأماكن التي أرتكب فيها تلك المجازر والعدد الكبير للقتلى والجرحى من المدنيين والتي أيضاً كانت بصفتهم مدنيين حيث تمكن التنظيم من السيطرة وارتكاب مجازر مروعة في كل من المناطق التالية (بالقرب من الفرن الآلي ومقر حكومة كوباني, وعلى طريق حلب جنوب المدينة, وفي محيط كازية مصطفى درويش على طريق شيران, شرق المدينة , وشمال المدينة في حي الجمارك, وفي وسط المدينة بالقرب من اكسبريس, وسوق الهال القديم, ثانوية البنين ( مشفى مشتنور) , حارة حج بكو ، غربي الريجي , محيط مدرسة البعث ، شارع 48 , قرية ترميك بيجان, قرية بربختان، قرية برخ باطان  ) وقد تم استخدام أبشع اساليب العنف والاجرام بحق الانسانية والمحرمة دوليا وانسانيا, بأيدي عصابات مسلحة تنتمي الى تنظيم "داعش", وهي جرائم ابادة جماعية بحق المواطنين الكورد السورين بالذبح والحرق والتمثيل بالأجساد البشرية,مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا أكثر من 300 قتيل وأكثر من  300  جريحا من المدنيين الابرياء العزل, والذين قضى معظمهم ذبحا , وقضى البعض ضحايا عمليات التفجير الارهابية وعمليات القنص, وقد بدأت هذه العملية الاستخباراتية الانتحارية التي قامت تنظيم داعش في مدينة كوباني الساعة 4.45 صباحا حيث  تسللوا إلى المدينة حوالي الساعة الرابعة صباحاً حيث أكد الشاهد العيان ( س – ش – ع   )  للمنظمة بقوله: " استيقظت على أصوات طلقات رصاص مكثفة وتفجير في آن واحد وللحظات سمعنا صوت تشفيط السيارات في حارتنا وذلك خلال الساعة 4.45 صباحاً " حيث كان جميع المدنيين يظنون بان اصوات الرصاص هي من قبل القوات الكردية فرحاً بانتصارهم بتحرير ناحية صرين وأكد شاهد عيان للمنظمة ذلك بقوله : ( " سمعت فجأة اصوات الرصاص الكثيف المتقطع من مناطق مختلفة , فظننت بأن القوات الكردية قد حررت مدينة "  صرين " التي تقع جنوب مدينة كوباني بعد تحريرها لمدينة " عين عيسى " الواقعة جنوب شرق كوباني , فظننت بأن إطلاق الرصاص ما هو إلا احتفال بتحرير مدينة " صرين ( .
وأكد شاهد عيان رفض الكشف عن أسمه بأنه حوالي الساعة الرابعة شاهد سيارة " بيك آب " قادمة من جهة المصرف الزراعي ( طريق حلب ) بينما هو كان أمام باب منزله على الطريق الرئيسي بين المصرف الزراعي ودوار الكراج ، وأكمل قائلا عندما وصلت السيارة إليه وقفت وسأله سائق السيارة متحدثا باللغة الكردية أين تقع البوابة الحدودية ، فيقول بأنه دلّه على طريق البوابة ، وعندما أراد السائق أن يتحرك يقول رأيت بأن دولاب سيارته الخلفي كان فارغ الهواء فيقول قلت له ذلك   فأبتسم السائق وأكمل طريقه ".
ويقول الشاهد : ن – أ . ( ان مسلحو داعش تسللوا الى حارة الجمارك من الصوامع التركية ، والى حي كاني، وتمركزوا في عدة نقاط وهي " مقتلة "  و " شارع 48 "  و " شرقي كازية درويش " وقاموا بقتل كل من لقوا في الطريق فيما اخرون دخلوا كوباني قادمين من صرين  ( . 
وتقول الشاهدة أ – م  أن تنظيم داعش تسلل كذلك عن  طريق  رودكو - حلنج - كوباني مرورا بقرية برخ باطان وارتكبوا مجزرة مروعة في القرية وقتلوا حوالي 30 مدنيا من الأطفال والنساء والشيوخ ومن ثم أكملوا الطريق باتجاه كوباني )  مارين بالحواجز ومعهم مقاتلات ( نساء ) وكلهم يلبسون لباس القوات الكردية والجيش الحر وانتشروا في محيط  " مطعم كندي " و " مدرسة البنين " و" الحديقة العامة  " حتى شارع التلل والبوابة الحدودية .( الشاهدة أميرة مصطفى )   
وقاموا بنصب القناصات فوق المواقع المرتفعة وبدئوا بقتل المدنيين، كانوا يطرقون الابواب ويقتلون كل من في المنازل ونصبوا حواجز لقتل كل قادم وقتل كل من في الشوارع ( الشاهد مصطفى عبدي )  
ويضيف عبدي : بأن داعش قد قصدت المدنيين بشكل مباشر حيث قاموا بتوزيع قناصتهم بشكل دقيق جداً وخاصة على طرقات المؤدية للمشافي  " . 
 حيث قاموا بالهجوم على المدنيين في بيوتهم وهم مرتدين زي القوات الكردية والجيش الحر ودخلوا منازل المدنيين وقاموا بذبح عائلات بشكل كامل , وأكد الشاهد نجم الدين أتاش وهو  من الجرحى للمنظمة  بأن المسلحين كانوا ينادون أمام الأبواب ويقولون بأنهم من عناصر قوات الحماية الكردية ( ypg - ypj  ) وعندما يفتح المدنيين أبواب بيوت يتم قتلهم بمسدس كاتم للصوت ويتم تصفية من يوجد في تلك البيوت .
كما أكد شهود عيان بأن من بقي حياً من العائلات التي قضي عليها بالكامل قد أصابتهم حالات من الجنون والهستيريا نتيجة ما شاهدوه أمام اعينهم من قتل وذبح لأهاليهم , حيث أكد مصطفى عبدي ذلك بقوله : " نتيجة الذبح والقتل الذي حصل رأيت إمراه قد جنت وهسترت عند نزوحنا لغرب كوباني ( أشجار الحكومية )  ،  حيث تعرف أحد جيرانها عليها وقال بأنه قد تم ذبح زوجها وأولادها أمام عينها ) .
وبقى عناصر تنظيم داعش متحصنين هناك في تلك النقاط والمدنيين محاصرين في عدة نقاط من المدينة التي دخلها تنظيم داعش , واستطاعت القوات الكردية تحرير المدنيين الذين كانوا عالقين وقاموا بنقلهم بسيارات مصفحة وسيارات الإسعاف إلى خارج المدينة إلى الاشجار الحكومية حيث نزح المدنيين .
حيث بقي مئات العوائل من المدنيين الأبرياء عالقين على الحدود التركية لليلتين على التوالي دون سماح السلطات التركية لهم بالعبور والمئات أيضاً عالقين غربي مدينة كوباني .  
يؤكد الاعلامي مصطفى عبدي قائلا : ذهبت إلى منزلي الذي يقع في مقتلة على طريق حلنج والتي شهدت مجزرة ضخمة من الذبح والقنص والقتل والتصفية حيث وصل عدد القتلى في مقتلة ( حارتي ) إلى 63 قتيل ( ويسميها الإعلامي مصطفى عبدي مجزرة مقتلة ، حيث وصل يوم الخميس 25 / 6 / 2015 أعداد كبيرة من الجرحى وعددهم حوالي أكثر من 200 جريح  إلى مشفى مدينة سروج التركية  4 أشخاص منهم ماتوا متأثرين بجراحهم  وكما أكد عبدي أن عدد من الجرحى كانوا متواجدين في مدينة كوباني في مشفى الأمل ومشافي ميدانية ناهيك عن الجثث التي كانت منتشرة في شوارع كوباني واحيائها . 
وقامت القوات الكردية بتفجير مدرسة البنين ( مشفى مشته نور ) التلة الاستراتيجية  التي بسط تنظيم داعش سيطرتها عليها يوم  الخميس25/6/2015 , كما قامت القوات الكردية ايضاً بتفجير مطعم كندي التي كان تنظيم داعش يتمركز فيها عندما تسللوا إلى المدينة وهرب من بقي من تنظيم داعش  في المدينة إلى ريف مدينة كوباني .
كما قام تنظيم داعش  بارتكاب عدة مجازر في مدينة كوباني منها مجزرة " حارة حج بكو " التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح وأيضاً مجزرة قرية " برخ باطان " التي قاموا باستهدافها بعملية انتحارية اوقعت أيضاً العشرات من الضحايا  بين جريح وقتيل وحيث تجاوزت عدد قتلى مجزرة كوباني أكثر 300  قتيل منها حوالي 30 قتيل من قتلى مجزرة " برخ باطان "  اغلبهم اطفال ونساء ومسنين وتم توثيق 289 من أسماء الضحايا في الجدول المرفق .
التوصيف القانوني للعملية 
يظهر من أماكن تنفيذ المجزرة أن مخططو العملية ومنفذوها تقصدوا قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين بهدف بث الرعب والزعر بين الأهالي الآمنين وقتل وتصفية أكبر عدد ممكن من المدنيين مما يضفي على العمل صفة الأعمال الإرهابية والتي ترمي فقط إلى قتل الأبرياء بهدف بث الرعب والذعر بين الآمنين وحيث أنه ليس هناك تعريف جامع حول الارهاب والأعمال الإرهابية ولكن جميعا تجمع على أن الأعمال الإرهابية هي تلك الأعمال التي تهدف إلى بث الرعب والفزع والخوف في نفوس الآمنين ...
 كما أن المجازر التي ارتكبتها تنظيم داعش الإرهابي من حيث استهدافها المدنيين العزل وكذلك من خلال العملية الواسعة النطاق التي قامت بتنفيذه ( غالبية أحياء مدينة كوباني والعديد من القرى التابعة لها ) ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية وأن عمليات القتل المتعمد بحق المدنيين العزل أنما كانت موجه ضدهم بهذه الصفة وكما يظهر من أماكن تنفيذ العملية وجميع الحالات التي تم توثيقها أنها استهدفت أشخاص مدنيين بصفتهم هذه مما يضفي على العمل صفة الجرائم ضد الإنسانية والتي تعني اي فعل ارتكب ضمن إطار هجوم واسع النطاق موجه ضد اية مجموعة من السكان المدنيين. وتقع الجريمة ضد الإنسانية بأحد الأفعال التالية:
- القتل العمدي.
- الإبادة .
