القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 359 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: مشاهدات ( مجزرة عامودا ) 1/3

 
الثلاثاء 23 حزيران 2015


مظلوم قرنو
 
عامودا بلدة كوردية تقع في شمال غرب سوريا على الحدود التركية ، وهي من البلدات السورية الاوائل التي شاركت وانخرطت بالثورة السورية منذ بدايتها ، وعبر نشطاءها وشبابها عن انفسهم بالمظاهرات السلمية ، وكانت محط أنظار الثوار في سورية ، وهي المدينة الاولى التي حطمت تمثال حافظ الأسد لمرتين متتاليتين ولأول مرة في سوريا في عام ، والمرة الثانية أثناء اغتيال الشهيد مشعل تمو . وحاول النظام كثيراً إخماد نار الثورة ، ولكنه كان يفشل في كل مرة ، بسبب إصرار وإرادة شبابها على نيل الحرية والكرامة ، وإسقاط النظام . إلاّ أنّ النظام لم يفلح  بمحاولاته ، مما اضطر لتسليم المناطق الكوردية لمسلحي حزب اتحاد الديمقراطي ، جناح  حزب العمال الكوردستاني ، و وفرّ لهم كافة وسائل الدعم من العتاد والاسلحة والأموال . كل ذلك لقمع الثورة والانتقام من عامودا ومعقابة أهلها .


 في الفترة الاولى من تسليم المناطق الكوردية لميليشيا ب ي د ، لم يكن لديهم القوة والتنظيم لقمع الثورة ، فقط كانوا يقومون بمهاجمة المظاهرات السلمية ، وشتم وتخوين نشطاء المدينة واتهامهم بالعمالة لآردوغان وللسلفيين ، وقيامهم بتشكيل مجموعات تقوم بخطف الناشطين واقتيادهم لجهات مجهولة ، والاعتداء عليهم بالضرب ، وتهديدهم بالقتل ، وكانوا يرسلون الرسائل التهديدية عن طريق الكتابة على جدران منازل الناشطين ، أو إرسال رسائل تهدد بقتلهم وتصفيتهم . 
كل هذا السلوك العدائي للنشطاء ، لم يفلح في قمع روح الثورة في عامودا ، مما اضطرت هذه الميليشيات باستخدام طرق اخرى أكثر تنظيماً ووحشية ، حيث قامت في يوم الاثنين المصادف لـ // ، بتطويق مدينة عامودا ، واقتحامها من كل الاتجاهات بأكثر من مسلح ، وأغلبهم " الملثمين " ، ممن يتكلمون اللغة العربية ، توزعوا في أحياء وشوارع البلدة ، ونصبوا حواجز تفتيش ، وطلبوا من المارة الأوراق الثبوتية الشخصية ، وتفاجأ أهالي عامودا بهذا الحدث الغريب من نوعه في تاريخ هذه البلدة .
في هذا اليوم ، اعتقلوا ثلاثة ناشطين من البلدة ، ووجهوا إليهم تهمة تجارة الحشيش والمخدرات ، مما دفع أهالي عامودا الخروج في مظاهرات عارمة تندد بوحشية هجوم مسلحي ب ي د على المدينة ، واعتبروا هذا الإجراء إهانة لسكانها ، كما اعتبروه انتقاماً لتاريخها ووقوفهم مع الثورة السورية ، وحاول وجهاء وقيادات الحركة الكوردية في عامودا ، حل المشكلة عن طريق الحوار  وطلبوا منهم إطلاق سراح المعتقلين ، إلاّ أن المحاولات باءت بالفشل ، مما اضطر نشطائها أن يعبروا عن احتجاجهم عن طريق إقامة خيمة للأضراب عن الطعام ، تضامناً مع المعتقلين . كما كثّف النشطاء من وتيرة المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات ، وتركّزت المطالبات بالإفراج عن المعتقلين ،  إلاّ أنهم لم يطلقوا سراحهم ، واستمرت المظاهرات  والاحتجاجات لعشرة أيام ، أُفرج على أثرها عن ناشط واحد من المعتقلين الثلاثة ، وقد تحدث في اجتماع احتجاجي جماهيري  عن وضعه وأوضاع زملائه في المعتقل ، والوضع الصحي السيء لزميلهم سربست نجاري . 
بعدئذٍ توجهت المظاهرة باتجاه خيمة المضربين عن الطعام ، وكان عدد المتظاهرين يفوق  سبعة الاف شخص ، وقبل وصولها للمكان المحدد ، تفاجأ النشطاء بسيارات عسكرية محملة بأشخاص مسلحين ، وسيارات محملة برشاشات الدوشكا ، تحاول أن تقتحم وسط المظاهرة ، وتم استفزاز المتظاهرين بإطلاق الرصاص لتفريق المتظاهرين ، الذين كانوا يرفعون شعارات مناهضة لهم .  وبعد أن اجتازوا المظاهرة ، تجمعت السيارات المسلحة ، وتمركزت في وسط الشارع ، وقاموا باستهداف المتظاهرين بالرشاشات الخفيفة والثقيلة ، واستشهد في ذلك الحين كل من سعد سيدا ،  ونادر خلو و شيخموس وتم جرح عشرات الاشخاص ، من بينهم الناشط عزيز قرنو ، والناشط  سوار حتو  .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.5
تصويتات: 8


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات