إنّ تسلّل تنظيم داعش الإرهابي إلى كوباني، وإرتكابه لمجازر تطهير عرقي يرتقي إلى جرائم الحرب ضد الإنسانية بحق المدنيين الكورد العائدين لتوهم من المهاجر إلى ديارهم، يندرج في إطار الخرق الأمني الفاضح والمريب للجهة التي من المفترض بها أن تقوم بحماية كوباني وريفها، ويوحي إلى تأجيج الصراع القوموي (العربي ـ الكوردي) الذي يخطط له نظام الأسد وبعض الشوفينين المجَيِّشين لإفتعال فتنة عرقية عبر مداهمة ديار أهالي كوباني الآمنين وذبح المئات منهم خلال اليومين الماضيين.

ولعلّ هذه الغزوات الداعشية التي باغتت الكورد في كوباني وتداهم الحسكة في نفس الوقت، تثبت بأن قوات حزب الإتحاد الديمقراطي PYD لا يستطيعون الدفاع عن كوردستان سوريا وحدهم رغم تنسيقهم مع نظام الأسد ومساعدة التحالف الدولي لهم، وإن هذه المستجدات الميدانية الخطيرة تفرض على PYD قبول مبدأ الشراكة، وتغدو الحاجة ماسة إلى دخول "بيشمركة روزآفاي كوردستان" وتشكيل قوة عسكرية كوردية تقوم بواجب الدفاع عن شعبنا ومناطقنا الكوردية بشكل جماعي بعيداً عن إستفراد أي طرف بهذه الساحة الملتهبة.

إننا في الوقت الذي نعزي فيه أنفسنا بشهداء كوباني ونتمنى الشفاء لجرحاها، نشجب وندين هجمات داعش على كوردستان سوريا، ونطالب المجتمع الدولي بحماية المدنيين الكورد، ونهيب بالمجلس الوطني الكوردي للقيام بدوره عبر تكثيف جهوده في الداخل والخارج لإعطاء هذه المرحلة المصيرية حقها الدبلوماسي والعسكري، ونعتبر بأن رفض PYD لمشاركة أي طرف كوردي آخر بالدفاع عن كوردستان سوريا وحمايتها، يثبت بأن لدى هذا الحزب أجندة غير كوردية أو أنه يفضل أجنداته الحزبية على مصلحة شعبنا الكوردي.