- الاسترقاق.
- إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان.
- السجن أو الحرمان الشديد.
- التعذيب.
- الاغتصاب أو الاستعباد الجنسي أو الإكراه على البغاء.
- اضطهاد أية جماعة محددة أو مجموع محدد من السكان لأسباب سياسية أو عرقية أو قومية أو أثنية أو ثقافية أو دينية.
- الاختفاء القسري للأشخاص.
- جريمة الفصل العنصري.
- الأفعال اللاإنسانية.
كما أن المنطقة هي منطقة نزاع وتناحر بين المجموعات المختلفة وخاصة بين تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) والتي تثبت حلات مقتل عناصر المجموعة انتمائهم إلى التنظيم  وبين وحدات حماية الشعب التي تبسط سيطرتها على مكان وقوع العملية إلى جانب المناطق المتاخمة والمحيطة بها وحيث أن العملية استهدفت المدنيين بصفتهم هذه دون غيرها مما يضفي على العمل صفة جرائم الحرب.
 حيث تتكون جريمة الحرب من ركنين أساسيين هما: 
الأول :  توفر حالة الحرب ، وارتكاب أحد الفعال التي تمنعها قوانين وأعراف الحرب ، ومن أهم الأفعال المادية التي تشكل جريمة الحرب هي: 
- الانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف .
- القتل العمد 
- التعذيب والمعاملة اللاإنسانية بما في ذلك التجارب البيولوجية .....،
- تعمد إحداث معاناة جسيمة أو إلحاق إذا خطير بالجسم أو الصحة.
الثاني : الركن المعنوي ، 
توفر القصد الجنائي العام فقط تكفي لقيام الجريمة ويتمثل القصد العام بالعلم والإرادة .
وفي هذه الحالة يكفي الركن العام أي علم الجاني بارتكاب الجريمة وإرادة ارتكابها ،ووفق نص المادة الثامنة من نظام روما الأساسي والذي يعتبر نظام المحكمة الجنائية الدولية فان المحكمة مختصة بالنظر في الجرائم التي تعتبر جائم الحرب.
 كما إنه ووفق فصل المادة الأولى من الاتفاقية الخاصة بعدم تقادم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية فان كلا الجريمتين جرائم الحرب والجرائم ضد الإنساني لا يسري عليهما التقادم بصرف النظر عن وقت ارتكابها.
 وكذلك فان العملية أنما استهدفت مجموعة عرقية بذاتها بحكم صفتها هذه كون المجازر التي ارتكبتها تنظيم داعش الإرهابي ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية بحق المكون الكردي على اعتبار أن مدينة عين العرب (كوباني وريفها هي منطقة كردية) وأن عمليات القتل المتعمد بحق المدنيين العزل أنما كانت موجه ضدهم بهذه الصفة بهدف قتل وتصفية أكبر عدد ممكن من أبناء هذا المكون فهي بهذه الصفة أنما تندرج ضمن جرائم الإبادة الجماعية وفق ما تنص عليه جريمة الإبادة الجماعية وتعني اي فعل يرتكب بقصد اهلاك جماعة قومية او اثنية او عرقية او دينية اهلاكاً كلياً او جزئياً ،ومن ذلك:
-  قتل افراد الجماعة.
-  إلحاق ضرر جسدي أو عقلي بهم.
-  اخضاعهم عمداً لأحوال معيشية مزرية....... الخ 
وهذه بعض من شهادات المدنيين الذين كانوا متواجدين في مدينة كوباني عندما تسللت تنظيم " داعش " إلى المدينة في 25 / 6 / 2015
الشهادة رقم : ( 1 ) 
الاسم : الإعلامي مصطفى عبدي - مواليد : 1979
العمل : مدير إذاعة إرتا أف أم في كوباني - التحصيل العلمي : الهندسة الزراعية / دمشق
الإقامة : كوباني  -  هـ : 05386047935
في حوالي الساعة 4.45 صباحاً سمعت صوت إطلاق رصاص كثيف حين كنت نائماً في المنزل القريب إلى البوابة الحدودية , فتواصلنا مع الأصدقاء , وتواصلت مع وزير الهيئة الداخلية في كانتون كوباني ومع القيادي العسكري في شمس الشمال " أبو الليل " وأيضاً لم يكونوا على علم بشيء فنزلت حوالي الساعة الخامسة إلى الشارع وأصوات الرصاص لم تهدأ بعد وإنما في تصاعد .
هنا سمعنا صوت انفجار ضخم بعد الساعة الخامسة بدقائق فكانت كاميرتي معي واتجهنا إلى البوابة الحدودية وعندما وصلنا إلى البوابة رأيت جثة على الأرض ( محترقة ) , فأول ما بدأت التصوير قال لي أحد عناصر الاسايش : " لا تصور " فعدنا إلى نفس مكاننا في الشارع وهنا علمنا بأن هذه الاشتباكات هي هجوم من تنظيم داعش) .
فعدت إلى البيت حيث لم  يبقى أحد في الشارع وأصوات الرصاص مستمرة وفي تصاعد واصوات الانفجارات , بقيت في المنزل حتى الساعة العاشرة وكان منزلنا في الطابق الثالث وهنا بدأنا نسمع أصوات الرصاص تضرب جدران البناية التي نحن فيها وأيضاً أصوات التفجيرات فنزلنا من منزلنا إلى الطابق الاول إلى منزل جيراننا حيث الساعة الواحدة ظهراً وحينها سمعنا صوت انفجار ضخم قريب جداً من منزلنا , وقتها أحسسنا بأننا تحت النيران مباشرة وهناك استهداف للبناية فنظرنا من النافذة فرأينا هناك عائلة متجهة باتجاه الناحية الغربية من كوباني .
فخرجنا إلى الشارع مع الناس والمدنيين المتجهين إلى غربي كوباني حتى وصلنا إلى الأشجار .
وبقينا هناك مدة يومين متتاليين واثناءها كنا نسمع بأنه تم ذبح فلان والعائلة الفلانية , ووصل إلى هناك عدد من الجثث وقمنا بدفنها وأيضاً كان هناك أعداد قليلة من الجرحى .
ونتيجة الذبح والقتل الذي حصل رأيت إمراه قد جنت وهسترت على خالص وأثناء تأمين الطعام تعرف أحد جيرانها عليها وقال بأنه قد تم ذبح زوجها وأولادها أمام أعينها .
وهنا حاجز الاسايش منع الناس من الخروج من المدينة الغربي حيث أن المدينة حولها خندق كبير وفي كل جهة من المدينة وعلى الخندق هناك حاجز للأسايش  , لم يكن هناك خدمات من حيث الطعام والماء ، وعدد النازحين هناك تقريباً حوالي 200 عائلة .
نتيجة الجوع عدنا في اليوم الثالث إلى المنزل وبدأت الأهالي بالعودة وأثناء ذلك تم تفجير مدرسة البنيين (مشفى مشته نور ) فذهبت بعد الانفجار مع كاميرتي إلى مكان الانفجار فرأيت الجثث في محيط المدرسة وايضاً جثث المدنيين المرميين في الشوارع حيث تم قنصهم بقناص داعش وأيضاً مدرسة البعث واكسبريس ومقتلة ومطعم كندي حيث ان هذه النقاط كانت نقاط تمركز داعش أثناء بدأ العملية في كوباني.
 وخلال أربع أيام لم يكن هناك حركة مطلقاً في المدينة حيث المحلات المغلقة والعالم خائفون ومختبئون في منازلهم وأصحاب الجثث من المدنيين قاموا بدفن موتاهم .
وبعد اليوم الرابع عادت الحركة قليلاً إلى المدينة وهناك بدأت عملية النزوح من المدينة باتجاه تركيا من خلال التهريب أو من البوابة بشكل رسمي .
ويؤكد الإعلامي مصطفى عبدي : " بأن هناك في كل عائلة شهيد ولدى كل عائلة قصص مرعبة من حالات الذبح والقتل والتصفية التي عاشوها بنفسهم .
ويتابع عبدي فذهبت إلى منزلي الذي يقع في مقتلة على طريق حلنج والتي شهدت مجزرة ضخمة من الذبح والقنص والقتل والتصفية حيث وصل عدد القتلى في مقتلة  حارتي  إلى 63 قتيل)  ( ويسميها الإعلامي مصطفى عبدي  مجزرة مقتلة (ويتابع عبدي وأثناء ذهابي من منزل صديقي الذي كنت اسكن معه إلى منزلي رأيت في الطريق دوائر الدماء في عدة نقاط حيث أكد المتواجدين هناك بأن هذه الدوائر نتيجة نزيف الجرحى الذين لم يتم إسعافهم مباشرة .
والجثث التي رأيناها في المدينة كانت قد انتفخت نتيجة بقائها على الأرض لمدة أكثر من يومين كان من بينهم جثث للأطفال والنساء والعجزة والمعاقين .
يقول عبدي بأن داعش قد قصدت المدنيين بشكل مباشر حيث قاموا بتوزيع قناصتهم بشكل دقيق جداً وخاصة على جميع أسطح المشافي في كوباني ويسميها " مصطفى " بأنها مجزرة استهدفت فيها داعش المدنيين بشكل إرهابي ولم يسعى داعش من خلال هذه المجزرة إلى تدمير المدينة وإنما سعى إلى تدمير الإنسان , والشعب عاد إلى المدينة بعد كل الدمار الذي خلفه داعش وهو اقتلاع كوباني بشراً وحجراً ويسميها  بطوفان كوباني .
     انتهت الشهادة 
الشهادة رقم :   ( 2 ) 
الاسم : ك – ح – ح 
العنوان : تم إخفاء الاسم والعنوان ورقم الهاتف بناء على طلب الشاهدة 
تقول السيدة : ك ح ح ،  التي تبلغ من العمر 27 عاما بينما كنت غارقة في النوم استيقظت على صوت طلقات مكثفة وذلك في تمام الساعة الخامسة صباحا .
في البداية اعتقدت انا وأهلي بأن صوت الطلقات يمكن أن يكون احتفالاً بتحرير بعض القرى الغربية ولكن حين اشتدت الاشتباكات وكثرت الاصوات حينها تيقنا بأن داعش قد دخلت كوباني من جديد .وما هي إلا لحظات حتى سمعت انا واهلي عويل النساء وصراخ الجيران واصوات التكبير حينها اشتد الرعب في نفوسنا , وبقيت انا وعائلتي محاصرين دون امتلاكنا اي سلاح داخل المنزل , لذا اضطررنا لثقب الجدار الذي بيننا وبين جيراننا وذلك لأن جيراننا كانوا يملكون سلاح للدفاع عن نفسهم في حال الضرورة وهكذا بقيت انا وعائلتي محاصرين حتى الساعة السابعة مساءً حينها كانت الاشتباكات قد خفت قليلاً لذا هربنا نحن وجيراننا مسرعين إلى حارة أخرى أقل خطورة وأقل صوتاً وخلال هروبنا من حارتنا إلى حارة أخرى رأيت انا وعائلتي وجيراننا بأم أعيننا كيف أن جيراننا الأخرون مستلقون على الأرض في الشارع وعلى الأرصفة وأحد الشبان من الجيران كان مقتولاً في سيارته التي كان يحاول بها نقل أهله المقتولين إلى المشفى ظناً منه ان يكون أحد من أهله حياً وهكذا بقيت انا وعائلتي محاصرين في الحارة الأخرى لمدة يومين متواصلين معتمدين على الأغذية المتوفرة في المنزل 
وعندما تم تفجير المدرسة التي كانت بجوار منزلنا والتي كان يتمركز فيها عناصر إرهابية حينها عاد الأطمئنان قليلاً إلى نفوسنا وعدنا إلى منزلنا من جديد , ولكن الشعور بالخوف والرعب والهلع لم يفارقنا قط وحتى الأن لانزال نحن وجيراننا نجتمع في المساء في منزل جار محدد لننام هناك سوياً خوفاً من هجوم آخر وتقليلاً للذعر الذي نعانيه .
     انتهت الشهادة 
الشهادة رقم :  ( 3 ) 
الاسم : س – ش – ش  مواليد : 1990 م
العنوان : كوباني – تم إخفاء العنوان بناء عل طلب الشاهدة 
تقول ( س )  بينما كنت غارقة في النوم استيقظت على أصوات طلقات رصاص مكثفة وتفجير في آن واحد وللحظات سمعنا صوت تشفيط السيارات في حارتنا وذلك في تمام الساعة 4.45 صباحاً .
كنا نائمين على السطح وحين سمعنا أصوات عويل النساء هربنا مسرعين إلى الشارع لنتفقد حقيقة ما يجري وحين فتحنا الباب وإذ بطلقات مكثفة وأحد من جيراننا مستلقياً في وسط الشارع حينها هربت أنا وأخته مسرعتان إليه لنتفقد إن كان حياً أو ميتاً بينما كنا نتفقده وإذ بثلاث طلقات تصيب جارتي التي معي والتي تكون أخت ذاك الشاب المستلقي في وسط الشارع .
تقول ( س )  حينها هربت أنا وتلك الفتاة المصابة إلى بيتهم وحاولت أن أوقف نزيف الفتاة تاركين وراءنا الشاب المصاب في وسط الشارع إلى أن خف صوت الرصاص وأتت سيارة وأخذت الشاب المصاب وأخته إلى المشفى وذلك خلال الساعة الواحدة ظهراً .
وخلال الساعة الرابعة عصراً أتوا وحدات حماية الشعب بسيارة كبيرة واخرجت جميع الأهالي في تلك الحارة إلى خارج كوباني حيث المكان الأقل خطورة .
بقيت ( س )  وأهلها والعديد من جيرانها لمدة يومين متواصلين في البراري وفي اليوم الثالث عادوا إلى منازلهم حيث شاهدوا التخريب والدمار في حارتهم بالإضافة إلى بقع الدماء على الأراضي والجدران .
عادت ) س ( إلى بيتها ولكن الرعب والخوف لم يفارقها قط والشعور بهجوم جديد يراودها دائماً وتضيف قائلة : " نتوقع الموت في أي لحظة ولكن مغادرة البلاد أيضاً ليس بحل " .
   انتهت الشهادة 
الشهادة رقم :  ( 4 ) 
الاسم : م – م – ع  . تم أخفاء معلوماته بناء على طلب الشاهد 
بعد الانتهاء من الحرب وتحرير مدينة كوباني بعد الهجمة الشرسة من قبل داعش عدت أنا إلى مدينة كوباني وتوظفت لدى ...... وكانت عائلتي معي وعملنا كمنظمة في المجال الإنساني وكنت أعمل : كـ .... ، وحيث كانت أوضاع المدينة أمنة تماماً ولا يوجد هناك مشاكل بل على العكس تماماً أصبح الاستقرار تاماً والمدينة تنبض بالحياة يوماً بعد يوم .
وفي ليلة 25 / 6 / 2015  تسحرت حوالي الساعة 3 قبل آذان الفجر ونمت بعدها مباشرة وفي حوالي الساعة 4.50 صباحاً سمعت فجأة اصوات الرصاص الكثيف المتقطع من مناطق مختلفة , فظننت بأن القوات الكردية قد حررت مدينة "  صرين " التي تقع جنوب مدينة كوباني بعد تحريرها لمدينة " عين عيسى " الواقعة جنوب شرق كوباني , فظننت بأن إطلاق الرصاص ما هو إلا احتفال بتحرير مدينة " صرين " ولم أعطي اي اهتمام وعدت مجددا للنوم .
وفي الساعة 5.20 صباحاً سمعت صوت انفجار ضخم وكبير حيث إن منزلي قريب من البوابة الحدودية التركية السورية بمسافة 300 متر تقريباً وهناك استيقظت مرعباً من قوة صوت الانفجار حيث كنت نائماً على برندة  منزلي في الخارج فدخلت إلى المنزل خوفاً من الرصاص الطائش حيث بدأ إطلاق رصاص كثيف واصوات عويل النساء وبكاء الأطفال فهنا تيقنت بأن هناك مشكلة كبيرة تحدث في المدينة وقريب من البوابة الحدودية وهنا خفت على زوجتي "الحامل" حيث أنها كانت خائفة ومرعوبة بشدة فأخرجت زوجتي من المنزل وأخذتها إلى منزل جدي الذي يبعد عن منزلي مسافة 100 متر جنوباً .
وأثناء اصطحابي لزوجتي إلى منزل جدي كان الرصاص يمطر من السماء ويصطدم بجدران المنازل والبنايات وقبل وصولي لمنزل جدي رأيت إمراه تحمل ابنها المصاب والذي كان ينزف بشدة متجهاً إلى داخل المدينة ومن ثم رأيت جاري أمام باب منزله فسالته ما الذي يحصل , فقال لي قبل الانفجار بلحظات أو دقائق رأيت سيارة تويتا وإطاره مضروب متجه نحو البوابة الحدودية قادمة من شرق حارة الجمارك القريبة للبوابة الحدودية .
 حيث تمكنت من ايصال زوجتي لمنزل جدي واقفلنا الأبواب والشبابيك وهنا سمعنا اصوات من الخارج تقول بأن القوات الكردية قد وصلت إلى الحارة , واصبحت القوات الكردية تنادي وتقول للناس لا تخرجوا من منازلكم .
حاولت أن أصعد إلى أعلى منزل جدي من خلال الشقوق الموجودة على الجدران ونظرت للخارج حيث كان هناك في الشارع القوات الكردية ينظرون ويصوبون اسلحتهم نحو المطعم الكندي الذي يقع شرقي الكراج ) كراج كوباني ( مسافة 50 متر تقريباً ويبعد عن منزل جدي حوالي 10 امتار اي تقع في الجهة المقابلة لبيت جدي .
وكانت القوات الكردية تصرخ بصوت عالي وباللغة العربية وتقول : " سلموا انفسكم سلموا انفسكم  " وما هي إلا لحظات وأصبح الرصاص يمطر من أسلحة القوات الكردية باتجاه المطعم وبقينا لمدة نصف ساعة , وحتى اصبحت الساعة حوالي 6.30 صباحاً تقريباً سمعنا صوت انفجار آخر ضخم ولشدة قوة الصوت شعرت وكأنه في منزلنا وهنا وخلال لحظات لم يبقى ولا عنصر من القوات الكردية في الشارع حيث إنهم اختبئوا في المنازل يراقبون المطعم .
وازداد الخوف والرعب في داخلنا حيث إننا قريبون جداً من الحدث , فخرجت أنا وعمي من المنزل ولم نرى أحد في الشارع وكان جيراننا قد خرجوا من منازلهم ومن الحارة , وبحدود الساعة السابعة صباحاً أخرجنا كل العائلة بسيارة عمي واتجهنا نحو الجهة الغربية حيث تم التواصل معنا من الأصدقاء والجيران وقالوا لنا علينا الخروج بسرعة والاتجاه إلى غربي كوباني بين اشجار الحكومة حيث إنها تقع غربي كوباني مباشرة على طريق جرابلس .
وعندما خرجنا من منزل جدي وبشكل مرعب , حيث إننا خرجنا من الشارع الخلفي على طريق ترابي الذي يصل إلى الوادي " كوله " الذي تقع غربي كوباني وهنا صادفنا حاجز للقوات الكردية كانوا مختبئين عندما رأونا خرجوا وصوبوا أسلحتهم باتجاهنا واطلقوا بعض الرصاص في الهواء فخرجنا من السيارة رافعين ايدينا ولم نكن نعرف من هم حتى رأيت شخص منهم وهو من كوباني فعلمت إنهم القوات الكردية , فقالوا لنا :  لم يبقى أحد في هذه المنطقة من أنتم ؟ فقلنا لهم إننا مدنيين من أهل كوباني وهنا قالوا لنا ارجعوا من حيث أتيتم ولكن أحدهما عرف عمي وقال لهم بأنهم مدنيين ومعهم نساء , و قالوا لنا لدينا مصاب خذوه معكم , فاتجهنا إلى أشجار غربي كوباني وسلمنا المصاب إلى أحد أقاربه هناك حيث أوصله بموتور / موتور سيك إلى المشفى العسكري .
وعند وصولنا إلى الأشجار أخبرنا الجيران بأن داعش كانت موجود في الشارع الموجود خلف منزلنا مباشرة .
وبقينا ذلك اليوم كله والليل بأكمله هناك وفي صباح اليوم التالي 26 / 6 / 2015  عدت للمدينة كي أجلب الطعام للأهل حيث أن المدينة كانت خالية تماماً من سكانها فوصلت إلى دوار الكراج ووجدت بعض محلات الخضرة مفتوحة هناك ولا يوجد فيها أحد , فأوقفني صارخاً أحد عناصر القوات الكردية المختبئين هناك وقال لي : ماذا تفعل هنا ؟ فقلت له : نتيجة جوع الأهل هناك أتيت لأخذ بعض الطعام , فقال لي : متر آخر ويقبض عليك عناصر داعش , حيث أن المكان قريب جداً من مطعم كندي الذي يختبئ فيه عناصر وقناصة داعش , فقال لي بأنه يتم توزيع الطعام في المخيم الذي يقع غربي الأشجار فأذهب إلى هناك ولكنني أخذت الخضرة وبعض الطعام من المحل وعدت أدراجي ,وبعد مسافة قليلة باتجاه الغرب رأيت عنصر آخر من القوات الكردية فقال لي ابتعد بسرعة لأنه ما هي إلا لحظات وسيتم تفجير المطعم من قبل قواتنا إلا أنني وصلت إلى الأهل وبقيت هناك ذلك اليوم حتى المساء.
حيث كان منزل أحد أولاد عمومتي قريب جداً من الأشجار فذهبنا إليه وبقينا لديه تلك الليلة , حيث كان جدي الطاعن في السن باقي لمدة ثلاثة ايام بدون دوائه واصبحت حالته متدهورة, وفي نفس الليلة قام الأهالي من تلقاء أنفسهم بترتيب مجموعات حراسة حول الناس المتواجدة هناك .
حيث كنا نسمع بأنه قد تم ذبح فلان والعائلة الفلانية وقريب فلان وهنا أردنا الدخول إلى تركيا ولكن القوات الكردية منعتنا الخروج من تلك المنطقة لا باتجاه الحدود التركية ولا باتجاه قرى ريف كوباني حتى لا نلجأ إلى تركيا .
وفي اليوم الرابع 29 / 6 / 2015  عدت لوحدي إلى المنزل وعندما وصلت إلى شارع منزلي رأيت جثتين أما مطعم الكندي الذي فجروه القوات الكردية وجثتين أمام باب منزل جدي .
فدخلت المنزل رويداً رويداً خوفاً من وجود عناصر داعش أو مفخخات تم زرعها لأن باب المنزل كان مفتوحاً على مصرعيه ففتشت المنزل كاملاً ووجدت بأنه قد تم سرقة مولدتين كهربائيتين فأخذت أدوية جدي من المنزل وأغلقت الأبواب عائداً إلى منزل ابن عمي حيث يتواجد العائلة وعائلة جدي وبقينا تلك الليلة أيضاً في منزل ابن عمي .
وفي اليوم الخامس 30/6/2015 وبعد تمشيط الحارة بالكامل من قبل القوات الكردية ,أعلمونا بأن المنطقة آمنة وتستطيعون العودة إلى منازلكم واخبرونا بأنه خلال نصف ساعة سيتم تفجير مركز أطباء بلا حدود الذي يتمركز فيه عناصر داعش نتيجة موقعه الاستراتيجي , وتم تفجير المشفى بعد نصف ساعة تماماً ولكن كنا نسمع من المدنيين بأنه لا يزال هناك في المدينة عناصر داعش مختبئين في المنزل لذا كنا نحن الرجال نقوم بحراسة في الحارة والشارع .
وبدأ الناس يرفعون جثث الشهداء من المنازل حيث كان هناك من بين المدنيين من تم قتله بالقناص وهناك من قتل مذبوحاً في المنازل ومن أقربائي تم قتل واستشهاد :
- محمد محو مسلم عمره حوالي 55 سنة من قرية محك 
- محمد مسلم محمد علو عمره حوالي 27 سنة من قرية محك
- حج بوزان خليل عمره حوالي 58 سنة وزوجته    
  انتهت الشهادة 
رأي المنظمة :
        اننا في المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD) , ندين ونستنكر اعمال العنف الدموي والتفجيرات الارهابية والقصف العشوائي والاشتباكات الدموية التي تضرب مختلف المناطق والقرى السورية عموما, وفي المناطق الكردية خصوصا, حيث يتم ارتكاب ابشع انواع القتل وافظع الجرائم البربرية بحق الانسانية والتاريخ البشري عبر استخدام مختلف صنوف اسلحة التدمير وادوات القتل والتفجيرات الدموية والقصف العشوائي، حيث أن هذه الممارسات والإجراءات اللاإنسانية أصبحت تتخذ أشكالا واضحة من الاضطهاد والتطهير العرقي. وكان اخرها بتاريخ 25/6/2015 وقوع عدة مجازر وحشية في ريف وقرى مدينة كوباني ( عين العرب )  الواقعة في ريف حلب الشرقي .      
كما أننا ، إذ نعلن عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا والمتضررين, ونتوجه بالتعازي القلبية والحارة لجميع من قضوا من المواطنين الكورد السوريين, متمنين لجميع الجرحى الشفاء العاجل، ومسجلين إدانتنا واستنكارنا لجميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال والاختفاء القسري المرتكبة من قبل مسلحي تنظيم داعش , في مدينة كوباني وقراها. كما نناشد جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعب سوريا ومستقبل المنطقة ككل، ونطالبها بالعمل الجدي والسريع للتوصل لحل سياسي سلمي للازمة السورية وإيقاف نزيف الدم والتدمير.
التوصيات :
1 -  تتوجه المنظمة  الى المجتمع الدولي ,الذي تبنى قرار مجلس الامن الدولي الجمعة1582014 الذي صيغ تحت الفصل السابع باستهداف "الاسلاميين المتطرفين" في سوريا والعراق, بتجاوز التقنيات التقليدية المعتمدة لمكافحة الإرهاب والقائمة على استعمال القوة على غرار الضربات الجوية التي تستهدف مناطق عمل المجموعات الإرهابية، وتصفية قادتها وأعضائها، والدخول في معارك مباشرة مع أنصارها، واتخاذ خطوات قسرية جماعية بحقّ أتباعها المحتملين, فهذا الاسلوب في مواجهة الدولة الإسلامية, يجب ان يتكامل مع تطوير الأساليب المعتمدة لمكافحة الإرهاب في التعاطي مع هذا النوع من الإرهاب المتطوِّر. فالتدخل الخارجي لن يكون كافياً في المعركة ضد الدولة الإسلامية. أن لم يكن متزامناً مع الكشف عن الاسس والمنطلقات التي تعتمد عليها التنظيم، وعلى داعمي وممولي التنظيم, ماديا ومعنويا واعلاميا وسياسيا, وتعرية رواية التنظيم  المفضّلة بالخلافة الاسلامية وضرورتها لشعوب المنطقة من اجل تطورها وتنميتها. وذلك عبر توضيح أعمال المجموعات الإرهابية والإجرامية للمجتمعات المحلية. كما ينبغي تفكيك رواية التنظيم عبر الإضاءة على عدم تطابق عقيدته مع قيم الإسلام. ويجب إبطال سلوك الدولة الإسلامية كما لو كانت دولة قائمة بحد ذاتها.
 - كما تتوجه الى المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته الانسانية تجاه المدنيين الذين يكونون ضحايا هجمات تنظيم داعش وسيطرتها على المدن والبلدات وافراغها من سكانها اللذين أصبحوا نازحين في العديد من المدن الأخرى  .
2 – تشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف على كيفية تسلل تنظيم داعش إلى المدينة وريفها وارتكاب المجزرة لكي لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى .
3 – تشكيل لجنة قانونية لتعويض الضحايا وذويهم عن هذه المجزرة المروعة .
4 – التوجه إلى جميع أطراف النزاع في سوريا من اجل تحييد المدنيين عن جميع أشكال الصراع والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة . 
5 - الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل ونزيف الدم في الشوارع السورية عموما, وفي المناطق الكردية خصوصا, آيا كانت مصادر هذا العنف وتشريعاته وآيا كانت أشكاله دعمه ومبرراته.
6 - الوقف الفوري لكافة الممارسات العنصرية والقمعية التي تعتمد أساليب التطهير العرقي بحق الأكراد السوريين.
7 - العمل الشعبي والحقوقي من كافة مكونات المجتمع السوري, وخصوصا في المناطق  ذات الأغلبية الكردية, من اجل مواجهة وإيقاف المخاطر المتزايدة جراء الممارسات العنصرية التي تعتمد التهجير القسري والعنيف من اجل إفراغ المناطق الكردية من سكانها الأصليين, والوقوف بشكل حازم في وجه جميع الممارسات التي تعتمد على تغيير البنى الديمغرافية تحقيقا لأهداف ومصالح عرقية وعنصرية وتفتيتيه تضرب كل أسس السلم الأهلي والتعايش المشترك.
8 - وكون القضية الكردية في سوريا هي قضية وطنية وديمقراطية بامتياز، ورمزا أساسيا للسلم الأهلي والتعايش المشترك, ينبغي دعم الجهود الرامية من أجل إيجاد حل ديمقراطي وعادل على أساس الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، ورفع الظلم عن كاهله، وإلغاء كافة السياسات التمييزية ونتائجها، والتعويض على المتضررين  ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباٍ، بما يسري بالضرورة على جميع المكونات السورية والتي عانت من سياسيات تمييزية متفاوتة.
9 - تلبية الاحتياجات الحياتية والاقتصادية والإنسانية للمدن المنكوبة وللمهجرين داخل البلاد وخارجها، وإغاثتهم بكافة المستلزمات الضرورية.
10- قيام المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن قيم المواطنة وحقوق الإنسان و النضال السلمي، باجتراح السبل الآمنة وابتداع الطرق السليمة التي تساهم بنشر وتثبيت قيم المواطنة والتسامح بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، على أن تكون ضمانات حقيقية لصيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن لجميع أبنائه بالتساوي دون أي استثناء.
شكر وتنويه : تتقدم المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD ) بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إنجاز هذا التقرير وتتقدم بشكر خاص إلى الشهود الذين كان لشهادهم الدور الأبرز في إنجاز هذا التقرير.
كما أن المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD ) ترحب بأي شهادة أو معلومات عن هذه المجزرة أو أية انتهاكات أخرى على البريد التالي : dadorg1@gmail.com   وستكون اي معلومة التي يتم تزويدنا بها محل تقدير واحترام  وستكون بيانات الشهود الشخصية محل سرية تامة .

القامشلي في 13 / 7 / 2015 
المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD ) 

لقراءة التقرير كاملا مع جدول اسماء الضحايا الذين تم توثيقهمانقر هنا:

بعض صور ضحايا المجزرة :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات